أكدت بعثة مجلس التعاون لدول الخليج العربية لدى اليمن أمس، ضرورة التزام جميع الأطراف بالإسهام الفاعل في توفير المناخات المواتية لاستكمال تنفيذ ما تبقى من بنود المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية وتطبيق بنود المرحلة الثالثة من المبادرة.
وحذرت البعثة من مغبة أي محاولات تستهدف تقويض العملية السياسية القائمة في اليمن استنادا إلى المبادرة الخليجية، أو إعاقة الجهود الهادفة إلى تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني، مؤكدة أن دول المجلس ستعمل عبر بعثتها في اليمن مع بقية الأطراف الراعية للمبادرة على التصدي لأي محاولات في هذا الصدد. كما جددت البعثة دعمها المطلق لجميع الإجراءات والقرارات التي تتخذها القيادة السياسية اليمنية ممثلة في الرئيس عبد ربه منصور هادي الهادفة إلى تعزيز أمن واستقرار اليمن. ودعت البعثة القوى والفعاليات السياسية والمجتمعية اليمنية كافة إلى «وضع مصلحة اليمن فوق كل المصالح الذاتية، والنأي عن التجاذبات والمناكفات السياسية غير المجدية والحد من العنف والصراعات العبثية، واستشعار المسؤولية الوطنية في الإسهام بتوفير الأجواء المواتية لتحقيق التحول السياسي المنشود».
من جهة ثانية شن الطيران اليمني أمس، غارات ضد مواقع للمتمردين الحوثيين في محافظة عمران شمال صنعاء حيث تعرض الجيش لهجمات متكررة منذ انهيار الهدنة قبل ثلاثة أيام، حسبما أفادت مصادر عسكرية ومحلية. وقال مصدر عسكري لوكالة الصحافة الفرنسية، إن الغارات استهدفت مواقع «أنصار الله»، وهو الاسم الذي يتخذه المتمردون الحوثيون، في سلاطة وسحب وبني ميمون على سفح جبل الضين الذي ينتشر فيه الجيش ويحاول الحوثيون السيطرة عليه بسبب موقعه الاستراتيجي المطل على طريق عمران صنعاء. وأضاف المصدر ذاته أن «الغارات تهدف إلى تخفيف الضغط عن مواقع الجيش في جبل الضين التي تتعرض لهجمات متكررة من قبل الحوثيين وحلفائهم من القبائل».
إلا أن مصادر محلية وقبلية ذكرت لوكالة الصحافة الفرنسية أن المعارك أسفرت في الأيام الأخيرة عن عشرات القتلى من الجهتين، ما يدل على مدى عنف المواجهات منذ انهيار الهدنة الأحد. وكان جرى التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في الرابع من يونيو (حزيران) بين الجيش اليمني والمتمردين الحوثيين بعد أن امتدت المواجهات إلى مشارف صنعاء.
من جهة ثانية أحاطت قوات يمنية بمجمع مسجد في العاصمة اليمنية صنعاء وسط مخاوف من أن يستخدمه مؤيدو الرئيس السابق علي عبد الله صالح كنقطة انطلاق لمهاجمة قصر الرئاسة. والعملية التي دخلت يومها الرابع أمس، هي أقوى مواجهة حتى الآن بين الرئيس الحالي عبد ربه منصور هادي وأنصار صالح الذي أطاحت به انتفاضة شعبية عام 2011 بعد 33 عاما قضاها في السلطة. وأحاطت عشرات القوات في عربات مدرعة بالمجمع القريب من قصر الرئاسة حيث يمارس هادي عمله اليومي. ويعتقد مسؤولون أمنيون أن المسجد يمكن أن يستخدم كقاعدة للانقلابيين. وقال مصدر أمني لرويترز إن هناك معلومات تفيد بوجود نفق يؤدي من المسجد إلى القصر الرئاسي وإن هناك أسلحة داخل القبو.