«إجث على الركبة»... ظاهرة تجتاح الملاعب الرياضية والمسارح للاحتجاج على ترمب

انتقد رياضيين بسبب سلوكهم أثناء عزف النشيد الأميركي

جيري جونزمالك فريق دالاس كاوبويز لكرة القدم الاميركية يشارك لاعبيه في حركة الإحتجاج أمس (أ.ب)
جيري جونزمالك فريق دالاس كاوبويز لكرة القدم الاميركية يشارك لاعبيه في حركة الإحتجاج أمس (أ.ب)
TT

«إجث على الركبة»... ظاهرة تجتاح الملاعب الرياضية والمسارح للاحتجاج على ترمب

جيري جونزمالك فريق دالاس كاوبويز لكرة القدم الاميركية يشارك لاعبيه في حركة الإحتجاج أمس (أ.ب)
جيري جونزمالك فريق دالاس كاوبويز لكرة القدم الاميركية يشارك لاعبيه في حركة الإحتجاج أمس (أ.ب)

أثار حديث للرئيس الأميركي دونالد ترمب يوم السبت الماضي انتقد فيه لاعبي الدوري الأميركي لكرة القدم الذي يقومون بالجثو على الركبة بدلا من الوقوف خلال عزف النشيد الوطني. واستخدم ترمب في حديثه لفظا مهينا في وصف هؤلاء اللاعبين مطالبا ملاك الأندية بطردهم.
وأثار حديث ترمب ردة فعل قوية لدى الرياضيين والفنانين والأميركيين وأشعل موقع «تويتر» بالرد عليه. وتحول وسم «اجث على الركبة» إلى منصة للاعتراض على تعليقات ترمب وعلى محاولته التفريق بين الأميركيين، حيث إن الرياضيين في أميركا درجوا على استخدام هذا النوع من الاحتجاج للتعبير عن رأيهم في عنف البوليس مع السود وحوادث القتل التي نتجت عنها.
وإمعانا في الاحتجاج وللتضامن مع زملائهم ممن أصابتهم سهام ترمب شهدت مباريات يوم الأحد الأندية متحدة حيث جثا عدد كبير من اللاعبين على ركبهم قبل بداية المباريات ولجأ آخرون للوقوف صفا واحدا متشابكي الأيدي مع زملائهم والمدربين والفنيين ومالكي الأندية أيضا في استعراض للتضامن مع حقوق المعارضين، أو البقاء داخل غرفة خلع الملابس حتى انتهاء هذه المراسم.
وذكرت وكالة د.ب.أ أن مباريات الدوري الأميركي هذا الأسبوع شهدت لاعبين جاثمين على ركبهم على الأرض برؤوس منحنية بأعداد كبيرة عما كانت عليه من قبل أثناء عزف النشيد الوطني الأميركي.
وفي أحدث تغريداته، تجاهل ترمب الموقف ضده وقال: «التضامن العظيم لنشيدنا الوطني ولبلادنا. الوقوف متشابكي الأيدي أمر جيد، لكن الجثو على الركب أمر غير مقبول. تقديرات سيئة».
وغرد بأن بطل دوري الهوكي الأميركي فريق بتسبرج بينجوينز سيزوره في البيت الأبيض، بعدما أعلنت تغريدته السبت أن بطل دوري كرة السلة الأميركي فريق جولدن ستيت واريورز غير مرحب به بعدما انتقده نجم الفريق ستيفن كوري.
من جانبه انتقد لاعب كرة السلة الأميركي ليبرون جيمس دونالد ترمب، مؤكدا أنه لن يسمح لأحد الأفراد استخدام الرياضة كمنصة لتفريق الناس.
وقال اللاعب الأميركي الكبير في مؤتمر صحافي عقده أمس الاثنين: «ما أصابني بالإحباط وأغضبني هو استخدامه منصة الرياضة لتفريقنا». وأضاف نجم نادي كليفلاند كافاليرز قائلا: «الرياضة شيء رائع للغاية، الرياضة يمكنها أن توحد الناس أكثر من أي شيء آخر من دون النظر إلى هيئتك أو حجمك أو جنسك».
وتابع: «نعرف أن هذه البلد هي الأفضل في العالم، لا تزال لدينا بعض المشاكل، مثل أي مكان في العالم، الناس هي من تقود هذا البلد وليس فرد بعينه». وأضاف جيمس عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» موجها حديثه لترمب: «الذهاب إلى البيت الأبيض كان شرفا حتى ظهرت أنت».
وتتابعت الاعتراضات على تصريحات وتغريدات ترمب التي اعتبرها كثيرون عنصرية، خاصة أن المعترضين هم من السود ويطالبون بالعدالة الاجتماعية. وإلى جانب أصوات نجوم الرياضة تعالت أصوات أخرى من المشاهير على «تويتر» منهم الكاتبة البريطانية جى كى رولينغ والممثل الأميركي جيسي جيمس الذي علق على موقف ترمب لمتابعيه وظهر في عدة لقاءات تلفزيونية يندد بترمب وبمن يعترض على ما يقوم به اللاعبون من احتجاج قائلا إن هؤلاء يعلقون فقط عندما يعلن لاعب أسود عن احتجاجه لقتل السود من قبل البوليس بينما لا يظهر أحدهم اعتراضا على القتل. أما المغني الأميركي ستيفي وندر فقد شارك من جانبه في «الجثو على الركبة» على المسرح في آخر حفلاته وألقى كلمة أعلن فيها أنه سيجثو على ركبتيه من أجل أميركا ومن أجل العالم، وبالفعل جثا المغني (67 عاما) بمساعدة ابنه في حفل أقيم بنيويورك ثم مرة أخرى في حفل أقيم في مدينة تشارلوتسفيل التي شهدت مظاهرات لليمين المتطرف مؤخرا. كما انضم المغني جون ليجيند لقائمة المشاهير التي انتقدت ترمب حيث نشر صورة على موقع إنستاغرام له جاثيا على ركبته أثناء حفل في هامبورغ وخلفه عرضت صورة تعبر عن حركة المطالبة بالحقوق المدنية في الستينات. كما علق ليجيند في مقال كتبه لمجلة «سليت» قائلا: «احتجاجات اللاعبين مهمة. فبفضلهم نتحدث كل يوم من أيام الأسبوع عن الفروقات العرقية. بدأ الناس في هذا البلد التفكير في حال الأشخاص الملونين».
من جانبه طلب المغني الأميركي مارك أنتوني من الرئيس دونالد ترمب في تغريدة على «تويتر» أن يقدم المزيد من المساعدة لمواطنيه في بورتوريكو المتضررين من الإعصار «ماريا» بدلا من الاهتمام بتصرفات لاعبي كرة القدم الأميركية.
وجاءت تغريدة أنتوني على ما يبدو بعد أن فاض به الكيل من انتقاد ترمب المتكرر لسلوك اللاعبين أثناء عزف النشيد الوطني، حيث وجه انتقادا شديدا للاعبين أول من أمس الاثنين لليوم الرابع على التوالي.
وطلب (أنتوني 49 عاما) في تغريدته على «تويتر» من ترمب أن يكف عن تعليقاته بشأن لاعبي كرة القدم الأميركية و«يقدم شيئا للأشخاص الذين يحتاجون للمساعدة في بورتوريكو».
وأضاف أنتوني، المولود في نيويورك لأبوين من بورتوريكو، في تغريدته موجها كلماته لترمب: «فلتفعل شيئا لأهلنا المحتاجين في بورتوريكو. نحن مواطنون أميركيون أيضا».
وبدا أن ترمب نكأ جرحا عميقا لدى الشعب الأميركي الذي لا يزال يعاني من بعض الممارسات ضد السود، وقام مغردون بنشر صورة لداعي الحقوق المدنية مارتن لوثر كينغ جاثيا على ركبته قائلين: «هذا هو الأصل في ثني الركبة، الاحتجاج السلمي ضد عدم المساواة».


مقالات ذات صلة

ترمب «شخصية العام» لمجلة «تايم»: 72 يوماً من الغضب

الولايات المتحدة​ احتفل ترمب باختياره «شخصية العام» من قِبل مجلة «تايم» بقرع جرس افتتاح بورصة نيويورك يوم 12 ديسمبر الحالي (أ.ب)

ترمب «شخصية العام» لمجلة «تايم»: 72 يوماً من الغضب

احتفى ترمب باختياره «شخصية العام» من مجلة «تايم»، وقرع جرس افتتاح بورصة نيويورك على بُعد بضعة مبانٍ من المحكمة التي أدانته قبل 6 أشهر فقط.

علي بردى (واشنطن)
الاقتصاد إريك ترمب يتحدث خلال مقابلة مع «رويترز» في أبو ظبي (رويترز)

إريك ترمب: نخطط لبناء برج في الرياض بالشراكة مع «دار غلوبال»

قال إريك ترمب، نجل الرئيس الأميركي المنتخب، لـ«رويترز»، الخميس، إن منظمة «ترمب» تخطط لبناء برج في العاصمة السعودية الرياض.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
المشرق العربي مجلة «تايم» تختار الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب «شخصية عام 2024»... (أ.ب)

ترمب: أدعم حل الدولتين لكن «هناك بدائل أخرى»

أجرى رئيس أميركا المنتخب، دونالد ترمب، حواراً مع مجلة «تايم» التي اختارته «شخصية عام 2024» وأكد أن «مشكلة الشرق الأوسط» أسهل في التعامل من «المشكلة الأوكرانية».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب خلال فعالية شخصية العام لمجلة تايم في بورصة نيويورك، 12 ديسمبر 2024 (أ.ب)

ترمب رداً على سؤال عن احتمالات الحرب مع إيران: «أي شيء يمكن أن يحدث»

قال الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب ردا على سؤال في مقابلة مع مجلة «تايم» حول احتمالات الحرب مع إيران، إن «أي شيء يمكن أن يحدث».rnrn

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أ.ب)

"تايم "تختار دونالد ترمب شخصية العام 2024

اختارت مجلة تايم الأميركية دونالد ترمب الذي انتخب لولاية ثانية على رأس الولايات المتحدة شخصية العام 2024.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.