الحريري: لبنان حقق إنجازاً في «سيدر» وملتزمون سياسة النأي بالنفس

سعد الحريري متحدثاً أمس في القصر الحكومي ببيروت (إ.ب.أ)
سعد الحريري متحدثاً أمس في القصر الحكومي ببيروت (إ.ب.أ)
TT

الحريري: لبنان حقق إنجازاً في «سيدر» وملتزمون سياسة النأي بالنفس

سعد الحريري متحدثاً أمس في القصر الحكومي ببيروت (إ.ب.أ)
سعد الحريري متحدثاً أمس في القصر الحكومي ببيروت (إ.ب.أ)

اعتبر رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري، أن لبنان حقق إنجازاً كبيراً في مؤتمر «سيدر»، وشدد على الموقف الواضح في سياسة النأي بالنفس في ظل الضربة المحتملة على سوريا، كما وصف الحديث عن التوطين في الفترة الأخيرة بالخطابات التحريضية، مؤكداً «لن نوطن أحداً».
وفي مؤتمر صحافي عقده في السرايا الحكومي للحديث عن مؤتمر سيدر، قال «إن المؤتمر الذي عقد في باريس الأسبوع الماضي هو جزء من مسار بدأ في روما وسيستكمل في بروكسل، وهو شراكة ما بين لبنان والمجتمع الدولي، وشراكة لاستقرار لبنان ولتحقيق نمو مستدام ولإيجاد فرص عمل للشباب ولحماية نموذج العيش المشترك».
واعتبر أن «لبنان حقق إنجازاً كبيراً في مؤتمر سيدر، والمجتمع الدولي تجاوب مع رؤيتنا»، مشيراً إلى أن القروض الميسرة لن تستعمل إلا لتنفيذ مشروعات بنى تحتية لبنان في أمس الحاجة إليها». وأضاف: «من سيدر إلى بروكسل العنوان واحد، وهو الحفاظ على استقرار لبنان. ولولا التوافق السياسي لما نجح مؤتمر (سيدر)».
وأوضح «ما قمنا به في سيدر هو أننا طرحنا مشروعات، وأخذنا قروضاً من المساهمين بفائدة 1.5 في المائة، وبالتالي نحن نوفر الكثير على الدولة، وثلث الدعم الذي حصلنا عليه من سيدر هو من الدول العربية، وهذا ما كنا نتوقعه».
وأضاف: «الإصلاح واجب ليس فقط لأجل المجتمع الدولي، بل هو واجب علينا كلبنانيين والجميع يطمح إليه»، مؤكداً «إن الحكم استمرارية، والإصلاحات يجب أن تطبق سواء ربحنا الانتخابات أم لا، وسيكون هناك شفافية من قبل الحكومة في مسألة الإصلاح أمام الشعب اللبناني، إضافة إلى لجنة المتابعة التي ستشكل من المنظمات والدول التي شاركت في (سيدر) لمتابعة مسألة الشفافية».
وفي ظل مخاوف بعض اللبنانيين من التوطين انطلاقاً من المادة 50 في موازنة 2018 التي تمنح أي عربي أو أجنبي إقامة دائمة له ولعائلته في لبنان في حال تملّك شقة سكنية في لبنان، قال الحريري «إن الحديث عن التوطين هو جزء من خطابات تحريضية ولن نوطن أحداً»، مضيفاً: «كفانا لعباً بسياسة تحريضية ومزايدة في موضوع التوطين، فدستورنا واضح كالشمس ويمنع التوطين، وأي كلام آخر هو كلام انتخابي».
ورداً على سؤال عن موقف لبنان من الضربة المحتملة على سوريا، قال الحريري: «موقفنا واضح وهو النأي بالنفس، ووظيفتنا حماية البلد من تداعيات ما يحصل في المنطقة»، وأضاف: «هناك مشكلات في المنطقة، وما أقوم به مع رئيسي الجمهورية ميشال عون ومجلس النواب ونبيه بري هو لتحييد لبنان عنها»، مؤكداً أن «لدي الثقة بأن لبنان لن تصيبه أي من هذه المشكلات».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.