مجموعة «الخليج ومجلس الأمن» تحذر من أفعال تهدد عملية نقل السلطة في اليمن

قوات الحماية الرئاسية تكشف مخططا تخريبيا يستهدف منشآت «حساسة»

مجموعة «الخليج ومجلس الأمن» تحذر من أفعال تهدد عملية نقل السلطة في اليمن
TT

مجموعة «الخليج ومجلس الأمن» تحذر من أفعال تهدد عملية نقل السلطة في اليمن

مجموعة «الخليج ومجلس الأمن» تحذر من أفعال تهدد عملية نقل السلطة في اليمن

دعت مجموعة سفراء الدول العشر الراعية لاتفاق نقل السلطة في اليمن (5+5)، الأحزاب والمكونات السياسية إلى وضع أجنداتهم جانبا والعمل لتعزيز الانتقال السياسي في اليمن، وفق ما جرى الاتفاق عليه في مبادرة مجلس التعاون الخليجي وآليتها التنفيذية، فيما كشف مصدر عسكري في الحماية الرئاسية عن إحباط مخطط تخريبي، كان يستهدف منشآت «حساسة»، تقع بالقرب من جامع الصالح في إشارة إلى دار الرئاسة الخاصة بالرئيس عبد ربه منصور هادي، في الضاحية الجنوبية للعاصمة صنعاء.
وذكرت مجموعة سفراء الدول العشر، (تضم 5 دول من مجلس التعاون الخليجي، والدول الكبرى في مجلس الأمن)، وتشرف على عملية انتقال السلطة منذ انطلاقها أواخر نوفمبر (تشرين الثاني) 2011، أنهم في حالة ترقب حول الوضع الأمني والاقتصادي في اليمن، وأوضحت الدول الراعية في بيان صحافي أمس، أن «قرار مجلس الأمن 2140. قد وضع آلية للتعامل مع معرقلي هذا الانتقال السياسي بأفعال تهدد سلم واستقرار اليمن». محذره بأن «الوضع الاقتصادي في غاية الصعوبة ويتطلب اتخاذ تدابير سريعة وإجراءات بعيدة المدى».
وأكدت الدول الراعية «استمرار دعمها للرئيس عبد ربه منصور هادي وحكومة الوفاق»، مشيرة إلى أن «الشعب اليمني أوضح بشكل صريح مُطالبتهُ بالخدمات الأساسية وفرص العمل، منذ عام 2011. وقد قدم المجتمع الدولي الكثير لدعم اليمن من خلال المساعدات الإنسانية والتنموية». وطالبت الدول العشر الحكومة والمؤسسات الإعلامية «التوافق على ميثاق شرف يرتقي بالمنظمات إلى مستوى أخلاقي عال ويحافظ على الحريات الإعلامية»، مع تأكيدها على دعم «حرية الإعلام، مع الإدراك بأن الحريات تأتي مع الشعور بالمسؤولية والتعاطي مع التقارير الإعلامية بمسؤولية».
وشهدت العاصمة صنعاء، الأسبوع الماضي، أعمال فوضى، واحتجاجات، شعبية، واتهمت السلطات، الرئيس السابق علي عبد الله صالح، باستغلالها، للانقلاب على الرئيس هادي والحكومة، فيما ينفي صالح هذه الاتهامات.
ويزور صنعاء حاليا أعضاء لجنة مجلس الأمن للعقوبات، التي شكلها مجلس الأمن في فبراير (شباط) الماضي، لمراقبة معرقلي التسوية السياسية، وتتضمن العقوبات بحسب قرار مجلس الأمن، تجميد الأموال ومنع السفر، على أي أفراد أو كيانات تسميهم اللجنة كمتورطين في تهدد السلم في اليمن وأمنه واستقراره، بما في ذلك عرقلة استكمال نقل السلطة.
في غضون ذلك كشف مصدر في قوات الحماية الرئاسية اليمنية عن إحباط مخطط تخريبي، كان يستهدف مقرات «حساسة»، تقع بالقرب من جامع الصالح في إشارة إلى دار الرئاسة الخاص بالرئيس عبد ربه منصور هادي، في الضاحية الجنوبية للعاصمة صنعاء. وذكر مصدر قوات الحماية الرئاسية في تصريح نقلته وكالة الأنباء الحكومية، أمس، أن الوضع في جامع الصالح ومحيطه مستقر ومسيطَر عليه وأنه لا صحة لما تروج له بعض الوسائل الإعلامية عن توتر قائم في تلك المنطقة. وكان الحرس الرئاسي التابع للرئيس عبد ربه منصور هادي، حاصر السبت، جامع الصالح، بعد رفض الحرس الخاص بالرئيس السابق، تسليمه، وتناقل الشارع اليمني شائعات، عن أسرار يحويه الجامع، الذي يعد أكبر مساجد اليمن، وتوزعت الشائعات، بين وجود معتقل سري، تحت الأرض المقام عليها الجامع، والعثور على أنفاق سرية تؤدي إلى دار الرئاسة، إضافة إلى تخزين صالح، للأسلحة والأموال في طوابق أرضية.
وقال المصدر الرئاسي، بأنه وبعد وصول معلومات عن نية بعض عناصر تخريبية استخدام جامع الصالح للاعتداء على المرافق الحساسة القريبة منه، فقد جرى تعزيز الحراسة لضمان أمن الجامع والمنطقة المجاورة له. مؤكدا «عدم وجود أي حصار للجامع أو منع للمصلين باعتباره واحدا من دور العبادة»، مشيرا إلى أن «الحماية المكلفة حاليا لن تسمح لأحد باستغلال الجامع من قبل من لا يريدون الخير والأمن والاستقرار للوطن، ولن يسمح باستغلال الجامع لأي أغراض سياسية أو حزبية».
وعد مراقبون ما يحدث في جامع الصالح، يهدف إلى تقليل الحضور السياسي للرئيس السابق، بعد اتهامه بالتحريض على نشر الفوضى والانقلاب على الرئيس هادي والحكومة.
وتصاعد الصراع داخل أروقة حزب المؤتمر الشعبي بين جناح الرئيس هادي، الذي يشغل النائب الأول وأمين عام الحزب، وجناح سلفه صالح الذي لا يزال متمسكا برئاسة الحزب رغم تسليمه السلطة عام 2011، إثر الانتفاضة الشبابية. وحذر قيادي في حزب المؤتمر الشعبي، الرئيس هادي من تدمير حزبه، عبر القضاء على صالح، وإخراجه من العمل السياسي، وقال أحمد الكحلاني الذي تربطه صلة قرابة بصالح: «إن إقدام الرئيس على أي عمل، لن يقضي علي صالح فحسب، بل يقضي على نفسه، لأنه بهذه الطريقة يدمر حزبه الذي يرتكز عليه وسيصبح الرئيس تحت رحمة تلك القوى التي تريده أن يكون كذلك».
ونفى الكحلاني في رسالة وجهها إلى هادي وجود أي محاولة انقلاب ضده يقودها الرئيس السابق، وقال «ليس بمقدور الرئيس السابق علي عبد الله صالح، تدبير أي محاولة انقلاب ضد خلفه، الرئيس عبد ربه منصور هادي». وعرض الكحلاني وهو عضو في اللجنة العامة للحزب – المكتب السياسي - على هادي وساطة لقيادات الحزب «لحل الخلاف بينهما، مع التزامهما بلوائح التنظيم وأن يحترماها باعتبارهما ما زالا أعضاء في المؤتمر».



تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
TT

تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)

نددت الحكومة اليمنية بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين المدنيين في أحد السجون الواقعة شرق مدينة تعز، واتهمت الجماعة بالتورط في قتل 350 معتقلاً تحت التعذيب خلال السنوات الماضية.

التصريحات اليمنية التي جاءت على لسان وزير الإعلام، معمر الإرياني، كانت بعد أيام من فرض الولايات المتحدة عقوبات على قيادي حوثي يدير المؤسسة الخاصة بملف الأسرى في مناطق سيطرة الجماعة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

ووصف الإرياني إقدام الحوثيين على تصفية المواطن أحمد طاهر أحمد جميل الشرعبي، في أحد معتقلاتهم السرية في منطقة الحوبان شرق تعز، بأنها «جريمة بشعة» تُضاف إلى سجل الجماعة الحافل بالانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية، وتعكس طبيعتها الوحشية وعدم التزامها بأي قانون أو معايير إنسانية، وفق تعبيره.

وأوضح الوزير اليمني في تصريح رسمي أن الحوثيين اختطفوا الضحية أحمد الشرعبي، واحتجزوه قسرياً في ظروف غير إنسانية، قبل أن يطلبوا من أسرته، في 11 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، الحضور لاستلام جثته بعد وفاته تحت التعذيب.

وقال إن هذا العمل الوحشي من قِبَل الحوثيين يظهر اللامبالاة بأرواح اليمنيين، ويعيد التذكير باستمرار مأساة الآلاف من المحتجزين والمخفيين قسراً في معتقلات الجماعة بما في ذلك النساء والأطفال.

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى تقارير حكومية وثقت أكثر من 350 حالة قتل تحت التعذيب في سجون الحوثيين من بين 1635 حالة تعذيب، كما وثقت المنظمات الحقوقية -بحسب الوزير- تعرض 32 مختطفاً للتصفية الجسدية، بينما لقي آخرون حتفهم نتيجة الانتحار هرباً من قسوة التعذيب، و31 حالة وفاة بسبب الإهمال الطبي، وقال إن هذه الإحصاءات تعكس العنف الممنهج الذي تمارسه الميليشيا بحق المعتقلين وحجم المعاناة التي يعيشونها.

ترهيب المجتمع

اتهم الإرياني الحوثيين باستخدام المعتقلات أداة لترهيب المجتمع المدني وإسكات الأصوات المناهضة لهم، حيث يتم تعذيب المعتقلين بشكل جماعي وتعريضهم لأساليب قاسية تهدف إلى تدمير إرادتهم، ونشر حالة من الخوف والذعر بين المدنيين.

وطالب وزير الإعلام في الحكومة اليمنية المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان بمغادرة ما وصفه بـ«مربع الصمت المخزي»، وإدانة الجرائم الوحشية الحوثية التي تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والإنساني.

الحوثيون يتعمدون ترهيب المجتمع بالاعتقالات والتعذيب في السجون (رويترز)

ودعا الوزير إلى «ممارسة ضغط حقيقي على ميليشيا الحوثي» لإطلاق صراح كل المحتجزين والمخفيين قسرياً دون قيد أو شرط، وفرض عقوبات صارمة على قيادات الجماعة وتصنيفها «منظمة إرهابية عالمية».

وكانت الولايات المتحدة فرضت قبل أيام عقوبات على ما تسمى «لجنة شؤون الأسرى» التابعة للحوثيين، ورئيسها القيادي عبد القادر حسن يحيى المرتضى، بسبب الارتباط بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في اليمن.

وتقول الحكومة اليمنية إن هذه المؤسسة الحوثية من أكبر منتهكي حقوق الإنسان وخصوصاً رئيسها المرتضى الذي مارس خلال السنوات الماضية جرائم الإخفاء القسري بحق آلاف من المدنيين المحميين بموجب القوانين المحلية والقانون الدولي الإنساني.