تونس تعلن اعتقال «16 عنصراً تكفيرياً» اندسوا بين المحتجين

واشنطن دعت مواطنيها إلى توخّي الحذر

الشرطة التونسية تنتشر في سليانة جنوب تونس العاصمة ليلة الخميس (أ.ف.ب)
الشرطة التونسية تنتشر في سليانة جنوب تونس العاصمة ليلة الخميس (أ.ف.ب)
TT

تونس تعلن اعتقال «16 عنصراً تكفيرياً» اندسوا بين المحتجين

الشرطة التونسية تنتشر في سليانة جنوب تونس العاصمة ليلة الخميس (أ.ف.ب)
الشرطة التونسية تنتشر في سليانة جنوب تونس العاصمة ليلة الخميس (أ.ف.ب)

كشف خليفة الشيباني، المتحدث باسم وزارة الداخلية التونسية، أن الوحدات الأمنية اعتقلت خلال مواجهات مع المحتجين في الليالي الماضية، «16 عنصراً تكفيرياً»، كان بعضهم خاضعاً للمراقبة الإدارية والأمنية أو للإقامة الإجبارية.
وحذر الشيباني من إمكانية استغلال التنظيمات الإرهابية الاحتجاجات الاجتماعية لإيقاظ الخلايا الإرهابية النائمة، ودفع تونس نحو المزيد من الفوضى. وقال أمس في تصريح إعلامي إن المتّهمين قد ثبت تورطهم وضلوعهم في أحداث النهب والسلب والحرق التي جدت في عدة ولايات (محافظات) تونسية خلال الاحتجاجات التي عرفتها البلاد ضد الزيادات في الأسعار.
وفي السياق ذاته، أفادت وزارة الداخلية التونسية بأنها ألقت القبض كذلك على عنصر إرهابي في مدينة الهوارية (شمال شرقي تونس)، وقالت إن المتهم نشر صوراً لأمنيين ونعتهم بـ«الطواغيت»، وأعلن تبنيه للفكر «الداعشي». كما ثبت لديها تنزيله بحسابه الخاص عبر شبكة التواصل الاجتماعي (فيسبوك) تدوينات وصوراً تمجد تنظيم داعش الإرهابي، وتحرض على القتال، وتحرض ضمنياً على الاعتراض لقوات الأمن، خصوصاً في إطار الاحتجاجات التي تعرفها تونس حالياً.
ووفق إحصاءات رسمية قدمتها وزارة الداخلية التونسية، فقد عاد إلى تونس نحو 800 إرهابي من جبهات القتال، وهناك نحو 137 إرهابياً منهم تحت المراقبة الأمنية، أو يخضعون للإقامة الجبرية. ووفق متابعين للوضع الأمني في تونس، تقدر أعداد الخلايا الإرهابية النائمة بما بين 300 و400 خلية، وهي تنتظر الفرصة المناسبة لمهاجمة الدولة المدنية وإرباك مؤسساتها، خصوصاً منها الأمن والجيش.
وأشار خبراء تونسيون مختصون في الجماعات الإرهابية إلى إمكانية ظهور العناصر الإرهابية المنتمية إلى الخلايا النائمة خلال فترة الاضطرابات الاجتماعية، بهدف تشتيت انتباه أجهزة الأمن والجيش، وتركيزها على الاحتجاجات في الشارع مقابل تخفيف المراقبة في بقية المناطق، وهو ما قد يسهّل تسلل عناصر إرهابية إلى تونس.
وفي الشأن هذا، قال علي الزرمديني الخبير الأمني التونسي لـ«الشرق الأوسط» إن «الإرهاب يترصّد مثل هذه الحالة التي تعيشها تونس، ويدفع نحوها ويسعى إليها ويستثمر فيها، شأنه في ذلك شأن شبكات التهريب، إذ إن كليهما على الخط الواحد والطريق والمنهجية الواحدة»، على حد تعبيره.
وأضاف الزرمديني أنه «أمام التضييقات الأمنية عليه وأمام الضربات الأمنية القوية والناجحة التي نفذتها أجهزة الأمن التونسي ضد التنظيمات الإرهابية، فإن عناصره وخلاياه النائمة المساندة تسعى جاهدة إلى إحداث هذه الفوضى وتأجيجها واستغلالها لإضعاف مؤسسات الدولة».
يذكر أن الولايات المتحدة الأميركية صنّفت تونس ضمن الفئة الثانية، وأتت في قائمة البلدان التي دعت الأميركيين لتوخي الحذر عند السفر إليها. والفئة الثانية التي حلت تونس ضمنها تشكل بعض مناطقها خطراً متزايداً بسبب الإرهاب. وعلى غرار تونس، تمّ تصنيف الجزائر وفرنسا وإسبانيا وألمانيا وإيطاليا والمملكة المتحدة وبلجيكا، في الفئة الثانية، في حين أن المغرب هو البلد المجاور الوحيد الذي صنف ضمن بلدان الفئة الأولى التي يكفي «ممارسة الاحتياطات العادية» في السفر إليها.
على صعيد آخر، أُصِيب ثلاثة حراس في سجن بشمال فرنسا بجروح طفيفة في هجوم بالسلاح الأبيض، نفّذه الألماني كريستيان غانزارسكي، العقل المدبر لاعتداء جربا في تونس، في 2002، بحسب ما أفادت به مصادر متطابقة، أول من أمس.
وأعلنت نيابة مكافحة الإرهاب فتح تحقيق حول محاولة اغتيال ممثلين للسلطات العامة من قبل مجموعة إرهابية.
وأكد مدير السجون في المناطق، الآن جيغو، لوكالة الصحافة الفرنسية أن «موقوفاً يقضي عقوبة طويلة ويواجه إمكان ترحيله إلى الولايات المتحدة هاجم ثلاثة حراس بالسلاح الأبيض وأصابهم بجروح طفيفة»، في سجن فاندان لو فييه بالقرب من لانس.
بدوره، قال مصدر نقابي إن الأمر يتعلق بغانزارسكي الذي حكم عليه بالسجن 18 عاماً حول دوره الأساسي في التحضير للاعتداء على كنيس جربا في تونس، الذي أوقع 21 قتيلاً في أبريل (نيسان) 2002، ولم تنفِ سلطات السجن هذه المعلومات.
وتابع جيغو أن المهاجم كان يحمل مقصاً غير مدبب وشفرة حلاقة، وحاول أربعة حراس السيطرة عليه لكن ثلاثة منهم أصيبوا بجروح، ونقل واحد منهم إلى السجن. وغانزارسكي الذي اعتنق الإسلام هو المسؤول السابق في صيانة وتشفير شبكات اتصال تابعة لتنظيم القاعدة، وأقام مع أسامة بن لادن في أفغانستان.
وأشار الأمين العام لنقابة «أوفاب - أونسا للعدالة» فرنسوا فورجي، إلى أن غانزارسكي تبلغ بـ«إمكان ترحيله إلى الولايات المتحدة في إطار التحقيق حول اعتداءات 11 سبتمبر (أيلول) 2001».
ويضم السجن الواقع على بعد 30 كيلومتراً جنوب ليل نحو مائة معتقل، ومن المقرر أن ينقل إليه صلاح عبد السلام المشتبه به الرئيسي في اعتداءات 13 نوفمبر (تشرين الثاني) 2015 في باريس خلال محاكمته في بروكسل في إطار التحقيق حول تبادل لإطلاق النار خلال هروبه داخل العاصمة البلجيكية في مارس (آذار) 2016. وعبد السلام هو الناجي الوحيد من الإرهابيين الذين نفذوا الاعتداءات التي أوقعت 130 قتيلاً.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.