ريفي و«المجتمع المدني» يلاقيان «الكتائب» بعد الانتخابات في المعارضة

الأطراف الـ3 حسمت قرارها بعدم وضع يدها في يد السلطة الحالية

رئيس حزب «الكتائب» النائب سامي الجميّل التقى أول من أمس الشباب الذين يقترعون للمرة الأولى (موقع الكتائب)
رئيس حزب «الكتائب» النائب سامي الجميّل التقى أول من أمس الشباب الذين يقترعون للمرة الأولى (موقع الكتائب)
TT

ريفي و«المجتمع المدني» يلاقيان «الكتائب» بعد الانتخابات في المعارضة

رئيس حزب «الكتائب» النائب سامي الجميّل التقى أول من أمس الشباب الذين يقترعون للمرة الأولى (موقع الكتائب)
رئيس حزب «الكتائب» النائب سامي الجميّل التقى أول من أمس الشباب الذين يقترعون للمرة الأولى (موقع الكتائب)

رغم إجماع كل القوى السياسية اللبنانية على أنه من المبكر الحديث عن الاصطفافات السياسية المقبلة قبل صدور نتائج الانتخابات النيابية، وتبلور مشهد المرحلة المقبلة ككل، إلا أنه يبدو واضحاً أن التحالفات الانتخابية التي وُصف قسم كبير منها بـ«الهجين»، سيكون لها أثرها في تشكل التحالفات السياسية ما بعد الانتخابات، وإن كانت بعض القوى التي لم يسعفها القانون النسبي لخوض المعركة على لوائح واحدة، لن تتردد في التكتل تحت سقف البرلمان سعياً وراء دور أكبر لها.
فبعد أن كانت جبهة المعارضة تقتصر على حزب «الكتائب» في التركيبة السياسية الحالية، يُتوقع أن تتوسع بعد الاستحقاق النيابي لتشمل الوزير السابق اللواء أشرف ريفي الذي يتطلع لترؤس كتلة «لبنان السيادي»، كما النواب المحسوبين على «المجتمع المدني» الذين قد يفوزون بالانتخابات. وقد حسمت الأطراف الـ3 قرارها بعدم وضع يدها بيد قوى السلطة الحالية.
ويؤكد النائب عن حزب «الكتائب اللبنانية» إيلي ماروني، أن حزبه «سيبقى بعد الانتخابات في صفوف المعارضة، وأن يده ممدودة لكل من يريد الانضمام إلى هذه الجبهة التي ستضم لا شك قيادات سياسية وحزبية تشاركنا ثوابتنا ومبادئنا»، لافتاً في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «المجتمع المدني كما اللواء ريفي يتلاقيان معنا على النهج التغييري، كما أن حزب (القوات) قد يكون في صفوف المعارضة، لكن لا يمكن حسم الموضوع في المرحلة الحالية، باعتبار أن كل شيء مرتبط بنتائج الانتخابات النيابية، وبتقييم كل طرف لتجربته السابقة». ويضيف: «نحن سنستكمل النهج الإصلاحي الذي اتبعناه والذي يعارض الفساد والرشوة وتدمير البلد، باعتبار أن ما قمنا به لم يكن في سبيل تحصيل أصوات انتخابية إنما خدمة للمواطن».
وكما صرح ماروني، الذي يبدو حاسماً بموضوع استكمال «الكتائب» مسار المعارضة، تجزم المرشحة على لائحة «كلنا وطني» المحسوبة على المجتمع المدني، عن مقعد الأرثوذكس في «بيروت الأولى»، الإعلامية بولا يعقوبيان، بأن النواب الذين يخوضون الانتخابات تحت مظلة «المجتمع المدني» ويفوزون، سيكونون في صفوف المعارضة، مشددة في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، على أن «لا إمكانية على الإطلاق للقبول بمشاركة القوى الحالية بحصة في السلطة والجلوس معها على طاولة واحدة». وتضيف: «نحن نخوض الانتخابات بعنوان رئيسي هو مواجهة هذه السلطة لاقتناعنا بأن لا بصيص أمل لأن تنجح العملية الإصلاحية إذا ما وضعنا يدنا بيدها لاستكمال مشروعها وسياساتها القائمة». وتصف يعقوبيان محاولة البعض ممارسة المعارضة من خلال وجوده داخل السلطة بـ«الهرطقة»، معتبرة أنه «من غير المنطقي أن يكون لأحد الأحزاب وزير في الحكومة، وهو بالوقت عينه يعتبر نفسه معارضة... فلا يمكن لبس القبعتين معاً في آن واحد».
وتترك القوى التي تخوض المعركة الانتخابية بشعار «مواجهة السلطة الحالية» خيار تكتلها في جبهة واحدة لما بعد الانتخابات، وإن كانت تؤكد أن الباب مفتوح على احتمال مماثل.
وفي الإطار نفسه، تؤكد مصادر قريبة من اللواء ريفي، أنه يخطط لإنشاء كتلة «لبنان السيادي» من الفائزين الذين يخوضون الانتخابات على لوائح يدعمها، سواء في طرابلس - المنية - الضنية، أو في عكار كما في «بيروت الثانية»، مؤكدة في تصريح لـ«الشرق الأوسط» اقتناعها أن هذه اللوائح ستحقق نتائج كبيرة. وتضيف: «ليس المطلوب أن يكون لدينا كتلة من 128 نائباً لنمارس العمل السياسي بفعالية، فهو بالنهاية عمل تراكمي».
ولا تتردد المصادر في التأكيد على أن هناك تنسيقاً مع حزب «الكتائب»، مشيرة إلى أن هذا التنسيق «سيطال كل القوى التي نجد معها قواسم مشتركة إن كان في سبيل مواجهة سلاح (حزب الله) أو الفساد المشتري ما يجعل الدولة ضعيفة. ونحن على اقتناع بأن هذين العنوانين مترابطان من منطلق ألا إمكانية لبناء دولة قوية وقادرة في حال بقي وضع (حزب الله) وسلاحه على ما هو عليه».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.