عباس بعد لقائه مودي: مستعدون دائماً للمفاوضات

اتفاقيات بـ 41 مليون دولار في أول زيارة لرئيس وزراء هندي إلى رام الله

الرئيس عباس يمنح رئيس الوزراء الهندي «القلادة الكبرى لدولة فلسطين» خلال زيارته إلى رام الله أمس (إ.ب.أ)
الرئيس عباس يمنح رئيس الوزراء الهندي «القلادة الكبرى لدولة فلسطين» خلال زيارته إلى رام الله أمس (إ.ب.أ)
TT

عباس بعد لقائه مودي: مستعدون دائماً للمفاوضات

الرئيس عباس يمنح رئيس الوزراء الهندي «القلادة الكبرى لدولة فلسطين» خلال زيارته إلى رام الله أمس (إ.ب.أ)
الرئيس عباس يمنح رئيس الوزراء الهندي «القلادة الكبرى لدولة فلسطين» خلال زيارته إلى رام الله أمس (إ.ب.أ)

قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس إنه متمسك بالمفاوضات طريقا لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة. وشدد في مؤتمر صحافي مع رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، في مقر الرئاسة في رام الله في الضفة الغربية، على «التمسك بالعمل السياسي والمفاوضات طريقا لتحقيق الأهداف الوطنية في الحرية والاستقلال، وفق حل الدولتين على حدود 1967، وقرارات الشرعية الدولية، لتعيش كل من فلسطين وإسرائيل بسلام وأمن، على أن تكون القدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية».
وأكد عباس أنه مستعد في كل الأوقات للمفاوضات، وأنه لم يرفضها في أي مرة عرضت فيها، مبرزا أن تشكيل آلية متعددة الأطراف، تشارك فيها عدة دول (الرباعية وأوروبية وعربية وأخرى)، السبيل الأمثل لرعاية هذه المفاوضات في هذا الوقت. وقال في هذا السياق: «في هذا الإطار نعول على دور الهند كقوة دولية ذات مكانة ووزن كبيرين، للإسهام في تحقيق السلام العادل والمنشود في منطقتنا، لما لذلك من تأثير على الأمن والسلم العالميين».
ووصل مودي إلى رام الله أمس قادما من عمان على متن مروحية عسكرية أردنية، في زيارة وصفتها الرئاسة الفلسطينية بالتاريخية، خصوصا أن مودي يعد أول رئيس وزراء هندي يزور فلسطين.
وخلال هذه الزيارة حرص مودي على زيارة قبر الرئيس الراحل ياسر عرفات، حيث وضع إكليلا من الزهور على الضريح، قبل أن يتوجه إلى متحف عرفات، ويكتب في كتاب الزوار: «شرفني أن أكون هنا في متحف ياسر عرفات، الذي يستعرض حياة أبو عمار، الذي كان صديقا عظيما للهند... أذكر إسهاماته في القضية الفلسطينية وحبه الدافئ للهند، التي تبادله وشعبها هذا الحب... وما زلنا نتذكره باعتزاز حتى يومنا هذا».
وبحث عباس مع مودي مأزق عملية السلام والعلاقة بين البلدين، قبل أن يمنحه «القلادة الكبرى لدولة فلسطين»، أعلى وسام فلسطيني. وبعد اللقاء قال عباس إنه تبادل مع مودي وجهات النظر فيما يتعلق بفرص تحقيق السلام، وإخراج العملية السياسية من مأزقها بسبب استمرار الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين، وانسداد الأفق السياسي بعد قرار الرئيس الأميركي حول القدس واللاجئين.
ورد مودي بالتعبير عن امتنانه لعباس على الترحيب الحار والمميز، وقال إنه بحث مع الرئيس الفلسطيني التطورات الإقليمية والعالمية التي لها دور في السلم في العالم والمنطقة.، موضحا أن «دائرة العنف وعبء التاريخ يمكن التغلب عليهما من خلال الدبلوماسية المكثفة». وقال بهذا الخصوص إن دعم القضية الفلسطينية «أصبح محورا ثابتا في سياستنا الخارجية، وأنا سعيد بالاجتماع مع الرئيس عباس، الذي استقبلته العام الماضي في نيودلهي، ويسعدني أن نجدد صداقتنا ونجدد دعم الهند».
ووقعت الحكومتان الهندية والفلسطينية بحضور عباس ومودي أربع اتفاقيات بقيمة 41.35 مليون دولار. ووقع الاتفاقية الأولى وزير الصحة جواد عواد مع سكرتير الدولة للعلاقات الاقتصادية تي إس تيرومورتي، تتعلق بإنشاء مستشفى متعدد الأغراض في بيت ساحور، بتمويل من الحكومة الهندية بقيمة 29 مليون دولار. فيما وقع الاتفاقية الثانية وزير التربية والتعليم العالي صبري صيدم، مع السفير الهندي لدى فلسطين أنيس راجان، تتعلق بإنشاء ثلاث مدارس في جنين وطوباس وأبو ديس، بتمويل من الحكومة الهندية بقيمة مليونين و350 ألف دولار. أما الاتفاقية الثالثة فوقعها المشرف العام على الإعلام الرسمي أحمد عساف مع سكرتير الدولة للعلاقات الاقتصادية تي إس تيرومورتي، حول تجهيز المطبعة الوطنية في محافظة رام الله بكل المعدات اللازمة، بتمويل من الحكومة الهندية بقيمة 5 ملايين دولار.
في حين وقع الاتفاقية الرابعة وزيرة الاقتصاد الوطني عبير عودة، مع سكرتير الدولة للعلاقات الاقتصادية تي إس تيرومورتي، لإنشاء مركز «تراثي» لتمكين المرأة الفلسطينية من خلال تطوير المرأة وتسويق المنتجات التراثية بتمويل من الحكومة الهندية بقيمة 5 ملايين دولار.
وعقب مودي بالقول، إن «الهند فخورة بمساعدة فلسطين في بناء مؤسسات الدولة ودعم المشاريع والموازنة الفلسطينية، وكجزء من مبادراتنا الجديدة فإننا نعكف على دعم إنشاء حديقة تكنولوجية في رام الله، وهي حاليا طور التشييد، وفور انتهائها نأمل أن تخدم هذه المؤسسة الشعب الفلسطيني باعتبارها مركزا مهاراتيا وخدماتيا يسهم في خلق الوظائف، والهند تتعاون على إنشاء معهد للدبلوماسية في رام الله، ونحن على ثقة بأن المعهد سيقام كمنشأة عالمية للفلسطينيين الشباب، وكذلك تبادل التدريب على المدى الطويل والقصير»، مبرزا أن «الزيارة ستسهم في دعم عجلة التنمية في فلسطين، وستقوم بدعم عجلة التنمية في مجال التعليم والصحة، إلى جانب إنشاء مركز لدعم المرأة، وهذه لبنات لبناء الدولة الفلسطينية القوية، وعلى الصعيد الثنائي اتفقنا على تعميق تعاوننا من خلال اجتماعات اللجنة الوزارية المشتركة، والعام الماضي ولأول مرة حصل تبادل بين الوفود الشبابية الفلسطينية والهندية، فالاستثمار في شبابنا هو أولوية لكلا البلدين».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.