في أجواء موسيقية رائقة، نظمت مدينة الثقافة في تونس مجموعة من السهرات العربية الموسيقية، تحت عنوان «موسيقى عربية... موجة جديدة»، واحتضنت منذ العاشر من شهر مايو (أيار) الحالي عرض الفنانة الأردنية مكادي نحاس، والفنانة الفلسطينية سناء موسى، والعرض التونسي «أحب البلاد» لمحمد الهادي العقربي، بمشاركة ياسر جرادي وروضة عبد الله.
السهرات كانت على وقع مختلف عن السائد، بعيداً عن لغة التجارة الموسيقية، وارتقت بالذوق العام إلى أقصى الدرجات، من خلال نوعية الأغاني المعروضة، وصفاء الأصوات المشاركة، وارتفاع أذواق الجمهور الباحث عن أغنية عربية بديلة وجديدة، من حيث اللحن والكلمات والأداء.
السهرة الأولى أحيتها الفنانة الأردنية مكادي نحاس، المعروف عنها التأثر بأعمال الأخوين الرحباني وفيروز، والتربية على ذائقة سيد درويش والشيخ إمام ومارسيل خليفة، وهو ما جعل الجمهور التونسي الحاضر بمدينة الثقافة يتوق لسماع صوتها، والاطلاع على مدى فخامة ما ستقدمه من أغانٍ.
مكادي نحاس صعدت على الركح بلباس تقليدي تونسي، وانتقلت بصوتها الصادح بين أغاني عمالقة الفن العربي، من الفنان العراقي سعدون جابر إلى وديع الصافي وفيروز، وأدت باقتدار «يما مويل الهوى» للشاعر محمود درويش، و«تجي نسافر»، و«ورحل»، و«يا خيّي»، و«يا عمة»، و«نتالي»، التي غناها الجمهور وطلب إعادتها مرة أخرى، إلى أغنية وديع الصافي «عالرّوزانا» و«صغيرون» لسعدون جابر.
وفي القسم الرومانسي من السهرة، غنت مكادي نحاس مجموعة من أحلى أغاني فيروز: «أنا لحبيبي وحبيبي إلي» و«سهر الليالي»، التي أرقصت الجمهور الحاضر، وبثت فيه كثيراً من الحماس، ولم تغفل عن أداء أغنية «يا ظلام السجن»، وقدمتها تحية لسجناء الرأي ومن يدافعون عن القضايا الإنسانية.
أما سهرة الفلسطينية سناء موسى، فقد جاءت حالمة دافئة دفء صوتها الذي ارتقى إلى درجات عالية من الصفاء. وقدمت مجموعة من أغاني التراث الفلسطيني وبلاد الشام. وراوحت بين التهليلة الفلسطينية على غرار «عينه ملانة النوم»، التي تغنيها الأم الفلسطينية لابنها، حتى أغنية «هنيالك مهدا بالك» و«رمانك يا حبيبي» و«منديلي ضاع يا حلو»، وهي أغنية رقيقة تشرح كيف كانت الصبايا يطرزن رسائلهن على المناديل، ويرسلنها مع الريح لعشاقهن، ما حول السهرة إلى عرض موسيقي عاشق للحب والحياة. غنت الفنانة الفلسطينية أغنية «ها الأسمر اللون» و«طلّت البارودة».
وحملت سهرة الاختتام، وهي تونسية، عنوان «أحب البلاد»، وهي عنوان إحدى قصائد الشاعر التونسي الراحل محمد الصغير أولاد أحمد، وهي تتغنّى بالوطن، وتنادي بالحفاظ على إرثه ومختلف ميزاته.
يذكر أنّ مدينة الثقافة، وبالتحديد قطب الموسيقى والأوبرا، قد نظم بداية الشهر الماضي تظاهرة مجالس الطرب، وشاركت فيها الفنانة السورية ميس حرب، والفرنسية كريستينا روزميني، والمغربي فؤاد زبادي، والتونسيون وجدي الجنحاني وكريم شعيب وراقية ناصر، ولاقت التظاهرة متابعة مهمة من قبل الجمهور، وهو ما شجعها على تنظيم تظاهرة الموسيقى العربية الجديدة، بمشاركة عربية مميزة.
«موسيقى عربية... موجة جديدة» مع مكادي نحاس وسناء موسى في تونس
«موسيقى عربية... موجة جديدة» مع مكادي نحاس وسناء موسى في تونس
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة