«ثائرٌ مثلُ غاندي... زاهدٌ كجيفارا» لسمير درويش

غلاف المجموعة
غلاف المجموعة
TT

«ثائرٌ مثلُ غاندي... زاهدٌ كجيفارا» لسمير درويش

غلاف المجموعة
غلاف المجموعة

صدر حديثاً عن دار «بتانة» بالقاهرة ديوان «ثائرٌ مثلُ غاندي.. زاهد كجيفارا»، للشاعر سمير درويش، ويضم تسعاً وعشرين قصيدة، عبارة عن مشاهد شعرية يرصد خلالها تجليات امرأة عادية، كأنه يراقبها من وراء النافذة، أو يشاهدها في التلفزيون، على الرغم من أنه متورط معها في أحاسيس متشعبة، تنضح من بين سطور القصائد.
من خلال هذه العلاقة يرصد الشاعر الأصوات المكتومة خلف الأبواب، والعيون التي تتلصص، وأصوات الشوارع والفوضى التي تزخر بها: السيارات والناس والباعة الجائلين.. إلخ، كما يستحضر مفردات الواقع المصري من خلال تفاصيل صغيرة تلمحها العين باستمرار ولا تتوقف عندها، ربما لأنها ألِفتها وأصبحت جزءًا من عالمها المعتاد.
اللغة التي يستخدمها درويش في ديوانه الجديد بسيطة، قريبة من لغة الحياة اليومية، وهو يعتمد على المجاز الذي يصنعه المشهد الشعري مع كل ما هو خارجه من أصوات وألوان ومرئيات وخبرات.
و«ثائرٌ مثلُ غاندي.. زاهد كجيفارا» الديوان السادس عشر لسمير درويش، خلال مسيرة مع الإبداع بدأها منذ 27 عاماً، بديوانه الأول «قطوفها وسيوفي» عام 1991 عن هيئة قصور الثقافة، كما أصدر روايتين، وكتاباً سياسيّاً يحلل فيها صورة الدولة الدينية، وما آلت إليه من غلو وتشدد من خلال تجربة حكم الإخوان المسلمين في مصر.

من أجواء الديوان:
«لا أعرفُ أسماء جيرانِنَا
لكنَّنِي أعرفُ أنهمْ - وأنَّهنَّ - يتلصَّصُونَ عليَّ
لأنهمْ يهتمُونَ بالتفاصيلِ التي أهملُهَا عادةً
لا يقولونَ مثلاً: الرجلُ الذي يسكُنُ جوارَ الشجرةِ
أو: الذي يرتدِي الجينزَ الأجربَ
لكنَّهُمْ يعرفُونَ اسمِي
والطعامَ الذي أفضل
ونوعَ الملابسِ الداخليَّةِ، والألوانَ المنتقاةَ
ويعرفُونَ، كذلكَ، أسماء النساء اللاتِي يهاتفْنَنِي
على فتراتٍ متباعدةْ».



الشاعر السوري أدونيس يدعو إلى «تغيير المجتمع» وعدم الاكتفاء بتغيير النظام

أدونيس لدى تسلمه جائزة جون مارغاريت الدولية للشعر التي يمنحها معهد سرفانتس (إ.ب.أ)
أدونيس لدى تسلمه جائزة جون مارغاريت الدولية للشعر التي يمنحها معهد سرفانتس (إ.ب.أ)
TT

الشاعر السوري أدونيس يدعو إلى «تغيير المجتمع» وعدم الاكتفاء بتغيير النظام

أدونيس لدى تسلمه جائزة جون مارغاريت الدولية للشعر التي يمنحها معهد سرفانتس (إ.ب.أ)
أدونيس لدى تسلمه جائزة جون مارغاريت الدولية للشعر التي يمنحها معهد سرفانتس (إ.ب.أ)

دعا الشاعر السوري أدونيس من منفاه في فرنسا الأربعاء إلى "تغيير المجتمع" في بلده وعدم الاكتفاء بتغيير النظام السياسي فيه بعد سقوط الرئيس بشار الأسد.

وقال أدونيس (94 عاما) خلال مؤتمر صحافي في باريس قبيل تسلّمه جائزة أدبية "أودّ أولا أن أبدي تحفّظات: لقد غادرتُ سوريا منذ العام 1956. لذلك أنا لا أعرف سوريا إذا ما تحدّثنا بعمق". وأضاف "لقد كنت ضدّ، كنت دوما ضدّ هذا النظام" الذي سقط فجر الأحد عندما دخلت الفصائل المسلّحة المعارضة إلى دمشق بعد فرار الأسد إلى موسكو وانتهاء سنوات حكمه التي استمرت 24 عاما تخلّلتها منذ 2011 حرب أهلية طاحنة.

لكنّ أدونيس الذي يقيم قرب باريس تساءل خلال المؤتمر الصحافي عن حقيقة التغيير الذي سيحدث في سوريا الآن. وقال "أولئك الذين حلّوا محلّه (الأسد)، ماذا سيفعلون؟ المسألة ليست تغيير النظام، بل تغيير المجتمع". وأوضح أنّ التغيير المطلوب هو "تحرير المرأة. تأسيس المجتمع على الحقوق والحريات، وعلى الانفتاح، وعلى الاستقلال الداخلي".

واعتبر أدونيس أنّ "العرب - ليس العرب فحسب، لكنّني هنا أتحدّث عن العرب - لا يغيّرون المجتمع. إنّهم يغيّرون النظام والسلطة. إذا لم نغيّر المجتمع، فلن نحقّق شيئا. استبدال نظام بآخر هو مجرد أمر سطحي". وأدلى الشاعر السوري بتصريحه هذا على هامش تسلّمه جائزة عن مجمل أعماله المكتوبة باللغتين العربية والفرنسية.

ونال أدونيس جائزة جون مارغاريت الدولية للشعر التي يمنحها معهد سرفانتس وتحمل اسم شاعر كتب باللغتين الكتالونية والإسبانية.