مشروع قانون إسرائيلي يضم تكتلات استيطانية واسعة بين الخليل والقدس

بموجبه يجري ضم 150 ألف يهودي إلى القدس وإخراج 100 ألف عربي

TT

مشروع قانون إسرائيلي يضم تكتلات استيطانية واسعة بين الخليل والقدس

دعا سكرتير الحكومة الإسرائيلية، أمس، أعضاء اللجنة الوزارية لشؤون التشريع، بأن مشروع قانون جديدا يطلق عليه اسم «القدس الكبرى»، ويشمل ضم مستوطنات خارج الخط الأخضر ومحاذية للقدس، سوف يعرض يوم الأحد المقبل على اللجنة الوزارية للتشريع.
وبموجب المشروع، فإن حكومة بنيامين نتنياهو تخطط لضم الكتل الاستيطانية من مستعمرة «معاليه أدوميم»، جنوب القدس وحتى «غوش عتصيون»، الجاثمة على الأراضي الفلسطينية في ما بين بيت لحم والخليل، إلى إسرائيل. ويرمي هذا المخطط، إلى الضم وإحداث تغيير في حدود القدس، لإحداث تغييرات ديموغرافية من خلال زيادة عدد المستوطنين اليهود إلى الحد الأقصى، وتقليص عدد الفلسطينيين إلى الحد الأدنى.
وكان نتنياهو قد صادق على البدء بإجراءات التشريع في شهر يوليو (تموز) الماضي، بعد العملية التي نفذت في الحرم المقدسي، وبعد قضية البوابات الإلكترونية التي نصبت على مداخل الحرم. وتشير التقديرات إلى أنه من المتوقع أن تصادق اللجنة الوزارية للتشريع على اقتراح القانون، وبالتالي سيجري تحويله إلى الكنيست لبدء عملية التشريع له.
وبموجب الاقتراح الذي تقدم به عضو الكنيست يوآف كيش، من كتلة «الليكود»، وبدعم من وزير المواصلات والاستخبارات يسرائيل كاتس (الليكود)، وكذلك نتنياهو، فسوف يجري ضم «معاليه أدوميم» و«بيتار عيليت» و«غفعات زئيف» و«أفرات»، وباقي المستوطنات في الكتلة الاستيطانية «غوش عتصيون»، إلى النفوذ البلدي للقدس. وفي الوقت نفسه يخرج من هذا النفوذ مخيم شعفاط وبلدتا كفر عقب وعناتا من نفوذ بلدية الاحتلال. وعمليا، فإنه يدخل 150 ألف مستوطن يهودي إلى القدس، ويخرج منها 100 ألف عربي.
وكان الوزير كاتس قد صرح في السابق بأن عملية الضم هذه ستضيف آلاف اليهود إلى التعداد السكاني للقدس الموسعة، بما يضعف الوجود العربي فيها.
وقال محللون إن ما دفع نتنياهو إلى المصادقة على عملية الضم، رغبته في اجتذاب أصوات اليمين «ربما تمهيدا لانتخابات محتملة في النصف الأول من عام 2018». وكان عضو الكنيست كيش، المبادر لاقتراح القانون، قد ادعى أن الاقتراح لا يفرض السيادة الإسرائيلية على المستوطنات، وإنما ستبقى تحت الحكم العسكري. وفي المقابل، بحسب الصحيفة، فإن ذلك لا يمنع المجتمع الدولي من اعتبار إحلال الصلاحيات البلدية لبلدية الاحتلال في القدس على أراض محتلة، سيادة فعلية.
يذكر أن بلدية الاحتلال في القدس الغربية صادقت، الأربعاء، على منح تراخيص لبناء 176 وحدة استيطانية لليهود في حي جبل المكبر الفلسطيني، جنوب شرقي القدس المحتلة. وبهذا، سيتحول الحي الاستيطاني «نوف تسيون» في جبل المكبر، إلى أكبر مستوطنة داخل الأحياء الفلسطينية في المدينة. وهذا الحي كان قد بني من طرف شركة خاصة، وجرى توطين اليهود فيه قبل 6 سنوات، ويضم اليوم 91 وحدة سكنية، ويطل على البلدة القديمة، وهو محاط بحي جبل المكبر من جميع الجهات.
وبحسب حركة «سلام الآن»، فإن رجل الأعمال اليهودي الأسترالي، كوين برمايستر، هو الذي يقف وراء الشركة، في حين أن رجل الأعمال الإسرائيلي، رامي ليفي، يملك 15 في المائة منها.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».