الحكومة اليمنية تتهم إيران باتخاذ قرار التصعيد الحوثي

أكدت أن طهران تهرب الصواريخ والطائرات المسيرة للميليشيات

TT

الحكومة اليمنية تتهم إيران باتخاذ قرار التصعيد الحوثي

أكدت الحكومة اليمنية أمس، في أول اجتماع لمجلس الوزراء عقب عودة رئيسه أحمد بن دغر إلى العاصمة المؤقتة عدن، أن الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة التي تستخدمها ميليشيا الحوثي إيرانية الصنع، إذ إنها لم تكن يوماً ما ضمن أسلحة الجيش النظامي قبل الانقلاب الحوثي.
واتهم الاجتماع الحكومي الجماعة الانقلابية المتمردة بأن قرارها ليس بيدها للموافقة على أي اتفاق للسلام وإنما بيد إيران، التي قال إنها هي التي أمرت الميليشيا الموالية لها بتكثيف الهجمات الصاروخية باتجاه الأراضي السعودية في الآونة الأخيرة، في مسعى لتخفيف العزلة الدولية عليها وإعاقة الجهود الرامية لوقف مشاريعها التدميرية في المنطقة.
واستعرض مجلس الوزراء اليمني، في الاجتماع الذي انعقد في مقر المجلس في مديرية خور مكسر بالعاصمة المؤقتة عدن، عدداً من القضايا والموضوعات المتصلة بالمستجدات والتطورات على المستويين الداخلي والخارجي، بما في ذلك الانتصارات الميدانية المستمرة للجيش والمقاومة الشعبية بإسناد من تحالف دعم الشرعية في مختلف الجبهات.
وناقش الاجتماع الحكومي الذي ترأسه رئيس مجلس الوزراء أحمد عبيد بن دغر، حملة من الملفات الخدمية والجوانب الأمنية في مدينة عدن، بالتزامن مع تحركات موازية للبنك المركزي اليمني اشتملت على لقاء مع ممثلي شركات الصرافة في سياق المساعي الرامية إلى ضبط سعر صرف العملة الوطنية ومنع المضاربة بها، وإعادة الثقة بين القطاع المالي الخاص والبنك المركزي.
وأفادت المصادر الرسمية للحكومة بأن مجلس الوزراء بارك الانتصارات البطولية ضد ميليشيا الحوثي الانقلابية، وآخرها إعلان تحرير مدينة ميدي الساحلية في محافظة حجة، والتقدم الميداني المتسارع في كل من صعدة والبيضاء وتعز ومختلف جبهات القتال.
وأثنى الاجتماع على «بطولات وتضحيات الجيش والمقاومة المستمرة على طريق استعادة الدولة المختطفة وتحرير ما تبقى من مناطق تحت سيطرة ميليشيا الحوثي والقضاء على المشروع الإيراني التخريبي والتدميري، بإسناد كامل من تحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية».
وفي سياق مناقشة الاجتماع للتحركات الأممية والدولية لإحلال السلام وتطبيق المرجعيات المتفق عليها للحل السياسي، واستمرار الانقلابيين في عرقلة أي جهود لإنهاء الحرب وحقن الدماء، جددت الحكومة حرصها على موقفها الثابت باتجاه دعم تلك الجهود لإحلال السلام الدائم والعادل والشامل، وفقاً للمرجعيات الثلاث المتفق عليها المتمثّلة بالمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني وتنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصِّلة، وخصوصاً القرار 2216.
وأشارت الحكومة اليمنية إلى أن استمرار رفض وتعنت الميليشيا الانقلابية، وإصرارها على التصعيد ومواصلة حربها الخاسرة ومتاجرتها بدماء وآلام ومعاناة اليمنيين «يؤكد من جديد أن قرار هذه العصابة المتمردة (جماعة الحوثي) ليس بيدها وأن قادتها مجرد وكلاء وأدوات لخدمة إيران ومشروعها التخريبي والتدميري الذي يستهدف الخليج والمنطقة العربية والعالم أجمع». وأكدت الحكومة في اجتماعها أن تصعيد ميليشيا الحوثي الأخير بتكثيف إطلاق الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة الإيرانية باتجاه الأراضي السعودية، هو قرار إيراني واضح لتخفيف الضغوط على ما تواجهه من عزلة دولية وجهود إقليمية ودولية لوضع حد لتصرفاتها العبثية وتدخلاتها والتصدي لنفوذها في أكثر من دولة عربية.
وأعرب الاجتماع الحكومي عن أنه «يثق في أن وكلاء إيران وأدواتها التخريبية في المنطقة العربية قد اقتربت نهايتهم، بعد انكشاف مشروعها التدميري أمام العالم والمجتمع الدولي».
وحمل مجلس الوزراء اليمني النظام الإيراني «كامل المسؤولية عن الهجمات الصاروخية الحوثية على أهداف مدنية داخل المملكة العربية السعودية». وأفاد بأن الصواريخ والطائرات المسيرة التي تستخدم في استهداف السعودية، إيرانية الصنع، ولم يمتلكها اليمن وجيشه النظامي يوماً، كما أنه من الاستحالة صناعتها محلياً، وهو ما يجعل من عملية تهريبها من إيران للميليشيات الحوثية، انتهاكاً سافراً لقرارات الحظر الدولية، وتحدياً صريحاً للمجتمع الدولي، على حد ما ورد في الاجتماع الحكومي.
ودعت الشرعية اليمنية مجلس الأمن الدولي إلى «تحمل مسؤولياته في حفظ الأمن والاستقرار الدوليين، وإلى ضرورة محاسبة إيران لتمردها على قرارات الشرعية الدولية واستمرارها في تزويد ميليشيا الحوثي بالصواريخ الباليستية».
وهو الأمر الذي يستوجب على حد تعبير الحكومة اليمنية «التعامل الحازم والجاد للحفاظ على هيبة واحترام قرارات مجلس الأمن وعدم السماح لمن ينتهكها سواء كانت دولاً أو ميليشيات بالإفلات من العقاب».
وفي الشأن المحلي، أثنى مجلس الوزراء اليمني على الجهود المبذولة على صعيد ترسيخ الأمن والاستقرار والسكينة العامة للمجتمع في المحافظات المحررة، وفي مقدمتها العاصمة عدن، وأكد دعمه «لكل الإجراءات الإيجابية المتخذة على صعيد تعزيز الأمن ومساندته الكاملة للأجهزة الدفاعية والأمنية للقيام بواجبها في هذا الجانب، باعتبار ذلك أولوية قصوى في عمل الحكومة وفي صدارة اهتمام وحاجات المجتمع».
وشددت حكومة بن دغر على أهمية تثبيت الأمن وحماية الأملاك الخاصة والعامة ومنع التجاوزات وتوفير الحماية الخاصة للخطباء والدعاة ومنع تكرار ما حدث من اغتيالات، والعمل على ضبط الجناة ومحاكمتهم، كما وقفت في اجتماعها على «عدد من التقارير الخاصة بالجهود القائمة والمستمرة لاستمرار تطبيع الأوضاع وتحسين الخدمات العامة في المحافظات المحررة».
وذكرت وكالة «سبأ» الرسمية أن مجلس الوزراء اليمني صادق على شراء 40 ميغاواط من الطاقة لسد العجز الحاصل في الكهرباء، كما أقر إعادة تأهيل أحد المباني الحكومية، إضافة إلى اعتماده ميزانية تشغيلية لمحافظة سقطرى.
وكان رئيس الحكومة أحمد عبيد بن دغر و7 من وزرائه عادوا إلى العاصمة المؤقتة عدن، الخميس الماضي، بعد نحو شهرين من مغادرتها، وذلك بعد أن ذللت قيادة التحالف كل الصعوبات أمام الحكومة للعودة إلى عدن، ونجحت في تضييق فجوة الخلاف مع معارضي الحكومة الشرعية من الفصائل الجنوبية.


مقالات ذات صلة

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي الحوثيون يجبرون التجار والباعة والطلاب على التبرع لدعم «حزب الله» اللبناني (إعلام حوثي)

​جبايات حوثية لصالح «حزب الله» وسط تفاقم التدهور المعيشي

تواصل الجماعة الحوثية فرض الجبايات والتبرعات الإجبارية لصالح «حزب الله» اللبناني وسط توقعات أممية بارتفاع أعداد المحتاجين لمساعدات غذائية إلى 12 مليوناً

محمد ناصر (تعز)

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.