إستشارات

إستشارات
TT

إستشارات

إستشارات

العكبر وعلاج الأمراض
> هل للعكبر فوائد صحية علاجية؟
مها أ. - الرياض.

- هذا ملخص الأسئلة الواردة في رسالتك حول التدواي والعلاج بالعكبر. والعكبر هو مادة صمغية يُفرزها النحل ويضعها ضمن تراكيب قرص شمع العسل، ويُسمى بالإنجليزية «بروبوليس». والهدف من إنتاج النحل لهذه المادة هو هدف وقائي؛ لحماية قرص شمع العسل ضد الحشرات والميكروبات. وأصل العكبر هو مواد تفرزها الأشجار، ويُجمعها النحل ليضعها في القرص الشمعي لسد أي شقوق فيه، وضمن طلاء أسطح وجدران العيون السداسية في قرص شمع العسل.
وهناك المئات من الدراسات العلمية خلال العقود الماضية حول تأثيرات هذه المادة التي تحتوي على أكثر من 50 نوعاً من المركبات الكيميائية التي تناولتها البحوث العلمية تلك بالدراسة. هذا على الرغم من أن العكبر يحتوي على أكثر من 400 مادة كيميائية لم يتم دراستها وتقيمها علمياً، ولا نعلم تأثيراتها الصحية على وجه الدقة. كما أنواع العكبر تختلف من منطقة إلى أخرى في العالم باختلاف أنواع النحل والأشجار والظروف البيئية المحيطة بها.
وغالبية التأثيرات الصحية التي تمت دراستها هي القدرة على مقاومة الميكروبات، وخفض نمو الخلايا السرطانية، وقد سبق الحديث عنها ضمن عدد 3 ديسمبر (كانون الأول) 2010 من ملحق «صحتك»، بـ«الشرق الأوسط»، بشيء من التفصيل. ومن ذلك قول البروفسور أنات براداكار، مدير مركز علوم هندسة الصيدلة بجامعة برادفورد البريطانية، إن «العكبر مزيج كيميائي معقد، وهو مادة طبيعية مفيدة جداً. وقد أظهرت الدراسات السابقة قدراته على مقاومة الفطريات وبقية الميكروبات، وأنه مادة قوية مضادة للأكسدة، ومضادة للحساسية، ورافعة من قدرات عمل جهاز مناعة الجسم، وأنه أيضاً يزيد من سرعة التئام الجروح والقروح، وله تأثيرات موضعية مخدرة للألم».
ولكن لاحظي معي عدة أمور تتعلق باستخدام الإنسان المباشر للعكبر كعلاج ضد أي نوع من الأمراض: الأمر الأول هو أنه وفق تصنيف اللجان العلمية لـ«قاعدة البيانات الشاملة للطب الطبيعي»، التابعة لوزارة الصحة بالولايات المتحدة، يتم تصنيف فعالية أي نوع من وسائل العلاج الطبي الطبيعي، للأعشاب والمنتجات الحيوانية وغيرها، إلى 6 درجات، أعلاها «فعّال» وأدناها «غير فعّال»، وذلك حسب نتائج المراجعات العلمية لمجمل الدراسات والأبحاث المتوافرة حول تلك الوسيلة العلاجية. ومادة «العكبر»، كما تشير نشرات هذه المؤسسة الطبية الأميركية «من المحتمل أن تكون فعالة» في معالجة قروح مرض الهربس بالأعضاء التناسلية، وكذلك من المحتمل أن تكون فعالة في تسريع التئام التهابات الفم وتخفيف ألمها.
والأمر الثاني أنه لا تزال هناك مجالات كثيرة مطروحة علمياً لجدوى العكبر، مثل معالجة الالتهابات الميكروبية للجروح والحروق والقروح الجلدية وحساسية الجلد وصدفية الجلد واضطرابات الجهاز الهضمي والتهابات الأمعاء ومعالجة الأورام السرطانية، خصوصاً سرطان الحلق والأنف، ورفع مستوى مناعة الجسم، وغير ذلك، ولكنها لا تزال «محل البحث»، وليس من الحكمة استخدام أي وسيلة علاجية ما لم تكن معتمدة طبياً، ويتم تحضيرها بطريقة صحيحة، وتُسوق كدواء ثابت الفائدة.
والأمر الثالث أنه لا يُعرف ما هي الكمية الآمن استخدامها من العكبر كعلاج، ولذا قد يتسبب المرء لنفسه بالضرر حال استخدام أي مستحضرات محتوية على العكبر دون أن يكون ذلك تحت إشراف طبي مباشر.
والأمر الرابع أن إثبات الدراسات العلمية لفوائد شيء ما الصحية لا يعني تلقائياً استخدامه من قبل الإنسان كوسيلة علاجية دون استشارة الطبيب.

بقاء الطعام في البطن

> كم يبلغ الوقت الطبيعي بين تناول الطعام وإخراجه؟
ريما ق. - جدة.

- هذا ملخص الأسئلة الواردة في رسالتك حول بقاء الطعام في البطن، ومدة مروره عبر أجزاء الجهاز الهضمي، إلى إخراجه كفضلات مع البراز، وعلاقة ذلك بالإمساك. ولاحظي أن الهيئات العلمية المعنية بصحة الجهاز الهضمي، مثل الرابطة الأميركية للجهاز الهضمي، تقول إن تكرار إخراج البراز لدى الإنسان الطبيعي يتراوح بين فعل ذلك 3 مرات في اليوم وفعله مرة كل 3 أيام؛ وهي بهذا تُفرق بين حالات الإسهال وحالات الإمساك. وعليه، فإن إحدى علامات وجود الإمساك أن يكون إخراج البراز مرة في كل أكثر من 3 أيام. وهناك علامات أخرى للإمساك، مثل مواجهة صعوبات خلال إتمام عملية الإخراج، والاضطرار للضغط بشدة لإتمام ذلك، والشعور بالألم حال الإخراج. ويتم الإخراج الطبيعي بقدر بسيط أو متوسط من الجهد والضغط على البطن، وعادة يتم في فترة الصباح، وبعد الفراغ من تناول وجبات الطعام.
وتختلف المدة التي يقضيها الطعام في البطن للمرور عبر أجزاء الجهاز الهضمي، وهناك عدة عوامل تتسبب بذلك الاختلاف، ومن أهمها مكونات الطعام الذي يتناوله المرء. فالطعام الغني بالألياف الغذائية النباتية والغني بالماء يسهل مروره خلال أجزاء الجهاز الهضمي، ويسهل أيضاً إخراجه كبراز دون عناء شديد. والمدة الطبيعية من حين بلع الطعام إلى حين خروجه كفضلات تتراوح بين 14 و72 ساعة، وغالباً أقل من 48 ساعة.

التماسّ الكهربائي

• ما تأثيرات التماسّ الكهربائي؟
عبد الله أ. - الإمارات.
- هذا ملخص الأسئلة الواردة في رسالتك حول التأثيرات المحتملة لتعرض الإنسان لتيار كهربائي في المنزل. ولاحظ معي أن جسم الإنسان يُعد مُوصلاً جيداً للتيار الكهربائي، بمعنى أن الكهرباء يُمكنها بسهوله السريان في الجسم، وهو ما قد يتسبب بعدة أضرار صحية تتفاوت بين مجرد حروق جلدية وتلف في الأعصاب والعضلات والأنسجة الأخرى، حال مرور التيار الكهربائي فيها، وقد تصل الكهرباء إلى القلب وتتسبب باضطرابات مميتة في إيقاع نبض القلب.
وهذه الأضرار تعتمد على نوعية وشدة التيار الكهربائي الذي تماس بالجسم، وطول مدة التماس الكهربائي بين الجسم ومصدر التيار الكهربائي، وكيفية مجرى سريان الكهرباء في الجسم، ومستوى صحة الإنسان الذي تعرّض للتماس مع التيار الكهربائي. ولذا يتفاوت التلف في الجسم، مثل تغير مستوى الوعي، أو الإغماء، أو حروق الجلد أو كسور العظام أو الصداع أو اضطراب إيقاع نبض القلب أو نوبة الجلطة القلبية أو التخدير في الجلد أو اضطرابات في التنفس أو نوبات تشنجات الصرع وغيره.
ولاحظ معي أن التيار الكهربائي في شبكات كهرباء المنازل هو بفرق جهد كهربائي تتراوح شدته، أي إما 110 وإما 220 فولت، وهي نوعية تُعتبر منخفضة الجهد أو الضغط، من الناحية الطبية وتأثيرات التعرض للتماس بها. ذلك أنه من الناحية الطبية، يتم تقسيم التيارات الكهربائية إلى: نوعية منخفضة الضغط، أي أقل من 500 فولت، ونوعية عالية الضغط، أي أكثر من 500 فولت. وتعرّض الإنسان لمصدر كهربائي منخفض الضغط لا يتسبب غالباً بأضرار صحية خطرة مهددة لسلامة الحياة، إنما أضرار صحية متوسطة أو بسيطة، مثل الحروق الجلدية. أما التعرّض لتيار ذي شدة عالية، فيؤدي إلى أضرار صحية أعمق، وربما مهددة للحياة، مثل الحروق في الأعضاء الداخلية من الجسم، وتلف أجزاء من الجهاز العصبي والدماغ، واضطرابات كهرباء نبضات القلب، وشلل عملية التنفس.


مقالات ذات صلة

باحثون يابانيون يختبرون عقاراً رائداً يجعل الأسنان تنمو من جديد

صحتك أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)

باحثون يابانيون يختبرون عقاراً رائداً يجعل الأسنان تنمو من جديد

قد يتمكن الأشخاص الذين فقدوا أسناناً من الحصول على أخرى بشكل طبيعي، بحسب أطباء أسنان يابانيين يختبرون عقاراً رائداً.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
صحتك مرض ألزهايمر يؤدي ببطء إلى تآكل الذاكرة والمهارات الإدراكية (رويترز)

بينها الاكتئاب... 4 علامات تحذيرية تنذر بألزهايمر

يؤثر مرض ألزهايمر في المقام الأول على الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 65 عاماً، ولكن ليس من المبكر أبداً أن تكون على دراية بالعلامات التحذيرية لهذا الاضطراب.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك تناول وجبة إفطار متوازنة ودسمة يساعد على إدارة السعرات الحرارية اليومية (رويترز)

تخطي وجبة الإفطار في الخمسينات من العمر قد يسبب زيادة الوزن

أظهرت دراسة حديثة أن تخطي وجبة الإفطار في منتصف العمر قد يجعلك أكثر بدانةً، ويؤثر سلباً على صحتك، وفقاً لصحيفة «التليغراف».

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك 10 نقاط حول توقف «فياغرا» عن العمل

10 نقاط حول توقف «فياغرا» عن العمل

وصل إلى بريد «استشارات» استفسار من أحد المرضى هو: «عمري فوق الستين، ولدي مرض السكري وارتفاع ضغط الدم. وتناولت (فياغرا) للتغلب على مشكلة ضعف الانتصاب.

د. حسن محمد صندقجي (الرياض)
صحتك الأطفال المصابون بـ«كوفيد الطويل الأمد» يتعافون في غضون عامين

الأطفال المصابون بـ«كوفيد الطويل الأمد» يتعافون في غضون عامين

مع بداية فصل الشتاء وزيادة احتمالات الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي واستمرار الحديث عن الأعراض المزمنة لمرض «كوفيد - 19»....

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)

باحثون يابانيون يختبرون عقاراً رائداً يجعل الأسنان تنمو من جديد

أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)
أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)
TT

باحثون يابانيون يختبرون عقاراً رائداً يجعل الأسنان تنمو من جديد

أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)
أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)

قد يتمكن الأشخاص الذين فقدوا أسناناً من الحصول على أخرى بشكل طبيعي، بحسب أطباء أسنان يابانيين يختبرون عقاراً رائداً يأملون أن يشكل بديلاً لأطقم الأسنان أو عمليات الزرع.

على عكس الزواحف والأسماك التي عادة ما تكون قادرة على استبدال أنيابها، من المعروف على نطاق واسع أنّ البشر ومعظم الثدييات الأخرى لا ينمو في فمها سوى مجموعتين من الأسنان. لكن تحت اللثة ثمة براعم نائمة من مجموعة ثالثة، بحسب رئيس قسم جراحة الفم في المركز الطبي التابع لكلية البحوث الطبية في أوساكا، كاتسو تاكاهاشي.

في أكتوبر (تشرين الأول)، أطلق فريقه تجارب سريرية في هذا المستشفى، موفراً لأشخاص بالغين دواء تجريبياً يقول الفريق الطبي إنّه قادر على تحفيز نمو هذه الأسنان المخفية. ويقول تاكاهاشي لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إنها تقنية «جديدة تماماً» في العالم.

وغالباً ما يُنظر إلى العلاجات المستخدمة للأسنان المفقودة بسبب التسوس أو الالتهابات على أنها مكلفة وتتطلب تدخلاً جراحياً. ويؤكد تاكاهاشي، قائد المشروع، أن «استعادة الأسنان الطبيعية لها بالتأكيد حسناتها».

وتشير الاختبارات التي أُجريت على فئران وقوارض إلى أن وقف عمل بروتين «أوساغ-1» (USAG-1) يمكن أن يوقظ المجموعة الثالثة من الأسنان، وقد نشر الباحثون صوراً مخبرية لأسنان حيوانات نمت من جديد.

وفي دراسة نُشرت العام الماضي، قال الفريق إن «العلاج لدى الفئران فعّال في تجديد الأسنان، ويمكن أن يشكل اختراقاً على صعيد علاج تشوهات الأسنان لدى البشر».

«ليست سوى البداية»

في المرحلة الراهنة، يعطي أطباء الأسنان الأولوية للاحتياجات «الماسة» للمرضى الذين خسروا ستاً من الأسنان الدائمة أو أكثر منذ الولادة.

ويشير تاكاهاشي إلى أنّ الجانب الوراثي يؤثر على نحو 0.1 في المائة من الأشخاص الذين قد يواجهون صعوبة كبيرة في المضغ، وفي اليابان غالباً ما يمضون معظم مراهقتهم وهم يضعون كمامة لإخفاء الفجوات الواسعة في أفواههم. ويضيف أنّ «هذا الدواء قد يكون نقطة تحوّل لهم»؛ لذلك يستهدف الدواء الأطفال في المقام الأول، ويريد الباحثون إتاحته قبل عام 2030.

ولا يعرف أنغراي كانغ، وهو أستاذ في طب الأسنان لدى جامعة كوين ماري في لندن، سوى فريق واحد آخر يسعى إلى تحقيق الهدف المماثل باستخدام الأجسام المضادة لجعل الأسنان تنمو من جديد أو لإصلاحها.

وفي حديث إلى «وكالة الصحافة الفرنسية»، يقول الخبير في تكنولوجيا المناعة وغير المنخرط في البحث الياباني، إنّ «مجموعة تاكاهاشي تقود المسار».

ويعتبر كانغ أنّ عمل تاكاهاشي «مثير للاهتمام ويستحق المتابعة»؛ لأنّ دواء للأجسام المضادة يستهدف بروتيناً مطابقاً تقريباً لـ«USAG-1» يُستخدم أصلاً لعلاج هشاشة العظام.

ويضيف: «السباق لتجديد أسنان الإنسان ليس قصيراً، لكنه مجموعة من سباقات الماراثون المتتالية، على سبيل التشبيه». ويتابع: «إنها ليست سوى البداية».

ويرى الأستاذ في علاج جذور الأسنان في جامعة هونغ كونغ، تشينفي تشانغ، أنّ طريقة تاكاهاشي «مبتكرة وتحمل إمكانات».

ويقول لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إن «التأكيد على أن البشر يمتلكون براعم أسنان مخفية قادرة على إنتاج مجموعة ثالثة من الأسنان، هو مسألة ثورية ومثيرة للجدل».

ويشير إلى أنّ «النتائج التي لوحظت لدى الحيوانات لا يمكن دائماً ترجمتها بشكل مباشر إلى البشر». ويقول تشانغ إن نتائج التجارب على الحيوانات تثير «تساؤلات بشأن ما إذا كانت الأسنان الجديدة قادرة وظيفياً وجمالياً على أن تحل محل الأسنان المفقودة».

«في قمة السعادة»

يشير تاكاهاشي إلى أنّ موقع السنّ الجديدة في الفم يمكن التحكم به إن لم يكن تحديده، من خلال موقع حقن الدواء.

وفي حال نمت الأسنان في المكان الخطأ فيمكن نقلها عن طريق تقويم الأسنان أو الزرع، على حد قوله.

ولم يشارك أي مريض صغير يعاني من مشكلة خلقية في الأسنان في التجربة السريرية الأولى؛ إذ إن الهدف الرئيس هو اختبار سلامة الدواء لا فاعليته؛ لذا فإن المشاركين في المرحلة الحالية هم بالغون صحتهم جيدة خسروا سناً واحدة على الأقل.

ومع أنّ تجديد الأسنان ليس الهدف الصريح للتجربة هذه المرة، فإن هناك فرصة ضئيلة لحدوث ذلك للمشاركين، بحسب تاكاهاشي.

وإذا نمت أسنانهم، فسيكون الباحثون قد أكدوا أن الدواء فعّال لمَن يعانون من خسارة أسنان، وهو ما سيشكل نجاحاً طبياً. ويقول تاكاهاشي: «سأكون في قمة السعادة في حال حدث ذلك».

وقد تلقى هذه الأنباء ترحيباً خاصاً في اليابان التي تضم ثاني أعلى معدّل من السكان في العالم. وتظهر بيانات وزارة الصحة أن أكثر من 90 في المائة من الأشخاص الذين تتخطى أعمارهم 75 عاماً خسروا سنّاً واحدة على الأقل.

ويقول تاكاهاشي: «ثمة توقّعات عالية بأن تكون تقنيتنا قادرة بشكل مباشر على إطالة متوسط العمر الصحي المتوقع».