«جذور» لجنان بزّي... معرض رسم يجسد علاقة مفقودة

جنان بزي مع السفير الفرنسي في لبنان - من لوحات جذور للفنانة التشكيلية جنان بزي
جنان بزي مع السفير الفرنسي في لبنان - من لوحات جذور للفنانة التشكيلية جنان بزي
TT

«جذور» لجنان بزّي... معرض رسم يجسد علاقة مفقودة

جنان بزي مع السفير الفرنسي في لبنان - من لوحات جذور للفنانة التشكيلية جنان بزي
جنان بزي مع السفير الفرنسي في لبنان - من لوحات جذور للفنانة التشكيلية جنان بزي

«هي لوحات تمثل ذلك الخيط الذي يربطنا بهذه الأرض الفريدة من نوعها، والذي ولد لدينا مفهوم المشاركة» بهذه الكلمات وصف السفير الفرنسي في لبنان برونو فوشيه معرض «جذور» للرسامة جنان بزّي، بعد أن جال فيه لثلاث مرات متتالية، معبراً عن إعجابه به. ففي مجموعتها المعروضة حتى 31 من الشهر الحالي في غاليري «L’irregulier» في منطقة بدارو، المؤلفة من 50 لوحة، خاطبت جنان بزي الآخر من خلال مواضيع متنوعة استوحتها من جذور الأشجار، مستعيرة منها صوراً سوريالية تذكرنا بأهمية العودة إلى الجذور بعيداً عن السطحية التي يتخبط فيها كثيرون.
ومن أقدم شجرة زيتون في حديقتها، التي شهدت طفولتها وشبابها وسعادة أطفالها من بعدها، إذ «تمرجحوا» على أغصانها، بدأت رحلة جنان بزي مع «الجذور».
«هي شجرة عمرها قرن كامل عاشت في كياني، وامتزجت مع أفكاري الروحانية والفلسفية، لأولد معها من جديد، فشكلت منبعاً لمواضيع لوحاتي التي تتناول الجذور بكل أبعادها الإنسانية» تقول بزي التي تمارس مهنة تعليم الأطفال في مدرسة «ليسيه فرانسيه» في بيروت خلال حديثها لـ«الشرق الأوسط».
وبتقنية جديدة من نوعها، تماهت ما بين الإكليريك والزيت والسيراميك، ووضعتها في خانة فن «الريلييف» من خلال بودرة الرخام، قدمت جنان بزي لوحاتها بعد أن لملمت قطعاً من الطبيعة ووضعتها فيها. فكما جذور شجرتي القشطة والموز، كذلك لجأت إلى صفد البحر وثمر شجر البطم وصمغ الجذوع وغيرها، مستفيدة من أشكالها لإبراز طاقاتها الإبداعية. «هي تقنية ابتكرتها بنفسي لأجسد فيها أفكاري بفلسفة جديدة، وقد لعبت الطبيعة دوراً أساسياً فيها إذ انتقيتها من مسقط رأسي بنت جبيل وبلدة زوجي الغازية، ومن شواطئ صيدا والجية وغيرها. إن الطبيعة برأيي غنية بعناصر فنية كثيرة قد لا يكفينا عمراً بطوله لاكتشافها».
برزت تقنية بزي هذه في لوحات عديدة من معرضها كـ«خصوبة» و«أبحاث»، بحيث يلفتك في الأولى تناغم أشكال جذور صغيرة من شجر القشطة بملامح جسم الإنسان تستلقي على مساحة مضيئة، فيما روت، في لوحات أخرى استعملت فيها صفد البحر وصمغ الشجر بعد أن حدّثتها بمادة السيليكون، لتصبح حبات كريستالية تلمع من بعيد لناظرها، حكاية أجيال تفتقد جذوره وتتفاقم حالتها هذه كلما كانت فتية وطرية العود. «كلّ ما ترينه أمامك في هذه اللوحات هو مستخرج من الطبيعة والأرض بشكل عام، وقد استغرق مني تحضيراً تجاوز الثلاث سنوات ليحكي قصص آدم وحواء والحب والحنان والقوة والنفوذ والحلم» تشرح جنان بزي التي افتتح معرضها برعاية وزير الثقافة دكتور غطاس خوري.
وفي لوحات «حالة إنسانية» و«ولادة» و«علاقة» استوحت جنان بزي صوراً إنسانية تطلق العنان لحاجتها إلى جذورها، وقد أرفقتها بعبارات من الكتب السماوية نثرت على طول مساحتها لتفسر من خلالها رسائلها المبطنة. وفي «الطوفان» تطالعك جذور أشجار على شكل أيادي الإنسان تطلب المساعدة من عمق البحر «الإنسان في أيامنا يغرق في بحر هموم الحياة، وها هي تتضرع أياديه (تتمثل بحجم كفّ يد مبالغ فيه) إلى السماء كي تحظى بآذان صاغية علّها تنقذها». وقد أرفقت هذه اللوحات بعبارات مختلفة «كونوا عاقلين وشاكرين ومحسنين وعادلين وصابرين» لتذكيرنا بتاريخنا منذ طوفان نوح حتى اليوم.
جنان بزي التي حرك فيها وجودها بقرب الأطفال نواح إنسانية عديدة تؤكد أن هذه الكائنات الصغيرة تمثل سر البيوت وسر المستقبل الذي ينتظرنا، ولذلك علينا أن نتمثل بها، فنكون ودعاء متحررين من قيود المدنية وكأننا ولدنا للتو.
وفي لوحة «الحب» تطالعك هذه الكلمة على أجساد جذور استخدمتها الرسامة اللبنانية في تصاميم الغرافيك للتعبير عنها، فيبحث ناظرها في تفاصيلها الصغيرة، ويكتشفها لحظة بلحظة، وكأنه أمام لوحة ثلاثية الأبعاد.
«القبلة» و«الحلم» و«السقوط» و«بذار» و«رحيل» و«ضلع واحد» و«قيامة» وغيرها تشكل سلسلة مواضيع تطرقت إليها جنان بزي بعين فنانة مبدعة مترجمة علاقة آدم وحواء منذ بداية الخليقة حتى اليوم. وفي لوحتي «الآلام» و«التآكل» قست جنان بزي على ريشتها بعد أن مزقت أجزاء من لوحاتها، وأحرقتها، لتظهر مدى تأثرها بأثقال الحياة التي حفرت فيها، وتركت آثارها عليها. استخدمت بزي ألواناً مختلفة في لوحاتها وفقت فيها ما بين الأصفر والليلكي أحياناً، والأحمر والبرتقالي حيناً آخر، لتدل على مكنوناتها.
وفي «سيمانس» تقدم جنان لمعرضها المقبل من خلال هذه اللوحة المطلية بالأزرق والأخضر، وتوضح: «أزرق وأخضر» سيكون عنوان معرضي المقبل كوني أفتقد إلى وجود البحر والطبيعة في مكان إقامتي الجديد في بدارو.



اختتام «البحر الأحمر السينمائي» بحفل استثنائي

جوني ديب لفت الأنظار بحضوره في المهرجان (تصوير: بشير صالح)
جوني ديب لفت الأنظار بحضوره في المهرجان (تصوير: بشير صالح)
TT

اختتام «البحر الأحمر السينمائي» بحفل استثنائي

جوني ديب لفت الأنظار بحضوره في المهرجان (تصوير: بشير صالح)
جوني ديب لفت الأنظار بحضوره في المهرجان (تصوير: بشير صالح)

بحفل استثنائي في قلب جدة التاريخية ، اختم مهرجان «البحر الأحمر السينمائي الدولي» فعاليات دورته الرابعة، حيث أُعلن عن الفائزين بجوائز «اليُسر». وشهد الحفل تكريمَ نجمتين عالميتين تقديراً لمسيرتيهما، هما الأميركية فيولا ديفيس، والهندية بريانكا شوبرا.

واختتم المهرجان عروضه بفيلم «مودي... 3 أيام على حافة الجنون» الذي أخرجه النجم الأميركي جوني ديب، ويروي حكاية الرسام والنحات الإيطالي أميديو موديلياني، خلال خوضه 72 ساعة من الصراع في الحرب العالمية الأولى.

واختير فيلم «الذراري الحمر» للمخرج التونسي لطفي عاشور لجائزة «اليُسر الذهبية» كأفضل فيلم روائي، أما «اليُسر الفضية» لأفضل فيلم طويل، فنالها فيلم «إلى عالم مجهول» للفلسطيني مهدي فليفل، بالإضافة إلى جائزة خاصة من لجنة التحكيم نالها فيلم «البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو» لخالد منصور.