وصول 84 ألف نازح من كركوك إلى أربيل

TT

وصول 84 ألف نازح من كركوك إلى أربيل

شهدت أربيل، أمس، مظاهرات شعبية واسعة شارك فيها الآلاف من سكان المدينة ونازحي كركوك أمام مقري الأمم المتحدة والقنصلية الأميركية، منددين بالهجمات التي تشنها القوات العراقية، بما فيها «الحشد الشعبي»، على المناطق المتنازع عليها، ومطالبين في الوقت ذاته واشنطن بدعم قوات البيشمركة وحقوق الكرد.
وقال المواطن فرهاد حمه لـ«الشرق الأوسط»: «تجمعنا اليوم (أمس) أمام مقر الأمم المتحدة لنضغط عليها وعلى المجتمع الدولي كي يتحركوا لنجدتنا، فالأكراد في المناطق المتنازع عليها يتعرضون لاعتداءات (الحشد الشعبي) والقوات العراقية، وقد حرموا من أبسط حقوقهم التي كفلها لهم الدستور العراقي ومواثيق حقوق الإنسان».
ودعا المتظاهرون، الذين كان يحملون أعلام كردستان ولافتات تنتقد الصمت الدولي، واشنطن ودول التحالف إلى إيقاف التمدد العسكري العراقي في المناطق المتنازع عليها بين الإقليم وبغداد، وإيقاف العمليات العسكرية واللجوء إلى الحوار لحل المشكلات. وقالت المواطنة بريناز علي، النازحة من كركوك، إنه «يجب أن يتحرك المجتمع الدولي فورا للضغط على بغداد كي تبدأ الحوار مع أربيل ويجلس الجانبان على طاولة المفاوضات. نحن تركنا بيوتنا وأعمالنا في كركوك بسبب العمليات العسكرية ودخول القوات العراقية إلى داخل المدينة، والآن نعيش في ظروف إنسانية صعبة جدا، أتمنى أن تنتهي معاناتنا قريبا ونعود إلى مدينتنا فالشتاء بات على الأبواب».
في غضون ذلك، ناشدت الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان في إقليم كردستان أمس مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة وسفارات وقنصليات وممثليات دول العالم في العراق والإقليم؛ التدخل والحفاظ على حياة المدنيين في المناطق المتنازع عليها، داعية مجلس الأمن الدولي إلى إصدار قرار بوقف إطلاق النار من أجل إنقاذ حياة الضحايا من المدنيين في هذه المناطق. ودعت الهيئة في بيان لها المجتمع الدولي إلى التدخل السريع والتوسط بين الحكومة العراقية وإقليم كردستان، والاحتكام إلى العقل والحوار، وليس الحرب، لحلحلة المشكلات العالقة بينهما، وضمان حقوق الإقليم، والتأكيد على التزام الطرفين بالدستور. وطالبت الهيئة بتشكيل لجنة دولية للتحقيق وتقصي الحقائق حول نوع الأسلحة المرسلة من قبل التحالف الدولي لقوات البيشمركة و«الحشد الشعبي» والجيش العراقي من أجل محاربة «داعش»، واستعمالها في الهجوم الحالي ضد بعضهم البعض في حرب داخلية.
وشددت الهيئة على ضرورة تشكيل لجنة دولية ثانية خاصة بالانتهاكات التي أقدم عليها بعض العناصر من «الحشد الشعبي» والجيش بحق المواطنين، ومخالفة الدستور الذي أقر بعدم إقحام الجيش العراقي في حل النزاعات الداخلية، وإنما المحافظة على حياة وأمن المواطنين كافة، لافتة إلى أن القوات العراقية ارتكبت جرائم بحق المواطنين مثل القتل والاعتداء وسلب ونهب الأملاك وحرق البيوت، داعية إلى إصدار قرار تعويض المتضررين وتأمين عودتهم إلى بيوتهم وحماية حياتهم وممتلكاتهم.
بدوره، كشف محافظ أربيل نوزاد هادي، في مؤتمر صحافي أمس، عن أعداد نازحي كركوك، وقال: «نزح حتى الآن أكثر من 84 ألف شخص من كركوك وأطرافها بسبب العمليات العسكرية إلى مدينة أربيل»، معبرا عن استياء مواطني إقليم كردستان من موقف المجتمع الدولي الحالي تجاه الإقليم وعدم تقديمه الدعم لكردستان.
ولم تشهد أمس محاور القتال بين «الحشد الشعبي» وقوات البيشمركة أي معارك، لكن قيادة قوات البيشمركة في محور غرب كركوك - التون كوبري نفت استخدامها صواريخ ميلان الألمانية في معارك أول من أمس في التون كوبري ضد «الحشد الشعبي»، متسائلة في الوقت ذاته «عن كيفية امتلاك (الحشد) دبابات (أبرامز) و(تي - 72) والعجلات المدرعة من نوع (هامر)؟ ومن منحها الحق لاستخدام تلك الأسلحة ضد كردستان؟».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.