توجه الجنرال في جيش الاحتياط الإسرائيلي والرئيس السابق للدائرة السياسية الأمنية في وزارة الأمن، اللواء عاموس جلعاد، بالدعوة إلى حكومة بنيامين نتنياهو، أن تحذر من تكرار أخطاء الماضي مع لبنان والفلسطينيين، وأن تلجأ إلى الرئيس بشار الأسد للتفاهم معه والامتناع عن توجيه التهديدات بإسقاطه، بسبب الوجود الإيراني على الأراضي السورية.
وقال جلعاد: «أولئك الذين يهددون علناً بإسقاط نظام الأسد، لم يتعلموا من دروس الماضي. يقولون لنا: دعونا نسقطه، ونغير النظام في سوريا. ويتجاهلون أننا جربنا هذه الطريقة في الماضي، وفشلنا، وذلك عندما نصبت بشير الجميل رئيساً للبنان، وعندما حاولت تشكيل (روابط القرى)، من مخاتير فلسطينيين محليين وتنصيبهم كقيادة للفلسطينيين في الضفة الغربية. هذا لم ينجح تماماً مثلما فشلنا مع (حزب الكتائب). بالمقابل لدينا قدرات أخرى، وقد أثبتناها في السنوات الأخيرة، وهي تطوير علاقات ثقة وأمن مع دول عربية كانت من أسوأ أعدائنا».
وكان جلعاد يتكلم في مقابلة صحافية مطولة مع صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية، لمناسبة مرور سنة على تركه منصبه في وزارة الأمن، بعد خدمة دامت 36 عاماً في المؤسسات العسكرية، فاتهم «الموساد» (جهاز المخابرات الإسرائيلية الخارجية) بالتضليل عندما أقنع السياسيين بإمكانية البحث عن تنظيمات محلية تشكل بديلاً للقيادات القائمة. وقال: «قادة (الموساد) كذبوا وزرعوا الأوهام لدى الحكومة الإسرائيلية، برئاسة مناحيم بيغن، في حرب لبنان الأولى سنة 1982». وأضاف: «قصة حرب لبنان الأولى هي قصة فشل يزعزع البدن. السياسة التي قادتنا إلى الحرب استندت إلى فكرة الارتباط مع (الكتائب)، وصنع سلام مع دولة عربية ثانية، بعد مصر). وقد سقطنا في الفخ الذي نصبته لنا (الكتائب) اللبنانية. لقد طلبوا تسليحهم لكي يخرجوا لنا منظمة التحرير الفلسطينية من لبنان».
ويروي جلعاد عن لقاء مع رئيس «الكتائب» في حينه بيار الجميل، الذي «كان يقول لنا: إننا بحاجة إليكم من أجل طرد الفلسطينيين. لكن بالنسبة لاتفاق سلام إسرائيلي - لبناني الأمر مختلف. اعلموا بأننا، نحن المسيحيين في لبنان، نكرهكم لكننا نكره الفلسطينيين أكثر». ويضيف: «رغم رتبتي المتدنية في الجيش، حاولت التحذير (من العلاقة مع الكتائب)، لكن اصطدمت بسور محصن. رفضوا أي انتقاد. قيادة الجيش الإسرائيلي آمنت بأن (الكتائب) هي الحليف الذي سينفذ العمل لمصلحتنا بطرد الفلسطينيين من لبنان ويجلب السلام. وربما عندها - ولم أسمع ذلك شخصياً لكن هذا انطباعي - يتم نقل الفلسطينيين من لبنان إلى الأردن، وسيكون الأردن الوطن البديل للفلسطينيين. كانت هناك أفكار حمقاء عديدة».
عاموس جلعاد ينصح نتنياهو بـ«تفاهم» مع الأسد
عاموس جلعاد ينصح نتنياهو بـ«تفاهم» مع الأسد
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة