تعكس المقرات الانتخابية للمرشحَين الوحيدين في الانتخابات الرئاسية في مصر جزءاً كبيراً من الأوزان النسبية والقدرات الفعلية لكل منهما على أرض الواقع، وفي الوقت الذي تعمل فيه الحملة المركزية للرئيس الحالي والساعي لولاية ثانية عبد الفتاح السيسي من فيلا بضاحية التجمع الخامس «الراقية»، يمارس أعضاء حملة الطرف الثاني في الانتخابات موسى مصطفى موسى، عملهم من المقر الحالي لحزب الغد (الذي يترأسه موسى) في أحد الشوارع متوسطة المستوى في منطقة وسط القاهرة.
ليس فقط الموقع الجغرافي لحملتَي المرشحين في الانتخابات، هو التعبير الوحيد عن حالة التنافسية، بل إن طبيعة الزائرين والأنشطة كذلك، تشير إلى نتائج تكاد تكون محسومة في الانتخابات التي تنطلق بالنسبة إلى المصريين في الخارج بدايةً من يوم الجمعة المقبل، وتستمر على مدار 3 أيام، وتُجرى للناخبين في الداخل في نفس المدة الزمنية على أن تنطلق في 26 مارس (آذار) الجاري.
وأصبحت حملة السيسي هدفاً لزيارات عدد من السفراء، الذين توافدوا للقاء القائمين عليها، وبدا مقر الحملة كما لو أنه جهة رسمية رئاسية، في إشارة ذات دلالة على ثقة المسؤولين الأجانب في فوز سهل للسيسي.
وتسجل قائمة ضيوف مقر حملة السيسي أسماء سفراء، الصين، واليابان، وسنغافورة، والهند، فضلاً عن وفد من سفراء أميركا اللاتينية، وكذلك الأمين العام المساعد للجامعة العربية السفيرة هيفاء أبو غزالة.
على الجهة الأخرى، فإن البيانات الرسمية لحملة موسى مصطفى موسى، تشير إلى استقباله أكثر من وفد من «المجلس المصري للقبائل العربية» الذي يترأسه المرشح الرئاسي نفسه.
وفيما يتعلق بالأنشطة، فإن حملة موسى كانت نقطة انطلاق لمسيرتَي تأييد للرجل، وفي الوقت الذي لم يصل فيه عدد المشاركين في المسيرة الأولى التي انطلقت قبل أسبوع إلى أكثر من 30 شخصاً، جاءت المسيرة الثانية، أمس، بزيادة نسبية مقارنةً بما سبقتها، وكان المرشح بين مؤيديه الذين لم يتجاوزوا المئات.
وقال موسى، في تصريحات على هامش مشاركته في مسيرة أنصاره، أمس، إنه يأمل أن «تتخطى مشاركة المصريين في الانتخابات الرئاسية المقبلة أكثر من 30 مليون ناخب لوقف المؤامرات التي تستهدف إفشال العملية الانتخابية»، مضيفاً: «إنني والرئيس عبد الفتاح السيسي نخوض الانتخابات من أجل مصر وليس لأي مصلحة أخرى».
ورغم أن حملة السيسي لم تكن موقعاً لانطلاقة أي فعاليات جماهيرية منذ بدء عملها، فإن الحملات الفرعية في المحافظات كانت محور تلك الأنشطة، وأصبحت الصفحة الرسمية للحملة هي المساحة الإعلانية للرسمية للترويج لتلك الأنشطة، وإضفاء الصبغة الرسمية عليها.
المؤتمرات الصحافية لكلا المرشحين، تبدو هي الأخرى ذات دلالة، ففي حين نظمت الحملة الرسمية للسيسي مؤتمرين صحافيين للإعلان عن عملها ونشاطها في قاعة أحد الفنادق الكبرى القريبة من مقر الحملة، لم تخرج مؤتمرات حملة مصطفى موسى عن نطاق وسط القاهرة، داخل مقر حزب الغد أيضاً.
«رئاسية مصر»: مقرَّا المرشحَين... هدف لزيارات السفراء ونقطة انطلاق المسيرات
«رئاسية مصر»: مقرَّا المرشحَين... هدف لزيارات السفراء ونقطة انطلاق المسيرات
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة