شهدت أربيل، أمس، مظاهرات شعبية واسعة شارك فيها الآلاف من سكان المدينة ونازحي كركوك أمام مقري الأمم المتحدة والقنصلية الأميركية، منددين بالهجمات التي تشنها القوات العراقية، بما فيها «الحشد الشعبي»، على المناطق المتنازع عليها، ومطالبين في الوقت ذاته واشنطن بدعم قوات البيشمركة وحقوق الكرد.
وقال المواطن فرهاد حمه لـ«الشرق الأوسط»: «تجمعنا اليوم (أمس) أمام مقر الأمم المتحدة لنضغط عليها وعلى المجتمع الدولي كي يتحركوا لنجدتنا، فالأكراد في المناطق المتنازع عليها يتعرضون لاعتداءات (الحشد الشعبي) والقوات العراقية، وقد حرموا من أبسط حقوقهم التي كفلها لهم الدستور العراقي ومواثيق حقوق الإنسان».
ودعا المتظاهرون، الذين كان يحملون أعلام كردستان ولافتات تنتقد الصمت الدولي، واشنطن ودول التحالف إلى إيقاف التمدد العسكري العراقي في المناطق المتنازع عليها بين الإقليم وبغداد، وإيقاف العمليات العسكرية واللجوء إلى الحوار لحل المشكلات. وقالت المواطنة بريناز علي، النازحة من كركوك، إنه «يجب أن يتحرك المجتمع الدولي فورا للضغط على بغداد كي تبدأ الحوار مع أربيل ويجلس الجانبان على طاولة المفاوضات. نحن تركنا بيوتنا وأعمالنا في كركوك بسبب العمليات العسكرية ودخول القوات العراقية إلى داخل المدينة، والآن نعيش في ظروف إنسانية صعبة جدا، أتمنى أن تنتهي معاناتنا قريبا ونعود إلى مدينتنا فالشتاء بات على الأبواب».
في غضون ذلك، ناشدت الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان في إقليم كردستان أمس مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة وسفارات وقنصليات وممثليات دول العالم في العراق والإقليم؛ التدخل والحفاظ على حياة المدنيين في المناطق المتنازع عليها، داعية مجلس الأمن الدولي إلى إصدار قرار بوقف إطلاق النار من أجل إنقاذ حياة الضحايا من المدنيين في هذه المناطق. ودعت الهيئة في بيان لها المجتمع الدولي إلى التدخل السريع والتوسط بين الحكومة العراقية وإقليم كردستان، والاحتكام إلى العقل والحوار، وليس الحرب، لحلحلة المشكلات العالقة بينهما، وضمان حقوق الإقليم، والتأكيد على التزام الطرفين بالدستور. وطالبت الهيئة بتشكيل لجنة دولية للتحقيق وتقصي الحقائق حول نوع الأسلحة المرسلة من قبل التحالف الدولي لقوات البيشمركة و«الحشد الشعبي» والجيش العراقي من أجل محاربة «داعش»، واستعمالها في الهجوم الحالي ضد بعضهم البعض في حرب داخلية.
وشددت الهيئة على ضرورة تشكيل لجنة دولية ثانية خاصة بالانتهاكات التي أقدم عليها بعض العناصر من «الحشد الشعبي» والجيش بحق المواطنين، ومخالفة الدستور الذي أقر بعدم إقحام الجيش العراقي في حل النزاعات الداخلية، وإنما المحافظة على حياة وأمن المواطنين كافة، لافتة إلى أن القوات العراقية ارتكبت جرائم بحق المواطنين مثل القتل والاعتداء وسلب ونهب الأملاك وحرق البيوت، داعية إلى إصدار قرار تعويض المتضررين وتأمين عودتهم إلى بيوتهم وحماية حياتهم وممتلكاتهم.
بدوره، كشف محافظ أربيل نوزاد هادي، في مؤتمر صحافي أمس، عن أعداد نازحي كركوك، وقال: «نزح حتى الآن أكثر من 84 ألف شخص من كركوك وأطرافها بسبب العمليات العسكرية إلى مدينة أربيل»، معبرا عن استياء مواطني إقليم كردستان من موقف المجتمع الدولي الحالي تجاه الإقليم وعدم تقديمه الدعم لكردستان.
ولم تشهد أمس محاور القتال بين «الحشد الشعبي» وقوات البيشمركة أي معارك، لكن قيادة قوات البيشمركة في محور غرب كركوك - التون كوبري نفت استخدامها صواريخ ميلان الألمانية في معارك أول من أمس في التون كوبري ضد «الحشد الشعبي»، متسائلة في الوقت ذاته «عن كيفية امتلاك (الحشد) دبابات (أبرامز) و(تي - 72) والعجلات المدرعة من نوع (هامر)؟ ومن منحها الحق لاستخدام تلك الأسلحة ضد كردستان؟».
وصول 84 ألف نازح من كركوك إلى أربيل
وصول 84 ألف نازح من كركوك إلى أربيل
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة