على الرغم من الانتقادات والإدانات الدولية الواسعة، كشفت تقارير في تل أبيب أمس أن إسرائيل لم تتوقف عن تزويد جيش ميانمار بالسلاح والمعدات الحربية، حتى خلال فترة التطهير العرقي للأقلية المسلمة (الروهينغا) التي تتعرض للاضطهاد من قبل السلطات البورمية منذ سنوات.
وقد نشرت صحيفة «هآرتس» تقريراً أمس، على صدر صفحتها الأولى، يتضمن صوراً ووثائق عن استقبال سلاح البحرية في ميانمار لسفن حربية اشتراها من إسرائيل وتسلمها قبل نصف سنة، بشكل متزامن مع اتهام جيش ميانمار بارتكاب جرائم حرب.
وقد اتهم الجيش البورمي في نهاية السنة الماضية بارتكاب جرائم حرب شملت إحراق قرى، واقتلاع عشرات آلاف المسلمين من بيوتهم واضطرار الكثيرين منهم للهرب إلى بنغلاديش. واتهم مندوب مفوضية اللاجئين في الأمم المتحدة سلطات ميانمار بارتكاب أعمال تهدف إلى التطهير العرقي للأقلية المسلمة. وتفاقمت ملاحقة المسلمين في الأشهر الأخيرة، فوصل أكثر من نصف مليون منهم إلى بنغلاديش، حيث كشفوا عن فظائع ارتكبتها قوات الأمن البورمية، ومن بينها أعمال قتل واغتصاب منهجي. وقبل شهر حددت الأمم المتحدة بأن الجيش ينفذ أعمال تطهير عرقي.
وتبين صور السفينتين اللتين تسلمهما سلاح البحرية البورمي، أن الأسلحة التي تم تركيبها عليها هي أيضا من إنتاج إسرائيلي. وتشكل هذه السفن جزءا من صفقة كبيرة تم توقيعها بين إسرائيل وميانمار. ومن المتوقع أن يسلم مصنع «رمتا» للصناعات الجوية سفنا حربية أخرى لسلاح البحرية في ميانمار. وحسب التقارير، يمكن أن يتم بناء السفن الأخرى في ميانمار نفسها بمساعدة التكنولوجيا الإسرائيلية.
ورفض سلاح الجو الإسرائيلي التعقيب على التفاصيل، ولكن مصادر في صناعة الأسلحة الإسرائيلية قالت إن حجم الصفقة بين إسرائيل وميانمار يصل إلى عشرات ملايين الدولارات. وقال ضابط مطلع على الموضوع لصحيفة «هآرتس» إن قائد سلاح البحرية البورمي زار إسرائيل خلال السنة ونصف السنة الأخيرة، وهي المرة الثانية التي يزور فيها إسرائيل خلال السنوات الخمس الأخيرة. وقد باعت إسرائيل الأسلحة إلى ميانمار، على الرغم من القيود المختلفة التي فرضها عليها الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.
وفي الشهر الماضي رفضت إسرائيل الالتزام بوقف بيع السلاح لميانمار، رغم تحديد الأمم المتحدة بأن جيشها يرتكب أعمال تطهير عرقي.
وتحجم إسرائيل عن كشف معلومات حول تراخيص بيع السلاح التي تمنحها لتجار الأسلحة، لكن زيارة رئيس أركان جيش ميانمار إلى إسرائيل، واجتماعه بالقيادة الأمنية، كشفت عن التعاون بين الجيشين. ويشار إلى أن ميانمار اشترت من إسرائيل في السابق صواريخ جو - جو ومدافع، بينما نشرت شركة إسرائيلية أنها تقوم بتدريب قوات الجيش في ميانمار.
إسرائيل تواصل تزويد ميانمار بالسلاح
إسرائيل تواصل تزويد ميانمار بالسلاح
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة