أثار حديث للرئيس الأميركي دونالد ترمب يوم السبت الماضي انتقد فيه لاعبي الدوري الأميركي لكرة القدم الذي يقومون بالجثو على الركبة بدلا من الوقوف خلال عزف النشيد الوطني. واستخدم ترمب في حديثه لفظا مهينا في وصف هؤلاء اللاعبين مطالبا ملاك الأندية بطردهم.
وأثار حديث ترمب ردة فعل قوية لدى الرياضيين والفنانين والأميركيين وأشعل موقع «تويتر» بالرد عليه. وتحول وسم «اجث على الركبة» إلى منصة للاعتراض على تعليقات ترمب وعلى محاولته التفريق بين الأميركيين، حيث إن الرياضيين في أميركا درجوا على استخدام هذا النوع من الاحتجاج للتعبير عن رأيهم في عنف البوليس مع السود وحوادث القتل التي نتجت عنها.
وإمعانا في الاحتجاج وللتضامن مع زملائهم ممن أصابتهم سهام ترمب شهدت مباريات يوم الأحد الأندية متحدة حيث جثا عدد كبير من اللاعبين على ركبهم قبل بداية المباريات ولجأ آخرون للوقوف صفا واحدا متشابكي الأيدي مع زملائهم والمدربين والفنيين ومالكي الأندية أيضا في استعراض للتضامن مع حقوق المعارضين، أو البقاء داخل غرفة خلع الملابس حتى انتهاء هذه المراسم.
وذكرت وكالة د.ب.أ أن مباريات الدوري الأميركي هذا الأسبوع شهدت لاعبين جاثمين على ركبهم على الأرض برؤوس منحنية بأعداد كبيرة عما كانت عليه من قبل أثناء عزف النشيد الوطني الأميركي.
وفي أحدث تغريداته، تجاهل ترمب الموقف ضده وقال: «التضامن العظيم لنشيدنا الوطني ولبلادنا. الوقوف متشابكي الأيدي أمر جيد، لكن الجثو على الركب أمر غير مقبول. تقديرات سيئة».
وغرد بأن بطل دوري الهوكي الأميركي فريق بتسبرج بينجوينز سيزوره في البيت الأبيض، بعدما أعلنت تغريدته السبت أن بطل دوري كرة السلة الأميركي فريق جولدن ستيت واريورز غير مرحب به بعدما انتقده نجم الفريق ستيفن كوري.
من جانبه انتقد لاعب كرة السلة الأميركي ليبرون جيمس دونالد ترمب، مؤكدا أنه لن يسمح لأحد الأفراد استخدام الرياضة كمنصة لتفريق الناس.
وقال اللاعب الأميركي الكبير في مؤتمر صحافي عقده أمس الاثنين: «ما أصابني بالإحباط وأغضبني هو استخدامه منصة الرياضة لتفريقنا». وأضاف نجم نادي كليفلاند كافاليرز قائلا: «الرياضة شيء رائع للغاية، الرياضة يمكنها أن توحد الناس أكثر من أي شيء آخر من دون النظر إلى هيئتك أو حجمك أو جنسك».
وتابع: «نعرف أن هذه البلد هي الأفضل في العالم، لا تزال لدينا بعض المشاكل، مثل أي مكان في العالم، الناس هي من تقود هذا البلد وليس فرد بعينه». وأضاف جيمس عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» موجها حديثه لترمب: «الذهاب إلى البيت الأبيض كان شرفا حتى ظهرت أنت».
وتتابعت الاعتراضات على تصريحات وتغريدات ترمب التي اعتبرها كثيرون عنصرية، خاصة أن المعترضين هم من السود ويطالبون بالعدالة الاجتماعية. وإلى جانب أصوات نجوم الرياضة تعالت أصوات أخرى من المشاهير على «تويتر» منهم الكاتبة البريطانية جى كى رولينغ والممثل الأميركي جيسي جيمس الذي علق على موقف ترمب لمتابعيه وظهر في عدة لقاءات تلفزيونية يندد بترمب وبمن يعترض على ما يقوم به اللاعبون من احتجاج قائلا إن هؤلاء يعلقون فقط عندما يعلن لاعب أسود عن احتجاجه لقتل السود من قبل البوليس بينما لا يظهر أحدهم اعتراضا على القتل. أما المغني الأميركي ستيفي وندر فقد شارك من جانبه في «الجثو على الركبة» على المسرح في آخر حفلاته وألقى كلمة أعلن فيها أنه سيجثو على ركبتيه من أجل أميركا ومن أجل العالم، وبالفعل جثا المغني (67 عاما) بمساعدة ابنه في حفل أقيم بنيويورك ثم مرة أخرى في حفل أقيم في مدينة تشارلوتسفيل التي شهدت مظاهرات لليمين المتطرف مؤخرا. كما انضم المغني جون ليجيند لقائمة المشاهير التي انتقدت ترمب حيث نشر صورة على موقع إنستاغرام له جاثيا على ركبته أثناء حفل في هامبورغ وخلفه عرضت صورة تعبر عن حركة المطالبة بالحقوق المدنية في الستينات. كما علق ليجيند في مقال كتبه لمجلة «سليت» قائلا: «احتجاجات اللاعبين مهمة. فبفضلهم نتحدث كل يوم من أيام الأسبوع عن الفروقات العرقية. بدأ الناس في هذا البلد التفكير في حال الأشخاص الملونين».
من جانبه طلب المغني الأميركي مارك أنتوني من الرئيس دونالد ترمب في تغريدة على «تويتر» أن يقدم المزيد من المساعدة لمواطنيه في بورتوريكو المتضررين من الإعصار «ماريا» بدلا من الاهتمام بتصرفات لاعبي كرة القدم الأميركية.
وجاءت تغريدة أنتوني على ما يبدو بعد أن فاض به الكيل من انتقاد ترمب المتكرر لسلوك اللاعبين أثناء عزف النشيد الوطني، حيث وجه انتقادا شديدا للاعبين أول من أمس الاثنين لليوم الرابع على التوالي.
وطلب (أنتوني 49 عاما) في تغريدته على «تويتر» من ترمب أن يكف عن تعليقاته بشأن لاعبي كرة القدم الأميركية و«يقدم شيئا للأشخاص الذين يحتاجون للمساعدة في بورتوريكو».
وأضاف أنتوني، المولود في نيويورك لأبوين من بورتوريكو، في تغريدته موجها كلماته لترمب: «فلتفعل شيئا لأهلنا المحتاجين في بورتوريكو. نحن مواطنون أميركيون أيضا».
وبدا أن ترمب نكأ جرحا عميقا لدى الشعب الأميركي الذي لا يزال يعاني من بعض الممارسات ضد السود، وقام مغردون بنشر صورة لداعي الحقوق المدنية مارتن لوثر كينغ جاثيا على ركبته قائلين: «هذا هو الأصل في ثني الركبة، الاحتجاج السلمي ضد عدم المساواة».
«إجث على الركبة»... ظاهرة تجتاح الملاعب الرياضية والمسارح للاحتجاج على ترمب
انتقد رياضيين بسبب سلوكهم أثناء عزف النشيد الأميركي
«إجث على الركبة»... ظاهرة تجتاح الملاعب الرياضية والمسارح للاحتجاج على ترمب
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة