خدمات كبار الزوار متاحة في المطارات... لكن بدرجات

أفضلها لمن يدفع أكثر وبعضها شخصي

تسهيل المعاملات في المطار يجعل السفر أسهل
تسهيل المعاملات في المطار يجعل السفر أسهل
TT

خدمات كبار الزوار متاحة في المطارات... لكن بدرجات

تسهيل المعاملات في المطار يجعل السفر أسهل
تسهيل المعاملات في المطار يجعل السفر أسهل

في عام 2018 لا تقتصر خدمات كبار الزوار في المطارات العالمية على ركاب الدرجة الأولى أو كبار المسافرين وإنما يمكن أن يستفيد منها الجميع، بثمن. وتتعدد هذه الخدمات خصوصا في المطارات الأجنبية التي تعد اللغة فيها عائقا أمام المسافر الدولي. وهي خدمات حيوية لرجل الأعمال كثير السفر لأنها تقلل من عوائق السفر وتوفر له الوقت في إنهاء مسائل روتينية داخل المطارات.
وتقدم الكثير من الشركات المتخصصة هذه الخدمات منها خدمة «مرحبا» في مطار دبي وخدمات «تاف» في تركيا وبعض المطارات الأوروبية وخدمات «كونسيرج» و«فاست تراك» في مطار هيثرو. وهناك أيضا خدمات «في آي بي» المتاحة في الكثير من المطارات وجميعها يتفق في تسهيل تجربة المرور من المطارات سواء أثناء السفر إلى وجهات أجنبية أو بعد الوصول إليها.
ولفئة المسافرين غير المعتادين على السفر تعتبر تجربة المرور من المطار عملية شاقة ومعقدة ينتج عنها الكثير من القلق وهنا قد تكون الحاجة إلى خدمات كبار الزوار ملحة من أجل تجربة سفر سلسة. أما لرجل الأعمال المتمرس فهو يحتاج إلى هذه الخدمات من أجل توفير الوقت والجهد.
وتبدأ هذه الخدمات من استقبال المسافر والعناية بأمتعته واصطحاب سائق خاص لسيارته إلى ساحة صف سيارات خاصة لحين عودته. ويمر المسافر من مسار سريع نحو صالة الأمن وبعدها إلى صالة كبار الزوار حيث يمكن الاستمتاع بوجبة ساخنة ومشروبات والاطلاع على الصحف ومشاهدة التلفزيون ومتابعة ما يهمه على الإنترنت لحين موعد السفر. ويكون السفر أحيانا مباشرة من القاعة إلى الطائرة كما في سفريات طائرات الإمارات من الكثير من المطارات لركاب الدرجة الأولى والأعمال.
وعند الوصول يتم استقبال المسافر قرب باب الطائرة واصطحابه خلال المرور من قاعة جوازات السفر والجمرك وحتى ركوبه سيارة ليموزين إلى حيث فندقه أو عنوانه المختار. ولا يضطر المسافر للاعتماد على خدمة معينة في أي مطار حيث تتوافر أكثر من خدمة يمكن الاختيار فيما بينها. كما توفر الشركات مستويات متعددة من الخدمة يختار المسافر من بينها.
من بين الشركات التي توفر خدمات كبار الزوار في الكثير من المطارات الدولية خدمة «أسيست» التي توفر مستويات مختلفة من الخدمة بالإضافة إلى تفصيل برامج مناسبة لحاجة المسافر بصفة شخصية. وتعمل الشركة في هذا المجال منذ عشر سنوات. وتوفر الشركة ثلاثة مستويات من الخدمة تهدف جميعها إلى توفير تجربة سفر خالية من المتاعب.
وفي المستوى الأساسي من الخدمة يقوم موظف من الشركة باصطحاب المسافر وتسهيل إجراءات السفر حتى الوصول إلى نافذة جوازات السفر. وعند الوصول يتم استقبال المسافر واصطحابه حتى منفذ الجوازات أيضا وبعده لاستقبال الحقائب والمرور من الجوازات وحتى السيارة خارج المطار.
المستوى الثاني هو خدمة الممر السريع ويشمل خدمات المستوى الأول بالإضافة إلى تولي عملية شحن الأمتعة على رحلة السفر والمرور من ممر كبار الزوار السريع عند السفر والوصول. وفي بعض المطارات توفر هذه الخدمة نقلا مباشرة من الطائرة إلى منفذ جوازات السفر مباشرة.
وفي المستوى الثالث تضيف الشركة خدمة الاستقبال في صالات كبار الزوار والتي يمكن منها إجراء الكثير من إجراءات السفر بينما يستمتع المسافر بالمشروبات والمأكولات. ويضيف هذا المستوى من الخدمات استقبال المسافر من منزله أو فندقه إلى المطار بسيارة ليموزين وتوصيله بليموزين أخرى بعد الوصول. وتتاح خدمات «أسيست» في كل من بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة (نيويورك) وروسيا.

خدمات «تاف»

«تاف» TAV هي الشركة المشرفة على المطارات التركية ولها استثمارات خارجية في السعودية والولايات المتحدة والبحرين وجورجيا وتونس وكرواتيا ولاتفيا ومقدونيا. وتوفر الشركة ضمن خدماتها ما تسميه خدمة «برايم كلاس» لكبار الزوار من مطار أتاتورك في إسطنبول التي توفرها للمسافرين بالطائرات الخاصة أو الطائرات التجارية.
وعند الإقلاع، يتم استقبال المسافر من المطار من مضيفة «برايم كلاس» ومساعدة من عامل الشركة في شحن الحقائب ومساعدة المسافر في إجراءات السفر بداية من شركة الطيران ومنفذ الجوازات وحتى منطقة الجمارك ثم إلى قاعة كبار الزوار. وهناك يتمتع المسافر بالاتصال بالإنترنت وقراءة الصحف والمجلات ومشاهدة التلفزيون بالإضافة إلى المأكولات والمشروبات حتى موعد السفر.
ويتم اصطحاب المسافر إلى الطائرة قبل السفر بنحو 20 دقيقة والتأكد من وصوله إلى باب الطائرة.
وتوفر الشركة خدمة مماثلة عند الوصول إلى مطار أتاتورك باستقبال المسافر على باب الطائرة ونقله إلى قاعة كبار الزوار بسيارة خاصة.
وتجمع الشركة حقائب المسافر كما تتعامل مع الجوازات والجمرك ثم تصطحب المسافر إلى قاعة كبار الزوار أو إلى سيارة ليموزين خارج المطار. وتتكلف هذه الخدمة 300 يورو سواء عند الإقلاع أو عند الوصول.

خدمة (VIP) هيثرو

وهي توفر خدمات شخصية للمسافرين على مستويين الأول يسمى خدمة «في آي بي بلاك» وهي تبدأ من عنوان المسافر حيث تستقبله سيارة ليموزين من الشركة لتوصيله إلى المطار.
وبعد الوصول تتولى الشركة كافة إجراءات السفر بينما يسترخي المسافر في قاعة خاصة تتم من خلالها إجراءات السفر حتى عملية التفتيش الأمني. وقرب موعد الإقلاع يذهب المسافر إلى الطائرة بمركبة خاصة توفرها الشركة.
وعند الوصول يتم استقبال المسافر بفريق من الشركة ونقله بمركبة خاصة إلى قاعة كبار الزوار وتتم مساعدته في إتمام إجراءات الوصول من جوازات وجمع الأمتعة إلى الجمرك ثم الخروج من المطار بسيارة ليموزين إلى عنوان المسافر.
وتوفر الشركة خدمات الترانزيت من طائرة إلى أخرى عبر قاعة كبار الزوار بحيث يكون المرور من المطار عملية سلسة ومريحة.
كما توفر الشركة خدمة «كلاسيك» التي تشبه خدمة «بلاك» ولكنها لا تشمل التوصيل من وإلى المطار بسيارات ليموزين.
وتوفر الشركة خدمات إضافية لمن يريد من المسافرين منها توفير وجبات طعام في قاعة كبار الزوار في المطار بالإضافة إلى خدمة التسوق حيث يصحب المسافر موظف أو موظفة خاصة لاختيار أفضل فرص التسوق في السوق الحرة بالمطار. هذا بالإضافة إلى خدمات تغيير العملة واستعادة الضريبة المضافة.
وتتوفر الخدمة للمسافرين فقط في الدرجات الأولى والأعمال لجميع الشركات.
وتحمي الشركة زبائنها من مضايقات الصحافة المعروفة باسم «بابارتسي»، كما توفر خدمات خاصة للمعاقين.
ويمكن للمسافر أن يصطحب ضيفين معه بحد أقصى، كما يمكن للمسافر التدخين في قاعة خاصة.
ويوفر مطار هيثرو خدمة «ميت آند أسيست» الخاصة به وهي تشبه إلى حد كبير الخدمات التي توفرها الشركات الأخرى.
وهناك خدمة مماثلة اسمها «دياموند إير» تتوفر في مطار سيتي في وسط لندن بتكلفة تصل إلى نحو 200 دولار لراكبين وهي تشمل الاستقبال عند الوصول وتسهيل الإجراءات وشحن الأمتعة والاصطحاب إلى قاعة الدرجة الأولى ثم الذهاب إلى الطائرة وفق تفضيل المسافر سواء كان يريد أن يكون أول الصاعدين إلى الطائرة أو آخرهم.
وتوفر الشركة أيضا خدمات مماثلة عند الوصول حتى الخروج من باب المطار.

خدمات كبار الزوار في المطارات العربية

تتوفر خدمات كبار الزوار أيضا في المطارات العربية وأهمها تلك النخبة لأهم المطارات وبعضها توفره شركات الطيران العربية:
* خدمة «فاست تراك» في المطارات السعودية: هي توفر خدمات استقبال عند الوصول ومساعدة المسافر في إتمام إجراءات الوصول من إجراءات التأشيرات وختم جوازات السفر إلى مصاحبة المسافر عبر قاعات استقبال الحقائب والمرور من الجوازات. وبعدها يتم توصيل المسافر إلى السيارة للانتقال إلى الفندق. وعند السفر يتم تسهيل المرور بداية من تسليم الحقائب لمكتب شركة الطيران ثم المرور من منفذ الجوازات. وتتاح هذه الخدمات لكل المسافرين على كل الشركات وبغض النظر عن درجة الطيران.
* خدمة «الدار» في مطار أبوظبي: وهي خدمة مخصصة لتسهيل إجراءات السفر والمرور من دوائر الجوازات والجمارك لرجال الأعمال والعائلات مع استقبال في قاعات سفر خاصة. وهي موجهة للقادمين إلى أبوظبي والمسافرين منها على السواء. ويمكن الحجز للاستفادة من هذه الخدمة على الإنترنت.
* خدمة «مرحبا» في مطار دبي: وهي تقدم خمسة مستويات ضيافة تبدأ من البرونز للاستقبال وتسهيل إجراءات السفر عبر الممر السريع بتكلفة 90 درهما وحتى خدمة «إيليت» التي تشمل تسهيل إجراءات السفر والاستقبال على باب الطائرة وخدمة نقل الأمتعة ونقل الركاب بسيارة كهربائية داخل المطار واستخدام قاعة «مرحبا» ونقل المسافر بسيارة ليموزين، وذلك بتكلفة تصل إلى 1050 درهما. وللمترددين دوما على المدينة توفر الشركة اشتراكات برسوم مخفضة كما توفر خدمات الحجز الفندقي وتسهيلات الحصول على تأشيرات لمدة 96 ساعة وتوصيل المسافرين من وإلى فنادقهم. وتوجد في مطار دبي الكثير من الشركات الأخرى التي توفر تسهيل إجراءات السفر وفتح قاعات كبار المسافرين مثل «المجلس» و«ميت آند غريت» و«فاست تراك» و«أهلا».
* خدمة مساعدة المسافرين في مطار القاهرة: وهي موجهة لرجال الأعمال وكبار السن وكبار الزوار وتقدم خدمات المسار السريع للمرور من منافذ جوازات السفر والجمارك. ويتم استقبال الزوار بعد الخروج من الطائرة، وهي خدمات تسهيل مرور ولا تشمل قاعات كبار الزوار. ولا تزيد التكلفة على 25 إلى مائة دولار للأجانب و500 جنيه مصري للمصريين.
* مطار بيروت: هناك الكثير من خدمات كبار الزوار تقدمها شركة طيران ميدل إيست (الخطوط اللبنانية) وبعض الشركات الخاصة مثل «فاست تراك» و«ميت آند غريت» و«إيربورت سيرفيس» وغيرها. وهي لا تختلف كثيرا عن خدمات تسهيل إجراءات السفر في المطارات الأخرى ولكن يجب الاختيار بينها بحذر حيث بعضها باهظ التكلفة بلا مبرر واضح.


مقالات ذات صلة

السياحة المغربية تشهد نمواً قوياً... 15.9 مليون سائح في 11 شهراً

الاقتصاد سياح صينيون يزورون مسجد الحسن الثاني في الدار البيضاء (رويترز)

السياحة المغربية تشهد نمواً قوياً... 15.9 مليون سائح في 11 شهراً

أعلنت وزارة السياحة المغربية، الاثنين، أن عدد السياح الذين زاروا المغرب منذ بداية العام وحتى نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) بلغ 15.9 مليون سائح.

«الشرق الأوسط» (الرباط)
سفر وسياحة من بين الأدوات التي استخدمها المجرمون في قتل ضحاياهم (متحف الجريمة)

«متحف الجريمة» في لندن... لأصحاب القلوب القوية

من براميل الأسيد التي استخدمها القاتل جون جورج هاي لتذويب ضحاياه والتي تعرف باسم Acid Bath «مغطس الأسيد» إلى الملابس الداخلية لـ«روز ويست».

عادل عبد الرحمن (لندن)
يوميات الشرق آلاف الحقائب التي خسرتها شركات الطيران في متجر الأمتعة بألاباما (سي إن إن)

المسافرون الأميركيون يفقدون ملايين الحقائب كل عام

داخل المساحة التي تبلغ 50 ألف قدم مربع، وإلى مدى لا ترى العين نهايته، تمتد صفوف من الملابس والأحذية والكتب والإلكترونيات، وغيرها من الأشياء المستخرجة من…

«الشرق الأوسط» (لندن)
سفر وسياحة «ساحة تيفولي» في كوبنهاغن (الشرق الأوسط)

دليلك إلى أجمل أضواء وزينة أعياد الميلاد ورأس السنة حول العالم

زينة أعياد الميلاد ورأس السنة لها سحرها. يعشقها الصغار والكبار، ينتظرونها كل سنة بفارغ الصبر. البعض يسافر من بلد إلى آخر، فقط من أجل رؤية زينة العيد.

جوسلين إيليا (لندن)

سوق البحرين العتيقة... روح البلد وعنوان المقاهي القديمة والجلسات التراثية

سوق المنامة القديم (إنستغرام)
سوق المنامة القديم (إنستغرام)
TT

سوق البحرين العتيقة... روح البلد وعنوان المقاهي القديمة والجلسات التراثية

سوق المنامة القديم (إنستغرام)
سوق المنامة القديم (إنستغرام)

«إن أعدنا لك المقاهي القديمة، فمن يُعِد لك الرفاق؟» بهذه العبارة التي تحمل في طياتها حنيناً عميقاً لماضٍ تليد، استهل محمود النامليتي، مالك أحد أقدم المقاهي الشعبية في قلب سوق المنامة، حديثه عن شغف البحرينيين بتراثهم العريق وارتباطهم العاطفي بجذورهم.

فور دخولك بوابة البحرين، والتجول في أزقة السوق العتيقة، حيث تمتزج رائحة القهوة بنكهة الذكريات، تبدو حكايات الأجداد حاضرة في كل زاوية، ويتأكد لك أن الموروث الثقافي ليس مجرد معلم من بين المعالم القديمة، بل روح متجددة تتوارثها الأجيال على مدى عقود.

«مقهى النامليتي» يُعدُّ أيقونة تاريخية ومعلماً شعبياً يُجسّد أصالة البحرين، حيث يقع في قلب سوق المنامة القديمة، نابضاً بروح الماضي وعراقة المكان، مالكه، محمود النامليتي، يحرص على الوجود يومياً، مرحباً بالزبائن بابتسامة دافئة وأسلوب يفيض بكرم الضيافة البحرينية التي تُدهش الزوار بحفاوتها وتميّزها.

مجموعة من الزوار قدموا من دولة الكويت حرصوا على زيارة مقهى النامليتي في سوق المنامة القديمة (الشرق الأوسط)

يؤكد النامليتي في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن سوق المنامة القديمة، الذي يمتد عمره لأكثر من 150 عاماً، يُعد شاهداً حيّاً على تاريخ البحرين وإرثها العريق، حيث تحتضن أزقته العديد من المقاهي الشعبية التي تروي حكايات الأجيال وتُبقي على جذور الهوية البحرينية متأصلة، ويُدلل على أهمية هذا الإرث بالمقولة الشعبية «اللي ما له أول ما له تالي».

عندما سألناه عن المقهى وبداياته، ارتسمت على وجهه ابتسامة وأجاب قائلاً: «مقهى النامليتي تأسس قبل نحو 85 عاماً، وخلال تلك المسيرة أُغلق وأُعيد فتحه 3 مرات تقريباً».

محمود النامليتي مالك المقهى يوجد باستمرار للترحيب بالزبائن بكل بشاشة (الشرق الأوسط)

وأضاف: «في الستينات، كان المقهى مركزاً ثقافياً واجتماعياً، تُوزع فيه المناهج الدراسية القادمة من العراق، والكويت، ومصر، وكان يشكل ملتقى للسكان من مختلف مناطق البلاد، كما أتذكر كيف كان الزبائن يشترون جريدة واحدة فقط، ويتناوبون على قراءتها واحداً تلو الآخر، لم تكن هناك إمكانية لأن يشتري كل شخص جريدة خاصة به، فكانوا يتشاركونها».

وتضم سوق المنامة القديمة، التي تعد واحدة من أقدم الأسواق في الخليج عدة مقاه ومطاعم وأسواق مخصصة قديمة مثل: مثل سوق الطووايش، والبهارات، والحلويات، والأغنام، والطيور، واللحوم، والذهب، والفضة، والساعات وغيرها.

وبينما كان صوت كوكب الشرق أم كلثوم يصدح في أرجاء المكان، استرسل النامليتي بقوله: «الناس تأتي إلى هنا لترتاح، واحتساء استكانة شاي، أو لتجربة أكلات شعبية مثل البليلة والخبيصة وغيرها، الزوار الذين يأتون إلى البحرين غالباً لا يبحثون عن الأماكن الحديثة، فهي موجودة في كل مكان، بل يتوقون لاكتشاف الأماكن الشعبية، تلك التي تحمل روح البلد، مثل المقاهي القديمة، والمطاعم البسيطة، والجلسات التراثية، والمحلات التقليدية».

جانب من السوق القديم (الشرق الاوسط)

في الماضي، كانت المقاهي الشعبية - كما يروي محمود النامليتي - تشكل متنفساً رئيسياً لأهل الخليج والبحرين على وجه الخصوص، في زمن خالٍ من السينما والتلفزيون والإنترنت والهواتف المحمولة. وأضاف: «كانت تلك المقاهي مركزاً للقاء الشعراء والمثقفين والأدباء، حيث يملأون المكان بحواراتهم ونقاشاتهم حول مختلف القضايا الثقافية والاجتماعية».

عندما سألناه عن سر تمسكه بالمقهى العتيق، رغم اتجاه الكثيرين للتخلي عن مقاهي آبائهم لصالح محلات حديثة تواكب متطلبات العصر، أجاب بثقة: «تمسكنا بالمقهى هو حفاظ على ماضينا وماضي آبائنا وأجدادنا، ولإبراز هذه الجوانب للآخرين، الناس اليوم يشتاقون للمقاهي والمجالس القديمة، للسيارات الكلاسيكية، المباني التراثية، الأنتيك، وحتى الأشرطة القديمة، هذه الأشياء ليست مجرد ذكريات، بل هي هوية نحرص على إبقائها حية للأجيال المقبلة».

يحرص العديد من الزوار والدبلوماسيين على زيارة الأماكن التراثية والشعبية في البحرين (الشرق الأوسط)

اليوم، يشهد الإقبال على المقاهي الشعبية ازدياداً لافتاً من الشباب من الجنسين، كما يوضح محمود النامليتي، مشيراً إلى أن بعضهم يتخذ من هذه الأماكن العريقة موضوعاً لأبحاثهم الجامعية، مما يعكس اهتمامهم بالتراث وتوثيقه أكاديمياً.

وأضاف: «كما يحرص العديد من السفراء المعتمدين لدى المنامة على زيارة المقهى باستمرار، للتعرف عن قرب على تراث البحرين العريق وأسواقها الشعبية».