مساعٍ للحكومة اليمنية لإنقاذ العملة

تجار يشترطون الدفع بالدولار بعد تهاوي الريال... والميليشيات تتهم «جهات خارجية»

TT

مساعٍ للحكومة اليمنية لإنقاذ العملة

استمر سعر العملة اليمنية (الريال) أمس في التهاوي المتسارع أمام العملات الأجنبية واضعا كلاً من الحكومة الشرعية المعترف بها دوليا وميليشيات الحوثي الانقلابية على حد سواء في مأزق البحث عن حلول إنقاذية قد لا تكون متاحة أمام الفريقين بحسب ما يقوله مختصون في الشأن اليمني.
وكشف المتحدث باسم الحكومة الشرعية راجح بادي عن وجود مساع حثيثة لاحتواء التدهور في سعر العملة، وجدد في تصريحات رسمية اتهام الميليشيات الحوثية بنهب الاحتياطي النقدي لليمن من العملتين المحلية والأجنبية وبالمضاربة غير المشروعة لشراء العملات الأجنبية من السوق المصرفية.
وفيما أشار بادي إلى وجود معلومات موثقة عن محاولات إيرانية مستمرة لتزوير العملة اليمنية خدمة للانقلابيين، ألقت الميليشيات الحوثية باللائمة على من وصفتها بـ«الجهات الخارجية». وفقد سعر الريال اليمني أمام الدولار نحو 15 ريالا إضافيا أمس بعد يوم من تخطيه حاجز الـ500 ريال لكل دولار، ما ينذر بأزمة إنسانية معقدة لجهة ارتفاع أسعار السلع الأساسية وتدهور المستوى المعيشي لملايين اليمنيين.
وعقد رئيس مجلس انقلاب ميليشيات الحوثي صالح الصماد أمس اجتماعا طارئاً مع كبار القيادات الأمنية والسياسية والاقتصادية الموالية للجماعة في مسعى للتنصل من «التجريف الجنوني» الذي مارسته الجماعة ضد اقتصاد البلد منذ انقلابها المشؤوم. وحمّل رئيس الانقلاب الحوثي من وصفها بـ«الجهات الخارجية» مسؤولية انهيار العملة وطلب من مسؤولي الجماعة العمل لإيجاد حلول وأن تكون الجهات التي يتولونها في حالة انعقاد دائم، طبقا لما أفادت به المصادر الموالية للميليشيات.
وذكرت النسخة الحوثية من وكالة (سبأ) أن الصماد أمر «بتشكيل لجنة مالية ونقدية»، وطلب «إعادة إصلاح آلية توريد عائدات النفط والغاز إلى البنك المركزي ومنع تهريب العملة وإيقاف تلاعب الصرافين بأسعار العملات».
وفي الأسبوع الماضي لجأت الميليشيات الحوثية إلى الحلول الأمنية لوقف التدهور في سعر العملة، حيث اقتحمت مصارف وشركات للصرافة وصادرت مبالغ ضخمة بالقوة.
وكان المتحدث باسم الحكومة الشرعية راجح بادي أكد في وقت سابق «أن رئاسة الجمهورية ومجلس الوزراء والبنك المركزي اليمني وأجهزة الدولة المختصة، تبذل جهودا استثنائية في سبيل وضع حلول ناجعة لوقف التدهور غير المقبول في أسعار صرف العملة الوطنية».
وكشف بادي عن تحرك حكومي على عدة مسارات من بينها «تكثيف التواصل بناء على توجيهات رئيس الجمهورية في اجتماعه مع وزير المالية ومحافظ البنك المركزي اليمني، للتسريع باستكمال إجراءات الحصول على» الوديعة السعودية». واتهم المتحدث الرسمي في تصريحاته التي بثتها وكالة (سبأ) الرسمية الميليشيات الحوثية بنهب أكثر من خمسة مليارات دولار هي إجمالي احتياط اليمن من العملة الأجنبية إضافة إلى الاستيلاء على تريليوني ريال يمني كانت موجودة في البنك المركزي، وقال إن الميليشيات «تستخدم هذه الكتلة النقدية الكبيرة من العملة المحلية للمضاربة على أسعار الصرف وسحب العملات الصعبة». وقال إن لدى الحكومة اليمنية ومصادر دولية أخرى «معلومات موثوقة عن وجود محاولات تزوير مستمرة للعملة المحلية تقوم بها أجهزة إيرانية لتعميق حجم المأساة والمعاناة الإنسانية في اليمن من أجل ابتزاز المجتمع الدولي باستخدام الورقة الإنسانية لوقف العمليات العسكرية ضد الحوثيين». وأشار بادي إلى أن الخطة الإيرانية تهدف إلى الحفاظ على أدواتها من ميليشيات الحوثي وإنقاذ مشروعها الذي شارف على نهايته بعد تصاعد الضربات والهزائم الميدانية الموجعة لها من قبل الجيش اليمني وبدعم أخوي من التحالف العربي بقيادة السعودية».
وانخفضت العملة اليمنية إلى مستويات قياسية خلال ثلاث سنوات من انقلاب الحوثي على الشرعية بنسبة 100 في المائة، إذ كان سعر الصرف الرسمي المتداول قبل الانقلاب 214 ريالا لكل دولار. ويوم أمس، رفض كبار تجار الجملة في أكثر من محافظة يمنية البيع بالعملة المحلية واشترطوا الدفع بالدولار أو ما يعادله من العملات الأجنبية الأخرى.


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.