صفقة فابينيو تكشف جدية ليفربول في الفوز ببطولات

المدافع البرازيلي كان عاملاً محورياً في تتويج موناكو بطلاً لموسم 2016 - 2017 الفرنسي

فابينيو عندما كان يسطع في موناكو
فابينيو عندما كان يسطع في موناكو
TT

صفقة فابينيو تكشف جدية ليفربول في الفوز ببطولات

فابينيو عندما كان يسطع في موناكو
فابينيو عندما كان يسطع في موناكو

في تصريح له في ديسمبر (كانون الأول)، اعترف المدافع البرازيلي فابينيو بأن «موسم الانتقالات، وحتى الشهر التالي له كان فترة عصيبة بعض الشيء، فقد كان لزاماً علي الرحيل، لكنني لم أرحل فعلياً وما إلى غير ذلك. إلا أنني لا أفكر إزاء هذا الأمر بعد الآن. لقد قلبت هذه الصفحة».
بعد ذلك بما يزيد قليلاً على ستة شهور، نال اللاعب، الذي كان قد غادر في صباه منزله قرب ساو باولو متجهاً إلى أضواء ريو، ما كان يحلم به. وفي تلك الأثناء، لم تتمالك زوجته، ريبيكا تافاريس، فرحتها أثناء تصويرها الطائرة الخاصة التي قدمت خصيصاً لنقله من مدريد إلى ليفربول، الاثنين الماضي، في مقطع مصور نشرته لاحقاً عبر موقع «إنستغرام». ويبدو صوت الزوجة واضحاً في الفيديو وهي تسأله: «سنهبط في ليفربول في غضون بضع دقائق، فما شعورك الآن؟» وأجاب فابينيو متسائلاً: «ماذا؟» وهنا ألحت زوجته بسؤالها: «كيف تشعر إزاء ليفربول؟»، فأجابها: «أشعر أنني على ما يرام. شكراً».
وقد اعتادت جماهير «موناكو»، من ناحيتها، على مثل هذه التصريحات من جانب اللاعب الذي يفضل التعبير عن نفسه داخل الملعب. ومنذ وصول فابينيو للإمارة وكان لا يزال وجهاً جديداً حينها بعالم كرة القدم ولا يتجاوز الـ19 من عمره، بدأ نموذجاً جديرا بالاحتذاء به في سلوكه وتوجهه العام. في البداية، وقع عقد انتقال على سبيل الإعارة لمدة عام من نادي «ريو آفي» البرتغالي بعد أن قضى موسماً مع نادي «ريال مدريد كاستيا». الإسباني وبالفعل، أصبح فابينيو عنصراً أساسيا في مركز الظهير الأيمن في فريق «موناكو» تحت قيادة المدرب كلاوديو رانيري، وذلك خلال أول موسم للنادي في الدوري الفرنسي الممتاز بعد العودة إليه. واحتفظ به النادي الفرنسي لعام آخر عندما تولى ليوناردو جارديم تدريب الفريق العام التالي.
إلا أن حظوظ فابينيو و«موناكو» تبدلت تماماً في أعقاب قرار جارديم الاستعانة باللاعب في قلب خط الوسط خلال موسمه الثالث مع النادي. وبعد توقيعه عقداً دائماً مع النادي صيف ذلك العام، سارع المدرب البرتغالي للاستعانة باللاعب البرازيلي البالغ طوله 6 أقدام و2 بوصة في قلب فريق شاب ومثير في أدائه، وبالفعل، حصد ثمار قراره.
نجح «موناكو» في ضمان الفوز ببطولة الدوري الفرنسي الممتاز لموسم 2016 - 2017، متفوقاً على فريق «باريس سان جيرمان» صاحب التشكيلة الباهظة، بجانب وصوله دور قبل النهائي لبطولة دوري أبطال أوروبا خلال الموسم ذاته، ما شكل ذروة هذه الرحلة الثرية. إلا أنه من المؤشرات التي تحمل دلالات عميقة أنه في الوقت الذي سمح النادي لكل من كيليان مبابي وبيرناردو سيلفا وتيموي باكايوكو وبنجامين ميندي بالرحيل في نهاية الموسم، أصدر أوامره لفابينيو بالبقاء رغم وجود اتفاق غير رسمي يقضي بخلاف ذلك مع وكيليه، خورخي مينديز ولاعب خط الوسط البرتغالي السابق، ديكو.
وتمثلت نتيجة ذلك في تقديم اللاعب أداء متوسط بداية الموسم التالي، الأمر الذي ربما كلفه نهاية الأمر مكاناً في المنتخب البرازيلي المشارك في بطولة كأس العالم، وإن كان اللاعب قد نجح بعدها في التأكيد على مهاراته التي لا يرقى إليها الشك عبر إسهامه في ضمان تأهل «موناكو» لدوري أبطال أوروبا للسنة الرابعة على التوالي.
بادئ الأمر، بدا أن «مانشستر يونايتد» الوجهة الأكثر احتمالاً بالنسبة لفابينيو بمجرد أن يقرر «موناكو» السماح للاعب البالغ 24 عاماً بالرحيل أخيراً. إلا أنه رغم عقد محادثات في هذا الإطار بالفعل الصيف الماضي، فإنه لم يظهر إلى الوجود عرض رسمي من جانب النادي لضم فابينيو. في الواقع، كان «أتليتيكو مدريد» النادي الوحيد الذي تقدم بعرض واضح وقوي بقيمة بلغت نحو 30 مليون جنيه إسترليني حتى ظهر عرض «ليفربول» على نحو غير متوقع.
ولعبت علاقة «ليفربول» ومينديز دوراً محورياً في الخطوة الذكية الأخيرة التي اتخذها النادي في سوق الانتقالات. جدير بالذكر أن مينديز من اضطلع بتنظيم ترتيبات انتقال فابينيو إلى «ريو آفي» عام 2013. وبعد أن ضم النادي بالفعل ضم نابي كيتا من «آر بي لايبزيغ» الصيف الماضي، فإن اللاعبين الجدد المقرر انتقالهما فعلياً إلى «ليفربول» بحلول الأول من يوليو (تموز) يشكلان جزءًا من فريق يبدو أقوى كثيراً عن ذلك الذي خسر أمام «ريال مدريد» في نهائي دوري أبطال أوروبا.
وبجانب إضافة لاعب «مساك» لتكميل قدرات كيتا، اللاعب الدولي من غينيا، فإن مشاركة أليكس أوكسليد تشامبرلين وجورجينيو فينالدوم وجوردان هندرسون في وسط الملعب سيوفر قدرات دفاعية أكبر تعين الفريق على المنافسة بقوة على بطولة الدوري الممتاز. إلا أن ثمة عنصرا آخر داخل فريق «ليفربول» الحالي تحت قيادة يورغين كلوب نجح في إقناع فابينيو بالإقدام على فرصة الانتقال للنادي الإنجليزي. من ناحيته، قال فابينيو في تصريحات صحافية لوسائل إعلام فرنسية: «تحدثت عبر الهاتف مع مهاجم (ليفربول)، روبرتو فيرمينو، فأنا أعرفه بصورة شخصية... وتمكنت من الحديث إلى المدرب ومسؤولين داخل النادي. ومنحوني كثيرا من الثقة».
وأضاف: «لطالما قلت إنني أرغب في التعرف على الدوري الإنجليزي، وأود المشاركة فيه. في هذا الدوري، أرى كثيرا من العاطفة المتقدة والأجواء الجنونية في جميع الملاعب خلال عطلة نهاية الأسبوع. وأتوق اشتياقاً من جانبي لمعايشة هذه التجربة».
وربما ينضم لفابينيو قريباً الفرنسي نبيل فقير، ذلك أنه من المعتقد أن «ليفربول» قطع شوطاً كبيراً في محادثات ترمي لضم مهاجم المنتخب الفرنسي من «ليون» مقابل نحو 60 مليون جنيه إسترليني. ومع أن آلام ليلة السبت الماضي في كييف لا تزال حية في الذاكرة، يبدو أن جماهير «ليفربول» تعد الأيام والليالي شوقاً لبداية الموسم الجديد.


مقالات ذات صلة

فيرنانديز: علينا إصلاح أخطائنا قبل التفكير في مان سيتي

رياضة عالمية  فيرنانديز دعا إلى إصلاح الأخطاء الفنية في فريقه (إ.ب.أ)

فيرنانديز: علينا إصلاح أخطائنا قبل التفكير في مان سيتي

قال البرتغالي برونو فيرنانديز قائد فريق مانشستر يونايتد إن فريقه يجب أن يعمل على إصلاح أخطائه بدلاً من التفكير في الأداء السيئ لمنافسه في المباراة المقبلة. 

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية استبدل بوستيكوغلو المهاجم فيرنر ودفع بالجناح ديان كولوسيفسكي (إ.ب.أ)

مدرب توتنهام يهاجم فيرنر: لم تكن مثالياً أمام رينجرز

وجه أنجي بوستيكوغلو، مدرب توتنهام هوتسبير، انتقادات لاذعة لمهاجمه تيمو فيرنر بعدما استبدله بين الشوطين خلال التعادل 1-1 مع رينجرز.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية غوندوغان نجم السيتي خلال مواجهة اليوفي بدوري أبطال أوروبا (أ.ف.ب)

غوندوغان: على الجميع تقديم أفضل أداء لتبديل حظوظنا

اعترف الألماني إلكاي غوندوغان، لاعب وسط مانشستر سيتي الإنجليزي، بأن فريقه "لم يعد جيدا بشكل كاف"، في الوقت الذي فشل فيه في إيجاد حل لتبديل حظوظه بالموسم.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية كايل ووكر (أ.ف.ب)

سيتي يدين الإساءة العنصرية ضد قائده ووكر

أدان مانشستر سيتي الإساءات العنصرية، عبر الإنترنت، التي استهدفت قائد فريقه كايل ووكر بعد الخسارة 2 - صفر أمام يوفنتوس الإيطالي في دوري أبطال أوروبا.

«الشرق الأوسط» (مانشستر )
رياضة عالمية رحل أشوورث عن يونايتد يوم الأحد الماضي بموجب اتفاق بين الطرفين (رويترز)

أموريم: أهداف مانشستر يونايتد لن تتغير برحيل أشوورث

قال روبن أموريم، مدرب مانشستر يونايتد، إن رحيل دان أشوورث عن منصب المدير الرياضي يشكل موقفاً صعباً بالنسبة للنادي لكنّ شيئاً لم يتغير فيما يتعلق بأهدافه.

«الشرق الأوسط» (مانشستر)

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».