اعتماد مشاريع في سقطرى ضمن برنامج الإعمار السعودي

مجلس الوزراء اليمني خصص موازنة استثنائية للأرخبيل

بن دغر لدى ترؤسه جلسة مجلس الوزراء اليمني في الرياض أمس (سبأ)
بن دغر لدى ترؤسه جلسة مجلس الوزراء اليمني في الرياض أمس (سبأ)
TT

اعتماد مشاريع في سقطرى ضمن برنامج الإعمار السعودي

بن دغر لدى ترؤسه جلسة مجلس الوزراء اليمني في الرياض أمس (سبأ)
بن دغر لدى ترؤسه جلسة مجلس الوزراء اليمني في الرياض أمس (سبأ)

اعتمد مجلس الوزراء اليمني عددا من المشاريع التنموية والخدمية بمحافظة أرخبيل سقطرى، ضمن خطة الحكومة وبرنامج الإعمار السعودي، للارتقاء بأوضاع المحافظة في مختلف المجالات، لتكون نموذجا يتم الاستناد إليه في المحافظات المحررة الأخرى وعموم الوطن بعد إنهاء الانقلاب الحوثي.
ووافق المجلس في اجتماعه برئاسة الدكتور أحمد عبيد بن دغر رئيس الوزراء اليمني في الرياض أمس، على عدد من المشاريع بتمويل حكومي، بينها، رصف وإنارة شوارع مدينتي حديبو وقلنسية بطول 15 كيلومترا، وشراء وحدة متكاملة لشق الطرق لمحافظة أرخبيل سقطرى، إضافة إلى شراء سفينتين لجزيرة عبد الكوري. كما أقر إنشاء عدد من الوحدات الصحية، ودعم مستشفى قلنسية بمبلغ 50 مليون ريال يمني، وإنشاء مدارس جديدة وتوسعة مدارس قائمة.
واعتمد المجلس موازنة استثنائية للسلطة المحلية بمحافظة أرخبيل سقطرى، وكذا موازنات تشغيلية للهيئات والمؤسسات المختلفة فيها، بجانب بناء صالة رياضية، ومشاريع أخرى في مجال الاتصالات وغيرها، وفقا لما أوردته وكالة الأنباء اليمنية الرسمية (سبأ).
ووجه المجلس الوزارات المعنية بالتنسيق الكامل والتعاون مع السلطة المحلية بسرعة تنفيذ هذه المشاريع خلال الفترة الزمنية المحددة، وموافاة المجلس بنتائج التنفيذ أولا بأول، كما أكد على التنسيق مع برنامج الإعمار الممول من المملكة العربية السعودية في اختيار المشاريع وتجنب ازدواجية التنفيذ في المجالات الخدمية أو التنموية وبحسب الأولويات المحددة، ووفق مسار عاجل وسريع.
وتدارس المجلس الأحداث الأخيرة في سقطرى، والتي تم تجاوزها بروح من المسؤولية والإخاء والتعاون، واعتبرها «سحابة صيف» عابرة لن تؤثر على عرى العلاقات المتينة بين الحكومة الشرعية ودول تحالف دعم الشرعية التي تقوده المملكة العربية السعودية.
واطلع مجلس الوزراء على تقرير أولي عن الإعصار الذي ضرب عددا من المناطق الساحلية والأضرار التي خلفها، والتداعيات المحتملة للإعصار الجديد، واعتبر المناطق الساحلية من المخا حتى سقطرى مناطق متضررة داعيا المنظمات الدولية لمد يد العون والمساعدة للسكان المتضررين الذي تأثرت ممتلكاتهم نتيجة الإعصار في الجوانب الإغاثية والإنسانية، ووجه الجهات المختصة في المحافظات الساحلية، برفع درجة الاستعداد وبذل كل الجهود لمساعدة المتضررين واتخاذ التدابير اللازمة قدر الإمكان لتفادي الأضرار المتوقعة.
كما استمع المجلس من القائم بأعمال وزير الدفاع اليمني الفريق محمد علي المقدشي عن سير العمليات العسكرية في مختلف الجبهات والتقدم الميداني المستمر للجيش الوطني والمقاومة الشعبية بدعم من التحالف العربي بقيادة السعودية، مؤكدا أن الخناق يضيق على ميليشيا الحوثي الانقلابية يوميا التي تشهد انهيارا متسارعا في صفوفها، والتي لجأت لتعويض هزائمها بارتكاب الجرائم ضد المدنيين، كما حدث يوم أمس بمدينة مأرب ويحدث في تعز والبيضاء وإب. وحيا المجلس، الانتصارات التي يصنعها أبطال الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في مختلف الجبهات، منوها بالدعم الأخوي الصادق والقوي من دول تحالف دعم الشرعية وعلى رأسها السعودية والإمارات والسودان والبحرين وبقية دول التحالف، الذين لهم دور بارز في تحقيق هذه الانتصارات.
وأقر مجلس الوزراء مشروع قرار دمج واستيعاب أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة 2030 ضمن خطط واستراتيجيات الحكومة بناء على العرض المقدم من وزير التخطيط والتعاون الدولي. كما اطلع المجلس على تقرير عن علاقة التعاون التنموي بين اليمن ودول المانحين، ونتائج مشاركة اليمن في الاجتماعات السنوية لمجلس محافظي الصندوق العربي والمؤسسات المالية العربية الذي عقد في الأردن في أبريل (نيسان) الماضي، بالإضافة إلى اطلاعه على تقرير عن نتائج مشاركة اليمن في الاجتماعات السنوية لمجموعة البنك الإسلامي للتنمية، وتقرير عن حقيبة المشاريع الممولة من قبل البنك، إضافة إلى مشاركة بلادنا في المنتدى العربي للتنمية المستدامة 2018م والذي عقد في بيروت نهاية أبريل الماضي.


مقالات ذات صلة

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي الحوثيون يجبرون التجار والباعة والطلاب على التبرع لدعم «حزب الله» اللبناني (إعلام حوثي)

​جبايات حوثية لصالح «حزب الله» وسط تفاقم التدهور المعيشي

تواصل الجماعة الحوثية فرض الجبايات والتبرعات الإجبارية لصالح «حزب الله» اللبناني وسط توقعات أممية بارتفاع أعداد المحتاجين لمساعدات غذائية إلى 12 مليوناً

محمد ناصر (تعز)

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.