إطاحة قيادي في «الأمن المركزي» الحوثي بحجة

44 قذيفة عشوائية على مديرية الصلو خلال 24 ساعة

اللواء الركن طاهر العقيلي رئيس هيئة الأركان اليمنية زار أمس «اللواء 117 مشاة» بمحور البيضاء و«اللواء 26 مشاة» في حريب بمحافظة مأرب (سبأ)
اللواء الركن طاهر العقيلي رئيس هيئة الأركان اليمنية زار أمس «اللواء 117 مشاة» بمحور البيضاء و«اللواء 26 مشاة» في حريب بمحافظة مأرب (سبأ)
TT

إطاحة قيادي في «الأمن المركزي» الحوثي بحجة

اللواء الركن طاهر العقيلي رئيس هيئة الأركان اليمنية زار أمس «اللواء 117 مشاة» بمحور البيضاء و«اللواء 26 مشاة» في حريب بمحافظة مأرب (سبأ)
اللواء الركن طاهر العقيلي رئيس هيئة الأركان اليمنية زار أمس «اللواء 117 مشاة» بمحور البيضاء و«اللواء 26 مشاة» في حريب بمحافظة مأرب (سبأ)

سقط أركان حرب الأمن المركزي الانقلابي عمار أبو خرفشة، ضمن حصيلة قتلى ميليشيات الحوثي وصالح في معارك تحرير تخوضها قوات الجيش اليمني في محافظة حجة المحاذية للسعودية، فيما رصد الجيش اليمني الوطني 44 صاروخا وقذيفة أطلقتها الميليشيات على قرى سكنية بمديرية الصلو منذ مساء الجمعة وحتى مساء السبت.
في الأثناء، أكد رئيس الوزراء اليمني أحمد عبيد بن دغر، اهتمام القيادة السياسية ممثلة بالرئيس عبد ربه منصور هادي بمحافظة تعز وتوفير الخدمات الأساسية وأبرزها «صرف مرتبات الموظفين المدنيين، واستكمال تحرير ما تبقى من المحافظة».
جاء ذلك خلال لقائه، في قصر المعاشيق في العاصمة المؤقتة عدن أمس الأحد، محافظ تعز علي المعمري وقائد المنطقة العسكرية الرابعة اللواء فضل حسن، ناقش معهما الأوضاع الأمنية والعسكرية والخدمية واستكمال تحرير ما تبقى من مناطق المحافظة، وذلك طبقا لما نقلت عنه وكالة الأنباء اليمنية الرسمية «سبأ».
كما استمع رئيس الوزراء، إلى شرح مفصل من محافظ المحافظة عن الحالة الأمنية والخدمية في المحافظة وجهود السلطة المحلية والجهود التي تبذلها السلطات المحلية والأجهزة الأمنية من أجل تطبيع الأوضاع وعودة عمل مؤسسات الدولة.
وقال بن دغر، إن «تعز تمثل بوابة النصر وقلعة الصمود والحرية، وبتحريرها ينهزم الانقلاب عسكرياً ومعنوياً، وإنه ينتظرها مستقبلاً واعدا بالعطاء والإنجاز»، منوهاً أن المحافظة «ستشهد خلال الفترة القادمة سلسلة من المشاريع الخدمية التي من شأنها تخفيف معاناة المواطنين التي تسبب فيها الانقلابيون بشنهم الحرب الظالمة على المدينة، وتدمير البنية التحتية واستهداف الأطفال والنساء والمصالح العامة والخاصة».
وشدد على ضرورة تحصيل الإيرادات وإيداعها فرع البنك المركزي في المحافظة وذلك لضمان استمرار صرف المرتبات وإيجاد تنمية حقيقية في المحافظة.
ومن جانبه، أكد قائد المنطقة العسكرية الرابعة، أنه بناءً على توجيهات الرئيس هادي بإعادة بناء وتأهيل ودمج الجيش فإنه «سيتم تدريب منتسبي القوات المسلحة من مختلف محافظات الجمهورية، للقيام بمهامها الوطنية في الدفاع عن الوطن والشرعية من القوي الانقلابية». وبدوره، أطلع محافظ تعز رئيس الوزراء على المشاريع التي تم تنفيذها خلال الفترة الماضية، مشيداً، في الوقت ذاته، بدعم الرئيس هادي ورئيس الوزراء الذي يقدمونه لأبناء المحافظة وآخره التوجيه بصرف مرتبات الموظفين في محافظة تعز. كما ثمن محافظ محافظة تعز علي المعمري، جهود مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية في دعم محافظة تعز، والإسهام في التخفيف من وطأة الأزمة الإنسانية التي يعيشها أهالي المحافظة نتيجة الحصار والحرب التي تشنها الميليشيات الانقلابية ضد محافظة تعز. وأشار، خلال لقائه السبت الدكتور صالح الذيباني، مسؤول مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، وكذا المدير التنفيذي لائتلاف الخير للإغاثة الإنسانية، بالعاصمة المؤقتة عدن بحسب بيان صادر عن مكتبه الإعلامي حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، إلى الأدوار المبكرة لمركز الملك سلمان لإغاثة محافظة تعز عبر الإنزال الجوي للمعونات والمواد الطبية وكذا قوافل الإغاثة، وكافة الجهود والمواقف الإنسانية للمركز والتي قال عنها بأنها تنطلق من مبدأ الأخوة وروابط العقيدة والدين والإنسانية.
واستعرض اللقاء خطة توزيع ستة وسبعين ألفا ومائتين وخمسين سلة غذائية جديدة عبر ائتلاف الخير مقدمة من مركز الملك سلمان لعدد 14 مديرية من مديريات محافظة تعز، وضرورة تقديم التسهيلات اللازمة لتنفيذ الخطة في المناطق والمديريات المستهدفة.
وشدد المحافظ المعمري في اللقاء على «أهمية تحييد العمل الإنساني والنأي به عن الصراعات الجانبية وتقديم كافة التسهيلات لأداء المنظمات العاملة في المجال الإغاثي والإنساني والتغلب على المعوقات التي تواجه عمل هذه المنظمات».
جاء ذلك في الوقت الذي تتواصل المعارك بين الجيش الوطني والميليشيات الانقلابية في بيحان وصرواح ودمت وتعز وميدي، وسط تقدم قوات الجيش الوطني وتحقيقها التقدم الكبير وتكبيد الانقلابيين الخسائر البشرية والمادية الكبيرة.
وفي تفاصيل العمليات العسكرية في محافظة حجة، سقط عشرات الانقلابيين بين قتيل وجريح في هجوم معاكس شنته قوات الجيش على مواقع ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية في جبهة ميدي الساحلية، بعدما شنت الأخيرة هجماتها المباغتة على مواقع الجيش جنوب شرقي المدينة في محاولة منها استعادة مواقع خسرتها خلال الأيام الماضية وهي المحاولات التي باءت بالفشل.
وطبقا لبيان عسكري صادر عن المنطقة العسكرية الخامسة، على موقعه في موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» فقد «لقي أركان حرب الأمن المركزي بمحافظة حجة التابع للميليشيا الانقلابية المدعو عمار أبو خرفشة، مصرعه مع العشرات من عناصر الانقلابيين خلال المعارك الدائرة في جبهة حرض الحدودية بين قوات الجيش الوطني وميليشيات الحوثي وصالح، الحوثي وصالح، حيث يعتبر أبو خرفشة أخو المشرف الأمني للميليشيات الانقلابية لمحافظات حجة والمحويت والحديدة نائف أبو خرفشة». وأضاف أن «القيادي الحوثي أبو خرفشة، يعتبر القيادي الحوثي الثاني الذي لقي مصرعه خلال ثلاثة أيام في جبهة حرض بعد فؤاد الجبري المكنى بأبو أمجد، مسؤول الإمداد والإسناد بجبهة حرض». وفي ريف تعز، قتل أربعة انقلابيين عقب محاولات تسللهم إلى مواقع الجيش الوطني في منطقة الصيار التي استعادتها قوات الجيش الوطني، في الوقت الذي تصعد من قصفها ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية على قرى الصيار وعدد من قرى مديرية الصلو، جنوب تعز. وقابل تقدم الجيش الوطني وثباته على مواقع في الصيار والمواقع المحررة، إسناد جوي من مقاتلات التحالف التي كثفت من تحليقها على مديرية الصلو وشن غاراتها على تعزيزات عسكرية ومواقع للانقلابيين ما أسفر عن خسائر بشرية ومادية بصفوف الميليشيات الانقلابية، بحسب تأكيدات مصادر في المقاومة الشعبية لـ«الشرق الأوسط».
وقالت المصادر ذاتها إن الجيش الوطني كثف من قصفه على مواقع الانقلابيين في أطراف الصلو بما فيها مواقع عسكرية في قرية الحود والعقيبة والشرف.
على الصعيد ذاته، شهدت جبهة المتون في محافظة الجوف اشتباكات متقطعة بين الجيش والميلشيات في الوقت الذي تجري قوات الجيش استعداداتها العسكرية لاستكمال السيطرة على ما تبقى من الجوف، وذلك في الوقت الذي تحشد ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية قواتها إلى ما تبقى من مواقعها في جبهات حام ومرزية، طبقا لما أكده مصدر عسكري لـ«الشرق الأوسط».
وتصدت قوات الجيش الوطني لمحاولات تقدم الانقلابيين إلى مواقعها شرق صرواح بمحافظة مأرب، وأجبرتها على التراجع إلى مواقعها.
وتزامن ذلك مع تمكن قوات الجيش من إحباط هجوم للانقلابيين على مواقعها شرق مديرية عسيلان بمحافظة شبوة. وبحسب المصادر العسكرية فقد اندلعت المواجهات عقب محاولات ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية التقدم إلى مواقع الجيش في العكدة والعلم.
وتجددت المعارك في مريس بمحافظة الضالع بالتزامن مع قصف الجيش الوطني لتجمعات الانقلابيين في القرين.
وفي محافظة البيضاء، تواصل الميليشيات الانقلابية قصفها لمنازل المواطنين في الاجردي والجماجم وآل برمان بمديرية الزاهر، ما أسفر عن أضرار مادية في ممتلكات المواطنين وإثارة الهلع والخوف في أوساط النساء والأطفال، علاوة على نزوح العشرات من الأسر من منازلها، وسقوط عدد من القتلى والجرحى.



الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
TT

الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)

تعليقاً على الخطبة الأخيرة لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، والتي حاول فيها ترهيب اليمنيين من الانتفاضة ضد انقلاب جماعته على غرار ما حدث في سوريا، بشّر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني باقتراب ساعة الخلاص من طغيان الانقلابيين في بلاده، وقال إن تلك الخطبة تؤكد أن الرجل «يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، ولا يرى ما يحدث حوله».

وكان الحوثي حاول في أحدث خطبه، الخميس الماضي، أن يطمئن جماعته بأن الوضع في اليمن يختلف عن الوضع السوري، مراهناً على التسليح الإيراني، وعلى عدد المجندين الذين استقطبتهم جماعته خلال الأشهر الماضية تحت مزاعم محاربة أميركا وإسرائيل ومناصرة الفلسطينيين في غزة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وقال الإرياني في تصريح رسمي: «إن المدعو عبد الملك الحوثي خرج من كهفه بخطاب باهت، مرتبك ومتشنج، في محاولة بائسة لترهيب اليمنيين، وتصوير ميليشياته الإيرانية كقوة لا تُقهر».

وأضاف أن تلك الخطبة «تؤكد مرة أخرى أن زعيم الميليشيا الحوثية يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، لا يرى ما يحدث من حوله، ولا يدرك حجم الزلزال الذي ضرب المنطقة وأدى إلى سقوط المشروع التوسعي الإيراني، الذي سُخرت له على مدار أربعة عقود الإمكانات البشرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية والعسكرية والدينية، وارتداداته القادمة على اليمن بكل تأكيد».

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى أن الحوثي بدلاً من الاعتراف بأخطائه وخطاياه، والاعتذار والبحث عن مخرج له ولعصاباته، خرج ليهدد اليمنيين مجدداً بسفك دمائهم، مُكرراً مفردات التهديد والتخويف التي سبق أن استخدمها حسن نصر الله زعيم «حزب الله» ضد اللبنانيين والقوى السياسية اللبنانية.

وتساءل الإرياني بالقول: «ألم يردد حسن نصر الله، زعيم ميليشيا (حزب الله)، نفس الكلمات والوعيد؟ أين هو اليوم؟ وأين تلك (القوة العظيمة) التي وعد بها؟».

خطاب بائس

تحدث وزير الإعلام اليمني عن اقتراب ساعة الخلاص من الانقلاب، ووصف الخطاب الحوثي بـ«البائس»، وقال إنه يعكس واقعاً متجذراً في عقلية التطرف والعنف التي يُروج لها محور طهران، ويُظهر مدى تماهي الحوثي مع المشروع الإيراني المزعزع للأمن والاستقرار في المنطقة، وأضاف: «إن ما يمر به الحوثي اليوم هو مجرد صدى لما مر به نصر الله وغيره من زعماء الميليشيات المدعومة من إيران».

مسلح حوثي خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

ونوّه الإرياني إلى أن البعض كان ينتظر من زعيم الميليشيا الحوثية، بعد سقوط المحور الفارسي والهزيمة المُذلة لإيران في سوريا، التي كانت تمثل العمود الفقري لمشروعها التوسعي في المنطقة، و«حزب الله» خط دفاعها الأول، أن يخرج بخطاب عقلاني يعتذر فيه لليمنيين عن الانقلاب الذي أشعل نار الحرب، وعن نهر الدماء والدمار والخراب الذي خلّفه، وعن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها بحقهم على مدى السنوات الماضية.

وتابع الوزير اليمني بالقول: «على عبد الملك الحوثي أن يعلم أن ساعة الخلاص قد اقتربت، فقد بات اليمنيون الذين عانوا الويلات منذ عقد من الزمان، وسُفكت دماؤهم ونهبت أموالهم، وهُتكت أعراضهم، وشهدوا بأم أعينهم أسوأ أنواع التعذيب والانتهاكات في المعتقلات السرية، أكثر إصراراً من أي وقت مضى على تحرير وطنهم من قبضة ميليشياته الفاشية، ولن يفوتوا هذه اللحظة التاريخية، وسيبذلون الغالي والنفيس لتحرير وطنهم والحفاظ على هويتهم الوطنية والعربية».

مفاجآت سارة

أكد الإرياني أن المستقبل يحمل النصر لليمنيين، وأن الأيام «حبلى بالمفاجآت السارة» - وفق تعبيره - وأن مصير الميليشيات الحوثية لن يكون مختلفاً عن باقي الميليشيات الإيرانية في المنطقة. وشدد الوزير على أن اليمن لن يكون إلا جزءاً من محيطه العربي، وسيظل يقاوم ويواجه الظلم والطغيان والتسلط حتى يستعيد حريته وسيادته، مهما كلف ذلك من تضحيات.

اليمنيون يأملون سقوطاً قريباً لانقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران (إ.ب.أ)

وأضاف الوزير بالقول: «الشعب اليمني، الذي دفع ولا يزال أثماناً باهظة في معركة البقاء، لن يتوانى عن دفع المزيد من التضحيات لإعادة وطنه حراً مستقلاً خالياً من النفوذ الإيراني التخريبي، وتحقيق النصر والتحرر والكرامة».

يشار إلى أن الأحداث المتسارعة في سوريا التي قادت إلى سقوط نظام بشار الأسد فتحت باب التطلّعات في اليمن نحو سيناريو مشابه يقود إلى إنهاء انقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران بأقل التكاليف، خصوصاً بعد الضربات التي تلقتها طهران في لبنان، وصولاً إلى طي صفحة هيمنتها على دمشق.