> بعدما اتخذت الممثلة نَتالي بورتمن موقفها الرافض لجائزة «جينيسس» الإسرائيلية سنوياً لمبدعين «أثْروا من خلال الأعمال التي اختاروها الثقافة والقيم اليهودية»، تعرضت الممثلة إلى رياح ساخنة هبّت عليها من بعض يهود أميركا ومن القائمين على المؤسسات الإسرائيلية على حد سواء.
> اللافت ليس اعتزازا عربيا عاما بـ«الوقفة الشجاعة» التي قامت بها (وهي وقفة شجاعة فعلاً) بل قيام أحد المهرجانات الفلسطينية بـ«توجيه دعوى لتحل ضيفاً على المهرجان» في دورته المقبلة!
> إنها دعوى طموحة لا ترتفع عن الأرض بسهولة وحين تفعل تسقط سريعاً. فنتالي لم تعلن موقفها لكي تؤكده لاحقاً بقبول دعوى فلسطينية. كانت صادقة في موقفها وفي معزل عن المزايدات. واضحة في أسبابها بعيداً عن المناورات. لذلك من المحرج، ولو إلى حد، القفز في وجه الممثلة بدعوة لزيارة مهرجان خصوصاً (مع كل الاحترام للعاملين فيه) أصغر حجماً من علبة الكبريت.
> ثلاثة مهرجانات فقط في عالمنا العربي عاملت النجوم الأجانب على نحو ناتج عن معرفة بالكيفية الصحيحة لتلك المعاملة هي مهرجان دبي ومهرجان مراكش ومهرجان أبوظبي عندما كان يُعقد. هذا بالطبع لأن الميزانية تسمح باستدعاء واستضافة شخصيات السينما العالمية ليس فقط كما يحب هؤلاء أن يُستقبلوا ويُعنى بهم، بل على النحو الذي يعود إلى البلد المضيف ومهرجانه بالتقدير.
> شاهدت أوليفر ريد يرغي ويزبد حين وجد أن الصحافة المحلية في مهرجان «عربي كبير» لم تكترث لوجوده. وكريستوفر لي الذي لم يجالسه أحد سواي في دورة أخرى من المهرجان نفسه. وحضرت مؤتمراً صحافياً مع ممثل أميركي ولم يكن هناك غيري في القاعة. سمعت عن فنيسا ردغراف التي تم نقلها إلى مطار قبل 24 ساعة من الإقلاع بسبب خطأ إداري. ومن هي الممثلة التي وصلت ولم يكن هناك أحد في استقبالها؟
> هي إذن ليست مسألة «دعونا ندعو فلاناً» بل هل نحن مستعدون لاستقباله جيداً. كذلك، وفي حالة نَتالي بورتمن، ليست مسألة مكافأتها على موقفها، وهي حرّة فيه ولم تفعله لخاطر أحد، بل مسألة تقدير كان يمكن التعبير عنه برسالة أو صورة.
> يحضرني هنا أن صحافية عربية أوقفتني في واحدة من دورات مهرجان «كان» وطلبت مني بعض الأسئلة لتلقيها على وودي ألن بعدما دبّرت مقابلة معه. اقترحت ثلاثة أسئلة فقالت: «ما رأيك لو سألته بصفته منتقداً لإسرائيل إذا ما كان يحب زيارة بلد عربي». قلت لها: «انسِ». لم تنس وسألته، فقال لها: «أنا لا أذهب إلى إسرائيل فلماذا سأذهب إلى بلد عربي؟».
على سيرة نَتالي بورتمن
على سيرة نَتالي بورتمن
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة