دعت القاهرة قادة دوليين لحضور تنصيب الرئيس الجديد المشير عبد الفتاح السيسي، والمقرر له يوم الأحد المقبل، ومن بين المدعوين الرئيس الإيراني حسن روحاني، وفقا لمصادر إيرانية في القاهرة، لكن مصادر مصرية علقت على الدعوة بأنها تأتي لكون إيران تترأس الدورة الحالية لحركة «عدم الانحياز». ويأتي هذا بينما تعكف مؤسسة الرئاسة على تجديد وترميم مختلف قصور الرئاسة في القاهرة والإسكندرية تأهبا لاستقبال قاطنها الجديد، الرئيس السابع لمصر، المشير السيسي. ويأتي ذلك بالتزامن مع إجراءات تأمين مشددة لمقر المحكمة الدستورية على كورنيش النيل بجنوب القاهرة والذي سيدلي فيه الرئيس الجديد اليمين الدستورية، قبل أن يتوجه إلى قصر الحكم في شرق العاصمة.
ومن المتوقع أن يشارك عدد من زعماء العالم في حفل التنصيب. ووفقا للمصادر سوف يدلي المشير بالقسم الدستوري في مقر المحكمة الدستورية على كورنيش النيل في ضاحية المعادي، ثم يتوجه إلى قصر الاتحادية الرئاسي لاستقبال كبار المهنئين في حفل من المتوقع أن يشهده كبار رجال الدولة المصرية وضيوف مصر من عدة دول، وهو ما أثار تكهنات عن إمكانية حضور زعماء دول لها علاقات متوترة مع مصر، مثل قطر وتركيا بالإضافة إلى إيران التي لا توجد لها علاقات دبلوماسية كاملة مع القاهرة منذ أكثر من ثلاثين عاما.
وكشفت مصادر من مؤسسة الرئاسة لـ«الشرق الأوسط» أن الرئيس الجديد سيقوم بحلف اليمين الدستورية أمام الجمعية العمومية للمحكمة الدستورية صباح يوم الأحد المقبل، وفي المساء سيبدأ حفل تنصيبه رسميا. وقالت المصادر إن حفل تنصيب الرئيس الجديد سيعقد مساء الأحد في قصر الرئاسة بالقبة، ويجري تجهيز القصر والشوارع المحيطة به لاستقبال الضيوف والزوار الأجانب الذين سيحضرون حفل التنصيب، حيث وجهت دعوات لرؤساء وملوك وزعماء لحضور حفل تنصيب الرئيس المنتخب، على رأسهم قادة الدول الذين كان لهم موقف معلن ومؤيد من ثورة 30 يونيو (حزيران).
وعلى صعيد ذي صلة، قالت مصادر إيرانية في القاهرة أمس لـ«الشرق الأوسط» إن الرئاسة المصرية وجهت الدعوة للرئيس الإيراني للمشاركة في مراسم أداء اليمين الدستورية للرئيس السيسي، وهو ما أكدت عليه أيضا وكالة أنباء «فارس»، بقولها إن مصر وجهت الدعوة لروحاني للمشاركة بمراسم أداء اليمين الدستورية للسيسي. وأضافت الوكالة أن مدير مكتب رعاية المصالح المصرية في إيران، خالد سعيد عمارة، سلم دعوة رسمية من رئيس مصر الانتقالي عدلي منصور، للرئيس الإيراني حسن روحاني، للمشاركة بمراسم أداء اليمين الدستورية للرئيس المصري الجديد عبد الفتاح السيسي.
وقالت المصادر الإيرانية في القاهرة إن «الدعوة وجهت بالفعل لروحاني، لكن غير معروف من سيشارك من القادة الإيرانيين في مراسم تنصيب السيسي».
ومن جانبها، أضافت الوكالة الإيرانية أن مدير مكتب الرئاسة الإيرانية، محمد نهاونديان، تسلم الدعوة المصرية، بعد أن استقبل عمارة مساء يوم أول من أمس (الاثنين)، وأن نهاونديان أعرب عن أمله بأن تتجسد إرادة الشعب المصري بالعملية الديمقراطية في مصر، وأن تشهد مشاركة جميع التيارات الفكرية والشخصيات المؤثرة فيها، مشيرا إلى أهمية العلاقات التاريخية والثقافية بين الشعبين المصري والإيراني ومكانتهما في العالم الإسلامي، مشددا على ضرورة تواصل الشعبين الحضاريين.
وبينما لم يرد المتحدث باسم الرئاسة المصرية على هاتفه للتعليق على النبأ، نقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية الرسمية ما بثته وكالة «فارس»، إلا أنها نقلت عما سمته مصادر عليمة قولها إن دعوة إيران تأتي على أساس أنها تتولى رئاسة الدورة الحالية لحركة عدم الانحياز. وقالت وكالة الأنباء المصرية أيضا إن رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري تلقى دعوة لحضور حفل تنصيب السيسي، وأن السفير المصري في لبنان السفير أشرف حمدي، سلم بري أمس الدعوة الموجهة من الرئيس منصور، بينما بعث مفتي لبنان الشيخ محمد رشيد قباني، برقية تهنئة للمشير السيسي على فوزه بانتخابات الرئاسة.
وبينما تجري مثل هذه التكهنات عن المشاركين ومستوى تمثيل كل دولة، في وسائل الإعلام المحلية، استمرت أعمال التجديد والترميم التي شملت مختلف قصور الرئاسة، حيث بدأت بقصر الاتحادية مقر الحكم الرئيس بمصر، وقصر العروبة، ثم قصر القبة الذي يجري تجهيزه لاستضافة حفل تنصيب السيسي للرئاسة، ثم قصر عابدين العتيق، إلى جانب قصر المنتزه في الإسكندرية. وقبل أربعة أشهر بدأت أعمال ترميم قصر الاتحادية، حيث اتخذت مؤسسة الرئاسة إجراءات تأمين مختلفة، بإقامة أسوار خرسانية في محيط القصر وأغلقت معها جميع بوابات القصر باستثناء بوابتين، الأولى مخصصة لدخول زوار قصر الاتحادية والموظفين والإعلاميين، وهي تشهد إجراءات أمنية مشددة. أما الثانية فهي البوابة رقم خمسة الواقعة في شارع جانبي يصل بين قصر الرئاسة وفيلا السلام، مقر إقامة الرئيس المؤقت المستشار عدلي منصور، وهذه البوابة مخصصة لدخول الرئيس وضيوفه الكبار.
وتهتم مؤسسة الرئاسة بعودة الهيبة مرة أخرى لقصر الرئاسة وحظر السماح بانتهاكه أو الاعتداء عليه كما حدث في فترة حكم الرئيس السابق محمد مرسي، وذلك من خلال إجراءات أمنية مشددة في محيط القصر وحظر السماح لأي شخص بالوجود في محيطه. وأطلق على قصر الاتحادية هذا الاسم لأنه كان مقرا لما عرف باتحاد الجمهورية العربية المتحدة الذي ضم مصر وسوريا وليبيا في عهد الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر، ورفض الرئيس الراحل أنور السادات الإقامة فيه. ويحتوي القصر على 400 حجرة إضافة إلى 55 شقة.
وفي قصر القبة يسابق العاملون فيه الزمن من أجل الانتهاء من أعمال التجديد والترميم بالقصر في الأيام الأخيرة، حيث يجري إعداده لاستقبال حفل تنصيب الرئيس الجديد عبد الفتاح السيسي، حيث أعيد طلاء دهانات القصر من الداخل والخارج وترميمه من الداخل وإعادة تشجيره، مع وضع كاميرات مراقبة حديثه على أسوار القصر من الخارج.
وفي جولة قامت بها «الشرق الأوسط» في محيط قصر القبة، قامت الأجهزة الأمنية بوضع أسلاك شائكة في محيط القصر وسط وجود مكثف لرجال الجيش والشرطة، حيث قام العمال بإصلاح واجهات القصر ودهان وطلاء واجهاته وأسواره باللون الأبيض، بعدما طالته عبارات الإساءة للجيش والشرطة وللدولة في احتجاجات عناصر الإخوان بعد ثورة 30 يونيو (حزيران).
وكشف مصدر رئاسي أن المؤسسة قامت بتجديد أثاث القصر مع الاحتفاظ ببعض الأثاث القديم الأثري، بجانب ترميم بعض القطع الزجاجية والفخار داخل القصر وحديقته، مشيرا إلى أن حفل التنصيب سيجري تنظيمه داخل حديقة قصر القبة بحضور ملوك ورؤساء وقادة دول جرى توجيه الدعوات لهم. ويخضع قصر القبة لتأمين مباشر من وزارة الدفاع بحكم قربه من مقرّها في منطقة حدائق القبة، وقد نقل إليه الرئيس السابق محمد مرسي عقب اندلاع ثورة 30 يونيو، حفاظا على سلامته بعد أن حاصر المحتجون مقر الرئاسة في قصر الاتحادية.
مصر تدعو قادة دوليين لحضور تنصيب السيسي
مصر تدعو قادة دوليين لحضور تنصيب السيسي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة