الهلال في مهمة تأكيد العبور لنهائي «أبطال آسيا»

يلتقي بيرسبوليس الإيراني اليوم في إياب «نصف النهائي»... والبديل الجاهز يعوض غيابات الأزرق

جانب من مواجهة فريقي الهلال السعودي وبيرسبوليس الإيراني في ذهاب نصف نهائي دوري أبطال آسيا (تصوير: بدر الحمد)
جانب من مواجهة فريقي الهلال السعودي وبيرسبوليس الإيراني في ذهاب نصف نهائي دوري أبطال آسيا (تصوير: بدر الحمد)
TT

الهلال في مهمة تأكيد العبور لنهائي «أبطال آسيا»

جانب من مواجهة فريقي الهلال السعودي وبيرسبوليس الإيراني في ذهاب نصف نهائي دوري أبطال آسيا (تصوير: بدر الحمد)
جانب من مواجهة فريقي الهلال السعودي وبيرسبوليس الإيراني في ذهاب نصف نهائي دوري أبطال آسيا (تصوير: بدر الحمد)

يقف فريق الهلال السعودي على أعتاب بلوغ المباراة النهائية لدوري أبطال آسيا عندما يحل مساء اليوم الثلاثاء، ضيفاً على نظيره فريق بيرسبوليس الإيراني في إياب دور نصف النهائي، وذلك بعدما نجح الفريق السعودي في تسجيل نتيجة قوية في شباك خصمه الإيراني برباعية في مواجهة الذهاب التي جمعت الفريقين في العاصمة الإماراتية أبوظبي، ليضع الأزرق قدمه الأولى في المباراة النهائية الآسيوية.
ويلتقي أوراوا ريد دايموندز الياباني مع ضيفه شنغهاي سيبغ الصيني على ملعب سايتاما 2002 في سايتاما، غداً الأربعاء، في المباراة الثانية، ضمن إياب الدور نصف النهائي (تعادلا 1 - 1 ذهاباً).
ويسعى الهلال، بطل الأندية الآسيوية 1992 و2000 إلى لقب أول تحت مسمى دوري الأبطال، واللعب لأول مرة في بطولة العالم للأندية.
ويعول الهلال على صلابة خط دفاعه، حيث استقبلت شباكه هدفين فقط في 5 مباريات، بالإضافة إلى قوة خط هجومه بقيادة خربين صاحب 7 أهداف في المركز الثاني على لائحة الهدافين، وهو ما يصعب مهمة الفريق الإيراني الذي يحتاج إلى الفوز بخماسية نظيفة لقطع الطريق أمام الفريق السعودي لبلوغ الدور النهائي.
يذكر أن الهلال هو الفريق الوحيد الذي لم يتعرض لأي خسارة حتى الآن في المسابقة، وسجل 7 أهداف في آخر مباراتين، بعدما كان تغلب على العين الإماراتي 3 - صفر في إياب الدور ربع النهائي.
وتقابل النادي السعودي وبيرسبوليس مرتين في النسخة الحالية في دور المجموعات في سلطنة عمان، وكان التعادل سيد الموقف (1 - 1 ذهاباً وصفر - صفر إياباً).
وحقق الهلال فوزه الرابع على بيرسبوليس الملقب بـ«الجيش الأحمر» مقابل أربع هزائم وخمسة تعادلات.
ويتطلع الهلال إلى استعادة ذكريات نسخة 2014، التي بلغ فيها الفريق الأزرق المباراة النهائية للبطولة، ولكنه حتماً لا يريد استعادة كافة ذكريات تلك النسخة التي خسر فيها أمام الفريق المغمور «آسيوياً» سيدني ويسترن الأسترالي الذي اكتفى بهدف يتيم في مواجهة الذهاب، ونجح في تحقيق اللقب من قلب العاصمة الرياض.
ويعيش الفريق الهلالي واحدة من أجمل فتراته الفنية التي يزهو بها تحت قيادة مدربه الأرجنتيني رامون دياز الذي أثار الكثير من الجدل في آخر مباريات الفريق الرسمية أمام القادسية، التي كسبها فريقه بهدفين لهدف، لكن دياز أغضبته صيحات الاستهجان الجماهيرية ضد المهاجم الأوروغوياني ماتياس، وقاطع المؤتمر الصحافي، بل لمح إلى إمكانية رحيله عن الفريق.
موجة الغضب التي أربك فيها دياز، المشهد الهلالي، تعامل معها رئيس النادي الأمير نواف بن سعد بكل هدوء، موضحاً أن المدرب كان في لحظة غضب، معاتباً الجماهير بسبب غيابها عن المدرجات أولاً، ثم صيحات الاستهجان التي لن تجلب أي فائدة للفريق ولا للاعبه المهاجم الأوروغوياني ماتياس.
ويدخل الهلال مباراته الأكثر أهمية هذه الأيام أمام نظيره الفريق الإيراني، بعدما حقق نتيجة تساهم في إراحته في مواجهة هذا اليوم، حيث يملك العديد من الخيارات التي تقوده إلى العبور إما بفوزه بأي نتيجة، أو تعادله بأي نتيجة، أيضاً علاوة على خسارته بثلاثة أهداف نظيفة كون جميعها ستقوده للمباراة النهائية.
ويعتمد الهلال بصورة كبيرة على لاعب خط الوسط البرازيلي كارلوس إدواردو أحد أبرز لاعبي الفريق الأزرق، الذي يساهم بصورة كبيرة في تسجيل الأهداف وصناعتها، إضافة إلى المهاجم السوري عمر خربين نجم مواجهة الذهاب وصاحب الأهداف الثلاثة التي سكنت شباك بيرسبوليس الإيراني.
ويفتقد الفريق الأزرق لخدمات لاعب خط وسطه عبد الله عطيف بعد حصوله على بطاقة حمراء في مباراة الذهاب، التي كادت أن تحرج فريقه بعدما ودع المباراة مطلع الشوط الثاني حينها كان فريقه يتقدم بهدفين فقط، قبل أن ينجح الفريق الهلال في مواصلة إحكام سيطرته على المباراة وتعزيز تقدمه بأربعة أهداف.
وأتم الهلال استعداده لمواجهة بيرسبوليس الإيراني بإقامة معسكر إعدادي قصير في العاصمة الإماراتية أبوظبي، خلال فترة توقف دوري المحترفين السعودي، التي جاءت بالتزامن مع أيام الفيفا التي خاض فيها المنتخب السعودي مباراتين وديتين أمام جامايكا وغانا.
ورغم النقص الكبير الذي بدا عليه فريق الهلال في الأيام الماضية، بسبب غياب لاعبيه الدوليين، إلا أن مشاركتهم في المباريات الودية للأخضر ساهمت في إبقائهم بأجواء المباريات الرسمية، حيث شارك الحارس عبد الله المعيوف وأسامة هوساوي ومحمد البريك وياسر الشهراني وسلمان الفرج وسالم الدوسري وعبد الملك الخيبري بصورة مستمرة في المواجهتين، إضافة إلى مشاركات متفرقة لكل من عبد الله الزوري وعبد الله عطيف.
ويتوقع أن يواصل الأرجنتيني دياز ظهور فريقه الهلال بذات القائمة الأخيرة التي شارك بها في مواجهة الذهاب، مع إحلال لاعب بديل لعبد الله عطيف الذي سيغيب بداعي الإيقاف، حيث يتوقع أن يحضر الخيبري إلى جوار الأوروغوياني نيكولاس ميليسي في وسط الميدان.
وما زالت الضبابية تحوم حول جاهزية لاعب خط الوسط نواف العابد الذي طال ابتعاده هذا الموسم عن عدد كبير من مباريات الفريق الهامة هذا الموسم بداعي إصابات متفرقة ومختلفة، إلا أن المؤكد أن اللاعب الأبرز للفريق سيواصل غيابه عن مواجهة هذا المساء لعدم جاهزيته بصورة كبيرة.
ورغم الغيابات المتتالية في صفوف فريق الهلال، إلا أن جاهزية البديل وتعدد الخيارات للمدرب دياز ساهمت في تقليل أهمية الغيابات التي تحضر في الفريق، حيث يبرز حالياً سالم الدوسري الذي كان أحد أبرز لاعبي الفريق في مواجهة الذهاب، وكان قريباً من قيادة فريقه لتسجيل نتيجة تاريخية في شباك بيرسبوليس الإيراني.
ورغم النتيجة الكبيرة التي سجلها الهلال في شباك نظيره الإيراني، التي بدأت تقربه بصورة كبيرة من التأهل رسمياً إلى المباراة النهائية للبطولة القارية، إلا أن الأرجنتيني دياز سيتعامل بجدية في المواجهة التي سيحتضنها مجمع السلطان قابوس بالعاصمة العمانية مسقط.
من جانبه يحاول فريق بيرسبوليس الإيراني قلب الموازنة، وتحقيق المهمة الأصعب، بخطف بطاقة التأهل نحو المباراة النهائية من أمام ضيفه فريق الهلال، رغم إدراكه لصعوبة المهمة وحاجته الكبيرة لتسجيل خمسة أهداف مع المحافظة على شباكه من أي هدف هلالي.
ويدخل الفريق الإيراني هذه المباراة منتعشاً بعودة عدد من لاعبيه الغائبين عن مباراة الذهاب لأسباب متباينة بين الإصابات والإيقافات، إضافة إلى انتعاشه بفوزه الأخير في الدوري المحلي من أمام استقلال خوزستان بثلاثية أعادته للتقدم إلى المركز الثاني، وتقليص الفارق مع متصدر الدوري الإيراني.


مقالات ذات صلة

السيسي يهنئ السعودية باستضافة «مونديال 2034»

رياضة عربية الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (إ.ب.أ)

السيسي يهنئ السعودية باستضافة «مونديال 2034»

وجّه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي التهنئة إلى المملكة العربية السعودية، بعد الفوز بتنظيم «كأس العالم 2034».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
رياضة عالمية إنزو ماريسكا مدرب تشيلسي (رويترز)

ماريسكا: تشيلسي لا ينافس على «البريميرليغ»

قال ماريسكا إنه ولاعبي تشيلسي لا يشعرون بأنهم دخلوا في إطار المنافسة على لقب «البريميرليغ» بعد.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية روبن أموريم مدرب مانشستر يونايتد (إ.ب.أ)

أموريم: يونايتد بكامل جاهزيته لمواجهة سيتي

ربما يستعين روبن أموريم مدرب مانشستر يونايتد بالمدافع المخضرم جوني إيفانز، عندما يسافر الفريق عبر المدينة لمواجهة مانشستر سيتي.

«الشرق الأوسط» (مانشستر)
رياضة عالمية أنجي بوستيكوغلو مدرب توتنهام هوتسبير (إ.ب.أ)

بوستيكوغلو: توتنهام بحاجة للاعبين ملتزمين

قال أنجي بوستيكوغلو مدرب توتنهام هوتسبير إنه لا يخشى انتقاد لاعبيه قبل مواجهة ساوثهامبتون.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية أنطونيو كونتي مدرب نابولي (أ.ب)

كونتي: علينا مواصلة العمل

قال أنطونيو كونتي مدرب نابولي إنه يريد من الفريق رد الفعل نفسه الذي يقدمه عند الفوز.

«الشرق الأوسط» (نابولي)

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».