في تصريح له في ديسمبر (كانون الأول)، اعترف المدافع البرازيلي فابينيو بأن «موسم الانتقالات، وحتى الشهر التالي له كان فترة عصيبة بعض الشيء، فقد كان لزاماً علي الرحيل، لكنني لم أرحل فعلياً وما إلى غير ذلك. إلا أنني لا أفكر إزاء هذا الأمر بعد الآن. لقد قلبت هذه الصفحة».
بعد ذلك بما يزيد قليلاً على ستة شهور، نال اللاعب، الذي كان قد غادر في صباه منزله قرب ساو باولو متجهاً إلى أضواء ريو، ما كان يحلم به. وفي تلك الأثناء، لم تتمالك زوجته، ريبيكا تافاريس، فرحتها أثناء تصويرها الطائرة الخاصة التي قدمت خصيصاً لنقله من مدريد إلى ليفربول، الاثنين الماضي، في مقطع مصور نشرته لاحقاً عبر موقع «إنستغرام». ويبدو صوت الزوجة واضحاً في الفيديو وهي تسأله: «سنهبط في ليفربول في غضون بضع دقائق، فما شعورك الآن؟» وأجاب فابينيو متسائلاً: «ماذا؟» وهنا ألحت زوجته بسؤالها: «كيف تشعر إزاء ليفربول؟»، فأجابها: «أشعر أنني على ما يرام. شكراً».
وقد اعتادت جماهير «موناكو»، من ناحيتها، على مثل هذه التصريحات من جانب اللاعب الذي يفضل التعبير عن نفسه داخل الملعب. ومنذ وصول فابينيو للإمارة وكان لا يزال وجهاً جديداً حينها بعالم كرة القدم ولا يتجاوز الـ19 من عمره، بدأ نموذجاً جديرا بالاحتذاء به في سلوكه وتوجهه العام. في البداية، وقع عقد انتقال على سبيل الإعارة لمدة عام من نادي «ريو آفي» البرتغالي بعد أن قضى موسماً مع نادي «ريال مدريد كاستيا». الإسباني وبالفعل، أصبح فابينيو عنصراً أساسيا في مركز الظهير الأيمن في فريق «موناكو» تحت قيادة المدرب كلاوديو رانيري، وذلك خلال أول موسم للنادي في الدوري الفرنسي الممتاز بعد العودة إليه. واحتفظ به النادي الفرنسي لعام آخر عندما تولى ليوناردو جارديم تدريب الفريق العام التالي.
إلا أن حظوظ فابينيو و«موناكو» تبدلت تماماً في أعقاب قرار جارديم الاستعانة باللاعب في قلب خط الوسط خلال موسمه الثالث مع النادي. وبعد توقيعه عقداً دائماً مع النادي صيف ذلك العام، سارع المدرب البرتغالي للاستعانة باللاعب البرازيلي البالغ طوله 6 أقدام و2 بوصة في قلب فريق شاب ومثير في أدائه، وبالفعل، حصد ثمار قراره.
نجح «موناكو» في ضمان الفوز ببطولة الدوري الفرنسي الممتاز لموسم 2016 - 2017، متفوقاً على فريق «باريس سان جيرمان» صاحب التشكيلة الباهظة، بجانب وصوله دور قبل النهائي لبطولة دوري أبطال أوروبا خلال الموسم ذاته، ما شكل ذروة هذه الرحلة الثرية. إلا أنه من المؤشرات التي تحمل دلالات عميقة أنه في الوقت الذي سمح النادي لكل من كيليان مبابي وبيرناردو سيلفا وتيموي باكايوكو وبنجامين ميندي بالرحيل في نهاية الموسم، أصدر أوامره لفابينيو بالبقاء رغم وجود اتفاق غير رسمي يقضي بخلاف ذلك مع وكيليه، خورخي مينديز ولاعب خط الوسط البرتغالي السابق، ديكو.
وتمثلت نتيجة ذلك في تقديم اللاعب أداء متوسط بداية الموسم التالي، الأمر الذي ربما كلفه نهاية الأمر مكاناً في المنتخب البرازيلي المشارك في بطولة كأس العالم، وإن كان اللاعب قد نجح بعدها في التأكيد على مهاراته التي لا يرقى إليها الشك عبر إسهامه في ضمان تأهل «موناكو» لدوري أبطال أوروبا للسنة الرابعة على التوالي.
بادئ الأمر، بدا أن «مانشستر يونايتد» الوجهة الأكثر احتمالاً بالنسبة لفابينيو بمجرد أن يقرر «موناكو» السماح للاعب البالغ 24 عاماً بالرحيل أخيراً. إلا أنه رغم عقد محادثات في هذا الإطار بالفعل الصيف الماضي، فإنه لم يظهر إلى الوجود عرض رسمي من جانب النادي لضم فابينيو. في الواقع، كان «أتليتيكو مدريد» النادي الوحيد الذي تقدم بعرض واضح وقوي بقيمة بلغت نحو 30 مليون جنيه إسترليني حتى ظهر عرض «ليفربول» على نحو غير متوقع.
ولعبت علاقة «ليفربول» ومينديز دوراً محورياً في الخطوة الذكية الأخيرة التي اتخذها النادي في سوق الانتقالات. جدير بالذكر أن مينديز من اضطلع بتنظيم ترتيبات انتقال فابينيو إلى «ريو آفي» عام 2013. وبعد أن ضم النادي بالفعل ضم نابي كيتا من «آر بي لايبزيغ» الصيف الماضي، فإن اللاعبين الجدد المقرر انتقالهما فعلياً إلى «ليفربول» بحلول الأول من يوليو (تموز) يشكلان جزءًا من فريق يبدو أقوى كثيراً عن ذلك الذي خسر أمام «ريال مدريد» في نهائي دوري أبطال أوروبا.
وبجانب إضافة لاعب «مساك» لتكميل قدرات كيتا، اللاعب الدولي من غينيا، فإن مشاركة أليكس أوكسليد تشامبرلين وجورجينيو فينالدوم وجوردان هندرسون في وسط الملعب سيوفر قدرات دفاعية أكبر تعين الفريق على المنافسة بقوة على بطولة الدوري الممتاز. إلا أن ثمة عنصرا آخر داخل فريق «ليفربول» الحالي تحت قيادة يورغين كلوب نجح في إقناع فابينيو بالإقدام على فرصة الانتقال للنادي الإنجليزي. من ناحيته، قال فابينيو في تصريحات صحافية لوسائل إعلام فرنسية: «تحدثت عبر الهاتف مع مهاجم (ليفربول)، روبرتو فيرمينو، فأنا أعرفه بصورة شخصية... وتمكنت من الحديث إلى المدرب ومسؤولين داخل النادي. ومنحوني كثيرا من الثقة».
وأضاف: «لطالما قلت إنني أرغب في التعرف على الدوري الإنجليزي، وأود المشاركة فيه. في هذا الدوري، أرى كثيرا من العاطفة المتقدة والأجواء الجنونية في جميع الملاعب خلال عطلة نهاية الأسبوع. وأتوق اشتياقاً من جانبي لمعايشة هذه التجربة».
وربما ينضم لفابينيو قريباً الفرنسي نبيل فقير، ذلك أنه من المعتقد أن «ليفربول» قطع شوطاً كبيراً في محادثات ترمي لضم مهاجم المنتخب الفرنسي من «ليون» مقابل نحو 60 مليون جنيه إسترليني. ومع أن آلام ليلة السبت الماضي في كييف لا تزال حية في الذاكرة، يبدو أن جماهير «ليفربول» تعد الأيام والليالي شوقاً لبداية الموسم الجديد.
صفقة فابينيو تكشف جدية ليفربول في الفوز ببطولات
المدافع البرازيلي كان عاملاً محورياً في تتويج موناكو بطلاً لموسم 2016 - 2017 الفرنسي
صفقة فابينيو تكشف جدية ليفربول في الفوز ببطولات
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة