هي ليست مجرد معرض للألعاب أو فسحة للتسلية ولتمضية الوقت، بل عالم يزهو بألوان نمط حياة يجذب الكبار والصغار معاً. فنشاطات احتفالات الأعياد في «أسواق بيروت» لهذا العام خرجت عن المألوف بألعابها وممراتها وأحيائها وقراها المستحدثة خصيصاً في هذه المناسبة، بحيث يمضي الأطفال في أحضانها فترة عطلات لا تشبه غيرها.
ومن أبرز هذه النشاطات «ممرات الأشجار المحيرة» (tree maze)، التي تقام عند زاوية سوق ابن عراق، حيث يمر الأطفال خلالها على 215 شجرة طبيعية مرتبطة بنفق ضوئي، ما يخولهم التعرف عن كثب بخصائص الغابات والعلاقة الوطيدة التي تربطها بنوري الشمس والقمر حتى تنمو باستمرار. هذه الواحة الطبيعية المستحدثة في قلب المدينة ينصب هدفها الأول على تقريب المسافة بين الأطفال والطبيعة وخلق ذاكرة بيئية لديهم، حتى يحفظوها من ناحية ويتعلموا المحافظة عليها من ناحية ثانية.
أما «غرفتا اللانهاية» التي تقع عند مدخل شارع فخري بك، فقد صممتا من قبل خبراء في عالم العلوم، وهما تتضمنان مرايا وإضاءة متطورة تعكس الأشكال، بحيث يتمكن الزوار من اختبار أبعاد افتراضية والتقاط الصور التذكارية ومشاهدة شجرة الميلاد المضاءة في ساحة العجمي بواسطة أداة المشكال. والمعروف أنّ المشكال هو أنبوب مرايا يحتوي على خرز ملون وحصى حر وغير ذلك من الأشياء الملونة الصغيرة. ينظر المشاهد من أحد أطرافها ويدخل الضوء من الطرف الآخر منعكساً من على المرايا فيه. وعادة ما يكون هناك اثنان من المرايا، وهما على شكل مستطيل ويولد وضعها بزاوية 45 درجة 8 صور مكررة، فيما تصل طاقتها إلى 6 صور إذا كان معيارها 60 درجة، ولينخفض إلى 4 إزاء زاوية بـ90 درجة. وكلما حُرّك الأنبوب بشكل دائري يستطيع الناظر رؤية الأشكال بألوان وأنماط مختلفة.
أمّا في «كوكب الاكتشاف» في سوق أياس الذي ينتظره الأولاد وذووهم في موعده من كل عام (أسّس في عام 1999 من قبل شركة سوليدير)، فهو كناية عن متحف علمي يلقي الضوء على اكتشافات كثيرة تتعلق بالأدوية والاتصالات والكهرباء وغيرها، فيتعرف الزائر على طريق ولادة تلك الاكتشافات ويوضع في خدمته فرصة التعلم من خلال تجارب عملية منوعة لا تخلو من الترفيه والتسلية. بحيث يطل الولد على الحياة ويتعرف عليها من ناحية أخرى، ترتبط ارتباطاً مباشراً بالعلم.
وفي معرض «أيام الميلاد الـ12» في سوق الأروام سينسج الأولاد مع عناصر البيئة علاقة وطيدة من خلال صنع ألعاب من مواد أعيد تدويرها، كما يقدم لهم فرصة تزيين شجرة العيد والقيام بأعمال يدوية حرفية تزودهم بفكرة عن مهن قديمة، ترمز إلى تراث لبنان من ناحية وإلى قواعد فنون كثيرة تصب في هذا المجال.
من ضمن النشاطات المتاحة أمام الزوار حتى 6 يناير (كانون الثاني) المقبل، زيارة «خان الجوخ» في سوق الصاغة، فهذا المركز التجاري والأكاديمي في آن، يقدّم في أقسامه أشغالاً يدوية وحرفية تدور حول تصميم الجواهر والتطريز والوقوف على كيفية تصميم الأزياء، إضافة إلى مساحات خاصة بهواة إدارة الأعمال التجارية، ولا سيما تلك المتعلقة بمجال إطلاق مجموعات الأزياء لمصممين صاعدين.
أمّا سوق الأكل في شارع فخري بك الذي يجمع تحت سقفه مطاعم لبنانية مختلفة، إضافة إلى أخرى تقدم الأطباق الغربية والآسيوية وبالتالي المعروفة بـ«السريعة»، فتفتح أبوابها أمام رواد هذه النشاطات الخاصة بالأعياد. والمعروف أنّ هذه السوق تصبّ في خانة الظاهرة العالمية المعروفة في خانة «أكل الشوارع» التي تهدف إلى تقديم باقة من الأطباق في مكان واحد، بحيث يتسنى لروادها تذوق ما لذّ وطاب لهم من طعام حلو ومالح.
احتفالات الأعياد في أسواق بيروت «صندوق فرجة» من نوع آخر
تتضمن نشاطات بيئية وأخرى علمية وخدماتية
احتفالات الأعياد في أسواق بيروت «صندوق فرجة» من نوع آخر
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة