قال رئيس حركة حماس في قطاع غزة، يحيى السنوار، إن حركته تفضل الرئيس محمود عباس (أبو مازن) رئيساً قوياً على أن يكون ضعيفاً، وتتطلع إلى إنهاء كل المشكلات معه، وصولاً إلى توحيد كل القوى في جبهة واحدة، فيما يعد أقوى تصريحات لمسؤول كبير في حماس تكشف عن تحول استراتيجي في فكر ونهج الحركة الإسلامية.
وأضاف السنوار في لقاء مع مجموعة من الشباب الفلسطيني في قطاع غزة: «أنا وأنتم (الشباب) سنكسر عنق من لا يريد المصالحة ومن (حماس) قبل (فتح)».
وتابع: «نريد تصفير كل المشاكل (أن تصبح صفراً) حتى نصبح قوة واحدة وصولاً إلى معركة التحرير».
وفوجئ الشبان الذين يفترض أنهم كانوا يستمعون إلى شخص رسمت له صورة مسبقة، بأنه دموي وعنيد وعنيف ومهووس بالأمن، بأنهم أمام رجل دبلوماسي مرن، مصّر على المصالحة، ومنفتح على حقوق المرأة، وينظر إلى حكم حماس على أنه أتفه من أن يموت بسببه طفل (كما قال).
وأخبر السنوار مستمعيه أنه ليس لديهم فرص لتضيعها أكثر من أجل المصالحة، متعهداً بتقديم تنازلات أكبر في سبيل ذلك. وقال: «سنقدم تنازلات كبيرة جداً، كل تنازل سيكون مفاجئاً وصاعقاً أكثر من الذي قبله، يجب أن ينتهي الانقسام في أقرب وقت».
وبحسب السنوار، فإن حماس اختارت أن تحل اللجنة الإدارية قبل صعود الرئيس عباس إلى منصة الأمم المتحدة، «لأن حماس تقدر أن الرئيس القوي هو مصلحة لشعبنا وقضيتنا».
وتابع: «كنا معنيين أن يذهب أبو مازن لخطابه في الأمم المتحدة، وهو قوي، رغم اختلافنا معه، الأفضل لنا أن يخرج قوياً لا ضعيفاً أمام العالم مهما اختلفنا معه».
وأردف «يجب أن نتعالى على الحسابات الحزبية، نريد أن نتجه للمستقبل لبناء مشروعنا الوطني».
وقلل السنوار من أهمية أن تحكم حماس قطاع غزة، قائلاً: «إن حكم حركته للقطاع أتفه من أن يموت بسببه طفل في حضانة مستشفى». وقال السنوار إن «حماس بنت قوتها، ليس من أجل حكم غزة، بل من أجل حلم التحرير».
وفاخر السنوار بتطور قدرات «كتائب القسام» التابعة لحماس، مؤكداً أنها قادرة على أن تضرب تل أبيب بكمية صواريخ في 51 دقيقة، تعادل التي أطلقتها على المدينة في 51 يوماً في عدوان 2014.
وأضاف: «لدى (كتائب القسام) بنية عسكرية رائعة، يوجد أسفل مدينة غزة مدينة أخرى، وأنفاقنا قادرة على إعطاء المقاتل حياة تستمر لوقت طويل».
ولم يتطرق السنوار لسلاح القسام، لكنه تحدث عن تنسيق عالٍ مع بقية الأذرع المسلحة، متمنياً أن يندمج الجميع في وقت ما في إطار «جيش وطني فلسطيني»، في إشارة إلى ما بعد قيام الدولة الفلسطينية.
وتحدث السنوار عن دور المرأة وأهمية مشاركتها في العمل السياسي، وقال لمستمعيه «أنا رجل صنعتني أمي، والمرأة كل المجتمع، وأدعوهن للانخراط في العمل السياسي من أجل الوطن».
ويكشف حديث السنوار عن قيام الرجل، الذي طالما وصف بأنه «أحد صقور القسام»، بقيادة حماس إلى مرحلة جديدة ومختلفة كلياً، تبدأ باستعداد الحركة لتقديم كل التنازلات الممكنة من أجل المصالحة.
وكان هذا الأمر محل نقاش في مكالمة هاتفية جرت بين رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله ورئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية، أكد فيها الطرفان بذل كل جهد ممكن لإنهاء الانقسام.
ويفترض أن يذهب الحمد الله على رأس الحكومة الفلسطينية بكامل الوزراء والهيئات التابعة لها إلى قطاع غزة يوم الاثنين المقبل، على أن يعقد اجتماعاً للحكومة يوم الثلاثاء، إيذاناً ببدء العمل على إنهاء الانقسام، يتبع ذلك اجتماعات ثنائية بين فتح وحماس تنطلق في القاهرة، من أجل وضع خطة شاملة تتضمن تشكيل حكومة وحدة وإجراء انتخابات عامة.
وجاءت هذه التطورات بعد أن أعلنت حركة حماس حل اللجنة الإدارية التي كانت شكلتها قبل بضع شهور استجابة لجهد مصري من أجل إنهاء الانقسام.
وفي مرات سابقة برزت قضايا السيطرة على الأمن وعلى المعابر والوزارات، وموظفي حكومة حماس السابقين، كعقبات أمام الوصول إلى اتفاق ينهي الانقسام.
لكن مصادر قالت إن السنوار أمر جميع مسؤولي حماس في الوزارات، بتقديم كل التسهيلات والخدمات من أجل تسلم الحكومة مهامها في كل المجالات، بما في ذلك الأمن والمعابر.
وبخلاف ذلك يوجد ملفا «سلاح القسام» و«موظفي حماس»، وهما بحاجة إلى بحث أوسع. وتقول حماس إن سلاح المقاومة التابع للقسام ليس على طاولة النقاش أبداً، لكن المسؤولين في رام الله يقولون إن ضبط السلاح في غزة هو الأمر المطروح للنقاش وليس سحبه.
وتريد الحكومة السيطرة على الأمن في غزة، أي في الوزارة والشوارع والمؤسسات، على أن يبقى سلاح القسام في الثكنات والمواقع، ولا يستخدم في الشأن العام.
ويعتقد أنه يمكن الوصول إلى تسوية بهذا الشأن، على الرغم من أن تطبيقه سيكون صعباً للغاية.
ويوجد لحماس في غزة اليوم، شبه دولة أمنية وعسكرية.
أما بشأن موظفي حماس، فثمة لجنة تضع حلولاً مختلفة لنقاشها، كما يوجد نقاش مع أطراف دولية لتمويل رواتب أو صندوق خاص بهم.
وقال الحمد الله، أمس، أثناء لقائه، إن كافة القضايا والملفات ستحل بشكل تدريجي للوصول إلى وضع ما قبل الانقسام. وعبر الحمد الله عن ارتياحه وتفاؤله حول تمكين الحكومة من القيام بمسؤولياتها في قطاع غزة، ودعم إنجاز المصالحة الوطنية وإنهاء سنوات الانقسام، مشدداً على أن ذلك سيعمل على نجدة أهلنا في قطاع غزة، لا سيما في ظل الظروف المعيشية الصعبة التي يواجهونها.
السنوار: نريد عباساً قوياً... وسأكسر عنق من يعطل المصالحة
تحدث عن دور المرأة وجيش موحد و«تفاهة» الحكم... ويقود {حماس} نحو مرحلة جديدة
السنوار: نريد عباساً قوياً... وسأكسر عنق من يعطل المصالحة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة