تمديد الحبس المؤقت لمشتبه به على خلفية التحقيقات في ملف تفجيرات بروكسل

بالتزامن مع اعتقال أشخاص يشتبه بعلاقتهم بالهجوم على شارل إيبدو

إجراءات أمنية في شوارع بروكسل عقب التفجيرات التي ضربت بلجيكا في مارس 2016 واستهدفت مطار ومحطة للقطارات في عاصمة أوروبا الموحدة («الشرق الأوسط»)
إجراءات أمنية في شوارع بروكسل عقب التفجيرات التي ضربت بلجيكا في مارس 2016 واستهدفت مطار ومحطة للقطارات في عاصمة أوروبا الموحدة («الشرق الأوسط»)
TT

تمديد الحبس المؤقت لمشتبه به على خلفية التحقيقات في ملف تفجيرات بروكسل

إجراءات أمنية في شوارع بروكسل عقب التفجيرات التي ضربت بلجيكا في مارس 2016 واستهدفت مطار ومحطة للقطارات في عاصمة أوروبا الموحدة («الشرق الأوسط»)
إجراءات أمنية في شوارع بروكسل عقب التفجيرات التي ضربت بلجيكا في مارس 2016 واستهدفت مطار ومحطة للقطارات في عاصمة أوروبا الموحدة («الشرق الأوسط»)

قررت غرفة الاتهام في محكمة بروكسل تمديد الحبس المؤقت لشخص يشتبه في علاقته بالإرهاب في طار التحقيقات الجارية بشأن التفجيرات التي ضربت بلجيكا في مارس (آذار) 2016 واستهدفت مطار ومحطة للقطارات في العاصمة مما أسفر عن مقتل 32 شخصا وإصابة 300 آخرين.
وقال مكتب التحقيق الفيدرالي في بروكسل إن المحكمة قررت تمديد الحبس لمدة شهرين لشخص رواندي يدعى هيرفي ماهيروا، كانت السلطات البلجيكية اعتقلته في أبريل (نيسان) 2016 في نفس اليوم الذي جرى فيه اعتقال محمد عبريني الذي شارك في تنفيذ الهجوم على مطار بروكسل مع شخصين آخرين ولكنه قرر عدم تفجير نفسه وتخلص من المتفجرات التي بحوزته بعد وقت قصير من تفجير زميليه إبراهيم البكراوي ونجيم العشراوي لنفسهما في المطار. وأيضا في نفس اليوم جرى اعتقال أسامة كريم الذي شوهد في كاميرات الفيديو بإحدى محطات القطارات الداخلية ببروكسل وهو يتحدث مع خالد البكراوي قبل وقت قصير جدا من تفجير الأخير لنفسه في محطة قطار مالبيك القريبة من مقر مؤسسات الاتحاد الأوروبي وقالت سلطات التحقيق إن هيرفي وفر مكانا لاختباء كل من عبريني وكريم عقب وقوع هجمات 22 مارس 2016 وكانت السلطات اعتقلت أيضا شخصا رابعا في نفس الملف ويدعى بلال ووجهت لهم تهمة «المشاركة في تفجيرات بروكسل»، وحسب ما ذكرت وسائل الإعلام البلجيكية أن أسامة كريم هو سويدي الجنسية.
وقال المحققون إن أسامة اشترى حقائب للانتحاريين اللذين استهدفا مطار زافنتام، في اليوم نفسه. ويعتقد أن أسامة دخل اليونان من سوريا مع مهاجرين العام 2015، مستخدما جواز سفر سوريا مزورا. ويقول المحققون إنه وصل بلجيكا من ألمانيا رفقة المتهم في هجمات باريس، صلاح عبد السلام.
ويخشى المحققون البلجيكيون من اختفاء حقيبة على الأقل تحتوي على كمية كبيرة من المتفجرات، وتبذل مساعٍ حاليا من جانب السلطات الأمنية للعثور على الحقيبة في أسرع وقت واعتقال من يملك هذه الحقيبة. وفي النصف الثاني من ديسمبر (كانون الأول) الماضي قرر قاضي التحقيقات البلجيكي في بروكسل، إطلاق سراح مشتبه به اعتقلته الشرطة ويدعى إبراهيم. ت 39 سنة وبشروط وضعتها سلطات التحقيق وقال الإعلام البلجيكي إن إبراهيم مشتبه به بالمشاركة في أنشطة جماعة إرهابية.
وأدلى إبراهيم. ت وهو من أصول عربية، باعترافات أولية، تشير إلى أن أحد العملاء الذين كانوا يترددون على المحل التجاري الذي كان يعمل فيه إبراهيم، هو السويدي من أصل سوري أسامة كريم، ووصفت وسائل الإعلام أسامة بأنه الرجل الذي قدم الدعم اللوجيستي حيث قام أيضا بشراء الحقائب من أحد المراكز التجارية في بروكسل وهي الحقائب التي وضع فيها منفذو الهجمات التفجيرات المستخدمة في الهجوم على مطار بروكسل ومحطة قطارات داخلية.
كما تطابقت اعترافات إبراهيم. ت مع بعض اعترافات أسامة كريم في هذا الصدد. كما كشفت كاميرات المراقبة عن وجود سيارة بالقرب من الشقة التي خرج منها منفذو التفجيرات صباح يوم الهجوم، وهي نفسها السيارة التي أظهرتها صور كاميرات قريبة من المحل التجاري الذي اشترى منه أسامة كريم، بعض المواد التي تدخل في تصنيع المتفجرات، كما أن مراقبة حركة الهواتف النقالة التي جرى رصدها قبل أيام من التفجيرات دلت على وجود صاحب الهاتف في نفس المنطقة التي يوجد بها المحل التجاري القريب من محطة قطار جنوب بروكسل، وببيع المواد التي يسهل الحصول عليها، ويمكن استخدامها في تصنيع مواد متفجرة.
من جهة أخرى وفي نفس الإطار، وفي الدولة الجارة، أعلن مصدر قضائي فرنسي اعتقال 4 أشخاص للاشتباه بتوفيرهم الأسلحة التي استخدمت في الاعتداءات التي استهدفت في يناير (كانون الثاني) 2015 في باريس كلا من أسبوعية شارلي إيبدو الساخرة ومتجرا يهوديا. وقال المصدر إن الموقوفين الأربعة تتراوح أعمارهم بين 30 و36 عاما وقد اعتقلوا يومي الاثنين والثلاثاء ووضعوا في الحبس الاحتياطي «ريثما يتم تحديد دور كل منهم في توفير الأسلحة» التي استخدمت لتنفيذ تلك الاعتداءات التي خلفت 17 قتيلا.
وأضاف أن ثلاثة من الموقوفين اعتقلوا في منطقة أردين (شمال شرق) في حين أن الرابع كان معتقلا أصلا على ذمة قضية حق عام وقد اقتيد من سجنه وأودع الحبس الاحتياطي للتحقيق معه في قضية الاعتداءات. وفي السابع من يناير 2015، اقتحم الأخوان سعيد وشريف كواشي مقر الأسبوعية الساخرة في باريس وأطلقا النار على من فيه، في اعتداء أوقع 12 قتيلا.
وفي اليوم التالي أطلق آخر يدعى اميدي كوليبالي النار على شرطية في إحدى ضواحي باريس فقتلها، ثم احتجز رهائن في متجر لبيع الأطعمة اليهودية قرب باريس في هجوم قتل خلاله أربعة أشخاص.



الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
TT

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

ووفقاً للتقرير العالمي بشأن الاتجار بالأشخاص والصادر عن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، فإنه في عام 2022 -وهو أحدث عام تتوفر عنه بيانات على نطاق واسع- ارتفع عدد الضحايا المعروفين على مستوى العالم 25 في المائة فوق مستويات ما قبل جائحة «كوفيد- 19» في عام 2019. ولم يتكرر الانخفاض الحاد الذي شهده عام 2020 إلى حد بعيد في العام التالي، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وقال التقرير: «المجرمون يتاجرون بشكل متزايد بالبشر لاستخدامهم في العمل القسري، بما في ذلك إجبارهم على القيام بعمليات معقدة للاحتيال عبر الإنترنت والاحتيال الإلكتروني، في حين تواجه النساء والفتيات خطر الاستغلال الجنسي والعنف القائم على النوع»، مضيفاً أن الجريمة المنظمة هي المسؤولة الرئيسية عن ذلك.

وشكَّل الأطفال 38 في المائة من الضحايا الذين تمت معرفتهم، مقارنة مع 35 في المائة لأرقام عام 2020 التي شكَّلت أساس التقرير السابق.

وأظهر التقرير الأحدث أن النساء البالغات ما زلن يُشكِّلن أكبر مجموعة من الضحايا؛ إذ يُمثلن 39 في المائة من الحالات، يليهن الرجال بنسبة 23 في المائة، والفتيات بنسبة 22 في المائة، والأولاد بنسبة 16 في المائة.

وفي عام 2022؛ بلغ إجمالي عدد الضحايا 69 ألفاً و627 شخصاً.

وكان السبب الأكثر شيوعاً للاتجار بالنساء والفتيات هو الاستغلال الجنسي بنسبة 60 في المائة أو أكثر، يليه العمل القسري. وبالنسبة للرجال كان السبب العمل القسري، وللأولاد كان العمل القسري، و«أغراضاً أخرى» بالقدر نفسه تقريباً.

وتشمل تلك الأغراض الأخرى الإجرام القسري والتسول القسري. وذكر التقرير أن العدد المتزايد من الأولاد الذين تم تحديدهم كضحايا للاتجار يمكن أن يرتبط بازدياد أعداد القاصرين غير المصحوبين بذويهم الذين يصلون إلى أوروبا وأميركا الشمالية.

وكانت منطقة المنشأ التي شكلت أكبر عدد من الضحايا هي أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى بنسبة 26 في المائة، رغم وجود كثير من طرق الاتجار المختلفة.

وبينما يمكن أن يفسر تحسين الاكتشاف الأعداد المتزايدة، أفاد التقرير بأن من المحتمل أن يكون مزيجاً من ذلك ومزيداً من الاتجار بالبشر بشكل عام.

وكانت أكبر الزيادات في الحالات المكتشفة في أفريقيا جنوب الصحراء وأميركا الشمالية ومنطقة غرب وجنوب أوروبا، وفقاً للتقرير؛ إذ كانت تدفقات الهجرة عاملاً مهماً في المنطقتين الأخيرتين.