الجنوب الليبي... تهميش... مخدرات... وحرب ضد التهريب

برلماني لـ «الشرق الأوسط»: المنطقة ضحية صراع نفوذ بين «الرئاسي» والجيش

شارع من مدينة سبها في الجنوب الليبي  («الشرق الأوسط»)
شارع من مدينة سبها في الجنوب الليبي («الشرق الأوسط»)
TT

الجنوب الليبي... تهميش... مخدرات... وحرب ضد التهريب

شارع من مدينة سبها في الجنوب الليبي  («الشرق الأوسط»)
شارع من مدينة سبها في الجنوب الليبي («الشرق الأوسط»)

لم ينس المواطن الليبي سليمان البرشي لحظة سقوط صديقه أسامة الوافي، عندما خر صريعاً أمام المصرف التجاري في سبها منتصف أكتوبر (تشرين الأول) الماضي من شدة التزاحم للحصول على حصة من السيولة، وقال بنبرة حزينة: «لقد مات الوافي ونحن لا نزال نقف في طوابير طويلة للحصول على السيولة، بل حتى غاز الطهي أصبحنا نحصل عليه بصعوبة، والحكومة تركتنا فريسة للسوق السوداء، وقد بدأنا نسمع عن إقامة قاعدة عسكرية أميركية على أراضينا».
وتترجم حالة الغضب التي تحدث بها البرشي مع «الشرق الأوسط» انعكاساً لما يجري على الأرض في الجنوب، وقد تجسد ذلك في ظهور أكثر من «حراك شبابي» خلال الشهور الماضية للتنديد بما وصفه بـ«بالظلم والفساد والتجاهل»، الذي تتعرض له مدن الجنوب، وزاد مستغرباً: «أصبحنا في الجنوب نشتري لتر البنزين المدعوم من الدولة بدينار ونصف إلى ثلاثة دينارات، رغم أن ثمنه في غرب وشرق ليبيا لا يتجاوز 15 قرشاً، نحن ندفع ثمن ممارسات عصابات الجريمة المنظمة التي تهربه إلى خارج البلاد، ليباع في الأسواق الأوروبية».
وكغيره من الليبيين، يرى البرشي أن غياب الدولة وتراجع مستوى الخدمات أضرّ بالجنوب مثل باقي المدن، وجعله معبراً ومنصة للهجرة غير الشرعية منذ سقوط النظام السابق في عام 2011، الأمر الذي دفع عددا كبيرا من الشبان «للعمل في الهجرة غير الشرعية، والالتحاق بالمجموعات المسلحة لتوفير سبل العيش»، بحسب مصباح أوحيدة، عضو مجلس النواب الليبي عن مدينة سبها (جنوب ليبيا).
وقال أوحيدة لـ«الشرق الأوسط» إن الجنوب «ظل يعاني التهميش من الحكومات المتعاقبة، والغياب التام للدولة، والخلافات القبلية الاجتماعية أو السياسية، وعدم وجود سيطرة تامة من قوة واحدة على الجنوب»، ولفت إلى أنه يحاذي أربع دول كمنافذ حدودية، ما يعتبر مصدرا رئيسيا لتوافد الجماعات الإرهابية والهجرة غير القانونية.
وأول من أمس، توعدت إيطاليا بضبط حدود ليبيا الجنوبية، إذ قال وزير الداخلية الإيطالي ماركو مينيتي، إن «السيطرة على الحدود الجنوبية لليبيا، وعلى طرق عبور المهاجرين وسط البحر المتوسط، أمر حاسم، ليس لمواجهة الهجرة غير النظامية فحسب، بل لمكافحة الإرهاب».
ونقلت «أكي» الإيطالية عن مينيتي أنه لا يمكن «استبعاد فرضية أن يحاول المقاتلون الأجانب، الذين تدفقوا من نحو مائة دولة للقتال مع تنظيم (داعش) في سوريا والعراق بعد هزيمتهم هناك، العودة إلى دولهم حتى في أوروبا، والعبور مع تدفقات الهجرة».
وتسعى إيطاليا من خلال قبائل جنوب ليبيا إلى «وضع حد لأزمة الهجرة غير الشرعية بعد أن فشل المجلس الرئاسي في بسط سيطرته على البلاد».
وسبق لوزارة الداخلية الإيطالية إبرام اتفاق بين قبيلتي أولاد سليمان، والتبو في روما، في الثالث من أبريل (نيسان) الماضي، ينص على ضبط الحدود الجنوبية الليبية، التي تشهد نشاطاً واسعاً لمهربي المهاجرين غير الشرعيين. وقد جمع اللقاء في روما 60 من شيوخ القبائل، بحضور ممثلين عن قبيلة الطوارق وحكومة الوفاق الوطني، التي تتخذ من طرابلس مقراً.
وتهدف مبادرة الوساطة الإيطالية إلى مكافحة الاقتصاد المبني على التهريب، بحسب الوثيقة الختامية للاجتماع، التي نشرتها صحيفة «كورييري ديلا سيرا» الإيطالية.
وتحدثت دراسة أعدها معهد الدراسات الأمنية في أفريقيا عن «ثلاثة مسارات» للهجرة غير الشرعية، يستخدمها المهاجرون الأفارقة للوصول إلى ليبيا ومنها إلى أوروبا، تمثل ثلاثتها البوابات الرئيسية للوصول إلى الجنوب. وأفادت الدراسة، التي نُشرت مطلع يوليو (أيار) الماضي، بأن المهاجرين يستخدمون المسار الغربي للدخول إلى جنوب البلاد من الجزائر، حيث تعد مدينة غات، التي تسيطر عليها قبائل عربية وشبكات تهريب من الطوارق، النقطة الرئيسية للتهريب. أما المسار الشرقي فيبدأ حسب الدراسة، من السودان إلى مدينة الكفرة جنوب شرقي ليبيا، وهو مسلك يفضله مواطنو دول إريتريا والصومال وإثيوبيا، ولا يمكن عادة للباحثين الوصول إلى هذا الطريق لاعتبارات أمنية كثيرة.
وانتهت الدراسة إلى أن «المسار الأوسط»، الذي وصفته بأنه الأكثر شعبية، ويصل مباشرة بين النيجر وجنوب ليبيا، أصبح المسار المفضل من قبل مواطني دول نيجريا وغامبيا والكاميرون، «لأنه بعيد عن شمال مالي والاضطرابات الأمنية بها، كما أنه لا يتطلب الأوراق الرسمية والتعقيدات في الجزائر».
وأرجع أوحيدة في حديثه مع «الشرق الأوسط» زيادة الهجرة غير الشرعية في الجنوب إلى تعطل المصالحة من جانب المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق، نظراً لأنه لم يقدم بديلاً عنها كما تحدث رئيسه فائز السراج خلال الاجتماعات السابقة للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، وقال في هذا السياق إنه «يتم إعاقة مشروعات التنمية في ظل عدم وجود أمن، وكأن الجنوب خارج الدولة الليبية».
كما تحدث أوحيدة عن «وجود صراع نفوذ بين المجلس الرئاسي والقيادة العامة للقوات المسلحة، بهدف الحصول على مكاسب سياسية، بادعاء أن الجنوب تحت سيطرتهم، وهذا ما يزيد في إطالة أمد المشكلة هناك»، كاشفا عن «مهاجمة مجموعة من الشبان التابعين للقيادة العامة، لبعض المقار في سبها الأسبوع الماضي بسبب عدم سداد مرتباتهم»، بالإضافة إلى «حالات خطف مواطنين من الجنوب على أيدي الأجهزة الأمنية في طرابلس، التابعة للمجلس الرئاسي، دون وجه حق، ما تسبب في حدوث احتقان كبير لدى هؤلاء الشباب»، وزاد أوحيدة موضحا: «بعض حكماء المنطقة تدخلوا لفض اعتصام الشباب المسلح في محاولة لتهدئة الوضع، وعدم نشوب حرب في المنطقة، التي عانت طوال السنوات الماضية، وليس كما رددت وسائل إعلام».
وكانت وسائل إعلام ليبية قد نقلت عمن سمتهم شهود عيان في سبها أن «قوات تابعة لحكومة الوفاق سيطرت على مراكز حيوية بالمدينة، كانت خاضعة للجيش الوطني، ومنها مطار سبها المدني الواقع بضواحي المدينة».
وذهب أوحيدة إلى أن «القيادات العسكرية في الجنوب ضعيفة، ومن خارج النسيج الاجتماعي للمناطق، ولا تملك دراية كافية بالبيئة الداخلية والمحيطة»، مستدركاً بالقول إنه «تم تأييد هذه القيادات شعبياً، غير أنها لم تكن في المستوى المطلوب، ولم تف بوعودها... ولذلك يجب تغييرها وتنصيب قيادات قادرة على ضبط الأمن، وتقديم الدعم للمواطنين». وانتهى أوحيدة إلى أن «خطر الإرهاب والتغير الديموغرافي يداهم الجنوب، ونحن نراه يتآكل أمام أنظار الليبيين... إلى جانب الغذاء، والماء، والنفط، الذي يعتبر المصدر الرئيسي للدخل في بلادنا».
بدوره، رأى إبراهيم وردكو يصكو، رئيس مجلس شيوخ وأعيان قبيلة التبو (جنوب ليبيا) أن مشكلات الجنوب المتعددة ناتجة عن الفراغ السياسي والأمن والحروب القبلية، ما تسبب في انهيار روابط ثقة، وإحداث شرخ في النسيج الاجتماعي، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «الجنوب، الذي يمتد إلى 300 كيلومتر، يعاني من التهريب بكل أنواعه، خاصة المخدرات»، مبرزا أن «جميع القبائل التي تقع على خط سير عمليات تهريب المهاجرين تعمل في الهجرة... وهؤلاء يمتلكون أذرعا مسلحة».
واستدرك الشيخ إبراهيم موضحا أن «المشكلة ليست في المهاجرين الذين يقدمون أموالهم وأرواحهم من أجل البحث عن الحياة الكريمة، لكنها في المنظمات الدولية التي تبدأ عملها من النيجر إلى الداخل الليبي مرورا بالجنوب، وهذا يتطلب دولة قوية».
ورد الشيخ إبراهيم على اتهام مندوب ليبيا السابق في الأمم المتحدة إبراهيم الدباشي بأن «رئيس المجلس الرئاسي وافق خلال زيارته الأخيرة للولايات المتحدة على إقامة قاعدة عسكرية أميركية في الجنوب الليبي»، قائلا: «شخصياً لا أستبعد ذلك، لكن دخول أميركا في المشهد الليبي مفيد... فرنسا موجودة على الأرض، ودورها إلى جانب الدور الإيطالي محدود جداً بالنسبة لتحديات الوضع الليبي».
وعبر فضائية ليبية، قال الدباشي الأحد الماضي، إن زيارة رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج لواشنطن كانت مفاجأة، وأتت برغبة أميركية فقط لاستغلال قرب حلول موعد 17 من ديسمبر (كانون الأول) الحالي بهدف ابتزاز السراج، والحصول على تعهدات منه بإنشاء قاعدة أميركية في الجنوب الليبي، وهو الأمر الذي لم تحصل عليه واشنطن إبان عهد النظام السابق، على الرغم من مساعيها الكثيرة في هذا الإطار.
وأمام الأزمات التي تضرب الجنوب الليبي، قال مبعوث الأمم المتحدة لدى ليبيا غسان سلامة، خلال لقاء سابق بممثلين عن المنطقة الجنوبية، ضمن لقاءاته مع مختلف الأطراف الليبية لاستعراض ما وصلت إليه مفاوضات تعديل الاتفاق السياسي وعملية الحوار الليبي: «أنا معكم وفي خدمتكم، لكني لست بديلاً عنكم، وأنا بحاجة إلى دعمكم للوصول بهذه البلاد إلى دولة المؤسسات العادلة والفاعلة».
وتعهد سلامة في حينها بـ«تجييش كل القدرات المتاحة داخل البعثة لخدمة أهالي الجنوب، لا أعدكم بما لا أقدر على تنفيذه، لكن أعدكم بأن أنفذ كل ما أنا قادر على تنفيذه».
من جهته، وصف إبراهيم كرنفودة عضو مجلس النواب عن مدينة أوباري، (جنوب البلاد) الوضع الأمني في الجنوب بـ«الكارثي»، وقال إنه فضلاً عن النقص الحاد في الوقود وغاز الطهي وانعدام السيولة النقدية في المصارف، بلغت جرائم الحرابة والقتل في مدينة سبها عاصمة الجنوب أرقاماً قياسية، وبشكل عام أصبح الوضع المعيشي والأمني مترديا.
ودافع كرنفودة عن بلاده في مواجهة الهجرة غير الشرعية، بقوله: «هذا موضوع كبير ومتشابك... العالم الآخر ينظر إلى ليبيا على أنها سبب أفواج المهاجرين الذين يعبرون البحر إلى أوروبا، ونسي أن بلادي دولة عبور فقط وليست مصدرا لذلك».
واختتم كرنفودة حديثه مع «الشرق الأوسط» قائلا: «هناك عصابات دولية تمتهن نقل المهاجرين غير الشرعيين عبر ليبيا، وتستغل فقر وحاجة شبابنا لنقلهم من الجنوب الليبي إلى البحر... الحل في دول المصدر، وليس لدينا».



الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
TT

الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)

تعليقاً على الخطبة الأخيرة لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، والتي حاول فيها ترهيب اليمنيين من الانتفاضة ضد انقلاب جماعته على غرار ما حدث في سوريا، بشّر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني باقتراب ساعة الخلاص من طغيان الانقلابيين في بلاده، وقال إن تلك الخطبة تؤكد أن الرجل «يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، ولا يرى ما يحدث حوله».

وكان الحوثي حاول في أحدث خطبه، الخميس الماضي، أن يطمئن جماعته بأن الوضع في اليمن يختلف عن الوضع السوري، مراهناً على التسليح الإيراني، وعلى عدد المجندين الذين استقطبتهم جماعته خلال الأشهر الماضية تحت مزاعم محاربة أميركا وإسرائيل ومناصرة الفلسطينيين في غزة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وقال الإرياني في تصريح رسمي: «إن المدعو عبد الملك الحوثي خرج من كهفه بخطاب باهت، مرتبك ومتشنج، في محاولة بائسة لترهيب اليمنيين، وتصوير ميليشياته الإيرانية كقوة لا تُقهر».

وأضاف أن تلك الخطبة «تؤكد مرة أخرى أن زعيم الميليشيا الحوثية يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، لا يرى ما يحدث من حوله، ولا يدرك حجم الزلزال الذي ضرب المنطقة وأدى إلى سقوط المشروع التوسعي الإيراني، الذي سُخرت له على مدار أربعة عقود الإمكانات البشرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية والعسكرية والدينية، وارتداداته القادمة على اليمن بكل تأكيد».

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى أن الحوثي بدلاً من الاعتراف بأخطائه وخطاياه، والاعتذار والبحث عن مخرج له ولعصاباته، خرج ليهدد اليمنيين مجدداً بسفك دمائهم، مُكرراً مفردات التهديد والتخويف التي سبق أن استخدمها حسن نصر الله زعيم «حزب الله» ضد اللبنانيين والقوى السياسية اللبنانية.

وتساءل الإرياني بالقول: «ألم يردد حسن نصر الله، زعيم ميليشيا (حزب الله)، نفس الكلمات والوعيد؟ أين هو اليوم؟ وأين تلك (القوة العظيمة) التي وعد بها؟».

خطاب بائس

تحدث وزير الإعلام اليمني عن اقتراب ساعة الخلاص من الانقلاب، ووصف الخطاب الحوثي بـ«البائس»، وقال إنه يعكس واقعاً متجذراً في عقلية التطرف والعنف التي يُروج لها محور طهران، ويُظهر مدى تماهي الحوثي مع المشروع الإيراني المزعزع للأمن والاستقرار في المنطقة، وأضاف: «إن ما يمر به الحوثي اليوم هو مجرد صدى لما مر به نصر الله وغيره من زعماء الميليشيات المدعومة من إيران».

مسلح حوثي خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

ونوّه الإرياني إلى أن البعض كان ينتظر من زعيم الميليشيا الحوثية، بعد سقوط المحور الفارسي والهزيمة المُذلة لإيران في سوريا، التي كانت تمثل العمود الفقري لمشروعها التوسعي في المنطقة، و«حزب الله» خط دفاعها الأول، أن يخرج بخطاب عقلاني يعتذر فيه لليمنيين عن الانقلاب الذي أشعل نار الحرب، وعن نهر الدماء والدمار والخراب الذي خلّفه، وعن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها بحقهم على مدى السنوات الماضية.

وتابع الوزير اليمني بالقول: «على عبد الملك الحوثي أن يعلم أن ساعة الخلاص قد اقتربت، فقد بات اليمنيون الذين عانوا الويلات منذ عقد من الزمان، وسُفكت دماؤهم ونهبت أموالهم، وهُتكت أعراضهم، وشهدوا بأم أعينهم أسوأ أنواع التعذيب والانتهاكات في المعتقلات السرية، أكثر إصراراً من أي وقت مضى على تحرير وطنهم من قبضة ميليشياته الفاشية، ولن يفوتوا هذه اللحظة التاريخية، وسيبذلون الغالي والنفيس لتحرير وطنهم والحفاظ على هويتهم الوطنية والعربية».

مفاجآت سارة

أكد الإرياني أن المستقبل يحمل النصر لليمنيين، وأن الأيام «حبلى بالمفاجآت السارة» - وفق تعبيره - وأن مصير الميليشيات الحوثية لن يكون مختلفاً عن باقي الميليشيات الإيرانية في المنطقة. وشدد الوزير على أن اليمن لن يكون إلا جزءاً من محيطه العربي، وسيظل يقاوم ويواجه الظلم والطغيان والتسلط حتى يستعيد حريته وسيادته، مهما كلف ذلك من تضحيات.

اليمنيون يأملون سقوطاً قريباً لانقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران (إ.ب.أ)

وأضاف الوزير بالقول: «الشعب اليمني، الذي دفع ولا يزال أثماناً باهظة في معركة البقاء، لن يتوانى عن دفع المزيد من التضحيات لإعادة وطنه حراً مستقلاً خالياً من النفوذ الإيراني التخريبي، وتحقيق النصر والتحرر والكرامة».

يشار إلى أن الأحداث المتسارعة في سوريا التي قادت إلى سقوط نظام بشار الأسد فتحت باب التطلّعات في اليمن نحو سيناريو مشابه يقود إلى إنهاء انقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران بأقل التكاليف، خصوصاً بعد الضربات التي تلقتها طهران في لبنان، وصولاً إلى طي صفحة هيمنتها على دمشق.