تفاؤل بعودة الحياة السياسية في لبنان إلى طبيعتها بدءاً من الأسبوع المقبل

رئيس مجلس النواب أبدى ارتياحه لـ«مسار الوضع منذ بدء الأزمة»

قائد الجيش العماد جوزيف قهوجي يقدم البزة العسكرية الجديدة هدية إلى الرئيس سعد الحريري (دالاتي ونهرا)
قائد الجيش العماد جوزيف قهوجي يقدم البزة العسكرية الجديدة هدية إلى الرئيس سعد الحريري (دالاتي ونهرا)
TT

تفاؤل بعودة الحياة السياسية في لبنان إلى طبيعتها بدءاً من الأسبوع المقبل

قائد الجيش العماد جوزيف قهوجي يقدم البزة العسكرية الجديدة هدية إلى الرئيس سعد الحريري (دالاتي ونهرا)
قائد الجيش العماد جوزيف قهوجي يقدم البزة العسكرية الجديدة هدية إلى الرئيس سعد الحريري (دالاتي ونهرا)

ارتفع منسوب التفاؤل بعودة الحياة السياسية إلى طبيعتها في لبنان وتحديداً إلى ما قبل إعلان رئيس الحكومة سعد الحريري استقالته، ومن ثم قرار تريُّثِه، وذلك انطلاقاً من الدعوة إلى جلسة للحكومة، الأسبوع المقبل، حيث من المتوقّع إجراء تعديلات طفيفة على البيان الوزاري مرتبطة ببند «سياسة النأي بالنفس» يرى بعض النواب أنها لا تحتاج للعودة لمجلس النواب.
وقد أبدى، يوم أمس، رئيس مجلس النواب نبيه بري، ارتياحه لـ«مسار الوضع منذ بدء الأزمة الأخيرة»، ونقل عنه النواب في لقاء الأربعاء، قوله إن «الإجماع اللبناني الذي تجلى بأفضل حالاته في مواجهة هذه الأزمة شكل ارتكازاً للإجماع الدولي على دعم لبنان واستقراره». وجدد التأكيد على أن «الانتخابات النيابية ستجري في موعدها»، مشيرا إلى أن «مشاركة الاغتراب اللبناني في هذه الانتخابات خطوة مهمة تندرج في إطار ما أكدنا عليه دائماً بأن المغتربين هم جزء عزيز لا يتجزأ من الوطن».
وتطرق الرئيس بري إلى عمل المجلس النيابي، مشيراً إلى أهمية القوانين المدرجة على جدول أعمال جلسة اللجان المشتركة المقبلة، وقال: «عندما تتوافر مشاريع واقتراحات القوانين المنجزة فسأدعو إلى جلسة تشريعية عامة».
بدوره، أكد النائب في كتلة التنمية والتحرير علي بزي الذي كان حاضرا اللقاء، أن «أجواء الرئيس نبيه بري إيجابية، وهو متفائل وهناك إصرار على المحافظة على أجواء الوحدة الاستقرار التي تجلت أخيراً، وهناك إمكانية لاجتماع مجلس الوزراء بعد عودة رئيس الجمهورية من السفر».
وأشار إلى أن الأمور تتجه نحو الخواتيم المرجوة والجديد في كل ما يحصل هو شعار النأي بالنفس الذي يجب أن يكون متبادلاً من الداخل والخارج.
كذلك، نقل النائب في الكتلة نفسها، أنور الخليل «الأجواء الإيجابية عن بري»، لافتاً إلى أن هناك إجماعاً بين الرئاسات الثلاث على أن تكون الأشهر الخمسة الفاصلة عن موعد الانتخابات، مستقرة وآمنة».
ولفت في حديث إلى «وكالة الأنباء المركزية» إلى أنه وبالنسبة إلى الكلام عن تعديلات وزارية «الأمر غير وارد، فالتعديل يتطلب ثقة من مجلس النواب، والوقت لا يسمح بذلك»، مشيراً إلى أن «تضمين البيان الوزاري عبارة النأي بالنفس سيكون من خلال تنقيحات طفيفة جدا وليس تعديلاً يتطلب عودة إلى مجلس النواب»، مضيفاً أن «النأي بالنفس موجود أصلاً في البيان الوزاري، ولكن قد يحتاج إلى تعديل بعض الكلمات».
التفاؤل نفسه عبّر عنه أيضاً، كل من النائبين في كتلة المستقبل خالد زهرمان ومحمد الحجار. وقال زهرمان في حديث إذاعي: «الأجواء إيجابية ومتجهة إلى الحلحلة. الكرة الآن في ملعب الفريق الذي يُسهِم في زعزعة أمن بعض الدول (حزب الله)، وإلى أي مدى هو مستعد للتنازل في سبيل الاستقرار الداخلي». وأكد أن «تحييد لبنان عن الحرائق المشتعلة من حولنا يجب أن يكون من الجميع وألا يقتصر على فريق محدد».
من جهته، توقّف الحجار عند البيان الصادر عن القصر الجمهوري بعد المشاورات التي أجراها الرئيس ميشال عون، مشيراً إلى أنه «تمّ التوافق على نقاط أساسية ستعرض لاحقاً على المؤسسات الدستورية بعد استكمال المشاورات بشأنها إثر عودة عون من إيطالياً»، مضيفاً: «هذا يدلّ على أن الصيغ لم تتبلور بشكل كامل بعد».
وفي حديث إلى وكالة «أخبار اليوم»، لفت الحجار إلى أن «عملية بلورة هذه الصيغ، قطعت شوطاً، لكن لا يزال هناك بعض النقاط التي يتم البحث فيها من أجل التوصل إلى تفاهم يهدف إلى التوصل لصيغة عملية لمعنى «النأي بالنفس»، مشدداً على أن «الجميع يستشعر أهمية هذه النقاط وفي الوقت نفسه يستشعر خطورة المرحلة الراهنة».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.