«الرواشين» عنوان تصاميم المباني الجديدة في مكة المكرمة

اهتمام بوجود المفردات العمرانية الحجازية وقلق من انتشار العمائر الزجاجية

الثقافة العمرانية المكية تعطي مفاهيم جمالية متفردة
الثقافة العمرانية المكية تعطي مفاهيم جمالية متفردة
TT

«الرواشين» عنوان تصاميم المباني الجديدة في مكة المكرمة

الثقافة العمرانية المكية تعطي مفاهيم جمالية متفردة
الثقافة العمرانية المكية تعطي مفاهيم جمالية متفردة

تسعى أمانة العاصمة المقدسة إلى الحد من الواجهات الزجاجية للأبراج والعمار السكنية في مكة المكرمة، تمهيداً لتطعيم واجهات هذه العمائر بالرواشين المكية بعد أن لاحظت تضاؤل وجودها، بالإضافة لوجود بعض المباني غير المنسجمة الألوان والتي أحدثت ما يعتقد أنه تشوه بصري.
وقال المهندس فايز كنسارة، مدير عام التخطيط العمراني في أمانة العاصمة المقدسة، إنه يجب الحفاظ على الهوية المكية لأنها تعطي مفاهيم جمالية ومتفردة وتثري التراث العمراني المكي، وهذه الثقافة يحب تأصيلها في العمائر والأبراج السكنية.
وأضاف أن مشروع بوابة مكة والمزمع الانتهاء منها بعد عامين سيحظى بتصاميم عمرانية مكية على غرار ما كان في السابق مثل أحياء الشبيكة والمدعى والقلق، وسيتمكن الزوار من مشاهدة الطابع المكي القديم.
وأفاد بأن هناك كثيرا من اللمسات والمفردات الحجازية العمرانية في المشاريع التطويرية مثل جبل عمر ومشاريع أخرى تجسد أنه مع التطوير يتم تطعيم الأبراج السكنية والفنادق بالرواشين، وهناك مجموعة من المعماريين الذين يدعون لمزج الطابع المكي بهذا الفن الأصيل.
وأشار مدير عام التخطيط العمراني إلى أن الهوية الحجازية العمرانية تضاءلت بسبب صعوبة إلزام ملاك العمائر السكنية الخاصة بإيجاد الثقافة العمرانية المكية في عمائرهم الخاصة.
وأفاد كنسارة بأن أمانة العاصمة المقدسة تسعى لإيجاد اتفاق مع المطورين للتقليل من العمائر الزجاجية المنتشرة، خاصة في المنطقة المركزية حين إصدار التصاريح، مؤكدا أن الأمانة تكرس أهمية الثقافة المكية وتقديمها لملايين الحجاج والمعتمرين الذين يفدون كل عام لمكة المكرمة.
وأشار مدير إدارة التخطيط العمراني إلى أن الأمانة حاولت وبالتنسيق مع وزارة الشؤون البلدية والقروية إصدار قرار يمنع التشوه البصري، حيث لاحظت الأمانة وجود عمائر وأبراج غير منسجمة في ألوانها مع بعضها البعض، وهو ما يخلق تشوهاً بصرياً في كثير من أحياء العاصمة المقدسة.
وأفاد بأنه يجب أن تتضافر جهود ثلاثية بين المالك والمطور والمصمم وهذه الجهود المشتركة تستطيع إبراز هذا التراث وبلورته في قالب عمراني يحاكي تاريخ مكة القديم.
بدوره قال المهندس العمراني مختار الشيباني، إن التحديات كبيرة في إعادة الثقافة العمرانية القديمة والتي استبدلت بالواجهات الزجاجية، وهذا النمط من العمران يجب أن يعاد إحياؤه بأشكال عصرية متجددة.
وأبان الشيباني أن أهم ما يميز مكة المكرمة بأنها تزخر بالثقافة الحجازية وتلهم كثيرا من الزائرين والحجاج والمعتمرين الذين يتساءلون عن الطابع العمراني المكي، وهذا الأمر نستطيع إيجاده من خلال بناء مكة القديمة في مساحة جغرافية واسعة، على غرار ما حصل في سوق عكاظ وجدة القديمة في سوق البلد.
وأوضح الشيباني أن إنشاء مكة القديمة من شأنه أن يقدم ثقافة عمرانية خالصة، بحيث تكون تحت إشراف هندسي لمصممين متخصصين وقادرين على الحفاظ على هذا النسيج العمراني المتفرد.
وأفاد المهندس العمراني بأن التحولات العصرية في عالم الديكور والبناء خلقت مفهوما عصريا لقي رواجا كبيرا من الملاك، وهذا الزخم الحديث وسع الفجوة بين الثقافة الأصيلة والتحولات الواسعة في عالم الديكور والبناء.


مقالات ذات صلة

إطلاق برج ترمب جدة... علامة فارقة في سوق العقارات الفاخرة بالسعودية

الاقتصاد يقع البرج في منطقة استثنائية على كورنيش جدة (شركة دار جلوبال على «تويتر»)

إطلاق برج ترمب جدة... علامة فارقة في سوق العقارات الفاخرة بالسعودية

في حدث استثنائي شهدته مدينة جدة، جرى تدشين مشروع برج ترمب، بحضور إريك ترمب، نائب رئيس منظمة ترمب.

أسماء الغابري (جدة)
عالم الاعمال خالد الحديثي الرئيس التنفيذي لشركة «وصف» ورامي طبارة الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي المشارك في «ستيك» ومنار محمصاني الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي المشارك في المنصة ويزيد الضويان المدير التنفيذي للعمليات بـ«الراجحي السابعة» وهنوف بنت سعيد المدير العام للمنصة بالسعودية

«ستيك» منصة تتيح للأفراد من مختلف أنحاء العالم الاستثمار في العقارات السعودية

أعلنت «ستيك» للاستثمار العقاري في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إطلاقها منصتها الرسمية بالسعودية

الاقتصاد «دار غلوبال» أعلنت إطلاق مشروعين في العاصمة السعودية الرياض بالشراكة مع منظمة ترمب (الشرق الأوسط)

«دار غلوبال» العقارية و«منظمة ترمب» تطلقان مشروعين جديدين في الرياض

أعلنت شركة «دار غلوبال» إطلاق مشروعين في العاصمة السعودية الرياض، بالشراكة مع «منظمة ترمب».

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد منازل سكنية في جنوب لندن (رويترز)

أسعار المنازل البريطانية تشهد ارتفاعاً كبيراً في نوفمبر

شهدت أسعار المنازل في المملكة المتحدة ارتفاعاً كبيراً في نوفمبر (تشرين الثاني)، متجاوزة التوقعات؛ مما يعزّز من مؤشرات انتعاش سوق العقارات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
خاص تصدرت «سينومي سنترز» أعلى شركات القطاع ربحيةً المدرجة في «تداول» خلال الربع الثالث (أ.ب)

خاص ما أسباب تراجع أرباح الشركات العقارية في السعودية بالربع الثالث؟

أرجع خبراء ومختصون عقاريون تراجع أرباح الشركات العقارية المُدرجة في السوق المالية السعودية، خلال الربع الثالث من العام الحالي، إلى تركيز شركات القطاع على النمو.

محمد المطيري (الرياض)

تأثيرات «كورونا» تظهر على العقارات المصرية

سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس
سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس
TT

تأثيرات «كورونا» تظهر على العقارات المصرية

سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس
سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس

بعد الانتشار المتزايد لفيروس «كورونا المستجد» في معظم أنحاء العالم، يحذّر خبراء الاقتصاد من التداعيات السلبية التي يشهدها الاقتصاد العالمي خصوصاً بعد الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الدول ومن بينها إغلاق الحدود وتعليق الرحلات الجوية والبحرية، وهو ما امتد بدوره إلى قطاع العقارات في مصر، حيث تشهد السوق العقارية في البلاد حالياً تراجعاً في نسب المبيعات، بالإضافة إلى إلغاء فعاليات ومؤتمرات تسويقية عقارية.
ويؤكد مستثمرون عقاريون مصريون من بينهم المهندس ممدوح بدر الدين، رئيس مجلس إدارة شعبة الاستثمار العقاري بالاتحاد العام للغرف التجارية، أن «القطاعات الاقتصادية تشهد تباطؤاً وجموداً حاداً في الآونة الأخيرة، وهذا سيكون له تبعاته على سوق العقار»، ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «أتوقع أن تخرج مصر من الأزمة سريعاً، وبأقل الخسائر نتيجة للإجراءات الاحترازية التي اتخذتها أخيراً للحد من انتشار المرض».
وشهدت سوق مبيعات العقارات في مصر «تراجعاً نسبياً منذ بداية أزمة كورونا»، وفق الخبير والمسوق العقاري محمود سامي، الذي قدّر «نسبة التراجع في مستويات البيع والشراء، بنسبة تتراوح من 20 إلى 30%، في بداية الأزمة، لتصل إلى 50% مع نهاية الأسبوع الماضي، مع اتخاذ مصر وعدد من الدول العربية إجراءات احترازية جريئة للحد من انتشار المرض».
ورغم أن مؤشرات الطلب على شراء العقارات التي تقاس وفق حجم الطلب على المواقع الإلكترونية المخصصة لبيع وشراء العقارات، لم تعكس هذا التراجع في شهر فبراير (شباط) الماضي، وفقاً لمؤشر موقع «عقار ماب» المتخصص في السوق العقارية، بعدما سجل ثبات مستوى الطلب على العقارات في شهري يناير (كانون الثاني) وفبراير الماضيين، لكن المؤشر أوضح أنه «كان هناك تزايد في الطلب في النصف الأول من شهر فبراير، إلا أن هذا التزايد تراجع في الأسبوعين الأخيرين ليستقر المؤشر عند نفس معدل الشهر السابق»، ولا توجد إحصائيات واضحة عن شهر مارس (آذار) الجاري، والذي تفاقمت فيه أزمة «كورونا».
وعكس ما يؤكده المسوق العقاري محمود سامي، من وجود تراجع في نسب مبيعات العقارات في مصر، يقول الدكتور ماجد عبد العظيم، أستاذ الاقتصاد والخبير العقاري، أن «السوق العقارية في مصر لم تتأثر حتى الآن بأزمة (كورونا)»، وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «لا يوجد ارتباط بين فيروس (كورونا) والعقارات، فمن يريد شراء شقة سيفعل ذلك»، مشيراً إلى أن «السوق العقارية المصرية تعاني من حالة ركود بدأت منذ نحو أربعة أشهر، وتظهر ملامحها في العروض التسويقية التي تقدمها شركات العقارات، ومن بينها زيادة عمولة المسوقين العقاريين، والإعلان عن تسهيلات في السداد تصل إلى عشر سنوات من دون مقدم، والدفعة الأولى بعد التسلم»، لافتاً إلى أن «حالة الركود هذه سببها الرئيسي زيادة المعروض، وارتفاع الأسعار بشكل مبالغ فيه».
ورغم أن العاملين في التسويق العقاري لا ينكرون وجود حالة ركود في السوق، فإنهم يرون أن المسألة تزايدت مع الخوف من انتشار «كورونا»، حتى حدث «انكماش في السوق العقارية»، على حد تعبير سامي الذي أوضح أن «شركات التسويق العقاري تأقلمت مع حالة الركود، ونفّذت عمليات إعادة هيكلة وتقليص لعدد الموظفين والمقرات»، مضيفاً: «ما نشهده الآن مختلف، فهناك حالة شلل لم نشهدها من قبل إلا مع ثورتي 30 يونيو (حزيران) 2013، و25 يناير 2011. وإن كان ما نشهده حالياً أكثر حدة، فهناك إلغاء لحجوزات ومواعيد معاينات للوحدات العقارية، وتأجيل لقرارات الشراء بشكل عام حتى انتهاء الأزمة واتضاح الرؤية».
ولا يقتصر تأثير انتشار «كورونا» على حركة البيع والشراء في قطاع العقارات، بل من المتوقع أن «ينعكس التأثير على اقتصاد الشركات العقارية واستثماراتها» حسب بدر الدين، الذي أشار إلى أن «قطاع النفط تأثر بصورة كبيرة خصوصاً بعد إصرار منظمة (أوبك) على عدم تقليل إنتاجها، ليهبط سعر البرميل إلى أقل من 30 دولاراً، ما سبب خسائر للمستثمرين والصناديق العالمية، وترتبت على ذلك انخفاضات في أسعار مواد البناء وبالتالي فإن أي مستثمر لديه مخزون من هذه السلع، سيحقق خسائر بلا شك».
وتماشياً مع قرارات الحكومة المصرية إلغاء التجمعات، تم تأجيل مؤتمر ومعرض «سيتي سكيب مصر للتسويق العقاري»، الذي يعده الخبراء أحد أكبر معارض التسويق العقاري في مصر، والذي كان من المقرر عقده في منتصف الشهر الجاري، لتكتفي الشركات العقارية بالعروض التسويقية التي تقدمها وتعلن عنها إلكترونياً أو تلفزيونياً.
والتأجيل يحمي شركات العقارات من خسائر متوقعة، نظراً لصعوبة حضور العملاء، مما سيؤثر بشكل سلبي على صورة القطاع العقاري، حسب بدر الدين.
ويخشى العاملون في السوق العقارية من استمرار الأزمة فترة طويلة، وهو ما سيؤدي إلى خسائر كبيرة في القطاع، قد تضطر الشركات إلى عمليات إعادة هيكلة وتخفيض عمالة -على حد تعبير سامي- الذي قال إن «الشركات تأقلمت مع انخفاض المبيعات خلال الشهور الماضية، لكن لو استمر الوضع الحالي لمدة شهر، فالمسألة ستكون صعبة وقد تؤدي إلى إغلاق شركات وتسريح موظفين، حيث ستحتاج كل شركة إلى تخفيض نفقاتها بنسبة 40% على الأقل».
ورغم تأكيدات عبد العظيم أنه لا يوجد تأثير لأزمة «كورونا» على السوق العقارية حتى الآن، فإنه يقول: «إذا تفاقمت أزمة (كورونا) فستكون لها تأثيرات على جوانب الحياة كافة، ومنها العقارات»، وهو ما يؤكده بدر الدين بقوله إن «العالم كله سيشهد تراجعاً في معدلات النمو الاقتصادي».