وزير العدل يدعو لوقف السجالات حول حادثة الشويفات

TT

وزير العدل يدعو لوقف السجالات حول حادثة الشويفات

أكد وزير العدل سليم جريصاتي أن القضاء اللبناني «وضع يده على الأحداث المؤسفة الأخيرة التي شهدتها منطقة الشويفات»، وأدت إلى مقتل الشاب علاء أبو فرج من الحزب «التقدمي الاشتراكي» في اشتباك مسلح مع الحزب «الديمقراطي اللبناني» على خلفية الانتخابات النيابية. ودعا جريصاتي إلى «انتظار كلمة القضاء في دولة القانون التي أرساها هذا العهد»، كما حثّ «أهلنا من بني معروف (الدروز) في الشويفات وحيث كانوا على التزام الهدوء».
وأتت مواقف جريصاتي لاستيعاب المواقف الحادة التي أطلقها رئيس «الحزب الديمقراطي اللبناني» النائب طلال أرسلان، في مؤتمر صحافي عقده أمس وتحدث فيه عن محاولة لـ«تضليل الرأي العام عبر تصوير الإشكال الذي حصل في مدينة الشويفات وكأنه إشكال فردي مقصود فيه الشهيد علاء أبو فرج»، لافتاً إلى أن «التجريح الشخصي لطلال أرسلان وما يمثل بكل تواضع على مستوى الطائفة والوطن، غير مقبول ولن نقبله مهما كلف الأمر من أثمان». وجدد التأكيد على أن «ما حصل في الشويفات لم يكن إشكالاً فردياً، بل اشتباك مسلح دام ساعتين، في حين أنا كنت على تواصل مباشر مع مخابرات الجيش اللبناني قبل أن نصل إلى ما وصلنا إليه».
وتوجه أرسلان إلى رئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط بالقول: «الطائفة الدرزية قدمت لك أغلى ما تملك، ضب (لملم) الزعران عن الأوادم، ضب الكلام النابي الذي يصدر عن النواب ومن يدعون أنهم قيمون على الطائفة ودمها»، مشدداً على أن «علاء أبو فرج هو ضحية الخطاب اللاأخلاقي والتحريضي الذي هو في النفوس، والذي أدى إلى هذا الاشتباك». وأكد أنه يرفع الغطاء عن أي متورط في الإشكال.
وسارع «الحزب التقدمي الاشتراكي» للرد على أرسلان فأصدر بياناً أكد فيه أنه «لن ينجر إلى سجالات ومهاترات لا طائل منها ولن يدخل في نقاشات عقيمة الهدف الوحيد منها تحويل الأنظار عن الواقعة الأساسية التي حدثت في الشويفات وأدت إلى استشهاد علاء أبو فرج»، مشدداً على أن «موقفه ثابت لجهة ضرورة أن تتحمل الأجهزة الرسمية مسؤولياتها لكي تأخذ العدالة مجراها وأن تتم ملاحقة وتوقيف جميع المتورطين أياً كانوا في هذا الحادث الأليم لينالوا عقابهم وفق القوانين والأصول والإجراءات المتبعة». وأضاف البيان: «إن تغاضي أرسلان عن ذكر واقعة حمايته وإخفائه المرتكب الأساسي لهذه الجريمة بحد ذاتها ينسف مضمون كل مؤتمره الصحافي».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».