الجيش المصري ينفي استهداف عناصره بطائرة «درون»

TT

الجيش المصري ينفي استهداف عناصره بطائرة «درون»

نفى العقيد تامر الرفاعي المتحدث العسكري في مصر، صحة الأخبار المتداولة حول استهداف طائرة من دون طيار لقوات الجيش بشمال سيناء. وأكد المتحدث العسكري في تصريحات له أن «العمليات العسكرية في شمال سيناء ضد العناصر الإرهابية مستمرة وتحقق نجاحات كبيرة... ومن المنتظر أن تعلن النتائج خلال فترة قريبة». بينما قال شيوخ سيناء خلال لقائهم الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر أمس: «نتعاون مع الجيش لاقتلاع الإرهاب من جذوره».
في غضون ذلك، قال النائب طارق رضوان، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب (البرلمان) لـ«الشرق الأوسط»، إنه «تم إرسال مذكرة إلى الكونغرس الأميركي أمس عن وضع الأقباط في مصر».
واستقبل شيخ الأزهر عدداً من شيوخ العشائر بقرية «الروضة» بمدينة بئر العبد (شمال سيناء)، برئاسة الشيخ مسعد حامد عيد شيخ المشيخة والشيخ حسين سليم شيخ القرية، وقال الطيب إن «حادث مسجد (الروضة) رغم أنه أدمى قلوب جميع المصريين وآلمهم؛ فإنه زاد من تكاتف أهالي سيناء وإصرارهم على اجتثاث الإرهاب»، مضيفاً أن الأزهر يقف مع الجيش المصري وأهالي سيناء في المعركة ضد الإرهاب من خلال مواجهة الأفكار المتطرفة وتحصين شباب سيناء من الانخداع بها.
من جانبهم، أكد مشايخ سيناء أن «الدولة المصرية قدمت لنا الكثير والكثير خاصة في حادث (الروضة) ونضحي بأنفسنا من أجلها، وزيارة شيخ الأزهر لنا بعد الحادث بأسبوع واحد كانت أكبر مواساة لنا».
وكان قد أمّ شيخ الأزهر المصلين في مسجد «الروضة» الذي كان مسرحاً لمذبحة دامية أثناء صلاة الجمعة، في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، مما أسفر عن مقتل أكثر من 307 من المصلين وإصابة آخرين.
في سياق آخر، أرسلت لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان المصري مذكرة إلى الكونغرس الأميركي بشأن وضع الأقباط في مصر، أكدت عدم تغير النسيج الوطني لمصر منذ فجر التاريخ، حيث ظلت محافظة على الوفاق الوطني بين كل أبنائها من المسلمين والأقباط عبر الزمان لتضمن نسيجا وطنيا متماسكا واجهت به كل التحديات.
وكان برلمان مصر قد رفض في ديسمبر الماضي، ادعاءات بعض أعضاء الكونغرس، بتعرض الأقباط لانتهاكات في مصر، ووصفها بأنها «مجرد افتراءات وأكاذيب مرفوضة».
وسبق أن أثارت مناقشة الكونغرس لمشروع قرار بشأن تعرض أقباط مصر لانتهاكات، ومعاملتهم معاملة مواطن من الدرجة الثانية، جدلاً داخل الأوساط السياسية والكنسية في مصر.
وشددت مذكرة لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان التي حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منها أمس، على أن «مصر تصدت بشعبها وجيشها في كيان صلب من الوفاق والوعي والإرادة الوطنية لكل صور الغزو العسكري والفكري». ولفتت إلى ثورة 25 يناير عام 2011 التي أكدت أحداثها على «تأصل ومتانة النسيج الوطني المصري عبر آلاف السنين حيث لم يجبر مسيحي على دخول الإسلام».
وتحدثت المذكرة عن جماعة «الإخوان» التي تعتبرها مصر تنظيماً إرهابياً، قائلة: «لعبت (الإخوان) دورا ممنهجا ومخططا من خلال المؤامرات ومحاولات ضرب الثوابت المصرية، وإشعال الفتن الطائفية، والتحريض على الفتنة وازدراء الأديان؛ الأمر الذي مهد لظهور الكيانات والجماعات المتطرفة الإرهابية مستغلة الدين كوسيلة لتحقيق أهداف وغايات مشبوهة».
وأضافت لجنة العلاقات الخارجية في مذكرتها: «ثورة يناير كشفت القناع عن الوجه القبيح لجماعة (الإخوان) عند وصولهم إلى سدة الحكم عام 2012، باستغلال المشهد وإدارة معارك شرسة بالقتل ونهب ممتلكات الدولة والأفراد». موضحة أنه باستشعار شعب مصر لطبيعة وعمق التهديد وبانقضاء عام واحد من حكم «الإخوان» جاءت نقطة الذروة لتوحد كل شعب مصر لينتفض بأعداد غير مسبوقة وفي إطار ثورة شعبية احتشد فيها 34 مليون مصري من جميع طوائف الأمة وانحاز لها جيش مصر.
ولفتت المذكرة إلى ما بعد ثورة 30 يونيو عام 2013 والفترة التي أعقبها عمليات إرهابية استهدفت تدمير وحرق دور العبادة المسيحية، هذا بالإضافة إلى المئات من ممتلكات الأقباط بأنواعها المختلفة.
واتهمت المذكرة «الإخوان» بشكل صريح بأنها تمحورت حول فكرة محاولة تأكيد صراع مزعوم بين مسلمي وأقباط مصر، واستقطاب الرأي العام الغربي وإقناع حكوماته للتدخل في الشأن المصري... وكانت فترة حكم «الإخوان» هي الأكثر مرارة في نفوس الأقباط لما شهدته من تمييز وخطاب تحريضي وادعاءات عن رغبة المسيحيين في إفشال مشروع النهضة والحكم الإسلامي.
وعن عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، شددت اللجنة، على إعلاء السيسي مبدأ المواطنة بالمشاركة الفعلية في احتفالات الأقباط بأعيادهم، لافتة إلى تقدمه الجنازة العسكرية لضحايا الكنيسة البطرسية (شرق القاهرة) مع البابا تواضروس الثاني بطريرك الكرازة المرقسية وبحضور كبار رجال الدولة.
وأوضحت لجنة العلاقات الخارجية أنه «تم إعادة بناء وترميم عدد 83 كنيسة، بالإضافة إلى المئات من ممتلكات الأقباط المعتدى عليها، فضلاً عن حصول 39 مسيحيا على مقاعد في مجلس النواب وهو عدد غير مسبوق في تاريخ البرلمان، بالإضافة إلى صدور قانون بناء الكنائس في أغسطس (آب) عام 2016.
من جهته، قال النائب طارق رضوان، إن «حل مشكلات الأقباط في مصر يتم بشكل داخلي سريع وعميق، ولا ينتظر أي تدخلات أجنبية، فهي شأن داخلي يخص مصر ومواطنيها».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.