حكومة السراج تحقق في محاولة اغتيال وزير الدفاع في طرابلس

تركيا تنفي علمها بوجهة سفينة متفجرات أوقفتها اليونان قبل الوصول إلى ليبيا

TT

حكومة السراج تحقق في محاولة اغتيال وزير الدفاع في طرابلس

اعتبر فائز السراج، رئيس حكومة الوفاق الوطني في العاصمة الليبية طرابلس، أن الاعتداء الذي تعرض له منزل المهدي البرغثي، وزير الدفاع بضاحية جنزور بالعاصمة أول من أمس، يعد تصعيداً خطيراً لأعمال العنف ويستهدف أمن واستقرار البلاد.
وقال السراج، في بيان أصدره مكتبه، إن الأجهزة الأمنية الموالية لحكومته بدأت في التحقيق لمعرفة مرتكبي هذه الجريمة والمحرضين عليها وتقديمهم للعدالة، لافتاً إلى أن الليبيين مدعوون للوقوف بحزم ضد ظاهرة استهداف المسؤولين والسياسيين في عدة مدن ليبية.
من جانبه، أكد البرغثي في إشارة ضمنية إلى استمراره في عمله، رغم قرار سابق لحكومة السراج بوقفه عن العمل، مواصلة ما وصفه بـ«واجبه الوطني»، ورأى أن «هذه الممارسات والأفعال الإجرامية ما هي إلا رسالة من مرتكبيها، تؤكد أننا على الطريق الصحيح، وأننا حجرة عثرة في طريق مخططاتهم الخبيثة... ويجب على هؤلاء الإرهابيين والخارجين عن القانون أن يدركوا أن الليبيين لن يرضخوا للترهيب والإملاءات.
وهذه الهجمات لن تزيدنا إلا إصراراً على مواصلة جهودنا، والتمسك بمواقفنا لأجل المحافظة على وحدة بلادنا وعلى وحدة المؤسسة العسكرية من الانقسام الذي بات شبحه يهدد بلدنا ليبيا».
بدوره، قال رئيس المجلس الأعلى للدولة عبد الرحمن السويحلي، إن الهجوم الإجرامي الذي تعرض له منزل البرغثي، يهدف إلى ترويع الآمنين وزعزعة الأمن ونشر الفوضى، ودعا في بيان مقتضب الأجهزة الأمنية إلى ملاحقة الجناة ومَن وراءهم وتقديمهم للعدالة.
من جهة أخرى، حاولت تركيا، أمس، احتواء اندلاع أزمة مع السلطات في ليبيا عقب إعلان اليونان مؤخراً توقيف سفينة تحمل مواد متفجرة كانت في طريقها إلى ميناء مصراتة الليبي، وفقاً لما أعلنته السلطات اليونانية.
وقالت السفارة التركية في طرابلس، في بيان لها، إن السفينة التي ضبطها خفر السواحل اليوناني، تم تحميلها من ميناء مرسين كانت متجهة إلى جيبوتي، وإنه تم الحصول على الموافقات اللازمة لتصدير هذه المواد لدولة إثيوبيا حسب التشريعات التركية، وادعت أن «شحنة أخرى تم نقلها للسفينة في ميناء الإسكندرونة كانت متجهة إلى اليمن وسلطنة عمان»، موضحة أنها «لم تكن في طريقها إلى ليبيا عند مغادرتها من تركيا». لكن بلدية مصراتة، قالت في المقابل إن ميناء المنطقة الحرة بمصراتة، الذي تسلم بالفعل إخطاراً بموعد وصول السفينة، لم يُحَط علماً من ربانها أو بأي بيانات بشأن ما تحمله السفينة على متنها، وأوضحت أن سلطات المدينة فتحت تحقيقاً مع وكيل السفينة لمعرفة سبب تغيير مسارها، ودعت السلطات الليبية إلى التواصل مع الدولتين التركية واليونانية لكشف خفايا الواقعة وملابساتها.
من جانبها، أدانت الحكومة المؤقتة الموالية لمجلس النواب الليبي في شرق البلاد، ما وصفته بالمحاولات التركية «الإجرامية والجبانة»، التي تحاول تقويض الاستقرار في البلاد، وقالت في بيان لها: «لقد تبين بما لا يدع مجالاً للشك، وتحت مرأى ومسمع المجتمع الدولي، العمل الإجرامي الذي حاولت تركيا من خلاله إرسال نحو 29 حاوية مواد متفجرة تُستخدم في صناعة القنابل والمفخخات لتنفيذ عمليات إرهابية».
ورأت أن السفينة، دليل قاطع على أن تركيا دولة داعمة للإرهاب بشتى أنواعه وصنوفه، مشيدةً بموقف الحكومة اليونانية المناهض لمخططات قوى الشر في العالم. كما طالبت الأمم المتحدة والمجتمع الدولي باتخاذ خطوات حاسمة وملموسة من أجل وضع حد لما سمته الانتهاكات التركية للأمن القومي الليبي.
واعتبرت القيادة العامة للجيش الوطني الليبي أن الواقعة تعد بمثابة جريمة حرب تدعمها تركيا وكل من له علاقة بهذه السفينة، وقالت في بيان لها إن «الإقدام على هذه الأفعال يؤكد ما صدر في تصريحاتنا وبياناتنا السابقة حول الدور التركي المشبوه في دعم الإرهاب ليس في ليبيا فقط، بل في كل دول المنطقة».
وطالبت قيادة الجيش، السلطات في اليونان بإطلاعها على التحقيقات وإحاطتها بالتفاصيل كافة، مؤكدة حرصها التام على الأمن الدولي والإقليمي ومحاربة الإرهاب على كل الأصعدة. كما أدان مجلس النواب، ما اعتبره «محاولة تزويد الجماعات الإرهابية المتطرفة بكمية كبيرة من المواد المتفجرة، كفيلة بتدمير وإبادة مدينة بأكملها، وذلك في انتهاك صارخ للمواثيق الدولية ولقرارات مجلس الأمن الدولي». وطالب المجلس بعثة الأمم المُتحدة للدعم في ليبيا، ومجلس الأمن الدولي، والاتحادين الأوروبي والأفريقي، والجامعة العربية، وكل المؤسسات الحقوقية، بإجراء تحقيق دولي عاجل فيما سماه «هذه الحادثة الخطيرة»، والكشف عمّن يقف وراءها من داعمي الجماعات المتطرفة وأعداء الشعب الليبي والإنسانية، واتخاذ إجراءات دولية تجاه العابثين بأمن ليبيا وسلامة شعبها والعبث باستقرارها.



بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.