عودة الاتهامات بـ«الإرهاب» مجدداً إلى قاتل روبرت كنيدي

نجل السيناتور الأميركي يلتقي المتهم في السجن

سرحان بشارة سرحان («الشرق الأوسط»)
سرحان بشارة سرحان («الشرق الأوسط»)
TT

عودة الاتهامات بـ«الإرهاب» مجدداً إلى قاتل روبرت كنيدي

سرحان بشارة سرحان («الشرق الأوسط»)
سرحان بشارة سرحان («الشرق الأوسط»)

عادت اتهامات «الإرهاب» ضد الأميركي الفلسطيني سرحان بشارة سرحان، قاتل السيناتور روبرت كنيدي، الذي كان ترشح لرئاسة الجمهورية باسم الحزب الديمقراطي عام 1968، وذلك بعد أن قال واحدٌ من أبناء السيناتور إن سرحان لم يقتل والده.
ونقلت صحيفة «واشنطن بوست» أمس الأحد، عن خبير الإرهاب ميل إيتون، مؤلف كتاب «الإرهابي المنسي»، أن سرحان «إرهابي» لأنه قتل السيناتور كنيدي لأن السيناتور كان «يؤيد إسرائيل تأييداً قوياً»، وأيد إرسال أسلحة أميركية إلى إسرائيل. وقالت الصحيفة إن سرحان «فلسطيني مسيحي، أُجبر، مع عائلته، على الخروج من منازلهم في القدس عام 1948».
وأضاف إيتون أن التحقيقات الجنائية في قتل السيناتور أوضحت أن سرحان أطلق 8 رصاصات، قتلت 3 منها السيناتور، وأصابت رصاصات أخرى بعض الذين كانوا بالقرب منه بجروح مختلفة.
وخلال أعوام كثيرة، ساهم إيتون، مؤلف كتاب «الإرهابي المنسي» في إثبات «إرهاب» سرحان. وقاد حملات ضد مجموعة من استئنافات قدمها سرحان لإطلاق سراحه.
جاءت تصريحات «الإرهاب» هذه بمناسبة تصريحات مفاجئة من روبرت كنيدي الابن (واحد من 11 ولداً وبنتاً للسيناتور، وعمره الآن 64 عاماً) لصحيفة «واشنطن بوست» بأن سرحان لم يقتل والده. وقبيل عيد الكريسماس الماضي، اتخذ الابن خطوة أخرى مفاجئة، وذلك عندما زار سرحان في سجنه بضاحية صحراوية خارج سان دييغو (ولاية كاليفورنيا). ولأن قوانين السجن العملاق تحظر الزيارات، اضطر الابن للحصول على إذن خاص.
وقال الابن عن الزيارة: «كان لا بد أن أتحدث مع سرحان بعد سنوات طويلة من البحث عن قاتل والدي الحقيقي. أظل قلقاً لما حصلت عليه في البحث من أن الشخص الخطأ (سرحان) ربما أدين بقتل والدي وهو ليس القاتل الحقيقي».
وأضاف الابن: «كان والدي وزيراً للعدل. وأؤمن بأنه كان سيغضب إذا عرف أن شخصاً أدين بجريمة قتل شخص آخر من دون أدلة كافية تثبت ذلك».
كان روبرت كينيدي الأب (1925 - 1968) سياسياً أميركياً ومحامياً من ولاية ماساتشوستس. وانتخب إلى مجلس الشيوخ عن ولاية نيويورك يناير (كانون الثاني) 1965، وظل عضواً فيه حتى اغتياله في عام 1968. وكان قبل ذلك وزيراً للعدل خلال السنوات 1961 و1964، وذلك في إدارة أخيه الأكبر الرئيس جون كينيدي.
وكان تعارك مع خليفة والده، الرئيس ليندون جونسون، وترشح ضده للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي عام 1968. وكان كينيدي من قادة الحزب الديمقراطي، ويعتبر رمزاً لليبرالية الأميركية الحديثة.
في الجانب الآخر، سرحان أميركي من أصل فلسطيني من عائلة مسيحية، وكان يحمل الجنسية الأردنية. ولد في بلدة الطيبة، شرق رام الله في عام 1944، وهاجر إلى الولايات المتحدة عام 1957، وكان عمره 12 سنة، وجاء مع والده ووالدته وإخوته الأربعة، واستقرت العائلة في كاليفورنيا.
وفي عام 1968، سكن سرحان شقةً في باسادينا (ولاية كاليفورنيا) مع أخويه عادل ومنير الذي كان يملك مسدساً. وخطط سرحان لاستعمال مسدس شقيقه دون علم منه لاغتيال روبرت كينيدي.
وعُثر على مذكرة في شقة سرحان بعد الاغتيال تقول: «لا بد من قتل السيناتور كينيدي قبل يوم 5 من شهر يونيو (حزيران) عام 1968»، يوم الذكرى السنوية الأولى لهزيمة مصر وسوريا والأردن أمام إسرائيل في حرب الأيام الستة عام 1967.


مقالات ذات صلة

بدء محاكمة الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات الباكستانية

آسيا اللفتنانت جنرال فيض حميد (منصة إكس)

بدء محاكمة الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات الباكستانية

بدأ الجيش الباكستاني محاكمة الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات الباكستانية، في خطوة من المحتمل أن تؤدي إلى تفاقم التحديات القانونية ضد رئيس الوزراء السابق المسجون.

«الشرق الأوسط» (إسلام آباد)
أوروبا أمرت النيابة العامة الفيدرالية بألمانيا باعتقال رجل يشتبه في كونه عضواً بجماعة «حزب الله» اللبنانية بهانوفر حيث يُعتقد أنه يعمل لصالحها داخل ألمانيا (د.ب.أ)

ألمانيا: إيداع سوري مشتبه في تعاطفه مع «داعش» بالحبس الاحتياطي

بعد عملية واسعة النطاق نفذتها الشرطة البافارية الأحد تم إيداع شخص يشتبه في أنه من المتعاطفين مع «تنظيم داعش» قيد الحبس الاحتياطي.

«الشرق الأوسط» (ميونيخ - شتوتغارت )
آسيا شرطي يراقب أفراداً من الأقلية المسيحية الباكستانية وهم يستعرضون مهاراتهم في الاحتفال بأعياد الميلاد على أحد الطرق في كراتشي بباكستان 8 ديسمبر 2024 (إ.ب.أ)

باكستان: مقتل شخصين يحملان متفجرات بانفجار قرب مركز للشرطة

انفجرت عبوة ناسفة كان يحملها مسلحان مشتبه بهما على دراجة نارية في جنوب غربي باكستان، بالقرب من مركز للشرطة، الاثنين.

«الشرق الأوسط» (كويتا (باكستان))
أفريقيا وزير الدفاع الجديد تعهّد بالقضاء على الإرهاب في وقت قريب (وكالة أنباء بوركينا فاسو)

بوركينا فاسو: حكومة جديدة شعارها «الحرب على الإرهاب»

أعلن العسكريون الذين يحكمون بوركينا فاسو عن حكومة جديدة، مهمتها الأولى «القضاء على الإرهاب»، وأسندوا قيادتها إلى وزير أول شاب كان إلى وقت قريب مجرد صحافي.

الشيخ محمد (نواكشوط)
أوروبا أفراد من جهاز مكافحة الإرهاب في ألمانيا (أرشيفية - متداولة)

توقيف 3 متطرفين في ألمانيا للاشتباه بتخطيطهم لهجوم

أُوقِف 3 شبان يعتقد أنهم متطرفون بعد الاشتباه بتحضيرهم لهجوم في جنوب غربي ألمانيا، وفق ما أفادت به النيابة العامة والشرطة.

«الشرق الأوسط» (برلين)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
TT

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

ووفقاً للتقرير العالمي بشأن الاتجار بالأشخاص والصادر عن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، فإنه في عام 2022 -وهو أحدث عام تتوفر عنه بيانات على نطاق واسع- ارتفع عدد الضحايا المعروفين على مستوى العالم 25 في المائة فوق مستويات ما قبل جائحة «كوفيد- 19» في عام 2019. ولم يتكرر الانخفاض الحاد الذي شهده عام 2020 إلى حد بعيد في العام التالي، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وقال التقرير: «المجرمون يتاجرون بشكل متزايد بالبشر لاستخدامهم في العمل القسري، بما في ذلك إجبارهم على القيام بعمليات معقدة للاحتيال عبر الإنترنت والاحتيال الإلكتروني، في حين تواجه النساء والفتيات خطر الاستغلال الجنسي والعنف القائم على النوع»، مضيفاً أن الجريمة المنظمة هي المسؤولة الرئيسية عن ذلك.

وشكَّل الأطفال 38 في المائة من الضحايا الذين تمت معرفتهم، مقارنة مع 35 في المائة لأرقام عام 2020 التي شكَّلت أساس التقرير السابق.

وأظهر التقرير الأحدث أن النساء البالغات ما زلن يُشكِّلن أكبر مجموعة من الضحايا؛ إذ يُمثلن 39 في المائة من الحالات، يليهن الرجال بنسبة 23 في المائة، والفتيات بنسبة 22 في المائة، والأولاد بنسبة 16 في المائة.

وفي عام 2022؛ بلغ إجمالي عدد الضحايا 69 ألفاً و627 شخصاً.

وكان السبب الأكثر شيوعاً للاتجار بالنساء والفتيات هو الاستغلال الجنسي بنسبة 60 في المائة أو أكثر، يليه العمل القسري. وبالنسبة للرجال كان السبب العمل القسري، وللأولاد كان العمل القسري، و«أغراضاً أخرى» بالقدر نفسه تقريباً.

وتشمل تلك الأغراض الأخرى الإجرام القسري والتسول القسري. وذكر التقرير أن العدد المتزايد من الأولاد الذين تم تحديدهم كضحايا للاتجار يمكن أن يرتبط بازدياد أعداد القاصرين غير المصحوبين بذويهم الذين يصلون إلى أوروبا وأميركا الشمالية.

وكانت منطقة المنشأ التي شكلت أكبر عدد من الضحايا هي أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى بنسبة 26 في المائة، رغم وجود كثير من طرق الاتجار المختلفة.

وبينما يمكن أن يفسر تحسين الاكتشاف الأعداد المتزايدة، أفاد التقرير بأن من المحتمل أن يكون مزيجاً من ذلك ومزيداً من الاتجار بالبشر بشكل عام.

وكانت أكبر الزيادات في الحالات المكتشفة في أفريقيا جنوب الصحراء وأميركا الشمالية ومنطقة غرب وجنوب أوروبا، وفقاً للتقرير؛ إذ كانت تدفقات الهجرة عاملاً مهماً في المنطقتين الأخيرتين.