مجلس محافظة نينوى يرفض تعيين قائد للشرطة من خارج المحافظة

جانب من الدمار الذي خلفته المعارك مع «داعش» في الموصل (رويترز)
جانب من الدمار الذي خلفته المعارك مع «داعش» في الموصل (رويترز)
TT

مجلس محافظة نينوى يرفض تعيين قائد للشرطة من خارج المحافظة

جانب من الدمار الذي خلفته المعارك مع «داعش» في الموصل (رويترز)
جانب من الدمار الذي خلفته المعارك مع «داعش» في الموصل (رويترز)

قطع مجلس محافظة نينوى ممثلاً برئيسه بشار الكيكي وأغلب أعضائه، الطريق أمام ما يتردد من أنباء عن عزم وزارة الداخلية الاتحادية تعيين قائد للشرطة من محافظة صلاح الدين المجاورة لنينوى بدلاً من القائد الحالي اللواء واثق الحمداني.
ورغم عدم صدور كتاب رسمي من وزارة الداخلية يقضي باستبدال الحمداني، كما تقول بعض مصادر المحافظة، فإن ما يتردد من أخبار حول هذا الموضوع دفعت رئيس مجلس محافظة نينوى ورئيس اللجنة الأمنية فيه، محمد البياتي، إلى عقد مؤتمر صحافي أمس ورفض الموضوع. وأكد الكيكي أن مجلس نينوى يرفض تغيير قائد شرطة المحافظة أو أي مسؤول آخر، عازياً ذلك إلى أن «تغيير المناصب من صلاحيات مجلس المحافظة وإدارة نينوى». وقال الكيكي إن «القائد الحالي واثق الحمداني يشرف على إدارة ملف الشرطة في المحافظة منذ أكثر من سنة، وقد تم التصويت عليه في مجلس المحافظة بالإجماع، وهو مرشحنا الوحيد ويجب أن توافق وزارة الداخلية الاتحادية على تعيينه»،
وأشار الكيكي إلى أن المجلس «يسمع كلاماً من أروقة وزارة الداخلية بشأن تغيير القائد الحالي، لكننا لن نقبل بفرض أي تعيين علينا، سواء لإدارة الشرطة أو أي منصب آخر»، معتبراً أنه «ليس من حق مجلس المحافظة التنازل عن الصلاحيات التي منحها له الدستور وضمنها ترشيح قائد للشرطة»، مضيفاً أن «قائد الشرطة الحالي يعمل بمهنية ونحن راضون عنه من كل الجوانب والوضع الأمني في المحافظة مستتب جداً».
من جانبه، أشاد رئيس اللجنة الأمنية محمد البياتي في مجلس نينوى بقيادة الحمداني لملف الأمن، وذكر خلال المؤتمر الصحافي أن «الأوضاع الأمنية في محافظة نينوى جيدة، ولم نسجل أي خروقات أمنية في الفترة الأخيرة». وتوقع البياتي عدم إقدام وزير الداخلية على خطوة من هذا النوع، «لأنه مطلع على صلاحيات مجالس المحافظات التي تؤكد أن ترشيح مدير للشرطة من صلاحيات المجلس المحلي». وبشأن وجود مقرات للحشد الشعبي أو العشائري داخل مدينة الموصل، قال البياتي: «الحشد قام بدور كبير في المدينة، لكن لا توجد مقرات له داخل الموصل، إنما خارجها، وهناك قرار بإخراجه وتوزيعه على نقاط في محيط المحافظة بالتنسيق مع قيادة العمليات».
بدوره، أكد النائب في البرلمان الاتحادي عن محافظة نينوى، نايف الشمري، وجود معلومات تشير إلى نية وزارة الداخلية المجيء بقائد للشرطة من خارج المحافظة، لكنه يؤيد بقاء القائد الحالي في منصبه، ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «نحن مع بقاء القائد الحالي في منصبه، لأن الوضع في نينوى يتطلب وجود شخص له تجربة في المحافظة التي نريد لها الاستقرار، والتغيير يربك الحكومة المحلية وأجهزة الشرطة». وبشأن آلية اختيار قائد الشرطة يذكر الشمري: «مجلس المحافظة يقوم بترشيح 3 أسماء يختار واحداً منها وزير الداخلية». ويرى أن «من حق مجلس المحافظة الاعتراض على تعيين قائد للشرطة من خارج المحافظة، لأنه المعني أساساً بموضوع الأمن واستقرار المحافظة».
من جهته، يؤكد عضو مجلس محافظة نينوى اضحوي جفال الصعيب، صدور قرار بتعيين اللواء حمد النامس الذي ينحدر من محافظة صلاح الدين، قائداً جديداً للشرطة في نينوى، ويؤكد الصعيب أن «اعتراض مجلس المحافظة على تعيين ضابط من خارج المحافظة، ناجم عن وجود كثير من الضباط الأكفاء في نينوى»، مشيراً إلى «وقوف أعضاء مجلس المحافظة إلى جانب بقاء اللواء واثق الحمداني». ويقول الصعيب: «حتى لو كان لوزارة الداخلية بعض الملاحظات على أداء الحمداني، فعليها تعيين قائد جديد من أبناء نينوى، لقد جربنا القائد من خارج المحافظة في السابق ولم يتحقق الأمن، حيث عين سابقاً ضابط من محافظة ديالى وقبله كان يقود الشرطة الاتحادية البغدادي مهدي الغراوي، وهو من سلم الموصل إلى (داعش) في يونيو (حزيران) 2014».
ويرى الصعيب أن «تمسك مجلس نينوى بموقفه الرافض لتعيين ضابط من خارج المحافظة سيؤدي بالنهاية إلى قبول وزارة الداخلية وتعيين ضابط من المحافظة».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.