تونس: «الاتحاد الوطني الحر» يعلن مقاطعة الانتخابات البلدية

TT

تونس: «الاتحاد الوطني الحر» يعلن مقاطعة الانتخابات البلدية

أعلنت سميرة الشواشي، نائبة رئيس حزب الاتحاد الوطني الحر (ليبرالي) عن مقاطعة حزبها للانتخابات البلدية التونسية المقبلة، وقالت في مؤتمر صحافي عقدته أمس في العاصمة، إن الحزب لن يشارك في أول استحقاق انتخابي بلدي لعدم «مصادقة البرلمان على قانون الجماعات المحلية (المنظم لعملية تقسيم البلديات)، إضافة إلى ضعف موارد البلديات، الذي يستحيل معه تقديم برامج مجدية وناجعة، أو توفير آليات ناجعة للنهوض بواقع البلديات» على حد تعبيرها.
وأكدت الشواشي أمام عدد كبير من ممثلي الصحافة المحلية والأجنبية، رفض حزبها محاولات استنساخ تجربة الاستقطاب الثنائي، التي جرى اعتمادها في المحطات الانتخابية السابقة، وقالت إنها لا تخدم مصلحة المواطنين، في إشارة إلى التحالف السياسي القوي بين حزب النداء (ليبرالي) وحركة النهضة (إسلامي).
وفي المقابل، دعت الشواشي مناصري حزب الاتحاد الوطني الحر وقواعده الانتخابية، وكل المواطنين إلى ممارسة حقهم وواجبهم في الانتخاب، حتى لا تكون الانتخابات البلدية المقبلة «محطة عزوف» على حد قولها؛ لكن بعض قيادات الحزب أرجعت عدم مشاركته في الانتخابات البلدية المقبلة إلى «حملات التشويه التي تعرض لها رئيس الحزب سليم الرياحي، الذي استقال من رئاسة الحزب».
في غضون ذلك، أعلن أحدث استطلاع للرأي، نشرت نتائجه أمس، أن نسبة 33.2 في المائة من التونسيين لن يصوتوا في الانتخابات البلدية المقبلة، وأن 37.4 في المائة منهم لا يعرفون إن كانوا سيصوتون أم لا، ولا يعلمون أيضا لأي جهة سيمنحون أصواتهم إذا ما قرروا الاقتراع في الانتخابات، فيما بلغت نسبة الممتنعين عن التصويت 10 في المائة.
وفي سياق متصل، أعلنت الشواشي عن موعد المجلس الوطني الذي سيعقد يومي 3 و4 مارس (آذار) المقبل، وقالت إنه سينظر في استقالة سليم الرياحي من رئاسة الحزب، وفي هيكلة الحزب مركزيا وجهويا، كما سيتم خلاله تحديد موعد المؤتمر الوطني، والإعلان عن التحاق شخصيات وطنية بالحزب.
وكان الرياحي قد اشتكى مما سماه «الابتزاز السياسي»، وأعلن الرياحي في أكثر من مناسبة عن نيته الاستقالة من رئاسة الحزب والابتعاد عن الحياة السياسية، ورغبته في مغادرة البلاد بسبب ما يتعرض له من «ابتزاز سياسي وتضييقات»، على حد تعبيره.
على صعيد آخر، أطلق نور الدين الطبوبي، الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل (رئيس نقابة العمال) أمس، حملة للدفاع عن مؤسسات القطاع العام (الحكومية)، بهدف إنقاذها والمحافظة عليها. وقال الطبوبي أمام تجمع عمالي إنه «لن يتم التفويت في القطاع العام مهما كانت التكاليف... واليوم يجب إعادة هيكلة المؤسسات العمومية، وأن يتم تسييرها بكل شفافية، ولا بد من إعطاء الأولوية للكفاءة»، عوض «المحاباة».
من جهة ثانية، منعت قوات الأمن في مطار تونس قرطاج، المعارض السياسي ورجل الأعمال الجزائري المعروف بمناصرته للنقاب، رشيد نكاز من دخول البلاد، وأمرت بترحيله إلى فرنسا.
وأكدت مصادر أمنية أن قرار منع المعارض الجزائري من دخول الأراضي التونسية اتخذ من قبل الأجهزة الأمنية «لتجنب تنظيم تحركات في تونس ضد رشيد نكاز، وقد تكون مصدر إزعاج للدبلوماسية التونسية».
وكان نكاز قد أعلن عزمه السير على الأقدام انطلاقا من العاصمة التونسية في اتجاه مدينة عنابة، الواقعة شرق الجزائر، خلال شهر فبراير (شباط) الحالي، بمناسبة الذكرى الـ29 لتأسيس اتحاد المغرب العربي، بهدف التنبيه إلى حالة الجمود التي يعيشها هذا الهيكل السياسي منذ تأسيسه.
ونفت وزارة الشؤون الخارجية التونسية أي علاقة لها بقرار المنع، مبرزة أن هذا الإجراء يتعلق بقرارات صادرة عن إدارة الحدود والأجانب، الراجعة بالنظر لوزارة الداخلية.
ويعرف عن رشيد نكاز مناصرته لارتداء النقاب، واستعداده لدفع الغرامات المسلطة على المخالفين لهذا القرار في عدة دول أوروبية، على غرار فرنسا وبلجيكا والنمسا التي تمنع ارتداء النقاب في الأماكن العامة. وهو معارض وناشط ورجل أعمال، كان يحمل الجنسية الفرنسية؛ لكنه تخلى عنها طوعا، كما يعد أحد المرشحين السابقين للانتخابات الرئاسية الجزائرية التي أجريت سنة 2014.



بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.