ضغوط أوروبية على شولتز للبقاء ضمن حكومة ميركل

TT

ضغوط أوروبية على شولتز للبقاء ضمن حكومة ميركل

قال رئيس الحزب الاشتراكي الديمقراطي الألماني مارتن شولتز، أمس، إن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وغيره من القادة الأوروبيين يحضّونه على البقاء في حكومة المستشارة أنجيلا ميركل والدفع باتجاه إصلاح الاتحاد الأوروبي.
وتعهد شولتز، الرئيس السابق للبرلمان الأوروبي، بأنه سواء انضمّ حزبه اليساري الوسطي إلى تحالف مع محافظي ميركل أو أتاح لها إدارة حكومة أقلية، فإن «الأوضاع لن تبقى على حالها» في برلين. وقال إنه تلقى تشجيعا من «أحزاب شقيقة» أوروبية وعدد من القادة، بينهم ماكرون، على الانضمام إلى حكومة ميركل والمساهمة في الدفع من أجل إصلاحات أوروبية.
وصرح المسؤول في مؤتمر صحافي في برلين بأن «الاتصالات الهاتفية التي أجريتها حتى الآن... والرسائل الإلكترونية والنصية المتبادلة تجمع على ذلك»، وفق وكالة الصحافة الفرنسية. وكانت الرسالة الرئيسية بحسبه هي ضرورة اتّباع ألمانيا «سياسة تقدمية، وأكثر اجتماعية بشأن أوروبا». وقال شولتز: «إننا نأخذ رسالتهم بجدية كبيرة».
ومارس ماكرون ضغوطا من أجل إصلاحات جذرية تشمل وزيرا واحدا وميزانية مشتركة لمنطقة اليورو، في فكرة تلقاها محافظو ميركل بفتور خشية أن تكلف ألمانيا ثمنا باهظا. وخسر شولتز أمام ميركل في انتخابات 24 سبتمبر (أيلول) وتعهد في البدء بضم حزبه إلى المعارضة، لكنه برز مؤخرا بصورة الرجل الذي ربما يمسك بمصيرها السياسي.
وبعد انهيار استشارات ميركل الأولية لتشكيل تحالف مع حزبين أصغر، يبدو أن حزبها المحافظ يأمل في استمرارية «الائتلاف الكبير» السابق مع الحزب الاشتراكي الديمقراطي في السنوات الأربع المقبلة. وطلب شولتز من حزبه دعمه في نقاشات مفتوحة لبحث ما إذا كان ينبغي تجديد تعاون الحزبين، وبأي شروط لتفادي انتخابات جديدة.
وأفادت صحيفة «فرانكفورتر ألغيماينه تسايتونغ» الأحد، بأن ماكرون ورئيس الوزراء اليوناني ألكسيس تسيبراس شجعا شولتز على تمديد التحالف الحكومي الذي يتولى تصريف الأعمال حاليا أربع سنوات أخرى، وتحويل سياسة برلين نحو أوروبا. وقال شولتز إن الأحزاب اليسارية الأوروبية وحكومة ماكرون «لديها مصلحة كبرى في رؤية نهاية عرقلة الإصلاحات الضرورية لمنطقة اليورو البارزة، خصوصا في وزارة المالية».



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».