تونس: انطلاق حملة الانتخابات البلدية وسط مخاوف من عزوف الناخبين

أفراد الأمن يشاركون في التصويت للمرة الأولى

TT

تونس: انطلاق حملة الانتخابات البلدية وسط مخاوف من عزوف الناخبين

تبدأ 2074 قائمة انتخابية في تونس، اليوم، حملة انتخابية للفوز بـ7177 مقعداً بلدياً، موزعة على 350 دائرة بلدية؛ وذلك في انتظار الحسم النهائي في الانتخابات البلدية التي ستجرى في السادس من مايو (أيار) المقبل، وسط مخاوف من عزوف الناخبين عن صناديق الاقتراع.
وستتواصل الحملة الانتخابية إلى الرابع من مايو بمشاركة 1055 قائمة، تمثل 22 حزباً سياسياً، و860 قائمة انتخابية مستقلة، إضافة إلى159 قائمة انتخابية ائتلافية تضم أكثر من حزب سياسي.
وأعلنت وزارتا الداخلية والدفاع استعدادهما الكامل لتأمين المسار الانتخابي، وبخاصة بعد نجاحهما في إخراج التنظيمات الإرهابية من المعادلة الأمنية، وتحقيق مكاسب ميدانية بتشديد الخناق على بعض المجموعات الإرهابية المتحصنة في بعض المناطق الجبلية.
ولأول مرة، سيشارك أكثر من 36 ألفاً من رجال الأمن والعسكر في الانتخابات البلدية، التي ستمثل أول مشاركة لهم في العمل السياسي، ومن المنتظر أن يدلوا بأصواتهم في 29 من أبريل (نيسان) الحالي، أي قبل أسبوع واحد من تصويت الناخبين المدنيين.
وتستعد مختلف القوائم الانتخابية لتنظيم اجتماعات شعبية وأنشطة ميدانية في مختلف الدوائر البلدية، فضلاً عن التحضير الجيد لمتطلبات الحملة للانتخابات البلدية وشعاراتها الكثيرة قصد إقناع الناخبين بالمشروع الذي تطرحه كل قائمة على حدة، وبخاصة في ظل التنافس الذي سيكون على أشده بين الأطراف الحداثية والأطراف المحافظة.
وأجمعت جل قيادات الأحزاب السياسية على أهمية استخدام «الحبر الانتخابي» بعد تراجع هيئة الانتخابات عن قرار إلغائه، وضمان حياد الهيئات المراقبة للانتخابات، وصرامة الهيئة العليا المستقلة للانتخابات في مراقبة العملية الانتخابية، وتجريم كل التجاوزات.
في هذا الشأن، أكد محسن النويشي، المكلف ملف الانتخابات والحكم المحلي في حركة النهضة، لـ«الشرق الأوسط»، أن الحملة الانتخابية ستعتمد مجموعة من البرامج، الرامية إلى خدمة الناخبين، وإقناع المقبلين على مكاتب الاقتراع بالتصويت لفائدة حزبه. ودعا الأحزاب المنافسة إلى إقناع الناخبين عبر برامج جدية، والابتعاد عن «حملات التشويه المغرضة»، على حد تعبيره.
في السياق ذاته، أوضح أنيس غديرة، رئيس اللجنة الانتخابية لـ«حركة نداء تونس»، المنافس الأساسي لـ«حركة النهضة» وحليفه في الائتلاف الحاكم إثر انتخابات 2014، أن حزب النداء استعد جيداً للحملة، ونظم حلقات تدريبية لفائدة المرشحين في القائمات الانتخابية، شملت مجالات التواصل والعمل البلدي والقانون الانتخابي. موضحاً أن الحزب حضر برنامجاً على المستوى الوطني، وبرامج انتخابية أخرى خاصة بالبلديات. وقد اختار شباب حزب النداء شعار «الدار الكبيرة» للترويج لمرشحيه في الانتخابات البلدية المقبلة. لكن هذا الشعار تعرض إلى تأويلات سلبية من قبل من وصفهم غديرة بـ«ذوي النفوس المريضة».
ويعتبر عدد من الملاحظين والأحزاب السياسية أن مسار تركيز الحكم المحلي سيظل ناقصاً، وذلك في ظل عدم استكمال المصادقة على قانون الجماعات المحلية، باعتبار أنه يحدد آليات الحكم المحلي.
إلى غاية الجلسة العامة، التي عقدت يوم الخميس، تم التصويت على 126 فصلاً من إجمالي 392 فصلاً. في حين أعلن الاتحاد الأوروبي، أنه سيرسل فريقاً من 80 شخصاً لمراقبة اقتراع الانتخابات البلديات. كما تستعد منظمات حقوقية تونسية وأجنبية لمراقبة مختلف مراحل العملية الانتخابية.
أما تحالف الجبهة الشعبية اليساري المعارض، فقد أعد بدوره حملة انتخابية قوية، بعد سلسلة من الانتقادات التي طالت ممثلي الائتلاف الحاكم، المتهم بالفشل في حل الملفات الاجتماعية والاقتصادية العالقة.
في هذا الشأن، قال محسن النابتي، القيادي في الجبهة الشعبية، إن هذا التحالف السياسي يعتمد على تحركات مناضليه في الجهات، الذين يعملون على توعية الناخبين بالمشاركة بأعداد مهمة في الانتخابات البلدية، في ظل وجود أطراف تراهن على عزوف الناخبين، على حد تعبيره.
ودعا النابتي الهيئة العليا المستقلة للانتخابات إلى الصرامة في مراقبة الحملة الانتخابية، والاطلاع على مصادر تمويلها، وإلزام ممثلي الائتلاف الحاكم بالحياد، وعدم استعمال إمكانات الدولة لمصلحة أحزاب سياسية بعينها.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.