مبعوثة أممية تبحث أزمات النازحين في طرابلس

قبل أيام من موعد إعادة مواطني تاورغاء إلى ديارهم

TT

مبعوثة أممية تبحث أزمات النازحين في طرابلس

مع اقتراب الموعد الذي حدده رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني فائز السراج لإعادة نازحي مدينة تاورغاء (قرب مصراتة على الساحل الليبي شرق طرابلس) إلى ديارهم، مطلع فبراير (شباط) المقبل، بدأت المقررة الخاصة للأمم المتحدة لشؤون النازحين سيسيليا جمينز، أمس، لقاءات مع نازحين في العاصمة طرابلس للاستماع إلى مطالبهم.
وقالت البعثة الأممية لدي ليبيا، في تصريح عبر حسابها على «تويتر» أمس، إن «حماية النازحين داخلياً تبدأ بالاستماع إلى آرائهم»، ونقلت عن جمينز قولها في اليوم الثاني من زيارتها طرابلس إن «الاستماع إلى النازحين أمر ضروري لتسهيل مشاركتهم في إيجاد حلول لمشاكلهم».
ونزح الآلاف من تاورغاء قبل أكثر من ستة أعوام، إلى مدينتي طرابلس وسبها (جنوب البلاد) في واحدة من أكبر عمليات النزوح القسري التي شهدتها البلاد، بعد إحراق منازلهم في مواجهات مع مدينة مصراتة المجاورة، وتفرقوا بين المخيمات، أو الإقامة في مساكن مُستأجرة. ومع نهاية ديسمبر (كانون الأول) الماضي، أعلن السراج أن نازحي تاورغاء سيتمكنون من العودة إلى مدينتهم بدءاً من مطلع فبراير، متعهداً بأن حكومته ستعمل على تنفيذ كل الالتزامات المترتبة على الاتفاق مع مصراتة بعودتهم خلال العام الجاري.
وقال أحد نازحي تاورغاء ناصر أبديوي إنه «إلى الآن لم نلتق المقررة الخاصة للأمم المتحدة لشؤون النازحين»، وأرجع ذلك إلى أنه «يقيم هو عائلته مع مئات الأسر في شقق مستأجرة بمدينة سبها، لكن جمينز تستمع للمقيمين في خمس مخيمات تم توزيعها في طرابلس». وأضاف أبديوي لـ«الشرق الأوسط»: «نتوقع إعادتنا إلى ديارنا كما وعد السراج، وستكون عودة من دون المرافق الحيوية مثل المدارس والمعاهد والمستشفيات»، مشيراً إلى أن بعض المواطنين يزورون الآن منازلهم المهدمة في تاورغاء، ثم يغادرونها مرة ثانية، للمبيت في المخيمات، لترك المجال لصيانتها «كما يُقال لهم هناك».
ورأى أبديوي أن تعويض المواطنين المتضررين المقترح من لجنة التفاوض عن هدم منازلهم «غير عادل». وقال: «12 ألف دينار للأسرة مقابل الأضرار التي لحقت بمنازلها غير كاف». لكنه بدا واثقاً من العودة قريباً، إذ قال: «سيعيدنا رئيس المجلس الرئاسي إلى ديارنا، لسبب بسيط، وهو أنه يريد إغلاق ملف عودة تاورغاء لأن الانتخابات اقتربت».
وأعلن المجلس المحلي في تاورغاء، مساء أول من أمس، أن المسؤولين عن الشركة العامة للكهرباء يبحثون مع عضو لجنة متابعة تنفيذ اتفاق مدينتي تاورغاء ومصراتة، التنسيق للبدء في أعمال إعادة التيار إلى المدينة.
وأرجع متابعون ليبيون سبب تفريغ مدينة تاورغاء من أهلها إلى خلافات مع مصراتة (200 كيلومتر شرق طرابلس) إلى عصر النظام السابق، مشيرين إلى أن تاورغاء كانت تدعم نظام العقيد معمر القذافي، وفور إسقاطه عام 2011، هاجمت كتائب مصراتة تاورغاء وطردت سكانها عقاباً لهم على اتهامات بـ«الاعتداء على مدينتهم، واغتصاب نسائها».



بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.