بوتين في القاهرة اليوم... ومصر تعلن إنجاز مراحل مهمة في «الضبعة النووية»

شكري: الرئيسان المصري والروسي يبحثان وضع رؤية مشتركة إزاء سوريا واليمن

السيسي في لقاء سابق مع بوتين («الشرق الأوسط»)
السيسي في لقاء سابق مع بوتين («الشرق الأوسط»)
TT

بوتين في القاهرة اليوم... ومصر تعلن إنجاز مراحل مهمة في «الضبعة النووية»

السيسي في لقاء سابق مع بوتين («الشرق الأوسط»)
السيسي في لقاء سابق مع بوتين («الشرق الأوسط»)

يبدأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، زيارة لمصر، اليوم (الاثنين)، يلتقي خلالها نظيره المصري عبد الفتاح السيسي، ويرجّح على نطاق واسع أن تشهد مباحثات الزعيمين توقيع عقود «محطة الضبعة للطاقة النووية»، والتي تتعاون القاهرة مع شركة روسية لتزويدها بالمفاعلات اللازمة لإنتاج الطاقة الكهربائية وتحلية المياه. وعززت تصريحات أدلى بها وزير الخارجية سامح شكري، أمس، لقناة «روسيا اليوم» من احتمالية توقيع العقود بين الحكومة المصرية والشركة الروسية «روس آتوم»، إذ قال إن «هناك تطورات كبيرة واستمرار البحث في كل المجالات المرتبطة بهذا المشروع القومي المهم (المحطة النووية) لأنه متشعب بنواحٍ كثيرة متصلة بالتصميم والنواحي القانونية والمالية»، وأضاف: «تم إنجاز مراحل متعددة مهمة في كل ذلك».
واستقرت الحكومة المصرية على أن يكون موقع المحطة النووية في منطقة «الضبعة» بمحافظة مرسى مطروح (330 كيلومتراً شمال غربي القاهرة)، والتي تم تخصيصها منذ أكثر من 30 عاماً لذات الغرض، غير أن المشروع لم يرَ النور حينها، ويتوقع أن تنتج المحطة بشكل إجمالي 4800 ميغاواط من الكهرباء وذلك بانتهاء بنائها عام 2022. وأكد وزير الخارجية المصري أن زيارة بوتين لمصر تأتي في إطار دعم التعاون الثنائي بين البلدين وبحث التحديات التي تمر بها المنطقة، مشيراً إلى أن مصر وروسيا تربطهما علاقات تاريخية مشتركة.
وعد شكري، أن زيارة بوتين ستسهم في «دعم العلاقات بين البلدين، وإيجاد مجالات جديدة للتعاون، وتكثيف الجهود المشتركة للاستفادة الكاملة من الرصيد التاريخي للعلاقات المصرية - الروسية»، مشيراً إلى أن العلاقة لها أهميتها في إطار «الصادرات والواردات بين الجانبين، فضلاً عن المشروعات القومية الكبيرة والجهود المصرية في تكثيف مواردها من الطاقة». وأفاد أن بوتين والسيسي سيبحثان كذلك «وضع رؤية مشتركة إزاء التحديات في المنطقة، سواء فيما يتعلق بالوضع في سوريا أو اليمن، وتحدى الإرهاب، وفي مقدمة كل ذلك التطورات الخاصة بالقضية الفلسطينية، ووضعية القدس، ومعاناة الشعب الفلسطيني، واستمرار عدم وجود آفاق لتسوية سياسية تؤدي إلى إقامة الدولة الفلسطينية». وشهدت العلاقات المصرية الروسية، هزة قوية في أعقاب سقوط طائرة تقل عدداً من السياح الروس كانوا في طريقهم إلى مغادرة مدينة شرم الشيح السياحية، في أكتوبر (تشرين الأول) 2015، وأسفر الحادث عن وفاة 224 راكباً على متنها، وقررت روسيا وقف رحلاتها إلى القاهرة، الأمر الذي كبّد قطاع السياحة المصري خسائر هائلة، غير أن السيسي رفض، في تصريحات، أعلنها مطلع الشهر الماضي، الربط بين استئناف حركة السياحة بين البلدين والمُضي في مسار تأسيس المحطة النووية، وقال إنه «لا علاقة بين الأمرين».
ورد وزير خارجية مصر على سؤال بشأن اقتراب موعد استئناف الرحلات الجوية بين موسكو والقاهرة بالقول إنه «ليس هناك تاريخ محدد، وهذه القضية مثارة بين الجانبين وهناك اتصالات عديدة على المستوى الفني بين وزارة الطيران ووزارة النقل الروسية، في وقت تستمر فيه الاستفادة من الخبرات الروسية لرفع الكفاءات والقدرات المصرية في تعزيز الإجراءات الأمنية في المطارات المصرية».
ونفى شكري تفسير تصريحات الرئيس عبد الفتاح السيسي بأن «مصر تواجه الإرهاب نيابةً عن العالم» باعتبارها دعوة للتحالف الدولي للمساعدة في مواجهة الإرهاب، وقال: «الإرهاب يستهدف مصر باعتبارها الجائزة الكبرى، ولذا فإن مصر تقاوم بكل ما لديها من قدرات (...) وتصريحات الرئيس ليست دعوة لأي تحالف للعمل على الأراضي المصرية، ولكنها دعوة للوقوف إلى جانب مصر ومساعدتها في صورة الدعم السياسي والاقتصادي وتوفير الإمكانات المادية والأسلحة المرتبطة بمقاومة الإرهاب كأسلحة الرصد والنفاذ إلى الاتصالات التي تتم بين الإرهابيين، والعمل على وقف منابع تمويل الإرهاب وتكثيف التعاون الاستخباراتي والأمني».
وبشأن الأزمة مع قطر، اعتبر شكري، أن «الأزمة كما هي»، معرباً عن أسفه «لعدم وجود توجه حقيقي من قطر للاعتراف بما طرحته الدول الأربع أو المبادئ الستة التي طُرحت في هذا الصدد»، وقال: «إذا ما كان هناك توجه لأخذ هذه المشاغل في الاعتبار والإعلان بشكل ليس فيه أي مواربة للاستعداد لتغيير المسار؛ فهذا يفتح المجال لتفاهم وحوار وإزالة الأسباب التي أسفرت عن نشوب هذه الأزمة، وفي ضوء عدم وجود أي مؤشرات لتجاوب وتفهم وتقدير للسياسات القطرية وتأثيرها السلبي على أمن الدول الأربع والأوضاع بالمنطقة، سنستمر في الحفاظ على مصالحنا وأمننا كدول أربع لها قدر كبير من التوافق في رؤيتها، وهدفها هو حماية شعوبها».
وأشاد شكري بالعلاقات بين القاهرة والرياض، وقال إن «هناك تفاهماً ورؤية مشتركة بين مصر والسعودية والأشقاء في الخليج فيما يتعلق بحماية الأمن القومي العربي، ورفض كل أشكال التدخل من خارج النطاق العربي، سواء على المستوى الإقليمي أو الدولي».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.