شاشة الناقد

علي فضل وجودي دنش في «فيكتوريا وعبدول»
علي فضل وجودي دنش في «فيكتوريا وعبدول»
TT

شاشة الناقد

علي فضل وجودي دنش في «فيكتوريا وعبدول»
علي فضل وجودي دنش في «فيكتوريا وعبدول»

الفيلم: Victoria ‪&‬ Abdul
إخراج: ستيفن فريرز‬
أدوار أولى: جودي دنش، علي فضل، إيدي إيزارد، عديل أختر، مايكل غامبون.
النوع: دراما تاريخية. الولايات المتحدة (2017)
تقييم: (***) من خمسة

«أنا مشاكسة وبدينة»، تقول الملكة فيكتوريا في أحد مشاهد الفيلم، لكنها قد تكون «منفتحة وعاطفية» يقول الفيلم ذاته. «فيكتوريا وعبدل» ليس سيرة حياة الملكة البريطانية الشهيرة، التي فقدت زوجها سنة 1861 (السنة التي بدأت فيها الحرب الأهلية الأميركية، لكن لا علاقة ما بين هذين الحدثين) تعودت على نظام حياة يستبعد أي تغيير في التصرفات وفي العادات وفي التقاليد. باتت تعيش الأيام جميعاً مكررة. لا شيء يمكن أن يفاجئها. حين تصل متأخرة إلى وليمة الغذاء لا يهمها كم انتظر أعيان القصر وصولها. تمد يدها إلى الطعام تأكله بالشوكة والسكين وأحياناً باليد العارية لا فرق. تحشو فمها حشواً وتأكل سريعاً.
حين تتوقف يصبح لزاماً على جميع من شاركها المائدة الطويلة العامرة التوقف عن الأكل. هذا هو «الإتيكيت».
كل هذا وسواه سيتغير عندما ترى عبد الكريم. ذلك المدوَّن البسيط الذي جيء به من الهند ليخدمها كمجرد تمثيل عن شعوب الإمبراطورية البريطانية التي لا تغيب عنها الشمس... والأهم هو ألا تنظر إليها، يقول له المشرف في القصر. لكن عبد الكريم (أو عبدل) ينظر ويديم النظر، وهي تلتقط نظراته متعجبة أولاً، ثم بفضول ثانياً. فضول يدفعها لطلب إبقائه (وزميله محمد) في خدمتها وبل ترقية عبدل من مرتبة لأخرى وصولاً إلى محاولة تقليده أوسمة لم ينجزها بريطانيون أصليون. كل ذلك عن إعجاب دفين برجل عرف كيف يفتح مداركها على ما كانت تجهله وكيف يغيّرها من المرأة العجوز التي كانت عليها قبل وصوله إلى امرأة ما زالت عجوزاً لكنها تنضح بالحيوية. لقد فعّل عقلها وذاكرتها ونفسها كما لم يفعل أحد من الحاشية خصوصاً ابنها. سترتاح إليه رغم مغالاته (وفي بعض الأحيان كذبه) وستضحك معه وإليه كما لم تفعل منذ أن أصبحت أرملة، أو - على الأقل - منذ مطلع الفيلم.
نتذكر أن جودي دنش لعبت دور الملكة فيكتوريا في فيلم جون مادن «مسز براون» قبل عشرين سنة. مثلت دور الملكة في فترة كانت الملكة ما زالت في منتصف العمر. هنا نجد دنش والملكة التي تمثلها متلائمتان. واحد من الأدوار الأرستقراطية والتاريخية التي تهبط على بعض الممثلين من السماء وفي الخريف المناسب.
الحكاية في مجملها حقيقية وقعت أحداثها في السنوات الأخيرة من حياة الملكة البريطانية. لكن هذا لا يعني ضرورة التزام المخرج (ستيفن فريرز أو سواه) بواقع ما حدث. له الحق في تلوينه وتطويعه ليناسب رؤيته، وهذا ما يفعله المخرج في أناقة إخراج وتنفيذ فني واضحة. لكن الفيلم يتعثر عندما ينتقل من النفس المرح والساخر إلى الدراما، ولو أن الأحداث الأخيرة من الفيلم (نحو ثلث ساعة) تستدعي ذلك. كان ابن الملكة (إدوارد السابع) متربص بها، وغير قادر وسواه على ابتلاع أن هندياً (وغير مسيحي) قد استولى على مفاتيح القلب كصديق. ما إن ماتت حتى تم طرده فعاد إلى عمله (مع لقطة أخيرة سخيفة).
جودي دنش لا تحتاج إلى تصفيق من أحد. كل لمحة وكل كلمة مدروستة جيداً وتحافظ على تلقائيتها في الوقت ذاته. علي فضل (في دور عبد الكريم) وإيدي إيزارد جيدان كذلك.

(1*) لا يستحق
(2*) وسط
(3*) جيد
(4*) ممتاز
(5*) تحفة


مقالات ذات صلة

«زوجة رجل مش مهم» يُعيد ياسمين عبد العزيز إلى السينما

يوميات الشرق ياسمين عبد العزيز في كواليس أحدث أفلامها «زوجة رجل مش مهم» (إنستغرام)

«زوجة رجل مش مهم» يُعيد ياسمين عبد العزيز إلى السينما

تعود الفنانة المصرية ياسمين عبد العزيز للسينما بعد غياب 6 سنوات عبر الفيلم الكوميدي «زوجة رجل مش مهم».

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق رئيسة «مؤسّسة البحر الأحمر السينمائي» جمانا الراشد فخورة بما يتحقّق (غيتي)

ختام استثنائي لـ«البحر الأحمر»... وفيولا ديفيس وبريانكا شوبرا مُكرَّمتان

يتطلّع مهرجان «البحر الأحمر السينمائي» لمواصلة رحلته في دعم الأصوات الإبداعية وإبراز المملكة وجهةً سينمائيةً عالميةً. بهذا الإصرار، ختم فعالياته.

أسماء الغابري (جدة)
يوميات الشرق الفيلم يتناول مخاطرة صحافيين بحياتهم لتغطية «سياسات المخدّرات» في المكسيك (الشرق الأوسط)

«حالة من الصمت» يحصد «جائزة الشرق الوثائقية»

فاز الفيلم الوثائقي «حالة من الصمت» للمخرج سانتياغو مازا بالنسخة الثانية من جائزة «الشرق الوثائقية».

«الشرق الأوسط» (جدة)
سينما «من المسافة صفر» (مشهراوي فَنْد)‬

8 أفلام عن أزمات الإنسان والوطن المُمزّق

تُحرّك جوائز «الأوسكار» آمال العاملين في جوانب العمل السينمائي المختلفة، وتجذبهم إلى أمنية واحدة هي، صعود منصّة حفل «الأوسكار» وتسلُّم الجائزة

محمد رُضا‬ (سانتا باربرا - كاليفورنيا)
سينما «موعد مع بُل بوت» (سي د.ب)

شاشة الناقد: تضحيات صحافيين وانتهاكات انظمة

يأتي فيلم «موعد مع بُل بوت» في وقت تكشف فيه الأرقام سقوط أعداد كبيرة من الصحافيين والإعلاميين قتلى خلال تغطياتهم مناطق التوتر والقتال حول العالم.

محمد رُضا‬ (لندن)

8 أفلام عن أزمات الإنسان والوطن المُمزّق

«من المسافة صفر» (مشهراوي فَنْد)‬
«من المسافة صفر» (مشهراوي فَنْد)‬
TT

8 أفلام عن أزمات الإنسان والوطن المُمزّق

«من المسافة صفر» (مشهراوي فَنْد)‬
«من المسافة صفر» (مشهراوي فَنْد)‬

تُحرّك جوائز «الأوسكار» آمال العاملين في جوانب العمل السينمائي المختلفة، وتجذبهم إلى أمنية واحدة هي، صعود منصّة حفل «الأوسكار» وتسلُّم الجائزة وإلقاء ما تيسَّر له من تعابير فرحٍ وثناء.

لا يختلف وضع العام الحالي عن الوضع في كل عام، فجميع آمال العاملين في هذه الصّناعة الفنية المبهرة يقفون على أطراف أصابعهم ينتظرون إعلان ترشيحات «الأوسكار» الأولى هذا الشهر. وحال إعلانها سيتراجع الأمل لدى من لا يجد اسمه في قائمة الترشيحات، وترتفع آمال أولئك الذين سترِد أسماؤهم فيها.

يتجلّى هذا الوضع في كل مسابقات «الأوسكار» من دون تمييز، لكنه أكثر تجلّياً في مجال الأفلام الأجنبية التي تتقدّم بها نحو 80 دولة كل سنة، تأمل كل واحدة منها أن يكون فيلمها أحد الأفلام الخمسة التي ستصل إلى الترشيحات النهائية ومنها إلى الفوز.

«ما زلت هنا» لوولتر ساليس (ڤيديو فيلمز)

من المسافة صفر

لا يختلف العام الحالي في شكل التنافس وقيمته بل بأفلامه. لدينا للمناسبة الـ97 من «الأوسكار» 89 دولة، كلّ واحدة منها سبق أن تنافست سابقاً في هذا المضمار. لكن المختلف هو بالطبع الأفلام نفسها. بعض ما شُوهد منها يستحق التقدير، والفرق شاسع بين ما يستحق التقدير وبين ما يستحق الترشيح والوصول إلى التّصفية.

الحلمُ في تحقيق هذه النقلة يسيطر على المخرجين والمنتجين العرب الذين نفّذوا أعمالهم الجديدة خلال هذه السنة وسارعوا لتقديمها.

من بينهم المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي، الذي وفّر خلال العام الحالي فيلمين، واحدٌ من إخراجه بعنوان «أحلام عابرة»، والثاني بتوقيع 22 مخرجاً ومخرجة أشرف مشهراوي على جمع أفلامهم في فيلم طويل واحد بعنوان «من المسافة صفر»، وجميعها تتحدّث عن غزة، وما حدث فيها في الأسابيع الأولى لما يُعرف بـ«طوفان الأقصى». بعض تلك الحكايا مؤثرٌ وبعضها الآخر توليفٌ روائي على تسجيلي متوقع، لكنها جميعها تكشف عن مواهب لو قُدِّر لها أن تعيش في حاضنة طبيعية لكان بعضها أنجز ما يستحق عروضاً عالمية.

لا ينحصر الوضع المؤلم في الأحداث الفلسطينية بل نجده في فيلم دانيس تانوفيتش الجديد (My Late Summer) «صيفي المتأخر». يقدم تانوفيتش فيلمه باسم البوسنة والهرسك، كما كان فعل سنة 2002 عندما فاز بـ«الأوسكار» بصفته أفضل فيلم أجنبي عن «الأرض المحايدة» (No Man‪’‬s Land). يفتح الفيلم الجديد صفحات من تاريخ الحرب التي دارت هناك وتأثيرها على شخصية بطلته.

«صيفي الأخير» لدانيس تانوفيتش (بروبيلر فيلمز)

مجازر كمبودية

تختلف المسألة بالنسبة للاشتراك الصّربي المتمثّل في «قنصل روسي» (Russian Consul) للمخرج ميروسلاڤ ليكيتش. في عام 1973 عندما كانت يوغوسلاڤيا ما زالت بلداً واحداً، عاقبت السلطات الشيوعية هناك طبيباً إثر موت مريض كان يعالجه، وأرسلته إلى كوسوڤو حيث وجد نفسه وسط تيارات انفصالية مبكرة ونزاع حول الهوية الفعلية للصرب. حسب الفيلم (الاشتراك الثاني لمخرجه للأوسكار) تنبأت الأحداث حينها بانهيار الاتحاد السوفياتي و«عودة روسيا كروسيا» وفق قول الفيلم.

التاريخ يعود مجدداً في فيلم البرازيلي والتر ساليس المعنون «ما زلت هنا» (I‪’‬m Still Here) وبطلته، أيضاً، ما زالت تحمل آلاماً مبرحة منذ أن اختفى زوجها في سجون الحقبة الدكتاتورية في برازيل السبعينات.

في الإطار نفسه يعود بنا الاشتراك الكمبودي (التمويل بغالبيته فرنسي) «اجتماع مع بُل بوت» (Meeting with Pol Pot) إلى حقبة السبعينات التي شهدت مجازرعلى يد الشيوعيين الحاكمين في البلاد، ذهب ضحيتها ما بين مليون ونصف ومليوني إنسان.

وفي «أمواج» (Waves) للتشيكي ييري مادل، حكاية أخرى عن كيف ترك حكمٌ سابقٌ آثاره على ضحاياه ومن خلفهم. يدور حول دور الإعلام في الكشف عن الحقائق التي تنوي السلطة (في السبعينات كذلك) طمسها.

تبعات الحرب الأهلية في لبنان ليست خافية في فيلم ميرا شعيب «أرزة»، الذي يدور حول أم وابنها يبحثان عن سارق دراجة نارية ويتقمصان، في سبيل ذلك، شخصيات تنتمي إلى الطائفة التي قد تكون مسؤولة عن السرقة. هما سنّيان هنا وشيعيان هناك ومسيحيان أو درزيان في مواقع أخرى وذلك للتأكيد على أن التربة الطائفية ما زالت تنبض حية.

حتى كوريا الجنوبية ما زالت تحوم حول الانقلاب (وهي تعيش اليوم حالة مشابهة) الذي وقع في مثل هذا الشهر من سنة 1979 عندما اغتيل الرئيس بارك على يد رئيس شعبة الدفاع لي تايدو-غوانغ (أُلقي القبض عليه لاحقاً وأُعدم). هذا هو ثالث فيلم شاهده الناقد كاتب هذه الكلمات حول الموضوع نفسه.