ليبيا: الأمم المتحدة تنقل ضغوطها لمجلس النواب لإجراء الانتخابات

TT

ليبيا: الأمم المتحدة تنقل ضغوطها لمجلس النواب لإجراء الانتخابات

أكد جيفري فيلتمان، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية، لرئيس مجلس النواب عقيلة صالح، الذي التقاه، أمس، رفقة المبعوث الأممي غسان سلامة في مقر المجلس بمدينة طبرق، على ما وصفه بالإجماع الدولي حول الاتفاق السياسي المبرم عام 2015 في منتجع الصخيرات بالمغرب، باعتباره الإطار الوحيد للعملية السياسية في ليبيا.
وبحسب بيان مقتضب للبعثة الأممية، فقد حث فيلتمان الليبيين على وضع المصلحة الوطنية قبل كل شيء، بحيث يكون عام 2018 هو عام التغيير، على حد تعبيره.
وقال فيلتمان للصحافيين: «نقدر التعاون بين مجلس النواب الليبي والأمم المتحدة، وقد اتفقنا مع رئيسه على أهمية إجراء انتخابات تعبر عن إرادة المواطنين»، مؤكداً الدور الأساسي للمجلس في التشريعات الانتخابية.
بدوره، قال المبعوث الأممي غسان سلامة: «نعمل على كل العناصر التي وردت في خطة العمل، التي تبناها مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة في سبتمبر (أيلول) الماضي»، معرباً عن حزنه لعدم اهتمام الليبيين بالعنصر الإنساني والتنموي ومساعدة المدن الأكثر تضرراً. وقال في هذا السياق: «نعمل أيضاً على محاولة السعي للتوافق بين مختلف الأطراف السياسية لتطبيق الاتفاق السياسي في مرحلة لا تتجاوز العام، وهي المرحلة الانتقالية الأخيرة»، مشيراً إلى استمرار العمل على ثلاث مراحل تتعلق بهذه المرحلة، وهي الدستور والانتخابات والمصالحة الوطنية.
وأضاف سلامة موضحاً: «بالنسبة للدستور، نتوقع قراراً من القضاء يوم 21 من الشهر الحالي، ونحن سعداء بالإقبال الذي فاق التوقعات لدى الكثيرين بشأن عملية تسجيل الناخبين»، معتبراً أن هذا يعد بمثابة «قرار عميق من الليبيين بالمشاركة السياسية، وهذا موقف نصفق له».
كما تحدث سلامة عن سلسلة مصالحات تبنتها الأم المتحدة أخيراً، وستؤدي لاحقاً إلى انعقاد المؤتمر الوطني الكبير، على حد قوله. لكنه لم يحدد مكانه ولا زمانه.
وتنص خطة العمل التي طرحها سلامة على تنظيم انتخابات تشريعية ورئاسية في 2018، إذ تأمل الأمم المتحدة في أن تساعد الانتخابات على إرساء الاستقرار في ليبيا، التي سقطت في حالة من الفوضى بعد الإطاحة بالعقيد للراحل معمر القذافي، في انتفاضة دعمها حلف شمال الأطلنطي عام 2011.
وسيتعين على الأرجح الموافقة على قانون انتخابي جديد، وإجراء استفتاء على الدستور قبل الانتخابات الوطنية، حيث تهدف مساعي الأمم المتحدة إلى تعديل خطة السلام، التي وضعت في ديسمبر (كانون الأول) 2015، وتمهيد الطريق لإجراء انتخابات، لكنها لم تتمخض حتى الآن عن اتفاق بشأن كيفية التحرك نحو الانتخابات.
في غضون ذلك، أعلن فائز السراج، رئيس حكومة الوفاق الوطني، أن الجهود لم تتوقف لإقناع المجتمع الدولي برفع جزئي لحظر التسليح الدولي عن ليبيا، وأوضح في بيان صحافي وزعه مكتبه عقب زيارته للقطعة البحرية «ابن عوف» التابعة للقوات البحرية الليبية في طرابلس، التي عادت إلى الخدمة أخيراً، أن «الجهود لم تتوقف لإقناع المجتمع الدولي برفع جزئي لحظر التسلح عن قوات خفر السواحل وحرس الحدود، وقوة مكافحة الإرهاب، والحرس الرئاسي لتؤدي هذه الأسلحة دورها بفعالية».
كما أشاد بالجانب الإيطالي، الذي تولى الدعم الفني وتوفير قطع الغيار، للباخرة التي يبلغ عدد طاقمها 60 شخصاً من الضباط والجنود، التي بإمكانها القيام بعمليات عسكرية متنوعة.
وفي مصراتة أيضاً، قال مسؤول أمني إن متشدداً، يُشتبه بانتمائه لتنظيم «داعش»، كان يقود سيارة محملة بالمتفجرات سلم نفسه أمس لقوات الأمن الليبية عند نقطة تفتيش، بدلاً من أن يمضي قدماً في هجوم بالمدينة. ونقلت وكالة «رويترز» عن مسؤول بوحدة مكافحة الإرهاب في مصراتة، طلب عدم نشر اسمه لأسباب أمنية، أن المشتبه به سلم نفسه عند نقطة تفتيش قرب بلدة أبو قرين. لكن لم يتضح بعد سبب ذلك.
وعلى صعيد غير متصل، أكد مسؤول في حكومة السراج أن الأطراف العسكرية والأمنية المعنية بتنفيذ اتفاق المصالحة بين مصراتة وتاورغاء، تعهدت بالعودة الآمنة لنازحي تاورغاء إلى مدينتهم في مطلع فبراير (شباط) المقبل.
ونقلت وكالة أنباء «شينخوا» الصينية، أمس، عن وزير الدولة لشؤون النازحين والمهاجرين بالحكومة يوسف جلالة أن اللواء محمد حداد آمر المنطقة العسكرية الوسطى تعهد بتنفيذ الاتفاق وتأمين العودة بما يتوفر من إمكانيات، إضافة إلى إصدار وزير الداخلية أوامره لمديرية أمن مصراتة لتسخير كل الإمكانيات لتنفيذ خطة تأمين عودة النازحين.



الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
TT

الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)

تعليقاً على الخطبة الأخيرة لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، والتي حاول فيها ترهيب اليمنيين من الانتفاضة ضد انقلاب جماعته على غرار ما حدث في سوريا، بشّر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني باقتراب ساعة الخلاص من طغيان الانقلابيين في بلاده، وقال إن تلك الخطبة تؤكد أن الرجل «يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، ولا يرى ما يحدث حوله».

وكان الحوثي حاول في أحدث خطبه، الخميس الماضي، أن يطمئن جماعته بأن الوضع في اليمن يختلف عن الوضع السوري، مراهناً على التسليح الإيراني، وعلى عدد المجندين الذين استقطبتهم جماعته خلال الأشهر الماضية تحت مزاعم محاربة أميركا وإسرائيل ومناصرة الفلسطينيين في غزة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وقال الإرياني في تصريح رسمي: «إن المدعو عبد الملك الحوثي خرج من كهفه بخطاب باهت، مرتبك ومتشنج، في محاولة بائسة لترهيب اليمنيين، وتصوير ميليشياته الإيرانية كقوة لا تُقهر».

وأضاف أن تلك الخطبة «تؤكد مرة أخرى أن زعيم الميليشيا الحوثية يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، لا يرى ما يحدث من حوله، ولا يدرك حجم الزلزال الذي ضرب المنطقة وأدى إلى سقوط المشروع التوسعي الإيراني، الذي سُخرت له على مدار أربعة عقود الإمكانات البشرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية والعسكرية والدينية، وارتداداته القادمة على اليمن بكل تأكيد».

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى أن الحوثي بدلاً من الاعتراف بأخطائه وخطاياه، والاعتذار والبحث عن مخرج له ولعصاباته، خرج ليهدد اليمنيين مجدداً بسفك دمائهم، مُكرراً مفردات التهديد والتخويف التي سبق أن استخدمها حسن نصر الله زعيم «حزب الله» ضد اللبنانيين والقوى السياسية اللبنانية.

وتساءل الإرياني بالقول: «ألم يردد حسن نصر الله، زعيم ميليشيا (حزب الله)، نفس الكلمات والوعيد؟ أين هو اليوم؟ وأين تلك (القوة العظيمة) التي وعد بها؟».

خطاب بائس

تحدث وزير الإعلام اليمني عن اقتراب ساعة الخلاص من الانقلاب، ووصف الخطاب الحوثي بـ«البائس»، وقال إنه يعكس واقعاً متجذراً في عقلية التطرف والعنف التي يُروج لها محور طهران، ويُظهر مدى تماهي الحوثي مع المشروع الإيراني المزعزع للأمن والاستقرار في المنطقة، وأضاف: «إن ما يمر به الحوثي اليوم هو مجرد صدى لما مر به نصر الله وغيره من زعماء الميليشيات المدعومة من إيران».

مسلح حوثي خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

ونوّه الإرياني إلى أن البعض كان ينتظر من زعيم الميليشيا الحوثية، بعد سقوط المحور الفارسي والهزيمة المُذلة لإيران في سوريا، التي كانت تمثل العمود الفقري لمشروعها التوسعي في المنطقة، و«حزب الله» خط دفاعها الأول، أن يخرج بخطاب عقلاني يعتذر فيه لليمنيين عن الانقلاب الذي أشعل نار الحرب، وعن نهر الدماء والدمار والخراب الذي خلّفه، وعن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها بحقهم على مدى السنوات الماضية.

وتابع الوزير اليمني بالقول: «على عبد الملك الحوثي أن يعلم أن ساعة الخلاص قد اقتربت، فقد بات اليمنيون الذين عانوا الويلات منذ عقد من الزمان، وسُفكت دماؤهم ونهبت أموالهم، وهُتكت أعراضهم، وشهدوا بأم أعينهم أسوأ أنواع التعذيب والانتهاكات في المعتقلات السرية، أكثر إصراراً من أي وقت مضى على تحرير وطنهم من قبضة ميليشياته الفاشية، ولن يفوتوا هذه اللحظة التاريخية، وسيبذلون الغالي والنفيس لتحرير وطنهم والحفاظ على هويتهم الوطنية والعربية».

مفاجآت سارة

أكد الإرياني أن المستقبل يحمل النصر لليمنيين، وأن الأيام «حبلى بالمفاجآت السارة» - وفق تعبيره - وأن مصير الميليشيات الحوثية لن يكون مختلفاً عن باقي الميليشيات الإيرانية في المنطقة. وشدد الوزير على أن اليمن لن يكون إلا جزءاً من محيطه العربي، وسيظل يقاوم ويواجه الظلم والطغيان والتسلط حتى يستعيد حريته وسيادته، مهما كلف ذلك من تضحيات.

اليمنيون يأملون سقوطاً قريباً لانقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران (إ.ب.أ)

وأضاف الوزير بالقول: «الشعب اليمني، الذي دفع ولا يزال أثماناً باهظة في معركة البقاء، لن يتوانى عن دفع المزيد من التضحيات لإعادة وطنه حراً مستقلاً خالياً من النفوذ الإيراني التخريبي، وتحقيق النصر والتحرر والكرامة».

يشار إلى أن الأحداث المتسارعة في سوريا التي قادت إلى سقوط نظام بشار الأسد فتحت باب التطلّعات في اليمن نحو سيناريو مشابه يقود إلى إنهاء انقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران بأقل التكاليف، خصوصاً بعد الضربات التي تلقتها طهران في لبنان، وصولاً إلى طي صفحة هيمنتها على دمشق.