60% زيادة في الموقوفين بشبهة الإرهاب في بريطانيا

412 حالة توقيف مقارنة بـ261 حالة مماثلة في 2016

استنفار أمني في مطار هيثرو عقب هجمات وستمنستر الإرهابية العام الماضي (غيتي)
استنفار أمني في مطار هيثرو عقب هجمات وستمنستر الإرهابية العام الماضي (غيتي)
TT

60% زيادة في الموقوفين بشبهة الإرهاب في بريطانيا

استنفار أمني في مطار هيثرو عقب هجمات وستمنستر الإرهابية العام الماضي (غيتي)
استنفار أمني في مطار هيثرو عقب هجمات وستمنستر الإرهابية العام الماضي (غيتي)

ارتفعت حالات التوقيف المتعلقة بالإرهاب في المملكة المتحدة بنسبة 60 في المائة خلال عام 2017. وتعكس إحصائيات وزارة الداخلية البريطانية أن هناك 412 حالة اعتقال ذات صلة بالإرهاب خلال العام الماضي، مقارنة بـ261 حالة توقيف مماثلة في عام 2016.
وارتفع عدد الأفراد المقبوض عليهم بسبب جرائم تتعلق بالإرهاب في بريطانيا بنسبة 58 في المائة إلى مستوى قياسي بلغ 412 فردا في عام 2017 - تلك الفترة التي اعتبرت من أكثر الفترات شدة فيما يتعلق بالهجمات الإرهابية في التاريخ الحديث.
وتظهر إحصائيات وزارة الداخلية البريطانية، التي تصدر بصفة فصلية، ونشرت، أمس (الخميس)، أن هناك 412 حالة اعتقال في عام 2017 مقارنة بـ261 حالة اعتقال مسجلة في عام 2016 ذات صلة بالإرهاب.
وتشتمل الأرقام القياسية على 12 فرداً تم إلقاء القبض عليهم بشأن هجمات وستمنستر الإرهابية التي وقعت في مارس (آذار) من العام الماضي، و23 فرداً على صلة بالهجوم الذي وقع في مدينة مانشستر في مايو (أيار) من العام الماضي، و21 حالة اعتقال على صلة بهجمات جسر لندن في يونيو (حزيران) من العام الماضي، واعتقال فرد واحد فقط فيما يتعلق بالهجوم على مسجد فينسبري بارك، في وقت لاحق من الشهر ذاته. كما ألقي القبض على 7 أفراد آخرين فيما يتصل بالهجوم الذي وقع في محطة أنفاق بارسونز غرين في سبتمبر (أيلول) الماضي، بحسب تقرير لصحيفة «غارديان» أمس.
وتعكس تلك الأرقام تصاعد التهديدات الإرهابية من جانب المتطرفين في بريطانيا. وصرح أندرو باركر، مدير الاستخبارات الداخلية البريطانية في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي قائلاً: «هناك طفرة دراماتيكية في التهديدات الإرهابية خلال هذا العام، إذ تحولت إلى أعلى وتيرة شهدتها خلال مسيرتي المهنية التي امتدت طيلة 34 عاماً من الخدمة».
وتعكس الأرقام المفصلة الصادرة عن وزارة الداخلية البريطانية أن حالات التوقيف التي بلغت 412 حالة في عام 2017 قد أسفرت عن توجيه الاتهامات الجنائية بحق 135 فرداً، هناك 110 أفراد منهم في قضايا تتصل بجرائم تتعلق بالإرهاب. ولقد تم إطلاق سراح أكثر من النصف المعتقلين - 228 أو 55 في المائة - من دون توجيه الاتهامات بحقهم، في حين هناك 33 فردا آخرين تم إطلاق سراحهم بكفالة مالية في انتظار إجراء المزيد من التحقيقات، و13 فرداً آخرين يواجهون إجراءات قانونية بديلة.
وحتى الآن، خضع 29 فرداً، من أصل 110 أفراد وجهت إليهم الاتهامات، للمحاكمة. ولقد تمت إدانتهم جميعاً. وهناك 76 فرداً آخرين لا يزالون في انتظار المحاكمة. أما الحالات الخمس المتبقية، فلم يواجهوا المحاكمة أو التحقيقات الحالية.
وتشير الأرقام الصادرة أخيرا إلى أنه بحلول نهاية عام 2017 كان هناك 224 سجيناً إرهابياً في السجون البريطانية - أي بزيادة قدرها 24 في المائة، أو 43 في المائة عن العام الماضي - مع استمرار الاتجاه التصاعدي الذي كان مسجلاً خلال السنوات الأخيرة. والغالبية العظمى - وهي نسبة 86 في المائة - من المعتقلين كانت تحمل آراء ووجهات نظر يمينية متطرفة بما في ذلك أفراد من حركة «العمل الوطني» المحظورة أخيراً، ونسبة 5 في المائة المتبقية صنفت تحت فئة «آيديولوجيات أخرى».
وفي وقت سابق من الشهر الحالي، أعلنت وزارة الداخلية البريطانية أن جهاز الاستخبارات الداخلي قد خفف من مستوى التهديدات الإرهابية الداخلية الموجهة إلى بريطانيا من الإرهاب المتصل بآيرلندا الشمالية من «كبير» إلى «معتدل»، الأمر الذي يعني أن العمليات الإرهابية ممكن وقوعها غير أنها غير محتملة الوقوع. ومع ذلك، فإن الأخطار التي تهدد المملكة المتحدة من الإرهاب الدولي لا تزال عالية، الأمر الذي يعني أن الهجمات الإرهابية من الأرجح للغاية وقوعها. كما أن الأخطار الماثلة داخل آيرلندا الشمالية من الإرهاب الآيرلندي الشمالي لا تزال كبيرة.
وتظهر الإحصائيات الفصلية لصلاحيات مكافحة الإرهاب أيضاً أن شرطة العاصمة قد عزَّزَت من استخدام قوات مكافحة الإرهاب وقوات الإيقاف والتفتيش. وارتفعت عمليات التفتيش بنسبة 59 في المائة في عام 2017 إلى 767 عملية من واقع 483 عملية تفتيش في عام 2016 السابق.
ورغم ذلك، فإن عدد الأفراد الذين تم توقيفهم وتفتيشهم في الموانئ والمطارات بموجب صلاحيات مكافحة الإرهاب استمر في الانخفاض في عام 2017، وتم تنفيذ 16349 عملية تفتيش في العام الماضي - مما يشكل انخفاضاً بنسبة 16 في المائة مقارنة بالعام السابق، مما يعكس الاتجاه التنازلي الحديث. وارتفع عدد الأفراد المحتجزين بموجب صلاحيات أمن الموانئ إلى نسبة 10 في المائة من واقع 1539 إلى 1700 عملية تفتيش أُجرِيَت في عام 2017.


مقالات ذات صلة

إسبانيا: السجن لأعضاء خلية «إرهابية» خططت لاستهداف مصالح روسية

العالم إسبانيا: السجن لأعضاء خلية «إرهابية» خططت لاستهداف مصالح روسية

إسبانيا: السجن لأعضاء خلية «إرهابية» خططت لاستهداف مصالح روسية

قضت محكمة إسبانية، الجمعة، بالسجن 10 سنوات على زعيم خلية «إرهابية» نشطت في برشلونة، و8 سنوات على 3 آخرين بتهمة التخطيط لهجمات ضد أهداف روسية في المدينة، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية». وذكرت «المحكمة الوطنية» في مدريد، في بيان، أنها أدانت «4 أعضاء في خلية إرهابية متطرفة مقرُّها برشلونة، حدّدوا أهدافاً روسية لتنفيذ هجمات ضدَّها في عاصمة كاتالونيا بشمال شرقي إسبانيا. وأضافت المحكمة، المسؤولة خصيصاً عن قضايا «الإرهاب»، أنها برّأت شخصين آخرين. وجاء، في البيان، أن زعيم الخلية «بدأ تحديد الأهداف المحتملة، ولا سيما المصالح الروسية في عاصمة كاتالونيا، وأنه كان في انتظار الحصول على موادّ حربية». وأوض

«الشرق الأوسط» (مدريد)
العالم اعتقال سوري بتهمة التخطيط لهجمات في ألمانيا

اعتقال سوري بتهمة التخطيط لهجمات في ألمانيا

أعلنت السلطات الألمانية، الثلاثاء، القبض على سوري، 28 عاماً، في هامبورغ للاشتباه في تخطيطه شن هجوم ارهابي. وأعلن المكتب الاتحادي للشرطة الجنائية، والمكتب الإقليمي للشرطة الجنائية في ولاية هامبورغ، ومكتب المدعي العام في الولاية أنه يُشتبه أيضاً في أن شقيق المتهم الذي يصغره بأربع سنوات، ويعيش في مدينة كمبتن ساعده في التخطيط. ووفق البيانات، فقد خطط الشقيقان لشن هجوم على أهداف مدنية بحزام ناسف قاما بصنعه.

«الشرق الأوسط» (هامبورغ)
العالم هولندا تُدين أربع نساء أعادتهن من سوريا بتهمة الإرهاب

هولندا تُدين أربع نساء أعادتهن من سوريا بتهمة الإرهاب

حكمت محكمة هولندية، اليوم (الخميس)، على أربع نساء، أعادتهنّ الحكومة العام الماضي من مخيّم للاجئين في سوريا، بالسجن لفترات تصل إلى ثلاث سنوات بعد إدانتهنّ بتهم تتعلق بالإرهاب. وفي فبراير (شباط) 2022 وصلت خمس نساء و11 طفلاً إلى هولندا، بعدما أعادتهنّ الحكومة من مخيّم «الروج» في شمال شرقي سوريا حيث تُحتجز عائلات مقاتلين. وبُعيد عودتهنّ، مثلت النساء الخمس أمام محكمة في روتردام، وفقاً لما أوردته وكالة الصحافة الفرنسية، حيث وجّهت إليهن تهمة الانضمام إلى مقاتلين في تنظيم «داعش» في ذروة الحرب في سوريا، والتخطيط لأعمال إرهابية. وقالت محكمة روتردام، في بيان اليوم (الخميس)، إنّ النساء الخمس «قصدن ساحات ل

«الشرق الأوسط» (لاهاي)
العالم قتيلان بإطلاق نار في هامبورغ

قتيلان بإطلاق نار في هامبورغ

أفادت صحيفة «بيلد» الألمانية بسقوط قتيلين عقب إطلاق نار بمدينة هامبورغ اليوم (الأحد). وأوضحت الصحيفة أنه تم استدعاء الشرطة قبيل منتصف الليل، وهرعت سياراتها إلى موقع الحادث. ولم ترد مزيد من التفاصيل عن هوية مطلق النار ودوافعه.

«الشرق الأوسط» (برلين)
العالم الادعاء الألماني يحرّك دعوى ضد شابين بتهمة التخطيط لشن هجوم باسم «داعش»

الادعاء الألماني يحرّك دعوى ضد شابين بتهمة التخطيط لشن هجوم باسم «داعش»

أعلن الادعاء العام الألماني في مدينة كارلسروه، اليوم (الخميس)، تحريك دعوى قضائية ضد شابين إسلاميين بتهمة الإعداد لشن هجوم في ألمانيا باسم تنظيم «داعش». وأوضح الادعاء أنه من المنتظر أن تجري وقائع المحاكمة في المحكمة العليا في هامبورغ وفقاً لقانون الأحداث. وتم القبض على المتهمَين بشكل منفصل في سبتمبر (أيلول) الماضي وأودعا منذ ذلك الحين الحبس الاحتياطي. ويُعْتَقَد أن أحد المتهمين، وهو كوسوفي - ألماني، كان ينوي القيام بهجوم بنفسه، وسأل لهذا الغرض عن سبل صنع عبوة ناسفة عن طريق عضو في فرع التنظيم بأفغانستان. وحسب المحققين، فإن المتهم تخوف بعد ذلك من احتمال إفشال خططه ومن ثم عزم بدلاً من ذلك على مهاج

«الشرق الأوسط» (كارلسروه)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
TT

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

ووفقاً للتقرير العالمي بشأن الاتجار بالأشخاص والصادر عن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، فإنه في عام 2022 -وهو أحدث عام تتوفر عنه بيانات على نطاق واسع- ارتفع عدد الضحايا المعروفين على مستوى العالم 25 في المائة فوق مستويات ما قبل جائحة «كوفيد- 19» في عام 2019. ولم يتكرر الانخفاض الحاد الذي شهده عام 2020 إلى حد بعيد في العام التالي، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وقال التقرير: «المجرمون يتاجرون بشكل متزايد بالبشر لاستخدامهم في العمل القسري، بما في ذلك إجبارهم على القيام بعمليات معقدة للاحتيال عبر الإنترنت والاحتيال الإلكتروني، في حين تواجه النساء والفتيات خطر الاستغلال الجنسي والعنف القائم على النوع»، مضيفاً أن الجريمة المنظمة هي المسؤولة الرئيسية عن ذلك.

وشكَّل الأطفال 38 في المائة من الضحايا الذين تمت معرفتهم، مقارنة مع 35 في المائة لأرقام عام 2020 التي شكَّلت أساس التقرير السابق.

وأظهر التقرير الأحدث أن النساء البالغات ما زلن يُشكِّلن أكبر مجموعة من الضحايا؛ إذ يُمثلن 39 في المائة من الحالات، يليهن الرجال بنسبة 23 في المائة، والفتيات بنسبة 22 في المائة، والأولاد بنسبة 16 في المائة.

وفي عام 2022؛ بلغ إجمالي عدد الضحايا 69 ألفاً و627 شخصاً.

وكان السبب الأكثر شيوعاً للاتجار بالنساء والفتيات هو الاستغلال الجنسي بنسبة 60 في المائة أو أكثر، يليه العمل القسري. وبالنسبة للرجال كان السبب العمل القسري، وللأولاد كان العمل القسري، و«أغراضاً أخرى» بالقدر نفسه تقريباً.

وتشمل تلك الأغراض الأخرى الإجرام القسري والتسول القسري. وذكر التقرير أن العدد المتزايد من الأولاد الذين تم تحديدهم كضحايا للاتجار يمكن أن يرتبط بازدياد أعداد القاصرين غير المصحوبين بذويهم الذين يصلون إلى أوروبا وأميركا الشمالية.

وكانت منطقة المنشأ التي شكلت أكبر عدد من الضحايا هي أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى بنسبة 26 في المائة، رغم وجود كثير من طرق الاتجار المختلفة.

وبينما يمكن أن يفسر تحسين الاكتشاف الأعداد المتزايدة، أفاد التقرير بأن من المحتمل أن يكون مزيجاً من ذلك ومزيداً من الاتجار بالبشر بشكل عام.

وكانت أكبر الزيادات في الحالات المكتشفة في أفريقيا جنوب الصحراء وأميركا الشمالية ومنطقة غرب وجنوب أوروبا، وفقاً للتقرير؛ إذ كانت تدفقات الهجرة عاملاً مهماً في المنطقتين الأخيرتين.