كتبت جين توينغ، أستاذة علم النفس في جامعة سان دييغو ستيت (ولاية كاليفورنيا)، ومؤلفة كتاب «أي جينيريشن» (جيل التليفونات الموبايل): تقول: «كثير من أساتذة علم النفس وعلم الاجتماع، الذين يدرسون تأثير تكنولوجيا الاتصالات الشخصية على حياتنا، يقولون إنها جعلت حياتنا اجتماعية أكثر، وإنسانية أكثر. لكن، تقول الإحصائيات إن هذه التكنولوجيا زادت نسبة القلق والإحباط، وبخاصة وسط المراهقين والمراهقات».
وأشارت توينغ إلى إحصائيات جديدة أصدرتها وزارة الصحة والخدمات الاجتماعية الأميركية، بعد أن راقبت قرابة 20 ألف مراهق ومراهقة، بين عام 2010 وعام 2016. وتشير هذه الإحصاءات إلى أن عدد الذين يعانون من الإحباط زاد بنسبة 60 في المائة، زاد عدد الذين أصابهم إحباط، لأول مرة، من 8 إلى 13 في المائة، وزاد عدد المراهقات اللائي انتحرن إلى رقم قياسي منذ 40 عاما.
وعلقت توينغ على هذه الإحصاءات بقولها: إن «هذه زيادات كبيرة، ربما لم يحدث مثلها في تاريخنا». وأشارت إلى دراسة أجرتها هي وسط مراهقين ومراهقات منذ عام 2010، أثبتت زيادة نسبة الأمراض النفسية والعقلية بالتطابق مع قضاء الوقت في مشاهدة وسماع أجهزة، إلكترونية، بالمقارنة مع نشطات أخرى مختلفة. وذكرت أن المراهقين والمراهقات الذين يقضون 3 ساعات، أو أكثر، مع كومبيوترات وتليفونات يتعرضون لرغبات في الانتحار بنسبة 34 في المائة أكثر من غيرهم. ووصفت هذه «الرغبات» بأنها مزيج من إحباط، وسأم، ويأس. وهي ترى أن هناك نوعين من التواصل الاجتماعي: وجهاً لوجه، أو عن طريق أجهزة. ويزيد الإحباط مع زيادة التواصل عبر الأجهزة.
لكنها – توينغ - كررت قولها إنها لا تقول إن هناك «صلة مباشرة» بين الاثنين، وذلك بسبب لوجود عوامل أخرى، عائلية، واقتصادية، واجتماعية. غير أنه في كل الحالات، يوجد اتفاق على شيئين:
أولاً: صارت ثورة التكنولوجيا تؤثر على صحتنا، وبخاصة صحة المراهقين والمراهقات.
ثانياً: صار الحل الذي يجب أن يناقشه الناس هو: كيف نقلل هذا؟....
«لماذا يكون المراهقون والمراهقات، وهم أكثر جيل يستعمل التكنولوجيا الشخصية، أقل سعادة، واقل صبراً، وغير مستعدين لدخول الحياة الواقعية؟»...
من هم أفراد هذا الجيل، الذين ولدوا في نهاية تسعينات القرن العشرين، ومع بداية القرن الحادي والعشرين؟ إنهم «أول جيل تدور مراهقته حول التليفون الذكي، والتواصل الاجتماعي. أول جيل يتحدث أكثر تكنولوجياً، ويتحدث أقل وجهاً لوجه، وأول جيل يعاني من مزيج من قلق، وإحباط وعزلة». ليس هذا أول كتاب تكتبه توينغ عن هذا الموضوع؛ فقبل 15 عاماً، كتبت كتاب «جيلي أنا». وقالت فيه، تقريباً، نفس ما قالته عن «أي جيل». وذكرت فيه أن أفراد جيلها «أكثر ثقة، وأكثر إيجابية، وفي الوقت نفسه، أكثر شقاء». هل توجد علاقة بين «جيلي أنا» و«أي جيل؟»... ترى المؤلفة أن الفرق هو أن «أي جيل» ولد وتربى ولا يعرف أي شيء غير الإنترنت (ولد في منتصف تسعينات القرن الماضي). لكن «جيلي أنا» ولد قبل الإنترنت (في منتصف الثمانيات). وصار كثير من أعضاء هذا الجيل كباراً، وتزوجوا، وصاروا آباء وأمهات.
جيل الموبايلات... إحباط وقلق وارتفاع حالات الانتحار
جيل الموبايلات... إحباط وقلق وارتفاع حالات الانتحار
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة