باعة التذكارات في ويندسور يتوقعون مبيعات قياسية بمناسبة الزفاف الملكي

توقعات بتدفق 150 مليون جنيه إسترليني إلى الاقتصاد البريطاني

الأمير هاري وميغان ماركل في زيارتهما الرسمية الأولى إلى اسكتلندا أمس (رويترز)
الأمير هاري وميغان ماركل في زيارتهما الرسمية الأولى إلى اسكتلندا أمس (رويترز)
TT

باعة التذكارات في ويندسور يتوقعون مبيعات قياسية بمناسبة الزفاف الملكي

الأمير هاري وميغان ماركل في زيارتهما الرسمية الأولى إلى اسكتلندا أمس (رويترز)
الأمير هاري وميغان ماركل في زيارتهما الرسمية الأولى إلى اسكتلندا أمس (رويترز)

مثلما انتعشت محال التذكارات والمصانع في بريطانيا من زواج الأمير ويليام وكيت ميدلتون في عام 2011 فملأت أرففها بالصور وأكواب الشاي والميداليات والمناشف وغيرها حملت صور الثنائي الملكي، تنتظر تلك المحلات الآن تذكارات هاري وميغان استعداداً لموعد زفافهما في مايو (أيار) المقبل.
وللاحتفال بالزفاف الجديد كان على الباعة تفريغ أماكن لعرض التذكارات الجديدة. وحسب تقرير لوكالة «د.ب.أ» فقد بدأ الباعة في مدينة ويندسور عمليات التخلص من السلع المخزونة لديهم والمتبقية من آخر زواج ملكي شهدته بريطانيا.
فمنذ 7 أعوام تقريباً تم زواج الأمير ويليام والدوقة كاثرين ميدلتون، وشاهد العالم كله مراسم هذا الزواج الذي عقد في «ويستمنستر آبي» أو كنيسة وستمنستر الشهيرة التي تعد المكان التقليدي لتتويج ملوك بريطانيا، وأصبح الزبائن يرون الآن لافتة تعلن عن التصفيات معلقة فوق سلة تحتوي على أكواب القهوة التذكارية، التي تحمل صور الأمير ويليام وعروسه كيت. وتوضح امرأة تعمل بائعة في ركن أحد المتاجر قائلة: «إننا نحتاج إلى مساحة لعرض التذكارات الجديدة». ومن المقرر عقد قران الأمير هاري وماركل في 19 مايو المقبل في ويندسور، وهي بلدة تضم القلعة الملكية ويبلغ عدد سكانها 32 ألفاً وتقع على مشارف بوابات لندن.
ويتطلع باعة الهدايا التذكارية أساساً إلى بيع سلعهم للسياح الأميركيين أكثر من غيرهم، فهم من هواة كل ما يتعلق بالعائلة الملكية البريطانية، وسيكون لديهم سبب إضافي للتهافت على اقتناء التذكارات هذه المرة، وهو أن ماركل مواطنة أميركية وقد بدأ الإعلام الأميركي بإطلاق اسم «الأميرة الأميركية» عليها من الآن. وهو ما تؤكده بائعة في ويندسور: «الأميركيون ينفقون أموالاً كثيرة حقيقة»، ومن أسباب إمكان أن يجلب هذا الزواج رواجاً مالياً لبريطانيا أن ماركل خطيبة هاري مواطنة أميركية، وكونها أيضاً ممثلة شهيرة».
من جانب آخر تتوقع شركة «براند فاينانس» للاستشارات المالية أن يجني الاقتصاد البريطاني مليار جنيه إسترليني (4.‏1 مليار دولار) خلال عام 2018، نتيجة الاحتفالات المرتبطة بهذا الزواج.
ومن المتوقع أن تبلغ عائدات السياحة 300 جنيه إسترليني، بينما يتوقع أن تبلغ عائدات التغطية الإعلامية للزواج وحقوق بث الصور والبرامج التليفزيونية 300 مليون جنيه إسترليني أخرى، إلى جانب مكاسب الدعاية الكلية لبريطانيا.
ويمكن أيضاً إنفاق 250 مليون جنيه إسترليني أخرى على الحفلات والأنشطة الترفيهية الخاصة بالأفراد المصاحبة لهذه المناسبة، وذلك وفقاً لتوقعات شركة «براند فاينانس». ونجحت ماركل في أشهر قليلة من سحر الجمهور البريطاني، وأصبح هناك ما يسمى «تأثير ميغان» المماثل «لتأثير كيت» الذي أحدثته دوقة كامبريدج، فالملابس التي ترتديها ماركل ستباع سراعاً، وهذه الظاهرة يمكن أن تولّد ما يصل إلى 150 مليون جنيه إسترليني تضاف إلى الاقتصاد البريطاني.
وأخيراً، يمكن أن تبلغ حصيلة الهدايا التذكارية 50 مليوناً أخرى من الجنيهات الإسترلينية.
ومع ذلك يتشكك البعض في قيام السياح الأميركيين برحلات مكثفة إلى بريطانيا لحضور حفل الزواج الملكي.
وعلى سبيل المثال قال أوليفر جاجر المدير التنفيذي لشركة «فورواردكيز»، التي ترصد عمليات الحجز لنحو 17 مليون رحلة جوية يومياً إنه «لا توجد زيادة ملحوظة في الحجوزات للسفر إلى بريطانيا كنتيجة لاحتفالات الزواج الملكي».
وأعرب توم جينكنز مدير رابطة السياحة الأوروبية عن نفس التحفظ قائلاً: «لا تتوقعوا قدوم زوار من الخارج لحضور هذا الزواج الملكي، لأن الاحتفال سيكون مجرد مهرجان للاستهلاك المحلي، ولاحظنا في الماضي زيادات في أسعار الفنادق بسبب فعاليات ملكية بارزة، غير أن هذه الأسعار سرعان ما تنخفض مرة أخرى إلى معدلاتها المعتادة عندما تدرك الفنادق أنه لا يوجد طلب إضافي على غرفها».
ومع ذلك فلا يزال تجار الهدايا التذكارية في ويندسور يشعرون بتفاؤل مشوب بالحذر. وأحد هؤلاء الباعة هو مالكيت سينج أوجلا، الذي يدير متجراً يقع في الناحية المقابلة مباشرة من قلعة ويندسور، وهو يتوقع زيادة في المبيعات فقط خلال الأسبوع السابق، والأسبوع التالي للزواج، وليس أكثر أو أقل من ذلك.
وحتى لو لم تحدث الزيادة الهائلة المتوقعة من السياح في يوم الزواج، فإن صناعة السياحة البريطانية تنعم بموسم رائع، فالفنادق في ويندسور حُجزت بالكامل بمجرد الإعلان في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، عن موعد الزواج. وثمة تفسير مرجح لهذا الإقبال على حجز غرف الفنادق، وهو أن عدداً كبيراً من الصحافيين من مختلف أنحاء العالم يُتوقع وصولهم إلى ويندسور لتغطية هذا الحدث الملكي. ويشير تقرير لمكتب الإحصاء الوطني إلى وجود زيادة تبلغ نحو 354 ألف زائر لبريطانيا في أبريل (نيسان) 2011، وهو الشهر الذي تزوج فيه الأمير ويليام وكيت، وهذا الرقم يمثل زيادة نسبتها 15% مقارنةً بعدد الزوار في نفس الشهر من عام 2010. ومع ذلك فإن هذه الزيادة كانت أقل مما كان متوقعاً عند النظر إليها في إطار مجمل الزوار خلال العام بأكمله، حيث تم الشعور بتأثير عام إيجابي، مع زيادة عدد راغبي قضاء العطلات في بريطانيا بأكثر من 7%.
ومهما حدث فإن بريطانيا تتوقع زيادة عدد الزوار ليسجل أرقاماً قياسية، وأحد أسباب ذلك انخفاض قيمة الجنيه الإسترليني في أعقاب التصويت في الاستفتاء على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.


مقالات ذات صلة

الملكة إليزابيث كانت تعتقد أن كل إسرائيلي «إما إرهابي أو ابن إرهابي»

شؤون إقليمية الملكة البريطانية الراحلة إليزابيث الثانية (رويترز)

الملكة إليزابيث كانت تعتقد أن كل إسرائيلي «إما إرهابي أو ابن إرهابي»

كشف الرئيس الإسرائيلي السابق، رؤوفين ريفلين، عن توتر العلاقات التي جمعت إسرائيل بالملكة إليزابيث الثانية خلال فترة حكمها الطويلة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الولايات المتحدة​ دونالد ترمب يلتقي الأمير وليام في غرفة الصالون الأصفر بمقر إقامة سفراء المملكة المتحدة في باريس (أ.ف.ب)

ترمب: الأمير ويليام أبلغني أن الملك تشارلز «يكافح بشدة» بعد إصابته بالسرطان

صرّح الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب بأن محادثات جرت مؤخراً مع وليام، أمير ويلز، ألقت الضوء مجدداً على صحة الملك تشارلز الثالث.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق وصول الملك تشارلز الثالث والملكة كاميلا لاستقبال السلك الدبلوماسي في القصر (أ.ب)

هاري يخيب آمال تشارلز بتصريحاته عن طفليه

تحدث الأمير هاري عن تجربته في تربية طفليه، آرتشي وليلبيت، مع زوجته ميغان ماركل في الولايات المتحدة، ما يبدو أنه خيَّب آمال والده، الملك تشارلز الثالث.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق رغم محاولاتها أن تُصبح أيقونة موضة لا تزال ميغان تستمد بريقها وقوة تأثيرها من ارتباطها بالأمير هاري (أ.ف.ب)

الأمير هاري يسخر من إشاعات الطلاق

سخر الأمير هاري، دوق أوف ساسكس، من الإشاعات المتكررة حول حياته الشخصية وزواجه من ميغان ماركل. جاء ذلك خلال مشاركته في قمة «DealBook» السنوية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق كيت أميرة ويلز (د.ب.أ)

الأميرة كيت: الحب أعظم هدية

قالت أميرة ويلز البريطانية كيت ميدلتون إن الحب هو أعظم هدية يمكن أن يقدمها الناس بعضهم لبعض، في رسالة إلى الضيوف الذين سيحضرون قداس ترانيم عيد الميلاد السنوي.

«الشرق الأوسط» (لندن)

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.