«مكملّات إنزيمات الهضم»... هل تنجح في علاج مشكلات المعدة؟

TT

«مكملّات إنزيمات الهضم»... هل تنجح في علاج مشكلات المعدة؟

يعتقد الكثيرون في قدرة مكملات إنزيمات الهضم enzyme supplements في التغلب على الكثير من المشكلات الهضمية بدءا من الإحساس بالانتفاخ وامتلاء البطن بالغازات وحرقة المعدة وانتهاء بصحة المعدة بصفة عامة. وحسب دراسة أجريت مؤخرا، فقد انتشر استخدام هذه المكملات الغذائية بدرجة كبيرة ومن المتوقع أن يصل حجم مبيعاتها عالميا إلى نحو 1.6 مليار دولار بحلول عام 2025. لكن لا تتعجل في البحث عن تلك المكملات رغم أن «لبعضها فوائد ظاهرة في بعض الحالات. فالمكملات الإنزيمية غالبا ما تستخدم في حالات لم يتبين سوى القليل عن جدواها»، حسب الدكتور كيل ستالر، اختصاصي الجهاز الهضمي بمستشفي ماسيتشوستس العام التابع لجامعة هارفارد.
- ما هي الإنزيمات الهضمية؟ تساعد إنزيمات الهضم التي تنشأ بصورة طبيعية على هضم الطعام حتى يستطيع الجسم امتصاص المواد الغذائية. ففمك ومعدتك والأمعاء الدقيقة قادرة على إنتاج بعض إنزيمات الهضم. لكن غالبية تلك الإنزيمات تأتي من البنكرياس الذي يرسلها إلى الأمعاء الدقيقة، ويشمل ذلك الإنزيمات التالية:
- إنزيم «ليباز» lipase الذي يعمل على تحليل الدهون.
- إنزيم «أميلاز» amylase الذي يعمل على تحليل الكربوهيدرات.
- إنزيما بروتياز وببتيداز proteases and peptidases اللذان يحللان البروتينات.
وبمجرد أن تتحلل المواد الغذائية إلى جزئيات صغيرة يجرى امتصاصها من خلال جدار الأمعاء الدقيقة لتسري في الدم وتوزع من خلاله إلى مختلف أعضاء الجسم.
- مشكلات الإنزيمات. أحيانا لا يفرز الجسم إنزيمات هضم بدرجة كافية، مما يؤدي إلى إبطاء عملية الهضم ومن ثم ظهور أعراض عدم الارتياح. على سبيل المثال، إن لم يفرز جسمك ما يكفي من إنزيم «لكتاز» lactase فسيكون هناك صعوبة في هضم «لكتوز» lactose، وهو السكر الموجود في الحليب وفي المنتجات المعتمدة عليه.
واستطرد الدكتور ستالر: «إن لم يكن لديك لكتاز فسوف يذهب اللاكتوز غير المهضوم إلى القولون، مما يؤدي إلى دخول المزيد من السوائل إلى القولون وإلى إنتاج المزيد من الغازات نتيجة لمشاط البكتريا بداخله، وبالتالي حدوث انتفاخ وامتلاء المعدة بالغازات ومن ثم حدوث الإسهال».
تأتي عملية إحلال إنزيمات الهضم من مصدرين: وصفة الإنزيمات التي يقررها الطبيب، والمكملات الغذائية التي تباع من دون وصفة الطبيب. وتحتوي الإنزيمات الموصوفة على هيئة حبوب (مثل الكريون Creon، وزينباب Zenpep وغيرها) على ما يعرف بمادة «باناكار ليابس pancrelipase»، وهي عبارة عن مزيج من إنزيمات الهضم وإنزيمات «أميليز» و«ليباز» ومثبطات «البروتياز»، وحول الحبة طبقة تغطيها لكي تحافظ عليها من أحماض المعدة إلى أن تصل إلى الأمعاء الدقيقة. تصنع تلك الإنزيمات من بنكرياس الخنازير وقد اعتمدت من قبل «إدارة الغذاء والدواء الأميركية» وجرى تداولها بعد ذلك.
المكملات الغذائية التي تباع من دون وصفة الطبيب متوفرة في متاجر الغذاء الصحية وفي الصيدليات وعن طريق الإنترنت. غير أن الدكتور ستالر يحذر من أن المستهلك ربما لا يعلم بكمية الإنزيمات التي تحتويها كل حبه بدقة، ولذلك على المشتري أن يكون حذرا.
من الممكن الحصول على الإنزيمات من بنكرياس الحيوان (والأبقار والماعز) أو من النباتات. ومن المصادر النباتية المنتشرة هناك بعض الفواكه والخمائر والفطريات، ومن الأمثلة على ذلك إنزيم «بورمالين» bromelain الذي يستخرج من الأناناس، إنزيم «بابيان papain»، الذي يستخرج من ثمرة الببايا الاستوائية، وكذلك الـ«لكتاز» الذي يستخرج من الخمائر المصفاة أو الفطر.
- تناول الإنزيمات. بالنسبة للأشخاص الذين لا تنتج أجسامهم إنزيمات هضم كافية، بسبب الحالة الصحية مثل التهاب البنكرياس المزمن أو التليف الكيسي، فإن الأطباء ينصحون بتناول حبوب الإنزيمات لتعوض النقض في إنتاج الإنزيمات الطبيعية، و«لتلك الطريقة فوائدها الكبيرة بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من نقص في إفراز الإنزيمات الطبيعية»، بحسب الدكتور ستالر.
إن تناول مكمل «لكتاز» الغذائي من دون وصفة الطبيب، مثل «لكتيد» أو «لكتراس» يمكن أن يساعد هؤلاء الأشخاص على تحمل اللاكتوز، وتناول مكمل «ألفا غلكاتوسيداس» مثل «بينو» أو «بينو ريليف» ربما يساعد على تقليل الغازات أو الانتفاخ حال كان الشخص يعاني من مشكلات في هضم السكر أو الحبوب البقولية.
- اختبارات الإنزيمات. يمكن للاختبارات قياس مستوى بعض إنزيمات البنكرياس في الدم، لكن تلك الاختبارات تستخدم فقط في تشخيص التهاب البنكرياس، لا لقياس وظائف الهضم. وأشار الدكتور ستالر إلى أن الاختبارات التي تزعم اكتشاف نقص كافة الإنزيمات ر بما تكون غير دقيقة. لكن ماذا لو أن كل ما جربت فعله لتحسين عملة الهضم لم يؤت ثماره وأردت تجربة إنزيمات الهضم؟ هل سيكون لذلك أي ضرر؟ أجاب الدكتور ستالر بأنه «من غير المرجح أن يكون لذلك ضرر يذكر في أغلب الحالات، لكنني لا أوصي بإنفاق الكثير من المال على مثل هذا الإنزيمات، ولا أنصح بتناولها إن لاحظت علامات النزيف أو تغييرا في لون البراز. وهنا أنصح بإبلاغ الطبيب فورا».
* رسالة هارفارد الصحية، خدمات «تريبيون ميديا».



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.