اختار فريق الفتح سلوك الطريق الأصعب نحو خطف مقعد مؤهل للمشاركة بدوري أبطال آسيا في النسخة المقبلة، حيث تنتظر الفريق مواجهتان من العيار الثقيل أمام المتصدر فريق الهلال والنصر المحتل المركز الثالث في سلم ترتيب الدوري.
ويلزم الفتح القابع في المركز الرابع في سلم الترتيب المحافظة على موقعه الحالي في الدوري السعودي للمحترفين أو التقدم خطوة للأمام، للتمسك بحظوظ الفريق لخوض منافسات نسخة البطولة القارية المقبلة.
الطريق الصعب المتبقي للفتح للحفاظ على مركزه الحالي يتوجب عليه الفوز على النصر أولا في الأحساء ومن ثم الفوز على الهلال في الرياض، وهو الأمر الأصعب بناء على المقاييس الفنية وحتى النظرية في ظل رغبة منافسه الأول ضمان حصد ثالث الترتيب في حال الفوز على الفتح فيما قد يحتاج الأزرق للفوز في مباراته الأخيرة للحفاظ على لقبه وهذا ما يصعب المهمة الفتحاوية كثيراً.
وقدم فريق الفتح في الدور الثاني من بطولة دوري المحترفين لهذا الموسم وتحولت مساعيه مِن الابتعاد خطر خوض ملحق الهبوط إلى المنافسة على مركز متقدم جدا يمنحه مقعدا مباشرا أو حتى اللجوء لملحق العبور لدور المجموعات لدوري أبطال آسيا في النسخة المقبلة.
وأزاح الفتح الفيصلي من المركز الرابع الذي تمسك به طويلا وفاز عليه بالمجمعة بهدفين في آخر المواجهات قبل فترة التوقف.
وعلى غرار جاره الاتفاق أظهر الفتح مستويات ونتائج قوية في الدور الثاني رغم أنه لم يدعم صفوفه بلاعبين أجانب مؤثرين عدا الجزائري إبراهيم الشنيحي الذي قدم إضافة جيدة في خط الهجوم، مما يعني أن الفريق اعتمد على لاعبيه وخبرة مدربه بالنهوض من وضعه والعودة لدائرة المنافسة مجدداً.
ونتيجة البداية المتواضعة للفريق في دوري هذا الموسم تخوف الفتحاويون أن يعاد سيناريو الموسم الماضي حينما صارع الفريق حتى الجولة الأخيرة من الدوري من أجل البقاء لكن انتفاضته أسفرت عن تحقيقه نتائج قوية وآخرها الفوز العريض على الاتحاد في الأحساء بخماسية قفزت بالفريق للمركز الثامن.
ونتيجة لهذه القفزة وبسبب عدم قدرة غالبية الأندية التي حصدت مراكز متقدمة على الحصول على الرخصة الآسيوية تحركت إدارة نادي الفتح للحصول على استثناء لنيل مقعد مباشر في البطولة القارية بكونه من الأندية التي حصلت على الرخصة إلا أن أنظمة المشاركة في البطولة كانت مشددة بعدم قبول مشاركة أي فريق يحصد مركزا بعد سابع الترتيب.
ولم يكن عدم الحصول على استثناء للعودة مجددا للمشاركة القارية للمرة الثالثة في تاريخ هذا النادي إلا دافعا للمحاولة الأكثر جديا لهذا الفريق هذا العام الذي يعتبر فتيا في السعودية بكون سنوات مشاركته في دوري المحترفين التي لم تتجاوز الـ10 سنوات.
ولعل أبرز ما يدعم حظوظ الفريق الفتحاوي لتحقيق هدفه هذا الموسم هو الاستقرار على كل الأصعدة بداية من المدرب الخبير فتحي الجبال مروا بالجهاز الإداري واللاعبين، حيث يعتبر الفتح من الأندية التي لم تفقد أيا من لاعبيها في فترة التوقف الحالية عدا نوح الموسى الذي يخوض منذ منتصف الموسم تجربة مع فريق بلد الوليد الإسباني ضمن مجموعة من النجوم السعوديين الذين ساعدت الهيئة العامة للرياضة في وجودهم في أقوى الدوريات العالمية.
وخاض الفتح ودية خلال فترة التوقف الحالية ضد الاتفاق السبت الماضي وكسبها بهدفين لهدف في مباراة وقف من خلالها المدرب على جاهزية جميع اللاعبين.
ومن المنتظر أن يخوض الفريق ودية ثانية قبل نهاية الأسبوع الحالي أمام أحد الفرق السعودية قبل أن يواجه النصر في المباراة المفصلية في السابع من أبريل (نيسان) المقبل، عَلى أرضه في الأحساء.
يقول الجبال لـ«الشرق الأوسط» إن الفتح فرض نفسه بين الكبار وبات الطموح كبيرا ولا يمكن أن يقبل مسؤولوة ومحبوه أن يكون الفريق بعيدا عن دائرة المنافسين على جميع البطولات.
وبين الجبال أن الطموح الكبير يواجهه تحدٍ أكبر، ولذا من المهم العمل على تحقيق المزيد من الإنجازات والأرقام لأن الطموح عالٍ، مضيفا: «لم يعد الفتح من الفرق الباحثة عن منطقة الدفء في الدوري بل العكس وإن ألزمته بعض الظروف الصعبة ليكون بعيدا عن البطولات».
ووصف الجبال المباراتين المتبقيتين للفريق في الدوري أمام النصر والهلال بالمصيرية ومباريات الكؤوس التي لا تقبل أنصاف الحلول، مؤكدا أن المهمة هو الحفاظ على المركز الحالي واقتناص أي فرصة للتقدم للمركز الثالث، مضيفا: «ذلك يتطلب أولا تخطي النصر وتقليص الفارق لنقطتين قبل الجولة الأخيرة وهو ما يحتاج لجهود كبيرة بكل تأكيد».
وعبر مدرب الفتح عن ارتياحه من سير إعداد الفريق لجولتي الحسم، خصوصا مع تكامل العناصر بشكل كبير وعدم وجُود تهديد لغيابات النجوم في الجولة الأخيرة، حيث سيلعب الفريق ضد النصر مكتمل الصفوف ولن يكون مهددا بالإيقاف سوى المهاجم حمد الجهيم الذي لديه بطاقتان صفراوتان».
من جانبه، شدد رئيس نادي الفتح المهندس سعد العفالق أن فريقه أظهر عزيمة كبيرة خصوصا بعد فترة التسجيل الشتوية رغم أنه من أقل الأندية التي دعمت صفوفها بلاعبين، مبينا أن الهدف يكبر من جولة لآخر حتى بات الهدف الرئيسي حاليا هو الحصول على مقعد في النسخة المقبلة لدوري أبطال آسيا.
وبين العفالق لـ«الشرق الأوسط» أن فريقه مر بظروف صعبة وتقلبات كبيرة في بداية ومنتصف الموسم إلا أنه سلك المسار الصحيح بقيادة فتحي الجبال الذي لم يشك الفتحاويين يوما بقدراته على انتشال الفريق في أسوأ الظروف.
وأضاف: «وجود الجبال يتخطى الإمكانيات الفنية التي يقدمها، بل إن له تأثير نفسي كبير على اللاعبين بحكم قربه وتواصله الإيجابي مع الجميع مما يجعله «كلمة السر» في نهوض الفتح الذي يعتبر من الأندية التي تفخر بكون أعضاء شرفها وجماهيرها تمثل السند الرئيسي للإدارة وفريق كرة القدم بشكل عام».
وأشار العفالق إلى الجولتين المتبقيتين بالغة الصعوبة لكن الفتح لديه رجال قادرون على انتزاع الإنجاز من أصعب الطرق والوجود في النسخة القارية المقبلة للمرة الثالثة في تاريخ النادي وهذا بحد ذاته سيضاف إلى الإنجازات الكبيرة التي يفخر بها الفتحاويون.
بقيت الإشارة إلى أن الفتح يملك حاليا 35 نقطة بفارق خمس نقاط عن النصر صاحب المركز الثالث لكنه لا يبتعد سوى بنقطة عن الفيصلي وبنقطتين عن الاتفاق مما يجعله مهددا بفقد موقعه.
هل ينجح الفتح في العودة لدوري أبطال آسيا
فرص المشاركة تحتم عليه الفوز على النصر والهلال
هل ينجح الفتح في العودة لدوري أبطال آسيا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة