«مؤتمر صنعاء» يعلّق شراكته مع الحوثي والأخير يهدد باجتثاث الحزب

TT

«مؤتمر صنعاء» يعلّق شراكته مع الحوثي والأخير يهدد باجتثاث الحزب

أفادت مصادر حزبية في صنعاء أمس، بأن الميليشيات الحوثية هددت قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الخاضعين لها في صنعاء، بحل الحزب واتخاذ إجراءات اجتثاثه ومحاكمة قياداته بتهمة «الخيانة العظمى»، وذلك ردا على قرار غير معلن اتخذته قيادات «مؤتمر صنعاء» بتعليق مشاركتهم في حكومة الانقلاب الحوثية.
وذكرت مصادر موالية لحزب «المؤتمر» في صنعاء، أن القيادات الخاضعة للجماعة الحوثية منذ مقتل زعيم الحزب الرئيس السابق علي عبد الله صالح، عقدت اجتماعا أول من أمس، ضم عددا من أعضاء اللجنة العامة (المكتب السياسي) برئاسة القيادي صادق أمين أبو راس، الذي كان قد اختير تحت ضغط الحوثيين للقيام بأعمال رئاسة الحزب خلفا لصالح، وأقرت تعليق مشاركة الحزب في حكومة الانقلاب الحوثي، غير المعترف بها دوليا.
وقالت المصادر إن القرار غير المعلن الذي توصلت إليه قيادات «مؤتمر صنعاء»، تم إبلاغ قيادات الميليشيات الحوثية به، مع الحيثيات التي دفعتهم إليه، ومنها عدم احترام الجماعة للشراكة القائمة التي تدعيها مع قيادات الحزب، عبر قيامها بإقصاء كوادر الحزب من وظائفهم، بمن فيهم عدد من الوزراء المحسوبين على الحزب، الذين قامت الجماعة بإطاحتهم وتعيين وزراء طائفيين من عناصرها بدلا عنهم.
وإلى جانب عمليات الإقصاء الممنهجة من قبل الجماعة الحوثية لعناصر الحزب، قالت المصادر إن قيادات «مؤتمر صنعاء» أبلغوا الميليشيات الحوثية بأنهم غير مستعدين للمضي في الشراكة معهم، في ظل عدم التزام الجماعة بوعود سابقة قطعتها بإعادة أموال الحزب المصادرة، وإعادة مقراته التي استولت عليها، وتسليم جثمان صالح، وإطلاق أقاربه المعتقلين، إضافة إلى العشرات من القيادات الأمنية والعسكرية الذين ما زالوا في سجون الجماعة منذ اعتقالهم قبل أكثر من خمسة أشهر.
وعلى الرغم من خضوع قيادات «مؤتمر صنعاء» لسطوة الميليشيات الحوثية بالترغيب والترهيب، واستمرارهم في الشراكة الصورية معها في حكومة الانقلاب، إلى جانب عدم قدرتهم على مغادرة صنعاء منذ انتفاضة صالح الموؤودة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، فإن الجماعة الحوثية استمرت في تهميشهم، وإقصاء الكوادر المحسوبين على الحزب.
وكانت الجماعة قد أطاحت القيادي في الحزب جليدان محمود جليدان من وزارة الاتصالات، وعينت قياديا طائفيا من أتباعها في مكانه، كما عينت وزراء تابعين لها في الداخلية والصحة والنفط، وهي وزارات من نصيب حزب «المؤتمر الشعبي» بموجب اتفاق الشراكة في الحكومة الانقلابية المبرم قبل مقتل صالح.
وعلى وقع القرار الحزبي لقيادات «مؤتمر صنعاء»، بتعليق الشراكة مع الميليشيات الحوثية، ذكر مصدر في الحزب لـ«الشرق الأوسط» مشترطا عدم ذكر اسمه لأسباب أمنية، أن الرئيس الجديد لمجلس حكم الجماعة الحوثية مهدي المشاط، هدد أمس بحل الحزب واجتثاثه واعتقال قياداته، ومحاكمتهم بتهمة «الخيانة العظمى» إذا استمروا في التصعيد في مواجهة جماعته.
وقال المصدر إن المشاط استدعى أمس رئيس حكومة الانقلاب الجنوبي المحسوب على «المؤتمر» عبد العزيز بن حبتور، وأبلغه تهديدات الجماعة مباشرة، كما أبلغه أنه سيطيحه من المنصب في حال قرر التواطؤ مع قيادات الحزب لعرقلة أداء حكومة الميليشيات، ونصحه بإقناع وزراء «المؤتمر» المتبقين في الحكومة بتجاهل قرار قياداتهم، والاستمرار في العمل تحت إمرة الجماعة، كما أمره باقتراح أسماء شخصيات موالية للميليشيات لإحلالهم بدلا عن وزراء باتوا عبئا على الجماعة، بسب تقمصهم دور المعارضين لأدائها.
وفي السياق نفسه، أكدت المصادر الرسمية للميليشيات الحوثية، أمس، لقاء المشاط بابن حبتور؛ لكنها زعمت أن الهدف من اللقاء هو مناقشة المستجدات على الساحة الوطنية، ومناقشة جهود الحكومة الانقلابية لمعالجة التحديات، وتحسين مستوى الخدمات المقدمة للمواطنين، وتخفيف معاناتهم؛ خاصة مع حلول شهر رمضان المبارك.
وأفادت النسخة الحوثية من وكالة «سبأ» - بحسب ما زعمته - بأن المشاط استعرض مع رئيس حكومته بن حبتور خططه للمرحلة القادمة، وجوانب التنسيق بين مختلف الوزارات والجهات الحكومية لتحسين مستوى الأداء والتغلب على الصعوبات التي تواجه سير العمل.
يشار إلى أن الجماعة الحوثية دأبت على تأسيس نسخ تابعة لها من كافة المؤسسات اليمنية، بما فيها مؤسسات التشريع والقضاء، والأجهزة الأمنية والحكومية المختلفة، كما أصدرت قرارات غير قانونية بتشكيل هيئات وإصدار قوانين تتيح لها نهب مزيد من أموال اليمنيين، وآخرها قرارها بإنشاء هيئة للزكاة، تفرض عبرها أخذ خمس الأموال لصالح زعيمها، وتوزيع المتبقي على عناصر سلالته.
ويشمل قرار فرض الخمس أموال الزكاة، والعائدات من الثروات الطبيعية، بما فيها النفط والغاز وأحجار البناء والرمل والأسماك والمياه المعدنية.


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.