تونس: تراجع طفيف في العجز التجاري والتضخم يواصل الارتفاع

TT

تونس: تراجع طفيف في العجز التجاري والتضخم يواصل الارتفاع

كشف المعهد التونسي للإحصاء (معهد حكومي) عن تراجع حدة العجز التجاري خلال الثلاثة أشهر الأولى من السنة الحالية، والذي قدر بنحو 3.66 مليار دينار تونسي (1.5 مليار دولار)، بعد أن كان في حدود 3.88 مليار دينار (1.6 مليار دولار) خلال نفس الفترة من السنة الماضية.
وفي المقابل لم تتمكن مجموعة الإجراءات التي اتخذها البنك المركزي التونسي، ومن بينها رفع نسبة الفائدة، من الحد من نسبة التضخم، إذ تطورت من 7.1 في المائة خلال شهر فبراير (شباط) الماضي، إلى 7.6 في المائة في مارس (آذار)، وكانت خلال شهر يناير (كانون الثاني) مقدرة بنحو 6.9 في المائة.
ونتيجة لهذا الانخفاض الطفيف على مستوى العجز التجاري الإجمالي، فقد عرفت نسبة تغطية الصادرات للواردات تحسنا بنحو 7.6 في المائة، وبلغت نحو 73.6 في المائة مقابل 66 في المائة في السابق. وسجلت الصادرات التونسية تطورا إيجابيا بنحو 35.2 في المائة وهي الأفضل منذ سنوات، وعرفت صادرات الطاقة والنفط الخام أكبر نسبة تطور. غير أن العجز المسجل على مستوى الميزان الطاقي ما زال مرتفعا، إذ قدر بنحو 1.38 مليار دينار (نحو 568 مليون دولار) خلال الثلاثة أشهر الأولى من السنة الحالية، وكان في حدود 1.18 مليار دينار (486 مليون دولار) خلال نفس الفترة من السنة الماضية.
وقدر الفارق بين أسعار النفط المعتمدة في ميزانية 2018 وأسعارها الحالية المعتمدة في الأسواق الدولية بنحو 16 دولارا أميركيا، وهو ما كبد الاقتصاد التونسي خسائر إضافية بنحو 121 مليون دينار منذ بداية السنة، وهي مبررات ترى وزارة الطاقة والمناجم التونسية أنها كافية لمراجعة أسعار النفط كل ثلاثة أشهر، وفق مطالب صندوق النقد الدولي.
وفي السياق ذاته، تراجعت صادرات الفوسفات ومشتقاته بنسبة 26.5 في المائة نتيجة انخفاض صادرات ثاني فوسفات الأمونيوم إلى 39.8 مليون دينار (16.3 مليون دولار)، مقابل 134.6 مليون دينار (55.3 مليون دولار) خلال نفس الفترة من السنة الماضية.
وشهدت الواردات التونسية بدورها ارتفاعا بنسبة 21.3 في المائة رغم سعي السلطات التونسية إلى الحد من التوريد من خلال تحديد قائمة بـ220 منتج مورد لا تزودها البنوك التونسية بالتمويلات الضرورية. ويعود هذا التطور السلبي على مستوى العجز التجاري التونسي إلى اختلال المبادلات التجارية مع الصين وذلك بنحو 1.043 مليار دينار تونسي، ومع إيطاليا وتركيا والجزائر وروسيا. وفي المقابل سجلت المبادلات التجارية التونسية نتائج إيجابية مع فرنسا وليبيا والمغرب.
وفي هذا الشأن، قال سعد بومخلة الخبير الاقتصادي التونسي إن «الحديث عن انتعاشة اقتصادية ما زال بعيد المنال»، وأن «الإجراءات التي اتخذتها الحكومة قد تعطي أكلها؛ ولكن بعد أشهر من الآن». وتوقع أن تؤثر الزيادات في الأسعار (أسعار المحروقات وبعض المواد الاستهلاكية) على نسق الاستهلاك، وهو ما يعود بأثر سلبي على الإنتاج المحلي.
أما فيما يتعلق بتواصل ارتفاع نسبة التضخم، فقد فسر المعهد التونسي للإحصاء هذا الأمر بتسارع الارتفاع المسجل على مستوى المواد الغذائية التي زادت بنحو 8.7 في المائة، وأسعار الملابس والأحذية التي تطورت بدورها بنسبة 8 في المائة.
كما عرف قطاع النقل خلال شهر مارس (آذار) المنقضي زيادة بنسبة 10 في المائة مقارنة مع شهر فبراير (شباط)، ويعود ذلك بالأساس إلى ارتفاع أسعار السيارات (نحو 16.6 في المائة) نتيجة تراجع قيمة الدينار التونسي، والزيادة في قطع غيار السيارات التي يتم توريدها من الخارج.



معنويات متأرجحة للشركات اليابانية تصعب من مهمة «المركزي»

مشاة يمرون أمام محال تجارية في وسط العاصمة اليابانية طوكيو (إ.ب.أ)
مشاة يمرون أمام محال تجارية في وسط العاصمة اليابانية طوكيو (إ.ب.أ)
TT

معنويات متأرجحة للشركات اليابانية تصعب من مهمة «المركزي»

مشاة يمرون أمام محال تجارية في وسط العاصمة اليابانية طوكيو (إ.ب.أ)
مشاة يمرون أمام محال تجارية في وسط العاصمة اليابانية طوكيو (إ.ب.أ)

أظهر مسح ربع سنوي أجراه البنك المركزي الياباني تحسناً طفيفاً في توقعات الشركات، لا سيما في الصناعات الثقيلة الرئيسية، مثل صناعة السيارات والوقود الأحفوري والآلات، بينما تراجعت في صناعة الخدمات.

ومن شأن نتائج استطلاع «تانكان» التي أصدرها بنك اليابان يوم الجمعة، وهو المسح الاقتصادي القصير الأجل للشركات، أن يؤثر على قرار البنك بشأن رفع سعر الفائدة الرئيسي، الأسبوع المقبل.

ويظهر الاستطلاع الفارق بين الشركات التي تقول إنها متفائلة حيال أوضاع الأعمال وتلك المتشائمة. وقوضت نتيجة الاستطلاع الأحدث توقعات زيادة سعر الفائدة، كما تأرجح الين الياباني خلال الأسبوع؛ حيث بلغ معدل تداول الدولار الأميركي أمام الين 152.9 ين يوم الأربعاء، وهو معدل قريب لأعلى مستوى خلال أسبوعين. ونما اقتصاد اليابان بوتيرة سنوية معدلة بلغت 1.2 في المائة في الربع السابق، مدفوعاً بإنفاق استهلاكي مستدام.

وارتفعت المعنويات الإجمالية للشركات، للمصنعين وغير المصنعين إلى 15 نقطة من 14 نقطة في مسح سابق. وارتفع مؤشر معنويات كبرى الشركات الصناعية إلى 14 نقطة في ديسمبر (كانون الأول)، من 13 نقطة في سبتمبر (أيلول) الماضي، ويرجع ذلك جزئياً إلى استئناف مصنعي السيارات الإنتاج عقب فضائح شهادات اختبارات السيارات في الصناعة. كما تحسّنت شركات الإنشاءات والعقارات.

وفي حين أن شركات تصنيع السيارات وغيرها من الصناعات الأخرى الكبيرة أحرزت تقدماً، تراجعت المعنويات بين تجار التجزئة وغيرهم في صناعة الخدمات؛ حيث انخفضت إلى 33 نقطة من 34 نقطة رغم أنها ما زالت في منطقة إيجابية. وتراجع مؤشر تجار التجزئة بشكل حاد إلى 13 نقطة من 28 نقطة.

وفي الأسواق، تراجعت عائدات السندات الحكومية اليابانية متوسطة وطويلة الأجل يوم الجمعة مع تراجع احتمالات قيام بنك اليابان المركزي برفع أسعار الفائدة في اجتماعه للسياسة النقدية الأسبوع المقبل.

وانخفض العائد على السندات الحكومية اليابانية لأجل عامين نقطة أساس واحدة إلى 0.565 في المائة، والعائد على السندات لأجل خمس سنوات نقطتين أساس إلى 0.69 في المائة.

وقال ميكي دين، كبير استراتيجيي أسعار الفائدة في اليابان لدى «إس إم بي سي نيكو» للأوراق المالية: «تراجعت رهانات رفع أسعار الفائدة من جانب بنك اليابان المركزي، في حين دعمت عمليات شراء السندات التي يقوم بها بنك اليابان أيضاً المعنويات».

وأفادت «رويترز»، يوم الخميس، بأن بنك اليابان المركزي يميل إلى إبقاء أسعار الفائدة ثابتة مع تفضيل صناع السياسات قضاء المزيد من الوقت في التدقيق في المخاطر الخارجية والمؤشرات بشأن توقعات الأجور في العام المقبل. وجاء ذلك في أعقاب تقرير لوكالة «بلومبرغ» نيوز يوم الأربعاء أن بنك اليابان يرى «تكلفة ضئيلة» في الانتظار لرفع أسعار الفائدة.

وأشارت التوقعات إلى احتمال بنسبة 22.86 في المائة لرفع بنك اليابان أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس إلى 0.5 في المائة هذا الشهر، واحتمال بنسبة 65.5 في المائة لهذه الخطوة في اجتماعه في يناير (كانون الثاني).

من جانبه، أغلق المؤشر «نيكي» الياباني منخفضاً يوم الجمعة مع اتجاه المتعاملين لجني الأرباح عقب صعود استمر 4 جلسات بعد أن رفعت البيانات الاقتصادية الأميركية الرهانات على خفض مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي) أسعار الفائدة الأسبوع المقبل.

وهبط المؤشر «نيكي» 0.95 في المائة إلى 39470.44 نقطة، لكنه كسب 1.94 في المائة خلال الأسبوع. ودفعت مكاسب يوم الخميس المؤشر القياسي إلى أعلى مستوى في شهرين. وتراجع المؤشر توبكس الأوسع نطاقاً 0.95 في المائة إلى 2746.56 نقطة، لكنه ارتفع 1.68 في المائة خلال الأسبوع.

وقال تاكيهيكو ماسوزاوا، رئيس التداول في «فيليب سيكيوريتيز اليابان»: «أدى ضعف إغلاق الأسواق الخارجية خلال ساعات الليل إلى انخفاض المعنويات، ما دفع المستثمرين إلى بيع الأسهم لجني الأرباح». وأضاف: «أرادت السوق تعديل مراكزها قبل عطلة نهاية الأسبوع».

وتجاوز المؤشر «نيكي» يوم الخميس مستوى 40 ألف نقطة الرئيسي للمرة الأولى منذ 15 أكتوبر (تشرين الأول). وتراجعت مؤشرات وول ستريت الليلة السابقة، إذ قيم المتعاملون المؤشرات الاقتصادية الرئيسية قبل اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأسبوع المقبل.

وأظهر تقرير وزارة العمل الأميركية، يوم الخميس، أن أسعار المنتجين ارتفعت 0.4 في المائة على أساس شهري في نوفمبر (تشرين الثاني)، مقارنة بتقديرات ارتفاع 0.2 في المائة، وفقاً لخبراء اقتصاد استطلعت «رويترز» آراءهم.

وتراجعت جميع مؤشرات القطاعات الفرعية في بورصة طوكيو للأوراق المالية البالغ عددها 33 باستثناء ثلاثة. ومن بين 1644 سهماً في السوق الرئيسية في بورصة طوكيو، ارتفع 32 في المائة وانخفض 64 في المائة، بينما استقر 3 في المائة.